1/2
هل يوجد جنس في الجنة
يعرف المغرب هذه الأيام نقاشا واسعا حول الحرية الجنسية واختلاف وجهات النظر بين من يدعو إلى تطبيق الدستور الذي يعتبر القوانين الدولية تسمو على القوانين المحلية : والقوانين الدولية تسعى إلى تكريس قيمة الحية بكل تجلياتها بما فيها الحرية الجنسية للبالغين .. وبين من يعتبر الحرية الجنسية فسادا وبغاء تحرمه الديانات داعيين البالغين غير القادرين على الزواج إلى الصوم ليفوزوا بالحور العين في الحياة الأخرى ولكن جنون الكتابة يدفعنا إلى اكتشاف هذا المجهول ومساءلة الفكر لنناقش مسألة الجنس في الجنة : هل فعلا سيفوز المسلم الذي حرم نفسه شهوة الجنس ولذته بالحور العين ؟؟ وهل يوجد الجنس في الحياة الأخرى فعلا ؟؟
موضوع ذو شجون قد يثيره أي فرد مع ذاته لكن أغلب الناس تنقصهم الجرأة لمناقشته علنا فرغم يقينية بعض النصوص القرآنية.. فقد اختلفت الآراء بين من يقول إن المسلمين ،والشهداء منهم خاصة ، سيتمتعون بالحور العين ... وقائل أن الجنس لا وجود له في الجنة . و لكل فريق أدلته وبراهينه :
استشهد المدافعون عن وجود الجنس في الجنة بعدة آيات وأحاديث لعل أهمها قوله تعالى في نعيم أهل الجنة (( على سرر موضوعة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ))
لعل أهم ما يشتهيه المؤمن من هذه النعم هو التمتع بهذه الحور العين اللواتي وصفن في القرآن بصفات تجعل كل مؤمن يجِّد في عبادته للظفر بهن فقد وصفن بأنهن ( عذارى (لم يمطمثهن إنس قبلهن ولا جان) وأنهن حور عين ) (حور مقصورات في الخيام)
ومن الأحاديت المرتبطة بالموضوع ما جاء على لسان الرسول(ص) فقال عليه السلام"يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع فقال انس : يا رسول الله ويطيق ذلك ؟ قال : يعطى قوة مائة" وها هو أبو هريرة يسال النبي قائلا : يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة ؟ قال: إن الرجل ليصل في اليوم إلى مئة عذراء "
وعنه رضي الله عنه قال:قلت يا رسول الله " أنطا في الجنة ؟ قال والذي نفسي بيده دحما دحما فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا"
كما وصفت نساء الجنة في المأثور من الكلام بصفات كثيرة منها ((لو أطلت ( الحور العين ) على الدنيا لملأت السماء والأرض ضياء ، عليها التيجان وسبعون حلة ينفذها بصر زوجها حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك ومن وراء اللحم والعظم كما يرى الشراب الأحمر من الزجاجة البيضاء ))
إن التركيز على هذه الأوصاف ( وعلى البكارة خاصة ) له تأثير خاص في نفسية الرجل فعن أبى سعيد ا الخدري رضي الله عنه قال "إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهن عدن أبكارا". وحتى تكون المتعة كاملة وتامة فقد وُعِد المسلمون الرجال في نظر بعض الفقهاء بالانتصاب الدائم
ولكن يحق للمرء أن يسأل عن جائزة المرأة المسلمة في الجنة ، فلا أثر في القرآن لنصيبها من الجنس في الحياة الأخرى !!! بل قد يفهم من قوله تعالى (لم يمطمثهن إنس قبلهن ولا جان) أن نساء الدنيا لا مكان لهن في الجنة فالرجل المسلم له حور لم يلمسهن إنس ولا جان وناء الدنيا سبق لمسهن من طرف البشر في الحياة الدنيا
