هل للحبّ نهاية ؟.. إن كان الجواب نعم ، فأنا أعلنُ اليومَ أنّ حبّي قد انتهى .. وولّى واضمحلّت جذوته وخبا نورهُ...
تبدأ نهاية الحب مع مخاضٍ من المشاحنات الزوجية تُردي إلى تضخّم مساوئ الشريك وتضاؤل محاسنه...
وبعد ذلك المخاض يولد الكُرْهُ كطفلٍ لقيطٍ مجهول الأب.. وتتفاقم البغضاء حيث تنقلبُ الحرارة بروداً... والحنينُ حقداً والارتعاش جموداً ..
يخونني كلّ يوم ... عندما يشربُ قهوته لوحده صباحاً ... وعندما يذهب دون أن يودّعني .. وعندما يشرد ويدخّن ويزفر دخانَ سيجارته بلا مبالاة وكأنه ينفخ في وجهي..
يخونني ويقتلني بتجاهله المتعمّد لوجودي ... وكأنّه يريد أن يُلغيني من حياته لو استطاع إلى ذلك سبيلاَ..
أصبح مجهولاً بالنسبة لي كشخصٍ جديد زُرع في حياتي .. كنباتٍ طفيليّ ينمو ببطء في بستاني وقد يغتالني ذات يوم .. يغلق الباب عندما يغيّر ملابسه كغريبٍ في بيتي .. ويدير ظهره لو حاولتُ تغيير ملابسي بحضوره .. يستحي وأستحي منه .. وقد يخرج من الغرفة أو البيت كله..
يستسلم للنوم بعد أن يتأكد من إغفاءتي ... ويستيقظ قبلي بزمنٍ ليغوص في وحدته وشروده وقهوته وتبغه...
أصبحتُ بلا شك ظلاً كريهاً في حياته ... وأنا أراهُ اليوم في البيت ضيفاً ثقيلاً أسعدُ بمغادرته وأحزنُ بمقاربته...
أنا هنا ... أنظرْ إليّ يا قاسٍ .. أتزيّن وأتعطّر وألمّع بشرتي ... وأشحذُ مشاعرَ الأنثى في داخلي كلّ ليلة.. ثم أتركها تبرد على جدار الإهمال والنسيان...
أجهّز نفسي (خارجياً وداخلياً ) كل ليلة ..
والرجال الذين يقرؤون كتابتي لا يعرفون ماذا تعني عبارة ( أن تجهّزَ المرأة جسدها للاستعمال على أكمل وجه)؟!..
ذلك عبءٌ عليّ..وجهدٌ جهيد .. واستعدادات المرأة (ليستعملونها كأنثى كاملة ) كثيرة ومتعبة .. كعروسٍ في ليلة زفافها
وحرامٌ أن تعدَّ وليمتك وتملأ طاولتك بما لذّ وطاب ويتجاهلك المدعوون .. حرامٌ أن تفرش طاولتك بشرشف جديد مزركش.. وتتخيل أين سيجلس الضيف العزيز على رأسها ، وكيف ستغرف له من الصحن الذي يحبه .. وقد يطلب المزيد فتبتسم وتطعمه بيدك .. وتشعل شمعة حمراء جديدة .. وترتدي الثوب الذي يفضله .. وتنتظر وتحلم..
وتعاود رشرشة العطر على ثناياك كلما ظننت أنه تبخر .. وتنتظر..
وتذوب الشمعة وتندثر .. ومازلت تنتظر
ويبرد طعامُك الشهيّ .. وإعادة تسخينه تفقده الكثير من نكهاته .. لابأس فتعصر فوقه عصارة ( الكاتشاب والمايونيز)..
ويمرّ الضيف بطاولتك ولا يلقِ إليها بالاً ..
لستَ جائعاً ؟..لا بأس .. تذوّق مسحة من طرف الصحن .. أو لعقة من وجهه .. أو رشفة من عصيرٍ معدٌّ لك وحدك
ويدير ظهره لوليمتك بما فيها
عندها ستلملم صحونك وطناجرك .. تحفظها في براد البيت الذي يبرّد كل شيء حتى العواطف بين زوجين .. ثم قد تفسد بعض الأطعمة فترميها في سلة القمامة .. وتعلن بأنك لن تطبخها ثانية إلا إن طلبها وتمناها واشتهاها .. وهو لن يطلب ذلك!
تشغلهُ امرأة أخرى بلا شك.. سرقته منّي وملكتْ روحه..
