الجنس في الثقافة العربية شهاب الدين بن فليته الحكمي اليماني - كتاب رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب - ج3

الباب التاسع

في فضل الجواري الحسان على الغلمان

لو لم يكن للنساء فضيلة يفتخرن بها إلا قوله صلى الله عليه وسلم " حبب إلى من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة " لكفى، إذ لم يحبب النبى صلى الله عليه وسلم إلا الطيب من الأشياء وأفضلها . وفى المرأة ايضاً خصال كلها مستحسنة ، ليس فى الأمرد منها واحدة
أحدها ان يكون جسمها فى الصيف بارداً وفى الشتاء حاراً .
الثانية : أن الجارية إذا راهقت زادت محاسنها وظهر رونق شبابها فى وجهها وصورتها وعذبت نغمتها
الثالثة : إن المرأة تعشق الرجل كما يعشقها وتلتذ به فى النكاح كالتذاذة بها وليس فى الأمرد خصلة من ذلك .
والرابعة: مساعدتها للرجل عند الجماع بالعناق والقبل وغير ذلك من لذات النكاح والأمرد لا صبر له على ذلك ولامساعدة وأنا بذله نفسه لنايكها ان يوليه ظهره فوصله كالهجر ورضاه كالغضب
الخامسة ان المرأة مجبولة وعلى طاعة الرجل والأقتصار عليه دون غيره . وفى الأمرد خمس خصال كلها مستقبحة ليس فى المرأة واحدة منها .
الأولى بنات اللحية والشعر فى الجسد وإنتقاله من حال المدح إلى الذم كما قال بعضهم .

وتفعل النار بالحديد ما = يفعل الشعر بالخدود
بيننا يرى الأمرد والمفدى = كالبدر فى ليلة السهود
اذ سود الشعر عارضيه = فصار قرداً من القرود

الثانية أن الأمرد على اللايط سيىء ألا ولال وذلك انه لايزال يسبه ويفه عليه خصوصاً إذا كان فى مجلس لهو وشراب فربما بطش به .
الثالثة مايتوقعه اللايط من الأحداث الرد من قطع الشهوة وإفتضاح الخلوة .
الرابعة ان اللايط مشهود بين الناس خبره مفتضح فى العالمين أمره لايخفى على الناس انه لوطى بخلاف الفرانى فإنه لايشهر له أمر وإن كان على غير حال.
الخامسة أنك إذا نظرت فى وجه الأمرد عند نيكه رأيت صورته أقبح مايكون لما يظهر من التألم .
ومن نوادر الإحتجاج فى تفصيل النساء على الولدان إن اشهر أسماء فرج المرأة كس وله اعداد ثانون فى حساب الحمل وعدد نظيره من الكلام مواهب طيبة . وتفاخر لوطى ونسوانى فقال اللوطى أنا أشرف منك وارفع منزلة لأنى تنيك من ينسيك وأنت إنما تنيك من يناك فقال النسوانى لو كان هذا فخراً لتزاحم الناس على نيكك ولكنى ان نكت لمست الخدود ورشفت البرود وضممت النهود وأنت إن نكت رفضت من ورا ووزنت الكرى وتلطخت بالخرا .
وتفاخر المرد على أمرأة فقال نحن افضل منكن لأن لنا الخدود المبرد والجسوم الجرد والقدود الملد مطهرون من الأنجاس وقذا الحيض والنفاس منزهون عن الولادة والحبل وفينا اكثر الأشعار والغزل تعشقنا النسوان ومنا الولدان المخلدون فى الجنان، فقالت له إنما انت قد تجاوزن المقدار وفخرت بفخر مستعار فاما ادعاؤك بالخدود المرد والجسوم الجرد الملد فقد ادعيت ماليس لكم لأنها لنا وراثة موهوبة وعليكم عارية مسلوبة فإن أزهى حسنكم الذى به توصفون وأبهى جمالكم الذى به تعشقون مادامت لكم منا مشابهة وفيكم لنا مناسبة وغاية فخركم فى تشبهكم بنا ماروى عن بعض السلف أنه قال غضواً عن أولاد الأغيار فإن لهم صوراً كصور العذراء تشبه صوركم والمشبه به أفضل من المتشهد وإذا سلبتم ما أعرتموه من مشابهتنا بطلوع العذار الذى عددتموه من مفاخركم تشوهت خلقتكم وتغيرت صورتكم وفسدت بضاعتكم فيعافيكم بما شقتم ويطرحكم ويهجركم من كان يمدحكم.

