1 ــ فصـول من فقـه "الفُتُـوّة":
ركام السنين يتداعى، تتبطنه فجوات عكسية التصويب، ضبابيته الأبدية ينفثها في وهن شيخ أضر به التقاعـد.
رطوبة المناخ تعلن مسبقا عن إخفاق، الإدلاج الجمعي. و الوصيد الحديدي يرفض الانفراج في وجه القادم، داخل السور تتلملم المدينة الثكلى، تتعاطى العشق المبستر تحت أسماء مستعارة أنهكها العود على البدء، وفي المحطات الموغلة في الظلام توزع تذاكر للسبي الليلي وأخرى لعتمة الرقيق بتوقيع مغاير البصمـات.
ــ الذي اشترى الجدّ جهرة هو الذي يبتاع الحفيد خلسـة.
قال كبير نخاسي المحيط وهو في حالة سباحة قصوى.
" سمراء "ـــ حلم الزائرين تحت كل الصفات ـــ يشتد بها النحيب خلف وصيد عازل للصـوت، النحيب بديل التهجد. لأن كلاهما يعيد إلى النفس حقيقتها.
" سمراء " ضمادها يلفّ رقبتها، وأنياب غول ــ قيل إنها مدجّنة ــ تخيفها لأنها بحجم المداري الأسطورية، وعراف القبيلة المجاورة لم يكن يتوقع ـ لسفاهة طارئة ـ هجوم الغيلان على بحيرة القرية حيث العذارى يلاعبن تموجات النهر الدافـئ.
" سمراء " تبحلق في مستند الإصابة وكبير بطارقة الرحيل يعلك بندا لاغيا ألحق بالألواح الأثرية سهــوا.
ــ النكوص قاعدة ثابتة في الفلسفة الأم.
لم تتأكد " سمراء " من صاحب المقولة ولكنها أومأت بتدوينها
عاطفة الحنو يقول بمصداقيتها كبير شراح المتون، والدهشة عملة آخذة في الهبوط تحكمها أصول " الفُتُوّة ".
" سمراء " على وسادتها يُبحر زخرف من تهاويل ألوان البحيرات الرافضة للغور، وأمواج راقصة قَدّتُ بعدا ثالثا في منغلق الإيقاع.
ــ المتغيّرلا يطال حيز الطبـل الإفريقي.
قال أحد مرافقيهــا.
ــ الطبل تطهير. الطبل عصاب. الطبل اتزان.
قالت " سمراء " قبل أن تجيب فحفظ عنها الأطفال ذلك عن ظهر قلب.
مُصبّر الطحالب يعشوشب دون أن يذاع سر عقاقير التعقيم المهربـة
المدينة الثكلى تنحني في خنوع جاسوس محترف، تتعرّى في جنون، تقذف بيافطات شوارعها. وعلى مدخلها الرسمي أقيم نصب " مومياء " غول عديمة اللقب ذات أنف معقوص.
كبير الشراح قال معترضــا:
ــ الغول لم تنشيء المدينة لكنها ألحقت بحراستها.
ــ الغول كالديناصور سابقة للعمران.
لاحظ أمين سر كبير الشراح.
وقالت " سمراء " وهي لا تزال في منامها:
ــ ولكن من سيقتل الغول إذا عاودت الكرة على فتيات القرية؟
أطفأ السؤال كبرياء القناصين.
ــ وماهي الغول يا جــد؟
مشاتل شوك تينع على المسام، تركب الرؤيا، سوبرمانية بتعاريف مغايرة تقودها غريزة الفتك نحو التربة بالضـرورة.
2 ــ مواســم الفطـام:
رواد الفجر يهاجرون تباعا، وخلوات التقية تعلن الكساد، والجد الأخرس يتعاطى تعاريف حديثة لـلون الغول وقابلية أسنانها للنفاذ، وفي بلاد القول ينتهي القول إلى جدلية متكافئة.