هنيئاً لكَ بها ..لكنْ أعتقني إذن من سجنك وأطلقني من قيدك .. اشطبني من دفترك وامحيني كغلطةٍ شذّ بها قلمك ... وليسقط ذلك الخاتم الرّخيص الذي يربطني بك كصكّ العبودية... لن أبكي عليك بل أبكي أيامي ولياليّ التي انصرمتْ تحت جناحك...
تقلّبْ في أحضانها ما شئتْ.. وتمرّغ على أعتابها كدودةٍ دبقة لزجة .. لكنّي سأنتقمْ لإخلاصي وكبريائي وحبّي الضائع..لاتنسَ أنني محاطةٌ بالرّجال يطيرون حولي كالذباب ويشتاقون إلى شهدي...
لابأسَ إن أظهرتُ عنقي وكشفتُ نصفَ صدري للشّمس... لابأسَ إن قصّرتُ ملابسي للرّيح ... لابأس إن فجّرتُ أنوثتي للغير طالما أنت تسفحُ رجولتك على أعتابهن... قد تكون الخيانة مبررة لمجرّد الانتقام!
لا تنس أيها الرجل أنني قد أطبخ لضيفٍ آخر .. وأفرش له طاولتي!
وقد يدعوني إليه كضيفة كريمة .. ويفرش - هو - طاولته لي .. ويجلسني على رأسها .. ويتراقص حولي كتراقص لهيب شمعته
هدهدني أيها الحبّ أنّى اتجهتْ وأنى حللتْ ... ارتعشي يا نفسي واشربي من كؤوس اللذة حتى الثمالة ... وغوصي حتى الأعماق في حلاوة النشوة ... ثم عودي إلى بيتك طاهرة شريفة ... ولكنْ خائنة.
لقد اجتمعت الخيانة والشرف في جسدي ... وكأنهما وجهان لعملةٍ واحدة تحمل نفس القيمة في السّوق كيفما انقلبتْ...
ويبقى الذهبُ ذهباً إن كان في حوزة اللص أو جعبة الناسك... أنا قطعة من ذهب عزيزة كريمة أتنقل بين الأيادي المتلهّفة إليّ بعد أن لفظ زوجي الكنز الذي يملكْ.. وقد وجدتُ قيمة جسدي في السوق السوداء.. هناك حيث يُطرحُ الشرف وتداسُ الأخلاق على قارعة الطريق ويسجدُ الضميرُ صاغراً أمام جبروتِ المادّة ... هناك في عالم الظلّ عرفتُ لذّة الانتقام ... بالخيانة..
أزهرتْ في بيتي أشواكُ الشكّ ونمت طحالبُ الارتياب حول سرير الزّوجية المقدّس ... وترعرعَ العذابُ بين الفعل وردّ الفعل... وتضاعفتِ الحواجزُ بين زوجين ينتظران ولا يُقدِمان على شيء .. واختلطتِ الأوراق بين زواجٍ مشلول وطلاق مع وقف التنفيذ
هناك حيث أعمل لديّ الكثير منهم.. رجالٌ مستعدّون لخيانة زوجاتهم بالقولِ أو بالفعل.. بنظرةٍ أو بابتسامة والكلّ يملك مؤهّبات الخيانة وجاهزٌ لها يمنعه حاجزٌ بسيط يسهلُ اختراقه... عندي الوسيم والدميم والطويل والقصير والبدين والسقيم ...والغني والفقير .. كلهم يبحثون عن (غيرِ) ما ملكت أيمانهم..
وأنا في وحدتي وغربتي أطبع صورة أحدهم في مخيّلتي وأعود بها إلى مخدعي البارد .. وعندها تبدأ أحلام اليقظة...ويبدأ انفصالي عن الواقع.
وبعد أن تنسدل الستائر ويخفت نور الكهرباء ... وأسمع غطيط زوجي النائم خارجاً على الأريكة ... عندها أتزيّن وأتعطر وأرتدي لباس الحب .. وأقدّم فروض الطاعة للآلهة عشتار.. فتبدأ ليلتي الحمراء...
قد يأتيني على حصانٍ أبيض أو في سيارة فارهة فيخطفني بعد أن يُردي نصف عائلتي بسيفه ... فيردفني خلفه على جواده المسحور وتتطاير خصلاتُ شعري ونصف ملابسي بسبب الرّيح العاصفة وسرعة الجوادِ الطيّار..
وقد يحطّ بي المطاف في مكتب المدير أو في شقةٍ مسحورة رأيتها في فيلمٍ عاطفيّ أو في يختٍ فخم الأثاث ضائعٍ في عُرضِ البحر ... هناك أدلل نفسي وأرقصُ على أوتار الحبّ حتى الثمالة ..ثم استسلم للنوم مجهدةً راضية ... ولكن خائنة.
