طيف
ساعـات مضت ، وهذا الركن لا يضم إلاي وهواجسي ، وذاكرة مرهقة بتفاصيل خائبة ، وامرأة حمقاء .
جلس أمامي ، .يشير للنادلة , تأتيه غنجة بنظرة معجبة , قفز قلبي , كم وسيم وجهك يحيى . ياالله! لو قدر لي أن أعرفك في أوج شبابك ؟ بالتأكيد لم تفرق عن هذا الوجه شيئا سوى لحيتك الكثة ، وفلجة أسنانك المثيرة .
نسخة بالكربون من " يحيى عبد الفتاح " في عنفوان الثلاثينات , بياض الفودين ، تصفيف الشعر، الحركة العفوية لأصابعك ، تتخلل خصيلات الحرير المرفوعة فوق جبينك.، " الأنسيال " الفضي حول معصمك الأيسر يتلألأ بين شتلات العشب المنمقة على ساعدك .
الجو يحمل وسوسات البرد القادمة في غفلة المتوجسين , وأنت أنت ، مفتخر بقدك الرياضي ، صدرك المملوء عنفوانا تشرعه في وجه الصقيع .
تملأني ثقتك بنفسك إحساسا بالضعف أمام نفسي .
كنت تدفعني للحياة بجرأة ، للتعبير عن الذات بصدق أمام حياتنا الكاذبة ، ولما لم تستطع معي صبرا تركتني أواجه ما بقي من العمر وحيدة , آه يا يحيى ! , كم مرة هذه الوحدة, تجرفك إلى غاباتها ، وحوشها تفترسك نفسا نفسا ، لا تترك لك سوى اجترار الأحلام ، وذكريات العمر الذي مضى .
تحتسي كأس ليمونك تهمس لي : أحبك
- أصمت
- تبسط ذراعيك ، تضمني
- أرتجف.. أصد عنك
- تقول : ألا تحبينني ؟!
- قلبي يصرخ : بلى , بلى أحبك , بكل ما فيّ من رغبة في دفئك .
تطل في نافذتي روحي : عيناك رائعتان ، تنبئاني بعمق حبك , انطقيها إذن.. أحب أن تتلمسها أذناي كما تلمستها روحي, قولي أرغبكَ كما أنت , حرري هذا الصمت من سجن خجلك ,
- الخوف يكبل روحي.
تركتني أجتر ذكرياتي ، لكنك عدت.. في لحظة تمنيت فيها البكاء على صدرك .
عدت يا يحيى لتحيا روحي, ضمني, دع جسدي المشتاق إلى وخز أعشابك يطفئ غلته ، دثر شفتي بقبلاتك , أتوقد . أرتمي عند قدميك باكية أيامنا التي ضيعتُها.
تصرخ الروح : أحبك , تومضها عيناي : أحبك , تطلقها شفتاي زغرودة فرح, أحبك , ألف ألف أحبك.
تجمدني دهشة عينيك ، يوقظني صوتك على حمق جديد :
- عفوا سيدتي , هل قلت شيئا ؟!!
ألملم نفسي المبعثرة , أنسحب إلى قوقعة الروح متوارية عن نظرة قاتلة في عينيك ,
تقف في إباء ، تضع " بلوفرك " الأسود فوق كتفك اليمنى , تمر طيفا كما جئت , ونظرتك المتوجسة , تكفنني من بعيــــــــد .
ساعـات مضت ، وهذا الركن لا يضم إلاي وهواجسي ، وذاكرة مرهقة بتفاصيل خائبة ، وامرأة حمقاء .
جلس أمامي ، .يشير للنادلة , تأتيه غنجة بنظرة معجبة , قفز قلبي , كم وسيم وجهك يحيى . ياالله! لو قدر لي أن أعرفك في أوج شبابك ؟ بالتأكيد لم تفرق عن هذا الوجه شيئا سوى لحيتك الكثة ، وفلجة أسنانك المثيرة .
نسخة بالكربون من " يحيى عبد الفتاح " في عنفوان الثلاثينات , بياض الفودين ، تصفيف الشعر، الحركة العفوية لأصابعك ، تتخلل خصيلات الحرير المرفوعة فوق جبينك.، " الأنسيال " الفضي حول معصمك الأيسر يتلألأ بين شتلات العشب المنمقة على ساعدك .
الجو يحمل وسوسات البرد القادمة في غفلة المتوجسين , وأنت أنت ، مفتخر بقدك الرياضي ، صدرك المملوء عنفوانا تشرعه في وجه الصقيع .
تملأني ثقتك بنفسك إحساسا بالضعف أمام نفسي .
كنت تدفعني للحياة بجرأة ، للتعبير عن الذات بصدق أمام حياتنا الكاذبة ، ولما لم تستطع معي صبرا تركتني أواجه ما بقي من العمر وحيدة , آه يا يحيى ! , كم مرة هذه الوحدة, تجرفك إلى غاباتها ، وحوشها تفترسك نفسا نفسا ، لا تترك لك سوى اجترار الأحلام ، وذكريات العمر الذي مضى .
تحتسي كأس ليمونك تهمس لي : أحبك
- أصمت
- تبسط ذراعيك ، تضمني
- أرتجف.. أصد عنك
- تقول : ألا تحبينني ؟!
- قلبي يصرخ : بلى , بلى أحبك , بكل ما فيّ من رغبة في دفئك .
تطل في نافذتي روحي : عيناك رائعتان ، تنبئاني بعمق حبك , انطقيها إذن.. أحب أن تتلمسها أذناي كما تلمستها روحي, قولي أرغبكَ كما أنت , حرري هذا الصمت من سجن خجلك ,
- الخوف يكبل روحي.
تركتني أجتر ذكرياتي ، لكنك عدت.. في لحظة تمنيت فيها البكاء على صدرك .
عدت يا يحيى لتحيا روحي, ضمني, دع جسدي المشتاق إلى وخز أعشابك يطفئ غلته ، دثر شفتي بقبلاتك , أتوقد . أرتمي عند قدميك باكية أيامنا التي ضيعتُها.
تصرخ الروح : أحبك , تومضها عيناي : أحبك , تطلقها شفتاي زغرودة فرح, أحبك , ألف ألف أحبك.
تجمدني دهشة عينيك ، يوقظني صوتك على حمق جديد :
- عفوا سيدتي , هل قلت شيئا ؟!!
ألملم نفسي المبعثرة , أنسحب إلى قوقعة الروح متوارية عن نظرة قاتلة في عينيك ,
تقف في إباء ، تضع " بلوفرك " الأسود فوق كتفك اليمنى , تمر طيفا كما جئت , ونظرتك المتوجسة , تكفنني من بعيــــــــد .