ــ ضار بالمدينـة.ملازم لهــا.
وصاحت "سمـراء":
ــ ولكن آثار أنيابها لا تـزال.
وقاطعها عويل متصاعد من ناحية مـا.
خلف أسوار المدينة " بسمراء " يتطاول المكوث، والأخصائي يزرع قلبا مرخصا به في حالات الضرورة القصوى، ومبيدات النبض الصادق تلاحق بقايا الرفض والتمنع، وتحاليل الدم تعرب عن ميكروب وراثي مهرب أكيد العدوى.
ــ الغـول بريـة أم مائيـة؟
ــ الغـول تأكــل.
الغـول في تقانين المدينة عودة خوف؟!
3ـ تراتيـب العشـق في معاجـم الأشانتـي:
تعاريف الخطيئة تتململ تحت نعوت الصبايا. هل النبض إجهاد مزمـــن؟ !
" سمـراء " أنكرت الغول وجودها فبكت، هذه المرة نزولا عند رغبة منجميها أكمل الجد.
ــ الغـول مائيـة أم بر ــ مائية؟
ردد العجوز قبل أن يستسلم للبكم الأبدي.
4 ـ جـوازم الصمــت:
النيازك المسنّة أقلعت عن عادات التوهج من بعيد. وأحيل آخر النجوم الغواصة على الاستيداع لزمن مطلق، في أعقاب سنوات الذكرى ذات يوم عديم السحاب أعربت " سمراء" عن بسمتها؛ حدادها الوراثي استأنفته، رغم تعدد أزواجها أصيبت بعقدة النشاز، كبار الراسخين أفتوا بطلاقها، وظلت معلّقة تمقت الذي تحبه، وتدعو لمن تكرهـه لا أحد يعرف إلا كبير مسني القرية وقد صار أخرس
قبل أن يفتقد النطق في غمرة الأحاديث. أصبح مولعا بترديد أسماء الغول، قال إنها بترادف أسماء الأسد، في إحدى حالاته الصاخبة قــال:
ــ إن " سمـراء " قد لا تلد.
العارفون " بسمـراء " قالوا إنها لا تحسن الرثاء كثيرا عكس نطقها بفنون الإضافة، ولوصيفتهـا الأشـد سمرة نظرت.
وتمعنت في لون الوصيفة وتساءلت: ربما مالت دكنتها إلى حور الأشانتي (1)، أما هندسة عيونها فقريبة من خصائص فاتنات البوشيمان (2) وهزّت "سمراء" رأسها في تأكيد لاستنتاجها دون أن تعتزل اكتئابها.
لم يطمئن الجد إلى تخريج الطبيب فالحمل لا يزال لم يقل به كبير حكماء الأرواح الذي سوف لن يركب رأسه في تقرير أمر كهـذا، الجد استأنف رحلة الإمعان في سفْر القبيلة وهو سفْر محظورة عوالمه على غير البالغين أزيد من القرن.
في السفْر/ التقية جزم بأن الغول لم تُقم المدينة، وأن المدينة بكل صخورها الحبلى بالطوطم والسحر والإخصاب ـ لا تدين بوجودها لأي زمن معروف؛ خرافية أزمنتها هي الأخـرى ربما لأنها لا تخضع إلا لمعاير المشافهـة.
ــ " المشافهـة " إيحاء وحسـب.
قالـت " سمراء " في تصميـم.
ــ ولكن مدينتـنا حملت عصارات الكلام. قبـل وقبـل.
صوّب الجد مستندا إلى الهامش المائة من سفْر المدينة، وترءى له لأول مرة أن عقارب الساعة العامة لم تعد تعشق لعبة الإرتداد كسابق أوانها، فأذاع في المحيطين به أن " سمـراء " تماثلت للشفـاء وإن لم تغادر فراشهــا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1و2 البوشيمان والاشانتي من أشهر القبائل الافريقية.