في مقابل ذلك استشهد الرافضون لوجود الجنس في الجنة بحجج عقلية مستشهدين بقولهم أن الجنة منزهة عن الجنس، بحجة أن آدم وحواء لم يمارسا الجنس في الجنة ، ولو كانا قد فعلا لكانا أنجبا أولادا هناك لكنهما لم ينجبا إلا بعد نزولهما للأرض بل إنهما لم يخرجا من الجنة إلا بعد أن نظر كل منهما أسوة الآخر بعد أكلهما من الشجرة . ويذهب بعض العلماء إلى أن الأعضاء التناسلية تختفي في الجنة وان المتعة الموعودة لن تكون إلا متعة معنوية ومتعة المعاينة والمشاهدة وهو ما ذهب إليه المفكر المغربي المرحوم عابد الجابري عندما كتب في أحدى مقالاته : أما بالنسبة للحور العين فالأمر لا يتعلق بفتيات من جسم ولحم كما في الدنيا وإنما ذلك مجاز وتمثيل بقصد الترغيب ))
وهو ما نفاه عبد الباري الزمزمي في أحد حواراته إذ اعتبر نفي الجنس في الجنة (( معناه أن أهل الجنة سيصبحون معوقين ومحرومين من إحدى نعم الدنيا وهي ممارسة الجنس فالأمر هنا سيصبح عقابا وليس فوزا بالجنة ونعيمها وملذاتها )) وأضاف (( فإذا كانت هذه الشهوة المفضلة سيحرم منها الإنسان في الجنة ، فهذه جنة لا يرغب فيها أحد))
ويرد المدافعون عن وجود الجنس في الجنة على خصومهم بأن ما يحركهم هو إقفال الباب على كل الانتحاريين الذين يعتبرون أنفسهم شهداء تنظرهم 72 من الحور العين . ونحن ليس همنا هو التحيز لطرف دون آخر وإنما نطرح هذا الموضوع للنقاش وننتظر ردود أفعال الأصدقاء وتفاعلهم
هل يوجد جنس في الجنة
يعرف المغرب هذه الأيام نقاشا واسعا حول الحرية الجنسية واختلاف وجهات النظر بين من يدعو إلى تطبيق الدستور الذي يعتبر القوانين الدولية تسمو على القوانين المحلية : والقوانين الدولية تسعى إلى تكريس قيمة الحية بكل تجلياتها بما فيها الحرية الجنسية للبالغين .. وبين من يعتبر الحرية الجنسية فسادا وبغاء تحرمه الديانات داعيين البالغين غير القادرين على الزواج إلى الصوم ليفوزوا بالحور العين في الحياة الأخرى ولكن جنون الكتابة يدفعنا إلى اكتشاف هذا المجهول ومساءلة الفكر لنناقش مسألة الجنس في الجنة : هل فعلا سيفوز المسلم الذي حرم نفسه شهوة الجنس ولذته بالحور العين ؟؟ وهل يوجد الجنس في الحياة الأخرى فعلا ؟؟
موضوع ذو شجون قد يثيره أي فرد مع ذاته لكن أغلب الناس تنقصهم الجرأة لمناقشته علنا فرغم يقينية بعض النصوص القرآنية.. فقد اختلفت الآراء بين من يقول إن المسلمين ،والشهداء منهم خاصة ، سيتمتعون بالحور العين ... وقائل أن الجنس لا وجود له في الجنة . و لكل فريق أدلته وبراهينه :
استشهد المدافعون عن وجود الجنس في الجنة بعدة آيات وأحاديث لعل أهمها قوله تعالى في نعيم أهل الجنة (( على سرر موضوعة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ))
لعل أهم ما يشتهيه المؤمن من هذه النعم هو التمتع بهذه الحور العين اللواتي وصفن في القرآن بصفات تجعل كل مؤمن يجِّد في عبادته للظفر بهن فقد وصفن بأنهن ( عذارى (لم يمطمثهن إنس قبلهن ولا جان) وأنهن حور عين ) (حور مقصورات في الخيام)
