عندما تعيش طويلا لوحدك تصبح صديق نفسك و رفيقها ومعلمها ومرشدها كانت تردد تلك العبارة كثيرا بينها وبين نفسها على مدى خمس وعشرين عاما عاشت حياة هادئه ليس لها أصدقاء لا يعرفها الكثيرون كانت فتاة عاديه في أسرة عادية ذات جمال عادي تلقت تعليما عاديا وكل ما كانت تنتظره وما تربت عليه هو أنها ستتزوج وتنجب وتشيخ ثم تموت ما كانت تظن أن حياتها يمكن أن تتخذ مجرى آخر أو أنها ستكون يوما شيئا غير عادي .
ذات مساء جلست في غرفتها تبحث عن قناة لتقتل بها الملل في إحدى القنوات كان شابا بهي الطله يتحدث مع المذيعه عن الفرق بين الإنتقاد وإطلاق الأحكام لم تدري لماذا توقفت عنده شيء ما كان يجذبها لكلامه مع أنها لم تستوعب في البداية ما يقول كأنه يتحدث لغة مختلفه لكن حضوره القوي أثر فيها وسلاسة حديثه شدتها بقيت تشاهد كل المقابله وبعد أن إنتهت الحلقه أغلقت التلفاز أغلقت الإضاءة حاولت أن تنام ولكن صوت الرجل مازال حاضرا يتردد في ذهنها جافاها النوم وأرقتها أفكارها كيف يمكن لمشاعري التحكم بحياتي؟ وكيف لأفكاري أن تحدد طريقي ؟ كيف يمكن أن أتقبل نفسي وأنا أدرك عيوبي ؟ ثم كيف أحب عيوبي ؟ سرحت قليلا بخيالها لماضيها لقد إختارت حياة منعزله ليس لها ماض يذكر ولا مستقبل واضح تعيش في دوامه رتيبه . بحزن رددت أنا لا شيء! في تلك اللحظه أتاها كلام الرجل لا تطلق الأحكام على نفسك فالله كرمك وخلقك واصطفاك على كثير ممن خلق و وحده هو من يحكم عليك ومن يقيمك أنت وكل البشر. إطلاق الأحكام ليست مهمة البشر. رددت أنا لست لا شيء فقط لم أدرك بعد من هي أنا . قال الرجل يجب أن لا نكره أنفسنا ولكن أن نكره أفعالنا , أنا لا أكره نفسي , ولكن أكره التخاذل الذي استسلمت له .عندما سألته متصله علي البرنامج نصيحته في شأن يخصها قال الرجل للسائله أنا لا أستطيع أن أساعدك إذا لم تكوني تدركين ماذا تريدين وماذا ينقصك و كيف تساعدين نفسك . تساءلت ماذا أريد أنا ؟؟ لم تسأل نفسها أبدا ماذا تريد؟ لم تتعلم أن تطلب , كانت تقبل ما يأتيها فقط . قال الرجل إذا لم تكن مؤمنا بأن الله سيعطيك ماتريد فلا تطلب لأنك ستحصل على ما لا تريد لأنك تؤمن بأنك ستحصل على ما لا تريد . منذ طفولتها قالو لها أن الله موجود هي تصوم وتصلي و لكنها لم تتواصل معه لم تشعر بحبها له لم تشعر بحبه لها وأنه يحميها ويحفظها و يريد لها أفضل ما يكون . كيف تشعر بأنه يحبها ؟ مضى منتصف الليل وهي تفكر وهي جالسة على سريرها و تستند بظهرها على الحائط .
كانت على طريق غريب لم تألفه أمامها جسر و الشمس أوشكت على المغيب أتت سيارة يقودها شخص لم تر وجهه سألته : هل تستطيع أن توصلني ؟
أين أنتي ذاهبه ؟
لا أدري ؟
إذن لن تصلي لأي مكان . ثم رحل
شعرت بالغضب الشديد جلست على الرصيف تنتظر
مرت سيارة أخرى توقف السائق فسألته : هل تستطيع أن توصلني ؟
سألها : أين أنت ذاهبه ؟
أجابت : إلى أي مكان ؟
الآن أنت في أي مكان ! ما الفرق إذن . ثم ذهب
شعرت بحزن شديد و ألم في صدرها كانت تتساءل لماذا أصبح البشر قساة هكذا أتت سيارة ثالثه توقفت وسألت السائق : هل يمكنك أن توصلني سيحل الظلام ولا أدري أين أنا ؟
أين أنت ذاهبه ؟
خذني بعيد من هنا
هل أساعدك في عبور الجسر؟
لا ما أحتاجه هو الذهاب أبعد من ذلك
لماذا ؟
أشعر بالخوف أنا هنا وحدي ؟
ألم تعتادي الوحده ؟
رددت عبارتها من يبقى وحيدا يصبح صديق نفسه
وأضاف لها و عدو نفسه أيضا
و أيضا ذهب
شعرت بغضب شديد ثم بدأت تمشي قررت عبور الجسر كانت مرعوبه وعندما تكون خائفا و وحيدا تتشابك الكثير من الأفكاربرأسك ولا تكون أفكارا جيدة عادة . مرت قربها سياره توقفت سألها السائق هل تحتاجين توصيله ؟
ردت نعم ؟
كانت تنظر عبر نافذة السيارة و تفكر لماذا هي في هذا الموقف ؟ مضى وقت قليل حتى بدأت التعرف على الشوارع ومعالم المدينه طلبت من السائق التوقف كانت قرب منزلها أرادت أن تشكره فوجدت نفسها تنظر لنفسها و كان وجهها مشرقا بإبتسامة رضا .