وقال الشاعر :
يعجبنى فى الأمرد الوجه إذا = رأيته أهيف وله كفل
حتى إذا رأيت لحيته = فليس بنى وبينه عمـــــــــــل

ولم يزل احدكم ينتف لحيته ويتمسك بما فات ويطلب رجوع ماذهب وهيهات هيهات حتى يفضحه طلوع شعر جسمه ويخشن نبات لحيته، وإذا تكومج أحدكم ولم تطلع له لحية ضمر وجهه وقلت بهجته، فيصير حينئذ يتطلب لها ويعالجها بما ينبتها ويهرب من قبيح إلى قبيح، فحسنكم مردود إلينا وقبيحكم باق عليكم وأنا ماعرضت به من قبيح الحيض والنفاس، فوالله لو قطعت استك وشممتها لكمتنى المؤنسة فى رد الجواب لأن الحيض والنفاس إنما يعتادنا أياما قلائل بل أراد الله به تطهير الأرحام ثم نعود إلى ماهو أحسن مما كنا عليه، وأنت له رأيت خرا استك فى اليوم والليلة مرتين خلافاً لما ترفعه دائماً على صاحبك لأنفضحت . وأما قولك ان فيكم اكثر الأشعار والغزل فهذا من جهلك وقلة معرفتك أما علمت ياجاهل أن الشعر يكون عن المؤنث بالمذكر طلباً لحقيقة اللفظ فيرون قال وفعل أحق من قالت وفعلت وللتورية والتمويه .

كما قال بعضهم :
شأ أغن لتشهد فى القلوب به = منعم الخصر يجرى ماؤه فيه
كأن فى صدره جقين قد خرجا = (موردين) وحطا عن تراقيه

فوصف المرأة بالذكر وأراد بالحقين النهدين، فالنهود لنا أمر لكم وأما تعشق الرجال والنساء فغاية الرجل منكم ان يقضى من أحدكم شهوته ويفرغ فيه نطفته فمن أضطره الشهيق إلى أحدكم فلاطفه فما هو إلا أن يولجه معه او يكاد حتى يقطب وجهه ويعبس ويطيل التأوه ويفتح فاه ويغمض عينيه ويميل شدقيه فيصير أقبح خلق الله مرأى ومسمعاً ، فلولا سلطان الشهوة لنفر منه نائكه . فمن الذى اشتهر بعشقكم أو مات بحبكم . اذكرلى واحداً منهم كقيس بن عامر بليلى أو قيس بن ذريح بلينى أو عروة بن حزام بعقراء أو جميل يثنيه أو كثير بعزة أو الوليد بن يزيد السلمى أو ذى الرمة أو الوليد بن عبد الملك بحبابه . وكفانا فخراً محبة الأنبياء لنا وشغفهم بنا . وأما عشق النساء لكم فليس عشق المرأة مقصوداً للأمرد وإنما العشق من ائتلاف القلوب، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم " القلوب ( ألرواح ) جنود مجندة فما تعارف منها أتلف وبما تناكر منها إختلف . ومامن واحدة من هؤلاء اللواتى تقدم ذكرهن إلا وقد هامت بعاشقها وأحبته كما أحبها ولم يكن فيهم رجل واحد أمرد فإن إتفق فى الدهران تعشق المرأة أمرد كان عليها عاراً وذلاً وشناراً وأما قولك منكم الولدان المخلدون فى الجنان فليسوا منكم ولا أنتم منهم فإن أردت المناسبة بكونكم ذكوراً فنحن أيضاً منا الحور العين وهن أفضل على كل حال لأن الله تعالى يقول " حور مقصورات فى الخيام " وقال تعالى " يطوف عليهم ولدان مخلدون " فخصهم بالطواف والخدمة . والمخدوم أفضل من الخادم .
فقام من المجلس وهو فجلان ولم يجد لها جواباً .
وقيل قد صح عندى ان لايط اتى من الكس . رأيته فى الفراش معى كعروس تجلى على كرسى .
وقال آخر :
ترك اللواط بكل حال أجمل = والكس أطيب للنكاح وأفضل
وقفية أخرى انيبك علمها رجلان تحت الثوب أمر شكلم والله تعالى أعلم بالصواب .