مدينة سعيدة(الجزائر) 1995
ركام السنين يتداعى، تتبطنه فجوات عكسية التصويب، ضبابيته الأبدية ينفثها في وهن شيخ أضر به التقاعـد.
رطوبة المناخ تعلن مسبقا عن إخفاق، الإدلاج الجمعي. و الوصيد الحديدي يرفض الانفراج في وجه القادم، داخل السور تتلملم المدينة الثكلى، تتعاطى العشق المبستر تحت أسماء مستعارة أنهكها العود على البدء، وفي المحطات الموغلة في الظلام توزع تذاكر للسبي الليلي وأخرى لعتمة الرقيق بتوقيع مغاير البصمـات.
ــ الذي اشترى الجدّ جهرة هو الذي يبتاع الحفيد خلسـة.
قال كبير نخاسي المحيط وهو في حالة سباحة قصوى.
" سمراء "ـــ حلم الزائرين تحت كل الصفات ـــ يشتد بها النحيب خلف وصيد عازل للصـوت، النحيب بديل التهجد. لأن كلاهما يعيد إلى النفس حقيقتها.
" سمراء " ضمادها يلفّ رقبتها، وأنياب غول ــ قيل إنها مدجّنة ــ تخيفها لأنها بحجم المداري الأسطورية، وعراف القبيلة المجاورة لم يكن يتوقع ـ لسفاهة طارئة ـ هجوم الغيلان على بحيرة القرية حيث العذارى يلاعبن تموجات النهر الدافـئ.
" سمراء " تبحلق في مستند الإصابة وكبير بطارقة الرحيل يعلك بندا لاغيا ألحق بالألواح الأثرية سهــوا.
ــ النكوص قاعدة ثابتة في الفلسفة الأم.
لم تتأكد " سمراء " من صاحب المقولة ولكنها أومأت بتدوينها
عاطفة الحنو يقول بمصداقيتها كبير شراح المتون، والدهشة عملة آخذة في الهبوط تحكمها أصول " الفُتُوّة ".
" سمراء " على وسادتها يُبحر زخرف من تهاويل ألوان البحيرات الرافضة للغور، وأمواج راقصة قَدّتُ بعدا ثالثا في منغلق الإيقاع.
ــ المتغيّرلا يطال حيز الطبـل الإفريقي.
قال أحد مرافقيهــا.
ــ الطبل تطهير. الطبل عصاب. الطبل اتزان.
قالت " سمراء " قبل أن تجيب فحفظ عنها الأطفال ذلك عن ظهر قلب.
مُصبّر الطحالب يعشوشب دون أن يذاع سر عقاقير التعقيم المهربـة
المدينة الثكلى تنحني في خنوع جاسوس محترف، تتعرّى في جنون، تقذف بيافطات شوارعها. وعلى مدخلها الرسمي أقيم نصب " مومياء " غول عديمة اللقب ذات أنف معقوص.
كبير الشراح قال معترضــا:
ــ الغول لم تنشيء المدينة لكنها ألحقت بحراستها.
ــ الغول كالديناصور سابقة للعمران.
لاحظ أمين سر كبير الشراح.
وقالت " سمراء " وهي لا تزال في منامها:
ــ ولكن من سيقتل الغول إذا عاودت الكرة على فتيات القرية؟
أطفأ السؤال كبرياء القناصين.
ــ وماهي الغول يا جــد؟
مشاتل شوك تينع على المسام، تركب الرؤيا، سوبرمانية بتعاريف مغايرة تقودها غريزة الفتك نحو التربة بالضـرورة.
2 ــ مواســم الفطـام:
رواد الفجر يهاجرون تباعا، وخلوات التقية تعلن الكساد، والجد الأخرس يتعاطى تعاريف حديثة لـلون الغول وقابلية أسنانها للنفاذ، وفي بلاد القول ينتهي القول إلى جدلية متكافئة.
ــ ضار بالمدينـة.ملازم لهــا.
