الأطفال الذين تعودوا على إرسال الكرة نحو زجاج كل النوافذ دونما حذر، استثنوا شقة واحدة أحدهم يصيح دائما في بداية اللعب :
- احترموا هذه الشقة فهمتم، لا نريد مشاكل مع المخزن
- احترموا هذه الشقة وابتعدوا إلى الخلف، لا نريد مشاكل
تصيح إحدى الأمهات أيضا، ويتحول الأطفال صوب بيت الحارس ، يكتفي الحارس بالابتسام نافذته الصغيرة طار زجاجها منذ زمن ربما لهذا لا يجد مبررا للصراخ في وجه الأطفال ، ثم ربما يفكر أن لا أهمية للزجاج مادام ينام خلف باب العمارة ليلا ويجلس أمامها نهارا، أو ربما يفكر في أشياء أخرى تنسيه صخبهم أو تحببه إليه... يقف في حركة مفاجئة تجعلك تتوقع انه أخيرا سيتمرد ويصرخ في الأطفال كي يبتعدوا. لكنه يلف حول العمارات في حركة استكشافية روتينية ويعود إلى كرسيه.. يعلو صخب الأطفال ولغوهم ويظل هو في حالة هدوء مثير.. الذين يتتبعون حركاته الهادئة في مثل هذه المواقف يفسرون ذلك بالبيئة القروية التي نشأ فيها، أحدهم يقول:
- " إن أجواء المدن تجعل أعصابنا دائما على حافة الانفجار، أنا مثلا أتمنى أن يأتي أحد أولئك العفاريت ويلعب الكرة قرب دكاني تدرون ماذا سأفعل ؟ سأمزق كرته بأسناني هذا في أحسن الأحوال لأني أتوقع أن أتهور أكثر وأعض أذنه.. "
آخر يشير إليه ويضحك قائلا :
- " ماذا يمكن أن يحرس هذا؟ جثته المشحمة يمكن أن تغري النساء بشيء ما، أما أن تخيف اللصوص فهذا مستحيل "
يعقب آخر:
- " دعوه يأكل رغيف الخبز الأمن مستتب هنا، هل نسيتم أن السلطة بينا؟ "
و يشير إلى الشقة نفسها، يرى الحارس في لفتة سريعة الإصبع المشيرة فينتفض واقفا، ينظر إلى النوافذ المفتوحة ويدرك بحدس سر لا يعرفه سواه أن السيد مازال في الداخل، لكن الساعة تشير إلى أن موعد خروجه سيزف بعد هنيهة.. يستل من جيبه منديلا وحين يلمح طيف السيد على السلم يسبقه صوب موقف السيارات ويمسح زجاج السيارة الأمامي.. يظهر الرجل الصارم على العتبة ويتعمد كالمعتاد تفحص المكان لبضع لحظات وإظهار نيا شينه، يشير إلى الحارس.. يهرع إليه. يكلمه بينما الحارس يصغي ويحرك رأسه بالإيجاب الذين يتابعون المشهد من بعيد يعرفون أن الحارس سينصرف من أجل أخذ كلب السيد في نزهته اليومية ثم سيحضر ابنته من المدرسة، ثم يغيب في الشقة لدقيقة يخرج منها قاصدا دكاكين الإقامة ويرجع إليها محملا بالأكياس، وهم يستغربون لماذا يبدوا سعيدا وهو يقوم بكل تلك الأعمال مع انهم يعلمون انه لا يتقاضى أية نقود نظير تلك الخدمات ! أحدهم ينهي الحوار قائلا:
- " حكم القوي على الضعيف "
الحارس نفسه حين يسأل يردد هذه الجملة.. يزداد صخب الأطفال ينصرف الذين كانوا يراقبون إلى دكاكينهم.. يخرج الحارس الكلب من كوخه الخشبي يمر به أمام الدكاكين في حركة استعراضية يعرف هو وحده غايتها، وعندما يصبح خارج صف العمارات يدنومن الباب الخلفي الأيسر للقبو ويفتحه، يدخل الكلب ويتبعه، يصبح الاثنان في القبو المشترك للعمارات يستطيع الآن أن يمشي بحرية حتى يصل إلى الباب الأمامي الأيمن الذي يوجد مباشرة أسفل شقة السيد، سيترك الكلب في القبو ومن فتحة باب القبو سيراقب الذين كانوا يراقبونه، وحين يتأكد من انشغالهم يتسلل إلى الشقة، تغلق هي شبابيك النوافذ، وعندما تصبح بين أحضانه يصرخ في ابتهاج فتهمس له محذرة يطمئنها :
- لا تخافي لا أحد يجرؤ على الاقتراب من الشقة ، والأطفال يصخبون.
