فَتَاةٌ بِشَعْرِهَا الأَسْوَدِ النَّاعِمِ
تُمَشِّطُ شَعْرَ سَيِّدَتِهَا الأَبْيَضَ الوَحِيْد،
مِنْ حَوْلِهِمَا الْجُدْرَانُ تَضْحَكُ بِخُفُوتٍ فِي سَاحَةِ البَيْتِ الوَاسِعَةِ
….
تَجْلِسُ وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ فِي الرُّكْنِ البَعِيْدِ فِي انْتِظَارِ الشِّتَاء
تَهْرُبُ رَائِحَةُ الزَّوْجِ الغَائِبِ، تَتَشَبَّثُ بِالْمِصْبَاحِ البَاهِتِ وتُضِيء
تَرْتَعِدُ
أَوْصَالُ
الأَعْدَاءِ
الْمُرَابِطِيْن فِي الْخَارِجِ
حَرْبٌ فِي بِدَايَتِهَا تَسْتَخِفُّ بَأَرْوَاحِ البَيْتِ وَتُحَاصِرُهُ
كَلْبٌ يَدْفِنُ فَضَلاَتِهِ، وَعَيْنَاهُ تَرْقُبَانِ أَقْدَامَ الفَتَاةِ الرَّاجِفَة…
خَوْفٌ ذَهَبِيٌّ يَرْتَصُّ فِي خَزَائِنِ الصُّحُونِ والحُلِي
…
مَنْ هُوَ الْمُغَادِرُ القَادِم؟
مَن يُحَاوِلُ التِقَاطَ ثِيَابَ الشَّبَحِ الْمُعَلَّقَةَ فِي أَهْدَابِ السَّنَوَاتِ البَّاكِيَةِ،
ويَرْضَى بالتَّحَدِّي
مَن سَيَخْتَارُ إطْرَاقَتَهُ فِي صُوْرَةٍ تِذْكَارِيَّةٍ جَمِيْلَةٍ،
ويَفْتِنُ النَّسْيَانَ
الَّذِي سَيَفْتَحُ دَمْعَةً لِيُنَظِّفَهَا مِنَ الصُّرَاخِ العَالِقِ،
ويُغْلِقُ الذِّكْرَيَات.
مَنْ هُوَ القَاتِلُ القَّادِم؟
مُخْتَرِعُ النَّدْبَةِ العَاشِقَةِ فِي جَفْنِ الأُمِّ
الْمُكْتَسِي بِمَلاَبِسِ الْخِيَانَةِ الوَاهِيَة…
….
لَيْتَنِي أَرَى:
الفَتَاةُ تُمَشِّطُ شَعْرَ سَيِّدَتِها
والبَيْتُ يَمُوتُ غَرَقَاً فِي الشَّعْر الأَسْوَدِ النَّاعِم.
------------------------------------------
* مجتزأ من مطولة في كتابه الشعري ( طينيا ) الصادر حديثا عن دار رفيقي للطباعة والنشر.
تُمَشِّطُ شَعْرَ سَيِّدَتِهَا الأَبْيَضَ الوَحِيْد،
مِنْ حَوْلِهِمَا الْجُدْرَانُ تَضْحَكُ بِخُفُوتٍ فِي سَاحَةِ البَيْتِ الوَاسِعَةِ
….
تَجْلِسُ وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ فِي الرُّكْنِ البَعِيْدِ فِي انْتِظَارِ الشِّتَاء
تَهْرُبُ رَائِحَةُ الزَّوْجِ الغَائِبِ، تَتَشَبَّثُ بِالْمِصْبَاحِ البَاهِتِ وتُضِيء
تَرْتَعِدُ
أَوْصَالُ
الأَعْدَاءِ
الْمُرَابِطِيْن فِي الْخَارِجِ
حَرْبٌ فِي بِدَايَتِهَا تَسْتَخِفُّ بَأَرْوَاحِ البَيْتِ وَتُحَاصِرُهُ
كَلْبٌ يَدْفِنُ فَضَلاَتِهِ، وَعَيْنَاهُ تَرْقُبَانِ أَقْدَامَ الفَتَاةِ الرَّاجِفَة…
خَوْفٌ ذَهَبِيٌّ يَرْتَصُّ فِي خَزَائِنِ الصُّحُونِ والحُلِي
…
مَنْ هُوَ الْمُغَادِرُ القَادِم؟
مَن يُحَاوِلُ التِقَاطَ ثِيَابَ الشَّبَحِ الْمُعَلَّقَةَ فِي أَهْدَابِ السَّنَوَاتِ البَّاكِيَةِ،
ويَرْضَى بالتَّحَدِّي
مَن سَيَخْتَارُ إطْرَاقَتَهُ فِي صُوْرَةٍ تِذْكَارِيَّةٍ جَمِيْلَةٍ،
ويَفْتِنُ النَّسْيَانَ
الَّذِي سَيَفْتَحُ دَمْعَةً لِيُنَظِّفَهَا مِنَ الصُّرَاخِ العَالِقِ،
ويُغْلِقُ الذِّكْرَيَات.
مَنْ هُوَ القَاتِلُ القَّادِم؟
مُخْتَرِعُ النَّدْبَةِ العَاشِقَةِ فِي جَفْنِ الأُمِّ
الْمُكْتَسِي بِمَلاَبِسِ الْخِيَانَةِ الوَاهِيَة…
….
لَيْتَنِي أَرَى:
الفَتَاةُ تُمَشِّطُ شَعْرَ سَيِّدَتِها
والبَيْتُ يَمُوتُ غَرَقَاً فِي الشَّعْر الأَسْوَدِ النَّاعِم.
------------------------------------------
* مجتزأ من مطولة في كتابه الشعري ( طينيا ) الصادر حديثا عن دار رفيقي للطباعة والنشر.