مضر حمد السعيد - شهادة عن مناضل اغتيل ذات مساء عند مدخل البار العتيق

أتقاسم وإياك تسابيح الزمن الغريب
تحظين انت بمسار النجم البعيد
وأتداخل أنا بحزن الموت
بشوارع الألم الدفين
بمومس عجوز تنتظر بقية زاد يوم كان قريب
محظوظة أنت
احتكرت الزاد وأشلاء متاع الزمن العصيب
تقاسمت وإياك انكسارات الضوء المتجرد من انبعاثات الصباح
من تكسر الصوت عند فوهة بندقية
اليوم أمس وغدا أمارس الحياة وفي جيبي ثمن اطلاقة
مفقودة جرائد المساء
اشتريت موتي عندما كانت الحياة رخيصة تباع وتشترى
مفقودة جرائد المساء
اضاعوا الخبر اليقين
وتكلمت الإذاعات عن أخبار الصباح
تقدمت عقارب الساعات ليصبح المساء صباحا
وأخبار المساءات ما زالت مفقودة
محظوظة أنت
تقرئين جرائد المساء في الصباح
وتتعرين صباح كل يوم تحسبينه مساء
أغلقي الأبواب والشباك ولا تنسي ثقب الباب وفوهة الحنفية
واحذري الأعين فهي رقيبة تتربص بالاشياء،
بمداخل اللذة العمياء لتوفر لمحكمة الثوار متهما جريمته سياسية
احذري العشق فهو جريمة سياسية
احذري الملابس الحمراء ، فامتلاكها جريمة سياسية
واحذري شيوعيي العالم ، فالتحدث معهم جريمة سياسية

****

ايه ياوطن العشق
كم هو صعب أن يعشق الغرباء
وعاشق يعشق العشق
ينافس العشاق وكتاب الكلمة الرعشاء
يا وطن العشق
في جيبي ثمن إطلاقة تنتظر مطلقها
عذرية القمر انتهكتها أقدام المخبرين
وعمر لينين في قبره يتجاوز المائة
وأنا في قبر الحياة أقرأ عن عاشق اغتاله عشقه
الرصاصات تحدث موتا ضوءا وصوتا يفزع الحمامات
الرصاصات صوتها يضيع في صرخة المناضل الذي اغتيل عند مدخل البار العتيق
الرصاصات صوتها يضيع في صرخة حبلى تنتظر الحياة
في عيني جائع ينتظر الخبز الاحمر
ودموع طفل ينتظر أباه المناضل الذي اغتيل ذات مساء عند مدخل البار العتيق

***
لو كان الجوع المرتسم في أعين الفقراء يحدث صوتا
لو كان الموت يحدث صوتا
لأصبح اغتيال المناضلين في مقاهي المدينة الحجرية صعبا
حتى وبوجود تغطية ذكية
ولارتفع ثمن الرصاصات
ولوجد أشباح نهارات المدينة الحجرية انفسهم بلا عمل ولا هوية
لكن الموت لا صوت له وكذلك الجوع
فلنقتل ولنقتل حتى يصبح للموت صوت
يصل لأذن صاحب المطرقة والمنجل
ولنقاسم لينين قبره
فالموت يخيم على المدينة
ولايزال في جيبي ثمن اطلاقة
والبوليس السياسي يبحث في البار العتيق عن مناضل
الموت يخيم على المدينة
والبوليس السري يبحث بين أحضان عاهرات المدينة
عن مناضل اغتيل ذات مساء عند مدخل البار العتيق

بغداد
1975/3/5
- مضر حمد السعيد






تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...