الباب العاشر

فى ذكر القيادة وأهلها
(هذا الباب ) فى ذكر القيادة وأهلها وكيد النساء ومكر الفجائر وحيلهن وذكر حكايات جاءت فى ذلك فريبة وإن كانت مستجة الأسم ستر ذله الفعل فإنها صنعة رقيقة وحرفة لطيفة لايحيها إلا الذكى الماكر اللطيف المدخل السريع المخرج البعيد الغور الثابت الجان الحلو اللسان الداخل مدخل الشيطان لأنه يؤلف بين القلوب المتناكرة وبجمع بين الإجناس المتباينة فهو يجرى مجرى السحر فى القلوب والفعل فعل الخمر فى العقل الحجوب فربما العشق بين اثنين قبل رؤيا العين بما يلقيه فى المسامع من سحر الكلام الذى يستميل به القلوب ويفتنا به فهو كالشيطان يأتى كل نفس بما يعلم أنها تميل إليه والنفوس قد تعشق بالوصف كما تعشق بالنظرة . قال بشارة :
ياقوم إذنى لبعض الحى عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
وومما يدل دعاء صاحب هذا الفن ودخوله مدخل السحر انه يركب لأمر تقى . والعجائز فى القيادة مختلفات الحيل والأحوال ولابد للبيب الحازم فى أمره المحرز من الوقوع فى المكروه من قبل النساء من معرفة يحرز من أحوالهن فقد قيل من لم يعرف الشر يقع فيه أجدر بالمعرفة والتعلم من غيره وطريق نجاته التيقط والسؤال . فمنهن المتصرفات ذوات المسابح والعكاكيز تدخل الواحدة منهن الدار التى تريد وقد ارسلت من يديها وأظهرت "الجدينة" والخشوع فإن رأت فى الدار عجوزاً مثلها مالت إليها لاتقاء شرها فتصافحها وتسألها عن حالها ببشاشة وانبساط كأنما كان لها بها معرفة قديمة فتبهت لها ثم تقول لها ألست تعرفيننى أنا بنت الشيخ فلان وتذكر لها بعض مشاهير الصوفية ثم تقول لها أنا ماجئت فى حاجة غير السلام عليك . ثم تبتدىء بأخبار رأسها وتروى عنه المنامات الكاذبة وأنه مادعاها إليهم الأمنامرأته لها أو للمطلوبة ولابد أن تكون قد عرفت أسمها واسم ابيها فتروى لها مارأت من أبيها فى النوم ثم تهدى لها مسبحة أو سجادة أو عكازاً أو طراحة مما يصلح لها ولاتقبل منها جزاء ولاثمناً وتقول ان اباها امرها ان تهديه إليها وتخفف العقود وتخرج قبل ان يسأم منها ثم تعود فى المرة الثانية فتبسط أكثر من المرة الأولى ولاتزال تتردد وتكثر الأنبساط تارة والإستغفار تارة والصلاة تارة . وتارة تداعب مداعبة الصوفية ثم ترجع إلى الإستغفار إلى أن ترى من الأنس مايرضيها فتنفث حيئذ سحرها وتعمل مكرها ولايكاد ينجو منها إلا من عصمه الله تعالى .
فإن نفرت المرأة المطلوبة منها وتنكرت عليها ورأت أن الترغيب لايفيدها جارتها من قبل الترهيب والتخويف من العقاب فى قتل النفس فإنها تخاف عليها من قبيل الله تعالى إن لم تتدارك هذا الذى إبتلى بحبها . وهذا الوجه من القيادة لايفلت من شبكة إلا القليل لما فى عقولهن من النقص وهذه التى يقول فيها الشاعر :
فديتها طيبة عاملة نخلط = الجد بهزل اللـــــــــــــــــعب
ترفع الصوت إذا لانت = لها وتدارى عند سور الغضب