ومن الأحاديت المرتبطة بالموضوع ما جاء على لسان الرسول(ص) فقال عليه السلام"يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع فقال انس : يا رسول الله ويطيق ذلك ؟ قال : يعطى قوة مائة" وها هو أبو هريرة يسال النبي قائلا : يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة ؟ قال: إن الرجل ليصل في اليوم إلى مئة عذراء "
وعنه رضي الله عنه قال:قلت يا رسول الله " أنطا في الجنة ؟ قال والذي نفسي بيده دحما دحما فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا"
كما وصفت نساء الجنة في المأثور من الكلام بصفات كثيرة منها ((لو أطلت ( الحور العين ) على الدنيا لملأت السماء والأرض ضياء ، عليها التيجان وسبعون حلة ينفذها بصر زوجها حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك ومن وراء اللحم والعظم كما يرى الشراب الأحمر من الزجاجة البيضاء ))
إن التركيز على هذه الأوصاف ( وعلى البكارة خاصة ) له تأثير خاص في نفسية الرجل فعن أبى سعيد ا الخدري رضي الله عنه قال "إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهن عدن أبكارا". وحتى تكون المتعة كاملة وتامة فقد وُعِد المسلمون الرجال في نظر بعض الفقهاء بالانتصاب الدائم
ولكن يحق للمرء أن يسأل عن جائزة المرأة المسلمة في الجنة ، فلا أثر في القرآن لنصيبها من الجنس في الحياة الأخرى !!! بل قد يفهم من قوله تعالى (لم يمطمثهن إنس قبلهن ولا جان) أن نساء الدنيا لا مكان لهن في الجنة فالرجل المسلم له حور لم يلمسهن إنس ولا جان وناء الدنيا سبق لمسهن من طرف البشر في الحياة الدنيا
في مقابل ذلك استشهد الرافضون لوجود الجنس في الجنة بحجج عقلية مستشهدين بقولهم أن الجنة منزهة عن الجنس، بحجة أن آدم وحواء لم يمارسا الجنس في الجنة ، ولو كانا قد فعلا لكانا أنجبا أولادا هناك لكنهما لم ينجبا إلا بعد نزولهما للأرض بل إنهما لم يخرجا من الجنة إلا بعد أن نظر كل منهما أسوة الآخر بعد أكلهما من الشجرة . ويذهب بعض العلماء إلى أن الأعضاء التناسلية تختفي في الجنة وان المتعة الموعودة لن تكون إلا متعة معنوية ومتعة المعاينة والمشاهدة وهو ما ذهب إليه المفكر المغربي المرحوم عابد الجابري عندما كتب في أحدى مقالاته : أما بالنسبة للحور العين فالأمر لا يتعلق بفتيات من جسم ولحم كما في الدنيا وإنما ذلك مجاز وتمثيل بقصد الترغيب ))
وهو ما نفاه عبد الباري الزمزمي في أحد حواراته إذ اعتبر نفي الجنس في الجنة (( معناه أن أهل الجنة سيصبحون معوقين ومحرومين من إحدى نعم الدنيا وهي ممارسة الجنس فالأمر هنا سيصبح عقابا وليس فوزا بالجنة ونعيمها وملذاتها )) وأضاف (( فإذا كانت هذه الشهوة المفضلة سيحرم منها الإنسان في الجنة ، فهذه جنة لا يرغب فيها أحد))
ويرد المدافعون عن وجود الجنس في الجنة على خصومهم بأن ما يحركهم هو إقفال الباب على كل الانتحاريين الذين يعتبرون أنفسهم شهداء تنظرهم 72 من الحور العين . ونحن ليس همنا هو التحيز لطرف دون آخر وإنما نطرح هذا الموضوع للنقاش وننتظر ردود أفعال الأصدقاء وتفاعلهم