من مكان بعيد سمعت صوت الآذان فتحت عيونها على غرفتها التي تسلل لها ضوء الفجر عبر النافذة المفتوحه كانت جالسه على سريرها و ظهرها مستند على الحائط .
- الجسر
نجوي عوض الجيد
قصة فائزة بجائزة الطيب صالح للشباب (مركز عبد الكريم مرغني)
الدورة السابعة .....
ذات مساء جلست في غرفتها تبحث عن قناة لتقتل بها الملل في إحدى القنوات كان شابا بهي الطله يتحدث مع المذيعه عن الفرق بين الإنتقاد وإطلاق الأحكام لم تدري لماذا توقفت عنده شيء ما كان يجذبها لكلامه مع أنها لم تستوعب في البداية ما يقول كأنه يتحدث لغة مختلفه لكن حضوره القوي أثر فيها وسلاسة حديثه شدتها بقيت تشاهد كل المقابله وبعد أن إنتهت الحلقه أغلقت التلفاز أغلقت الإضاءة حاولت أن تنام ولكن صوت الرجل مازال حاضرا يتردد في ذهنها جافاها النوم وأرقتها أفكارها كيف يمكن لمشاعري التحكم بحياتي؟ وكيف لأفكاري أن تحدد طريقي ؟ كيف يمكن أن أتقبل نفسي وأنا أدرك عيوبي ؟ ثم كيف أحب عيوبي ؟ سرحت قليلا بخيالها لماضيها لقد إختارت حياة منعزله ليس لها ماض يذكر ولا مستقبل واضح تعيش في دوامه رتيبه . بحزن رددت أنا لا شيء! في تلك اللحظه أتاها كلام الرجل لا تطلق الأحكام على نفسك فالله كرمك وخلقك واصطفاك على كثير ممن خلق و وحده هو من يحكم عليك ومن يقيمك أنت وكل البشر. إطلاق الأحكام ليست مهمة البشر. رددت أنا لست لا شيء فقط لم أدرك بعد من هي أنا . قال الرجل يجب أن لا نكره أنفسنا ولكن أن نكره أفعالنا , أنا لا أكره نفسي , ولكن أكره التخاذل الذي استسلمت له .عندما سألته متصله علي البرنامج نصيحته في شأن يخصها قال الرجل للسائله أنا لا أستطيع أن أساعدك إذا لم تكوني تدركين ماذا تريدين وماذا ينقصك و كيف تساعدين نفسك . تساءلت ماذا أريد أنا ؟؟ لم تسأل نفسها أبدا ماذا تريد؟ لم تتعلم أن تطلب , كانت تقبل ما يأتيها فقط . قال الرجل إذا لم تكن مؤمنا بأن الله سيعطيك ماتريد فلا تطلب لأنك ستحصل على ما لا تريد لأنك تؤمن بأنك ستحصل على ما لا تريد . منذ طفولتها قالو لها أن الله موجود هي تصوم وتصلي و لكنها لم تتواصل معه لم تشعر بحبها له لم تشعر بحبه لها وأنه يحميها ويحفظها و يريد لها أفضل ما يكون . كيف تشعر بأنه يحبها ؟ مضى منتصف الليل وهي تفكر وهي جالسة على سريرها و تستند بظهرها على الحائط .
كانت على طريق غريب لم تألفه أمامها جسر و الشمس أوشكت على المغيب أتت سيارة يقودها شخص لم تر وجهه سألته : هل تستطيع أن توصلني ؟
أين أنتي ذاهبه ؟
لا أدري ؟
إذن لن تصلي لأي مكان . ثم رحل
شعرت بالغضب الشديد جلست على الرصيف تنتظر
مرت سيارة أخرى توقف السائق فسألته : هل تستطيع أن توصلني ؟
سألها : أين أنت ذاهبه ؟
أجابت : إلى أي مكان ؟
الآن أنت في أي مكان ! ما الفرق إذن . ثم ذهب
شعرت بحزن شديد و ألم في صدرها كانت تتساءل لماذا أصبح البشر قساة هكذا أتت سيارة ثالثه توقفت وسألت السائق : هل يمكنك أن توصلني سيحل الظلام ولا أدري أين أنا ؟
أين أنت ذاهبه ؟
خذني بعيد من هنا
هل أساعدك في عبور الجسر؟
لا ما أحتاجه هو الذهاب أبعد من ذلك
لماذا ؟
أشعر بالخوف أنا هنا وحدي ؟
ألم تعتادي الوحده ؟
رددت عبارتها من يبقى وحيدا يصبح صديق نفسه
وأضاف لها و عدو نفسه أيضا
و أيضا ذهب
شعرت بغضب شديد ثم بدأت تمشي قررت عبور الجسر كانت مرعوبه وعندما تكون خائفا و وحيدا تتشابك الكثير من الأفكاربرأسك ولا تكون أفكارا جيدة عادة . مرت قربها سياره توقفت سألها السائق هل تحتاجين توصيله ؟
ردت نعم ؟
كانت تنظر عبر نافذة السيارة و تفكر لماذا هي في هذا الموقف ؟ مضى وقت قليل حتى بدأت التعرف على الشوارع ومعالم المدينه طلبت من السائق التوقف كانت قرب منزلها أرادت أن تشكره فوجدت نفسها تنظر لنفسها و كان وجهها مشرقا بإبتسامة رضا .
من مكان بعيد سمعت صوت الآذان فتحت عيونها على غرفتها التي تسلل لها ضوء الفجر عبر النافذة المفتوحه كانت جالسه على سريرها و ظهرها مستند على الحائط .
- الجسر
نجوي عوض الجيد
قصة فائزة بجائزة الطيب صالح للشباب (مركز عبد الكريم مرغني)
الدورة السابعة .....