ومنهن الدلالات وهن أعظم تملقاً والطف تسلطاً من غيرهن لدخولهن بغير إحتراس ولا مراقبة حارس ينكر عليهن دخولهن فى أى موضع أردته لما منعهن من الأقمشة والملابس . فخلواتهن ممكنة وحيلهن غير ممتنعة فإذا رأت الواحدة منهن وقد مالت إلى شىء من الملايس والحلى وسامتها فيه انتهزت فرصتها وسهلت عليها ان تصير إليها ذلك مغير ثمن وزينت لها ذلك فلا تصعب عليها رياضتها مع ما ملكته من طمع النفس والرغبة الحاضرة وربما حملن التحف والهدايا ومشين بالمراسلات بحجة البيع والشراء فى جملة مايحملنه وقد يستملن الحرس والخدم من الرجال والنساء ويتجين بارخاص مايبيعونه لهم والصبر عليهم بالثمن .
ومنهن المدركات وهن اللواتى يبعن الطيب والمجن به إلى البيوت حيلة . وربما حملت الواحدة منهن من النفيس ماله خطر وثمنه كثير وفعلت به كفعل الدلالات.
ومنهن المقاولات ويهونهن أحل التمائم والمنجمات وهن إللواتى يضربن بالحصى البحرى ولهن حيل وتسلط والفرس فى احوالهن . وللنساء فيهن ثقة عظيمة وحسن ظن وتصديق لأقولهن . فإذا همت الواحدة منهن بقيادة أمرأة ولم تمكنها فى ابتدائها مما تريد منها . كان أول مكرها وفاتحة شرهاً ان تضرب لها بالحصى وتكلمها ببعض ماتريد المرأة منها ثم تقول وإذا الرزق المعترض لكل فى بالك لابد ان يحصل إليك من رجل شديد المحبة لك . وتصفية لها بما يحسن عندها من الأوصاف الجميلة وتحذرها من الرزق الذى يأتيها من قبل ذلك الشخص وتوعها ان فى رده المضرة العظيمة للزوج والولد والعافية وان قبوله سبب الغنى فلاتدرى متى تأتيها الرسالة لطول الإنتظار فإن أرادت تأكيد قولها وست عليها غيرها وعادت إليها مطالبية بما وعدتها من البشارة إذا صح القول .
ومنهن الماشطات وهن أدخل وأسلط فى مدارج المرأة لشهدة تمكنها ولاتحتاج فى رياضتها لطلب ماتحتاج إليه غيرها لاسيما إذا كانت المرأة تربت على يدها وهى صغيرة .
ومنهن الحاضنات وهى قريبة من المواشط ولايحكم بالقيادة إلا لمن لين الحرون وقاد الصعب وأما الذى يجمع بين شخصين قد إلتقيا بغير غاية فهور سيل وقال بعضهم
وقائل عمر وقواد فقلت له = افرطت فيه فما مرو وبقواد
لكنه رجل يكريك منزلة = بدرهمين ومابقى من السداد

وقال بعضهم :
إن القيادة محمود عواقبها = فيها التجاسيس واللذات والنظر

وكثر من العجائز تقود على ابنتها أو على من وليت أمرها من أهلها. إما لرغبة فى اكتساب الحبيب وإما لعلة الفساد الطبيعى . وقد تفسدهن على الأزواج وتكرههن على الفساد من غير احتياج لاسيما إذا كانت الصبية ذات جمال فتحب العجوز ان تباهى بها نظائرها من المتبرجات للفساد حكى عن الأصمعى قال : دخلت البادية فبما أنا أطوف بها لاحت لى قيمة منفردة فقصدتها : فإذا عجوز بحالة وبين يديها صبية كأنها القمر فأستسقيت فقالت لها العجوز أسقه فخرجت إلى بقدح فيه لين فشربت ونظرت إلى الصبية فأعجبنى حسنها فأومأت إليها لأقبلها فامتنعت ونفرت فقالت لها العجوز ماشأنك قالت أنه أراد ان يقبل فقالت لها اى بنية أما سمعت الذى يقول إذا قيل الإنسان آخر يشتهى مناياه لم يأثم وكان له أجر فإن زاد الله فى حسناته وقيل يمحو الله عنه بها وزراً قال فعادت الصبية فقبلتها عشراً كأنها واحدة وأنصرفت
وحكى عن بعض الملوك انه عشق خالته، شقيقة أمه وكانت ذات حسن وجمال وبهاء وكمال وقد واعتدال وكثرة قماش وأموال . فشكى ذلك إلى بعض خاصته ، فقال له إذا دخلت عليك أيها الملك فى لون من ألوان الملابس فقل لها ياخالتى أنك والله أحسن مايكون فى هذا اللون . فإذا دخلت عليك فى مثله بعد ذلك فهى ممكنة لك نيكها لامحالة، وان هجرت ذلك اللون فيما بعد فلا سبيل لك إليها. ولما فعل ذلك لم تعد خالته تدخل عليه ألا بذلك اللون مع زيادة تحسن، فأعلم مشيره بذلك، فقال له: الآن ايها الملك قد تم لك ماتريده فأطلب منها أن تعمل لك دعوة، فإن عملتها فى دارها فما بقى حاجة فإنها تخلو بك عن قصد منها وارادة للنيك وان عملت الدعوة فى غير دارها دبرت لك فى أمرها. فطلب الملك منها دعوة فأجابته بالسمع والطاعة وعملت الدعوة فى دارها فأشار عليه صاحبه بأن يظهر الإنشاء والسكر الكثير إذا شرب معها، فلما دارت الخمرة فيه وليس عندهم سوى جوارها، اظهر النوم متكئاً على يديها إلى المضجع الذى قد هياته لنومه وليس معهما ثالث . فلما دخل فى فراشه وقامت لتخرج فقال لها ياخالتى اشتهى ان تغمرينى بيدك اللطيفة . فجلست وأخذت تغمره بيدها وجعل يستطيب تكبيسها ويقول إلى فوق حتى توسطت يدها فخذيه فمد يده وحينئذ وقبض على يدها وجذبها إليه فصارت معه فى الفراش ثم جردها من ثيابها وقبض على قبة كسها واكثر من البوس والعناق فتراخت ووافقته على جميع ماأراد منها من أنواع النيك اللذيد . وأستمر بعد ذلك عليه.