وصاحت "سمـراء":
ــ ولكن آثار أنيابها لا تـزال.
وقاطعها عويل متصاعد من ناحية مـا.
خلف أسوار المدينة " بسمراء " يتطاول المكوث، والأخصائي يزرع قلبا مرخصا به في حالات الضرورة القصوى، ومبيدات النبض الصادق تلاحق بقايا الرفض والتمنع، وتحاليل الدم تعرب عن ميكروب وراثي مهرب أكيد العدوى.
ــ الغـول بريـة أم مائيـة؟
ــ الغـول تأكــل.
الغـول في تقانين المدينة عودة خوف؟!
3ـ تراتيـب العشـق في معاجـم الأشانتـي:
تعاريف الخطيئة تتململ تحت نعوت الصبايا. هل النبض إجهاد مزمـــن؟ !
" سمـراء " أنكرت الغول وجودها فبكت، هذه المرة نزولا عند رغبة منجميها أكمل الجد.
ــ الغـول مائيـة أم بر ــ مائية؟
ردد العجوز قبل أن يستسلم للبكم الأبدي.
4 ـ جـوازم الصمــت:
النيازك المسنّة أقلعت عن عادات التوهج من بعيد. وأحيل آخر النجوم الغواصة على الاستيداع لزمن مطلق، في أعقاب سنوات الذكرى ذات يوم عديم السحاب أعربت " سمراء" عن بسمتها؛ حدادها الوراثي استأنفته، رغم تعدد أزواجها أصيبت بعقدة النشاز، كبار الراسخين أفتوا بطلاقها، وظلت معلّقة تمقت الذي تحبه، وتدعو لمن تكرهـه لا أحد يعرف إلا كبير مسني القرية وقد صار أخرس
قبل أن يفتقد النطق في غمرة الأحاديث. أصبح مولعا بترديد أسماء الغول، قال إنها بترادف أسماء الأسد، في إحدى حالاته الصاخبة قــال:
ــ إن " سمـراء " قد لا تلد.
العارفون " بسمـراء " قالوا إنها لا تحسن الرثاء كثيرا عكس نطقها بفنون الإضافة، ولوصيفتهـا الأشـد سمرة نظرت.
وتمعنت في لون الوصيفة وتساءلت: ربما مالت دكنتها إلى حور الأشانتي (1)، أما هندسة عيونها فقريبة من خصائص فاتنات البوشيمان (2) وهزّت "سمراء" رأسها في تأكيد لاستنتاجها دون أن تعتزل اكتئابها.
لم يطمئن الجد إلى تخريج الطبيب فالحمل لا يزال لم يقل به كبير حكماء الأرواح الذي سوف لن يركب رأسه في تقرير أمر كهـذا، الجد استأنف رحلة الإمعان في سفْر القبيلة وهو سفْر محظورة عوالمه على غير البالغين أزيد من القرن.
في السفْر/ التقية جزم بأن الغول لم تُقم المدينة، وأن المدينة بكل صخورها الحبلى بالطوطم والسحر والإخصاب ـ لا تدين بوجودها لأي زمن معروف؛ خرافية أزمنتها هي الأخـرى ربما لأنها لا تخضع إلا لمعاير المشافهـة.
ــ " المشافهـة " إيحاء وحسـب.
قالـت " سمراء " في تصميـم.
ــ ولكن مدينتـنا حملت عصارات الكلام. قبـل وقبـل.
صوّب الجد مستندا إلى الهامش المائة من سفْر المدينة، وترءى له لأول مرة أن عقارب الساعة العامة لم تعد تعشق لعبة الإرتداد كسابق أوانها، فأذاع في المحيطين به أن " سمـراء " تماثلت للشفـاء وإن لم تغادر فراشهــا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1و2 البوشيمان والاشانتي من أشهر القبائل الافريقية.
مدينة سعيدة(الجزائر) 1995