عندما رأيتهما في تلك الحديقة جذبني إليهما شيء لا أعرفه، جعلني أتتبّعهما بعينيّ، على الرغم من بحر الرؤوس السوداء الذي كان يغمر المكان.
كانا مسنّيْن تجاوزا الثمانين، ولكنّ البريق الكامن في قلبيهما ينعكس بوضوح على وجهيهما، فيكسو الخطوط والتجاعيد التي حفرها الزمنُ بحيويّة عجيبة. كانا يسيران بصعوبة، يتّكئ واحدُهما على الآخر، وفي الوقت نفسه يسيران كأنّ قوّةً ما تدفعهما إلى مواصلة السير. فعلى الرغم من وهنهما، ولِين عظامهما، وعدم ثبات خطواتهما على الأرض، فإنّهما مشيا برسوخ، أو بما يعطيك هذا الانطباع.
جلسا على المقعد المقابل للنهر. لم يتجاذبا أطرافَ الحديث. أخذا يتأمّلان المنظر أمامهما. تنظر عيناهما بتناغم إلى الأفق، وكأنّهما يشاهدان شيئًا لا يراه سواهما. لم يلتفتا وراءهما. لم يلاحظا وجودي. ظلّا جالسيْن. مرّ الوقت ببطء. تخالهما يستمتعان بهذا البطء.
أرادا أن يعودا. يتّكئان، الواحدُ على الآخر، من جديد، كأنّ جسديْهما قد حفرتهما السنون الطويلةُ ليتلاءما في ذلك الاتّكاء المتبادل.
يحلو الكون مع وقع خطواتهما، ببطء.
كانا مسنّيْن تجاوزا الثمانين، ولكنّ البريق الكامن في قلبيهما ينعكس بوضوح على وجهيهما، فيكسو الخطوط والتجاعيد التي حفرها الزمنُ بحيويّة عجيبة. كانا يسيران بصعوبة، يتّكئ واحدُهما على الآخر، وفي الوقت نفسه يسيران كأنّ قوّةً ما تدفعهما إلى مواصلة السير. فعلى الرغم من وهنهما، ولِين عظامهما، وعدم ثبات خطواتهما على الأرض، فإنّهما مشيا برسوخ، أو بما يعطيك هذا الانطباع.
جلسا على المقعد المقابل للنهر. لم يتجاذبا أطرافَ الحديث. أخذا يتأمّلان المنظر أمامهما. تنظر عيناهما بتناغم إلى الأفق، وكأنّهما يشاهدان شيئًا لا يراه سواهما. لم يلتفتا وراءهما. لم يلاحظا وجودي. ظلّا جالسيْن. مرّ الوقت ببطء. تخالهما يستمتعان بهذا البطء.
أرادا أن يعودا. يتّكئان، الواحدُ على الآخر، من جديد، كأنّ جسديْهما قد حفرتهما السنون الطويلةُ ليتلاءما في ذلك الاتّكاء المتبادل.
يحلو الكون مع وقع خطواتهما، ببطء.