وحكى مثل هذا عن بعض الملوك الذين لايزوجون بناتهم تكبراً وتجبراً لأنهم لايرون أحداً يماثلهم فى الكفاية، وذلك انه عشق عمته شقيقة والده فقال لبعض خاصته ان فى دار الملك من يحبه الملك ويستحى من مراودته لعنده ويجالسه، فكيف السبيل إلى استدراجه فإن الملك قد ذاب كبده من الشوق إلى محبوبه ويمنعه الحياء منها . فقال المشير ايها الملك يجلس الملك فى مستشرف على الأصطبل ويأمر بإحضارها عنده ويجلس معها على شراب من غير أن يكون عندهما أحد ثم يأمر بتهييج ذكور الخيل على أناثها حتى تتسافد وهما ينظران جميعاً من شباك على الأصطبل فإذا رأها الملك وهى تجمع فخذيها فاعلم انها قد شقت فدونك ومهارثتها وضرب فخذيها وأن أحمر وجهها وانحلت مفاصلها فدونك وسيقانها فإنها لاتتسع لشدة غلتها وهيجانها. فلما فعل الملك ذلك لم يجد ممانعة ولم يجدها بكراً فقال لها ياعمة ماأراك بكراً فقالت والله يامن فداك روحى ماترك ابرك فى الدار ذكراً ولا أنثى إلا ونكحة مراراً طوعاً أو كرهاً. فكان بينهما أنواع النيك اللذيذ مايشفى القلوب ويسكن المحبوب ويرضى الشيطان ويغضب الرحمن .

