محاسن صديق - تناغم ..

تسابقت النسماتُ.. تركضُ نحوي ، لامستْ خدي.. أزالت بعض عناءِ رحلتي
.. ابتسمَتْ قليلاً.. تقافزتْ كل المباهج من داخل روحي لترسُمَ ملامحَ جاذبةً على مُحيايَّ.. صرتُ كأجملِ ما يكون.
إحداهنَّ، وكانت أكثرهنَّ شغباً وثرثرةً لامستْ قلبي وبدأت تُعدِّدُ في الأسباب.
أسبابُ الغيمةَ التي تكسو مقصدي.. وتغيير الأجواء بالرغم من استحالةِ ذلك في تلك البقعةِ في هذا الوقت!!!!
لم أستمع إليها.. كنتُ أرقبُها، فقد لفتَ نظري تمردها وتكبُرها على صويحبتاتها…
أخذتْ تتحداني وتُعيدُ وتُزيدُ في القول إلى أن ارتفعتْ وتيرةَ نبضي وزادتْ خفقاتُ قلبي.. كنتُ أُشيحُ بوجهي وأُغطيَ صدري حتى لا تلاحظ ،لكنَْها مدَّتْ لسانها في استفزازٍ وحدَّقتْ بعيني.. كنتُ أتحاشى النظرَ إليها.. كانت تتخللُني وفي قرارة نفسها تقولُ : أنسيتي أني نسمةٌ ؟
نظرتُ إليها في حنقٍ.. زادتْ تيهاً ودلالاً ، فقد انعكسَ كل ضعفي بتلك النظرةِ الخائبة.
ردَّدَتْ يملأُ صوتها الناعمُ فرحةَ المنتصر… ” ألم أقل إنكِ عاشقة؟!! كُفِي عن الاستغرابِ وادعاءِ البراءةِ ، فأنتِ عاشقة حتى إخمص اليقين.
نعم هي هي ابتسامته.. من كان السبب ، فقد أقتعتُ الطبيعة بالعدول وأذِنَتْ للفرح بالهطول .. ألا تربن؟ انظري حولكِ فحبيباتُ المطر تهطلُ تُداعبُ الثرى بلطفٍ وسيمٍ حتى يُنبتُ تحت قدميكِ وشاح أخضر تتلحفه خطاويكِ نحوه.. ولكِ أن تستمتعي بحبيبين بدلاً من رحلةٍ حزينةٍ.
وواصلتْ شغبها وتُلِحُ بالأسئلة.. أُدرِكُ أنكِ تعشقين المطرَ ، ولكن يبقى سؤالي :من تعشقين، لأجلِ من؟
جعلتُ حِجَاباً بيني وبينها.. ويلي فقد عرِفَت كل أبعادِ رهفي.. ابتعدَتْ قليلاً تُثيرْ غيظي وتتلاعبُ حولي بحركاتٍ طفوليةٍ.. وحينما عزمتُ الرحيلَ طلبتُ منها الاقتراب.. بخجلٍ شديد ٍفهمتْ قصدي ، فقد كنتُ أنوي أن تُبلغَهُ وصيتي ، ولكنَّها شقية ، لوَّحَتْ بكفها الجميل مودعةٌ.. وكنتُ قد قرأتُ كل ما أودُ قوله وهرولتُ في حُبُور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...