رسالة من نزار قباني إلى يوسف إدريس

24/8/1970
أخى يوسف:
لاأزال أعيش فى ذكرى الساعات القصيرة، التى قضيناها معا فى مطعم برج الحمام، نشرب العرق، ونشم رائحة الصنوبر، ونسمع من جارنا الشعر، الذى كتبه لخطيبته فى حين كانت خطيبته تجلس معنا نحن.. وتفكر فى إنهاء خطبتها.. معه.. بعد أن ثبت لديها أن طاولتنا مقنعة أكثر.

لم أتمكن من توديعك فى المطار لأننى كنت خارج بيروت.. فاغفر لى تقصيرى. كيف أنت ، وكيف السيدة العزيزة رجاء، وكيف حال الأولاد، أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم باجازتكم التى كان نصفها مرضا.. ونصفها الآخر حبسا.

وصلت غادة وبشير أمس. ونقلت إلى غادة أخبار معاملة توفيق، التى توقفت بسبب وجود المسئولين فى الاسكندرية.

على أى حال إننى كبير الثقة بنفوذك واهتمامك. وأنا أرسل لك طيا جدول علامات توفيق المعطى فى الجامعة الأمريكية مصدقا من وزارة التربية اللبنانية، ووزارة الخارجية أو سفارة الجمهورية العربية المتحدة فى بيروت، وذلك بناء على طلبك، فأرجو أن تكون هذه الشهادة ذات قيمة قانونية تسمح لتوفيق بدخول الصف الأول من كلية الطب.

إننى آسف على الازعاج، ولكنى أعرف شهامتك وأعرف أى انسان كبير يسكن لى داخلك.

منى ومن بلقيس ومن توفيق أحلى مشاعر المودة لك وللسيدة رجاء وللصديق الأستاذ أحمد حمروش وزوجته، وبانتظار أخبارك، لك من أخيك حبه المقيم

الامضاء: نزار قباني




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...