وحكى أنه كان شاب من أولاد الكتاب الأكابر ملح أهل زمانه دعا جارية جنكية بكراً يسمعها فى مجلس أمه وكانت الجارية المذكورة من أبدع أهل زمانها حسناً وحمالاً وظرفاً وصوتاً وكان من عادة سيدتها ان ترسلها إلى مجالس الأكابر للسماع لاغير وترسل معها عجوزاً تحفظها، فلما جاءت لدعوته . ودخلت هى والعجوز رأت ما أبهر عقلها من حسن الدار وبنائها وفرشها ورأت الشاب جالساً على مرتبته فلما رآها قام لها وترحب بها وأجلسها إلى جانبه فلما استقر بينها الجلوس أمر بإحضار المائدة وكان عند الشاب ندماؤه فضربت ستارة بينها وبين جلسائهما ثم نقل للجارية والعجوز وراء ستارهما من أطيب ماكول المائدة فأكلت الجارية ثم غسلت يديها ثم أحضروا على المائدة من أنواع الحلوى والفواكه ونقل إليها ثم أحضروا آلة المشروب وجعل بينه وبين يدى كل واحد من جلسائه قدح بللور محكم وقنينة فيها شراب ثم ابتدؤا فى الشراب جميعاً وابتدأت الجارية بالغناء وضرب الحبك فسكروا وسكر الشاب ودارت الخمرة فى رأسه فلم تشعر به إلا وقد هجم عليها إلى داخل الستر فأرادت أن تغطى وجهها فما طاوعتها يدها واسترخت مفاصلها لما رأت من حسنه وجماله فنهضت العجوز الحافظة إليه وقالت له ياولدى ما اذى تريده منها فإن خطر ببالك شىء فلا سبيل لك إليها دون ان يطير رأسى، فلم يكلمها بل أخرج من كيس ديناراً ودفعه للعجوز فقالت له ياولدى دونك والبوس والعناق ولاتحدث نفسك بغيره فإنها بكر فقال الشاب لاوحياتك ياأمى . ثم أنه دنا من الصبية فحطها فى حجرة وعجل بتأمل محاسنها ثم أدار يده على عنقها وعانقها وضمها إليه وقبلها وقبلته ثم صارت كلما فعل شيئا فعلت مثله فإن مص شفتيها مصت شفتيه وان مص لسانها مصت لسانه وان عضها عضته حتى أخذ منهما حظه من الآخر من البوس والعناق وشتعلت بينهما نيران المحبة إلى النيك وتصاعدت فرجع الشاب إلى محله بين أصحابه وقد أخذ كل منهما مجامع قلب صاحبه فأخذت الجارية الحبك وضربت به طرائق تحرك الجماح وانشدت :
اقول وقد ارسلت أول نظرة = ولم أر أخرى من قريب إلى حبى
لئن كنت اخليت المكان الذى ارى = فهيهات ان يخلو مكانك من قلبى
وكنت اظن الشوق للبعد وحده = ولم ار ان الشوق للبعد والقرب
قال فصاح الغلام طيب طيب يانور عينى . ثم انشدت :
لئن كنت فى جسمى ترخلت عنكم = فإن فؤادى عندكم ليس يسبرح
عسى الله ان يقضى رجوعاً إليكم = واشفى فؤادى باللقاء وأفرح
قال فعلم كل واحد منهما محبة صاحبه وعشقه فعندها ضربت باكيك طريقاً يطرب المسامع ويهيج القلب الخاشع فلما سمعها الشاب فصاح وأطرياه ثم لم يملك نفسه دون ان دخل عليها ثانياً فلما رأته التهب قلبها بالنار من شده العشق فنهضت له قائمة واستقبلته وعانقته وعانقها طويلاً ثم اخذها واجلسها فى حجرة على العادة وجعل وجهه فى وجهها ثم دفع للعجوز ايضاً ديناراً آخر فأخذته فلما اخذته صرع الجارية تحته وقد قام ايره وتوتر فصادف ايره كسها فلما احست به من خارج كسها تجاه رحمها التهبت بالنار وغاب عقلها فضرب يده على سروالها فحله وحل سرواله وشال ذيله وذيلها فالتهب حلق الجارية بالشهق حين لمحت ايره وذهب عقلها بالكلية وغاب صوابها فجعل يحدثها مسارقة من العجوز يطلب منها النيك والعجوز تعلم وتتغافل عنهما . قالت الجارية فرفعنى قليلاً وأجلسنى على إيره فقالت العجوز الحافظة والله فى أمرى وأمرها يامولاى فإن فعلت بها شيئاً قتلت أنا وإياها فإن كان لابد تنال منها الغرض فليكن بين افخاذها ولاتقرب باب اشفارها فقال الشاب أنا لا أفعل غير ذلك فلا تخافى ولاتحزنى . قالت العجوز نعم . قالت الجارية فعدنا إلى ماكنا عليه قلوبنا وعدنا للبوس والعناق فضمنى إليه وأضجعنى فلما عثر إيره بباب كسى تزعزع للنيك قلبى فسارعت وتهيأت له وصوبت كسى له فأخذ بيده بصقة وافرة وطلى بها ذكره وحط منها مقداراً بباب كسى وحك إيره بين اشفارى فكدت ان اموت من شده الهيجان والشبق وقلت له أخذت عقلى وقلبى وغيبت صوابى ويلى أولجه فى يانور عينى وياكبدى وإلا أموت ولا عليك من الرقيب فشال الشاب سيقانى فى الهواء ومازال بإيره بين اشفارى والحافظة تنظر إلينا إلى أن غبت عن وجودى وأنا عاطية من الفتج والشهوة وأتدخل عليه فى إيلاج إيره فى كسى وأخذ يكارتى فلما سمع الشاب ذلك منى لكزه لكزة أراح إلى الشفرة اليتيمة فلم أحسن به إلا وهو فى بطنى ولم أجد لأخذ بكارتى ألماً من لذة الجماع وغيباً عن الوجود ثم استفقنا واعدنا ذلك مراراً ولم نر فى العمر نهاراً أطيب من ذلك النهار . ثم مضيت . وكان فى قضاء الله تعالى ان ماتت سيدتى وشر الله علينا من برده وحلمه على من عصاه والله أعلم .