- احترموا هذه الشقة فهمتم، لا نريد مشاكل مع المخزن
- احترموا هذه الشقة وابتعدوا إلى الخلف، لا نريد مشاكل
تصيح إحدى الأمهات أيضا، ويتحول الأطفال صوب بيت الحارس ، يكتفي الحارس بالابتسام نافذته الصغيرة طار زجاجها منذ زمن ربما لهذا لا يجد مبررا للصراخ في وجه الأطفال ، ثم ربما يفكر أن لا أهمية للزجاج مادام ينام خلف باب العمارة ليلا ويجلس أمامها نهارا، أو ربما يفكر في أشياء أخرى تنسيه صخبهم أو تحببه إليه... يقف في حركة مفاجئة تجعلك تتوقع انه أخيرا سيتمرد ويصرخ في الأطفال كي يبتعدوا. لكنه يلف حول العمارات في حركة استكشافية روتينية ويعود إلى كرسيه.. يعلو صخب الأطفال ولغوهم ويظل هو في حالة هدوء مثير.. الذين يتتبعون حركاته الهادئة في مثل هذه المواقف يفسرون ذلك بالبيئة القروية التي نشأ فيها، أحدهم يقول:
- " إن أجواء المدن تجعل أعصابنا دائما على حافة الانفجار، أنا مثلا أتمنى أن يأتي أحد أولئك العفاريت ويلعب الكرة قرب دكاني تدرون ماذا سأفعل ؟ سأمزق كرته بأسناني هذا في أحسن الأحوال لأني أتوقع أن أتهور أكثر وأعض أذنه.. "
آخر يشير إليه ويضحك قائلا :
- " ماذا يمكن أن يحرس هذا؟ جثته المشحمة يمكن أن تغري النساء بشيء ما، أما أن تخيف اللصوص فهذا مستحيل "
يعقب آخر:
- " دعوه يأكل رغيف الخبز الأمن مستتب هنا، هل نسيتم أن السلطة بينا؟ "
و يشير إلى الشقة نفسها، يرى الحارس في لفتة سريعة الإصبع المشيرة فينتفض واقفا، ينظر إلى النوافذ المفتوحة ويدرك بحدس سر لا يعرفه سواه أن السيد مازال في الداخل، لكن الساعة تشير إلى أن موعد خروجه سيزف بعد هنيهة.. يستل من جيبه منديلا وحين يلمح طيف السيد على السلم يسبقه صوب موقف السيارات ويمسح زجاج السيارة الأمامي.. يظهر الرجل الصارم على العتبة ويتعمد كالمعتاد تفحص المكان لبضع لحظات وإظهار نيا شينه، يشير إلى الحارس.. يهرع إليه. يكلمه بينما الحارس يصغي ويحرك رأسه بالإيجاب الذين يتابعون المشهد من بعيد يعرفون أن الحارس سينصرف من أجل أخذ كلب السيد في نزهته اليومية ثم سيحضر ابنته من المدرسة، ثم يغيب في الشقة لدقيقة يخرج منها قاصدا دكاكين الإقامة ويرجع إليها محملا بالأكياس، وهم يستغربون لماذا يبدوا سعيدا وهو يقوم بكل تلك الأعمال مع انهم يعلمون انه لا يتقاضى أية نقود نظير تلك الخدمات ! أحدهم ينهي الحوار قائلا:
- " حكم القوي على الضعيف "
الحارس نفسه حين يسأل يردد هذه الجملة.. يزداد صخب الأطفال ينصرف الذين كانوا يراقبون إلى دكاكينهم.. يخرج الحارس الكلب من كوخه الخشبي يمر به أمام الدكاكين في حركة استعراضية يعرف هو وحده غايتها، وعندما يصبح خارج صف العمارات يدنومن الباب الخلفي الأيسر للقبو ويفتحه، يدخل الكلب ويتبعه، يصبح الاثنان في القبو المشترك للعمارات يستطيع الآن أن يمشي بحرية حتى يصل إلى الباب الأمامي الأيمن الذي يوجد مباشرة أسفل شقة السيد، سيترك الكلب في القبو ومن فتحة باب القبو سيراقب الذين كانوا يراقبونه، وحين يتأكد من انشغالهم يتسلل إلى الشقة، تغلق هي شبابيك النوافذ، وعندما تصبح بين أحضانه يصرخ في ابتهاج فتهمس له محذرة يطمئنها :
- لا تخافي لا أحد يجرؤ على الاقتراب من الشقة ، والأطفال يصخبون.