***

وحكى أنه كان رجل جندى وكان شديد الغفلة لكثرة الأكل من مخ الحمار وكان متزوجاً بأمرأة صغيرة بعمر أولاده لكنها ذات حسن وجمال وقد وإعتدال كأنها الشمس الضاحية وكان الجندى مغرما بها وكانت ألته صغيرة جداً مسترخياً وكان فى دار الجندى رواق به شباك يطل الأصطبل فقعدت المرأة يوماً من الأيام أمام الشباك فرأت حصان الجندى وقد ارخى زبه والغلام يعلفه فقالت المرأة ياسعادة التى يركب عليها هذا الحصان لأنها تستلذ بهذا الزب الكبير المليج وكان الغلام اسمه زعير وكان ممن اعطى حظاً وافراً من كبر الزب فسمعها الغلام لما حكت ماتقدم من الكلام فقام زبه فرفع عن ثيابه فبان له زب قدر ثلثى الذراع فى عرض سدس وقال للحصان قايسنى . فلما رأت الصبية زب الغلام وعظمته شقت وشخرت وتفنجت وغشى عليها وقالت : هذا الزب يكون فى الدنيا والمسكينة عند هذا الشيخ لايجاوز زبه قدر اصبع وانطلقت فى قلبها النيران وكان لها داية عجوز فأطلعتها على حالها وباحت بسرها وقالت لها يادايتى ابصرى هل تعملين معى من حيلة أجتمع مع هذا الغلام فأقضى منه غرضى وفى المثل يقولون ماخبأتك ياديتى إل اليوم شهوتى قالت لها ياسمى ماتم لك هذه الحيلة إلا إذا عملت نفسك مريضة قال ففى تلك الساعة نامت على السرير وربطت رأسها وتوجعت ودخل الجندى فرآها على تلك الحال فخرج عقله وطلب الداية وقال ياداية أيش خبرتك ماهى طيبه فهزت رأسها وقالت ياسيدتى تعالى أستر إليك فجاء إليها فقالت له والله اعجب إذا كانت سيتى تقوم من هذه الضعفة فصاح الجندى ونتف لحيته وقال أما لها دواء قالت ياسيدى لها دواء لكننى اخاف اقول لك على دوائها فلايهون عليك فقال ايش هذا الكلام قوليه ولو كان فيه ذهاب روحى ومالى قولى وعجلى قالت له ياسيدى هذه سيدتى كانت نائمة فى وسط الدار بلا لباس وكسها ابيض طرى ناعم كبير يدخل فيه كل شىء يزلق ففرشت رجلها وهى نائمة فجاء فأر ودخل كسها ثم دخل بطنها ومتى خليناه أكل قلبها فتموت ولاتلقى مثلها فى الدنيا كلها فقال لها ياحجة الحمد لله معنا ذهب كثير نشترى به كل دواء فقالت ياسيدى هذا الأمر لايحتاج إلى ذهب كثير ولا إلى فضة فقال ايش هو قولى حتى احضره بين يديك قالت ياولى ويافضيحتى اخاف اقول لك ولايهون عليك فخبط الجندى عمامته على الأرض وصاح قولى وإلا أخذت هذا السيف وقتلت كل من فى البيت فقالت ياسيدى دواؤها من كان زبه كبيراً يدخل بطنها ويصل إلى الفأر ويخرجه . وأنت ياخويد ماعندك من هذا شىء . فلما سمع كلامها قال هذا هين عندنا من زبه كبير ويأتينا من غير فلوس . وقام من وقته ونزل إلى الأصطبل قال يازعيتر قال نعم ياخويد قال كم يكون لك معنا جامكية قال شهرين فأعطاه ثلاثة وقال هذا الشهر بقشيش لك منا وقال يازعير انت عندنا بمنزلة ابننا ولنا عندك حاجة فلا تقل لأحد فقال أعوذ بالله ياخويد فقال له ستك خاتون ضعيفة وأنت تقدر على دوائها . اطلع داوها . فقال سمعاً وطاعة ياخويد. على الرأس والعين وطلع الجندى قدامه إلى البيت وقال للداية ياحجة هذا زعتير جبناه يداوى سته . وليه كيف يعمل قالت خله يعبر وتعبر خاتون معه وانت خد قوسك وفرده نشابة معك واقعد خارج العتبة فإذا خرج الفار من كسها وجرى امامك فأرم عليه ولاتتركه يهرب وإلا سيبقى كل يوم يعبر كسها ويجيب لسيدى خاتون الضعيف فإن كسها لايفارقه من ذاقه قال ندخل زعيتر يعمل شغله ويشفى قلبها من الزب الكبير ويطفى حرارتها والجندى واقف خارج العتبة مبحلق عينية ونافخ شواربه ينتظر الفار لكى ينشيه . فشال زعير سياقها كالمرمر وظهر إيره كأنه عصا قبان وحك به اشفار خاتون وزحلقه فراح إلى حد الخصيتين فصاحب من حلاوته وشهقت فطار قلب الجندى وكادت تخرج روحه ونفخ شواربه وقال مالها ياداية قالت ياسيدى من هذا الفأر المشئوم ثم قالت لها ياستى اكثرى من الغتج والشهيق فإن ذلك يجعل للفأر طريقاً يخرج ولا عليك من ألم الزب ومافيه من الحريق فقال الجندى أى ياخاتون بحياتى عليك اغنجى خلينى افرج بسلامتك فعملت ذلك واستمرت تنخر وأشخر وتعاطيه من ذلك ما أدهش المخاطر وأقلق الناظر إلى أن جاءت حسنتها وجاءت لذة زعيتر فعانقته وضمته وسكنت الحركة بينهما فأطلقت الداية الفأر وقام زعيتر بزب مثل زب الحمار وقالت ياخويد أمسك أمسك أضرب ارم فأخطأ الفأر فقالت الداية ياولدى ياخويد ايش هذا الذى عملته الم اقل لك انتبه لايفوتك فقد يجرى لها ماجرى معها ويأكل وماكل مرة تسلم الجرة ولن تجد أحداً يخرجه فقال الجندى لا ياحجة لاتقولى هذا الحمد لله زعيتر عندنا موجود وكلما جرى لها هذا نطلب زعيتر يخرجه لها فلا سمعت خاتون ذلك قامت من الفراش وقبلت يد الجندى وباسته فباسها وعانقها وقال الحمد لله على السلامة فقالت الله يطول عمرك ياسيدى كما احيتتنى وأنعشت قلبى وبردت كبدى . أبقاك الله وأبقى لك هذا الغلام فإنه يحميك كثيراً فشكر الجندى زعيتر ووعده بكل جميل.

وفى بعض الأمثال السائدة يقال أقود من ظلمة وظلمة أمرأة من مذيل كانت فاجرة فى شبابها حتى عجزت ثم قادت حتى اقعدت ثم أتخذت تيساً وعنزاً وكانت تنزى التيس على العنز فسألت عن ذلك فقالت اسمع انفاس الجماع .

وحكى ان ارملة ماشطة كانت ذات شباب وجمال وقدو اعتدال وكان قد زوجها شيخ فاستشرت فى بيته ووقعت عنها كلام السوء ولكنها لم تجد لدى الشيخ مايطفى لهيب شهوتها ويشفى غلمتها وكان لها جار من أبناء التجار عشقها ورغب فى مساعدتها على إطفاء غلمتها بعد أن سمع تنهدها فى الليل أو حين تكون وحدة فى الدار ولم تكن تلتفت إليه ولاترد عليه فاستعان عليها بعجوز فجاءت إليها وقالت إن لدى الجيران عرساً فتعالى ريسنى العروس ومشطيها فقامت معها بعد أن لبست أفضل ماعندها وتطيبت استعداداً للمشاركة فى الزينة والعرس ودخلت العجوز بالأرملة بيت الجار فلم تجد عرساً ولاما يخرنون فندمت الأرملة على مجيئها وأحست بالشر واستوحشت فبادرت إلى طلب الباب فإذا الشاب كأنه قمر الزمان أطل عليها وجعل يبوسها ويرشفها وهى تستغفر الله وتدفعه عنها فلما رأها تصده وتمنعه أخرج من وسطه حجراً وقال لها والله لئن لم تطاوعينى لأذبحنك فبهتت وخرست فحملها الشاب إلى وسط القاعة ووضعها على مرتبة من ديباج كان قد أعدها فجاءت العجوز بالطعام والشراب لكن الأرملة لم تأكل ولم تشرب فدخلت وهمست فى أذن الشاب فإنصرف ثم قالت للمرأة أنا أعيدك إلى بيتك فمضت معها عبر دهليز‘لى اسطبل الخيل وقالت لها إن وراء هذا الأصطبل بابا تخرجين منه وتركتها وكان فى الأصطبل حمار وأتان وكان إير الحمار مدلى كأنه عنزة فنظرت إليه الأرملة وهو يروض أتانه ليركبها وإنحلت أوصالها وتذكرت إير الشيخ زوجها كأنه الخرقة البالية وفيما هى تنظر إلى الحمار يسند أتانه كان الشاب قد تبعها وراح يراقبها إلى أن أحس بها تجمع فخذيها وتعصر شهوتها فجاء من ورائها ومد يده إليها فنزع سروةالها ثم نزع سراويله وعاد إلى تقبيلها وعناقها ثم جمعها تحته وهى لاتتكلم فرأت إيراً أكبر من إير الحمار فتداعت أركانها والتهبت لهوات حرها ثم أخذ الشاب من فيه بصاقاً وريق إيره وجعل يحك به باب رحمها .
قالت الأرملة عندما ضربت عروق النيك فى بدنى وأقبلت إليه بعد أعراض ثم ضممته إلى صدرى ورحت أترشق وثارت الغلمة فى وهو يرهز غاية الرهز يخرجه من حرى فيرده ثم يعيده ثم يقبلنى فيولجه فى جحرى ومخرجه ويعيده ثانية إلى حرى إلى أن صب جنابته فى رحمى وناكنى عشراً وكان كلما إنتهى من واحد قال كيف ترين هذا من نيك ثيخك فأقول لعن الله ذلك الشيخ السوء . وواته لولا هذا الحمار وأتانه لم أعرف لذة النيك حياتى . والله عز وجل أعلم .


نهاية الجزء الثالث

يتبع ...

* عن
Alef

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...