أصبح الرجال كلّهم لي .. بدءاً بجميع الممثلين .. ولاعبي كرة القدم المشهورين .. ولاعبي كمال الأجسام ..مروراً برجال السياسة ذوي الهيبة والسلطان .. وانتهاءً بأصغر موظف في الدائرة التي أعمل بها .. كلهم يأتونني بالليل وزوجي نائم على الأريكة خارجاً .. يدخلون من المدخنة كبابا نويل .. يأتونني بالهدايا ..يعزفون على أوتاري وأطرب على موسيقاهم المتنوّعة
قرأت شيئاً عن الرّبط بين الشكل الخارجي للرجل والسلوك الجنسي له .. وبدأت أعرفه من عينيه .. وطول لسانه وكثرة كلامه .. وشكل حاجبيه ..وطول إبهامه ..وتلاعبه بشاربيه .. كلها تصرّفات لها مدلولات جنسية .. وأنا امرأة واحدة والكلّ لي..
أصبحت خبيرة بالرجال كبائعة الهوى ... تحدّد سعر ليلتها بنظرة واحدة تلقيها على الزبون!
وعند الصباح لا أنسى أن أقرص وجنتي وعنقي وكتفي .. و.. و.. لأتباهى أمام زميلاتي المحرومات بكدمات الحب اللذيذة .. وكلُّ بقعةٍ منها لها قصّة ورواية أسوقها كيفما شاءَ خاطري الزّاخر بالأحلام ..
سعيدة أنا بخيانتك وراضية الآن بانتقامي .... ملوثٌ أنت بقذاراتك ونظيفة أنا بالرّغم من كبواتي بين الفرسان..
تجاهلني ما شئت .. قد لا تكون خائناً بالفعل ، وقد تكون ظنوني بك كاذبة .. قد تكون مثلي مسكيناً ووحيداً وتستحضر نساء الأرض إليك في وحدتك وعلى أريكتك المعروكة .. لابأس بذلك فبيتنا الصغير غدا مسرحاً للحبِّ الكونيّ..
فأنت لديك كل النساء .. إلا أنا ..
وأنا لديّ كلّ الرجال ..إلا أنت .. للأسف
والبعد بيننا متران فقط .. ما أطولهما !
وداعاً يا ليالي القلق والسّهاد وأهلاً بلذة الحب الدافئ الذي يشعلُ الحنايا ويبلسمُ الجراح... لقد أصبح جسدي الآن صديقي وملاذي أعرف مفاتيحه السّرية وأعرف كيف أخرج مكنوناته الأنثوية على مذبح الحب ... هل هو طاهر ؟!.. لست أدري!
هل أنا خائنة ؟.. لا أظنّ.
*********************
تبدأ نهاية الحب مع مخاضٍ من المشاحنات الزوجية تُردي إلى تضخّم مساوئ الشريك وتضاؤل محاسنه...
وبعد ذلك المخاض يولد الكُرْهُ كطفلٍ لقيطٍ مجهول الأب.. وتتفاقم البغضاء حيث تنقلبُ الحرارة بروداً... والحنينُ حقداً والارتعاش جموداً ..
يخونني كلّ يوم ... عندما يشربُ قهوته لوحده صباحاً ... وعندما يذهب دون أن يودّعني .. وعندما يشرد ويدخّن ويزفر دخانَ سيجارته بلا مبالاة وكأنه ينفخ في وجهي..
يخونني ويقتلني بتجاهله المتعمّد لوجودي ... وكأنّه يريد أن يُلغيني من حياته لو استطاع إلى ذلك سبيلاَ..
أصبح مجهولاً بالنسبة لي كشخصٍ جديد زُرع في حياتي .. كنباتٍ طفيليّ ينمو ببطء في بستاني وقد يغتالني ذات يوم .. يغلق الباب عندما يغيّر ملابسه كغريبٍ في بيتي .. ويدير ظهره لو حاولتُ تغيير ملابسي بحضوره .. يستحي وأستحي منه .. وقد يخرج من الغرفة أو البيت كله..
يستسلم للنوم بعد أن يتأكد من إغفاءتي ... ويستيقظ قبلي بزمنٍ ليغوص في وحدته وشروده وقهوته وتبغه...
أصبحتُ بلا شك ظلاً كريهاً في حياته ... وأنا أراهُ اليوم في البيت ضيفاً ثقيلاً أسعدُ بمغادرته وأحزنُ بمقاربته...
أنا هنا ... أنظرْ إليّ يا قاسٍ .. أتزيّن وأتعطّر وألمّع بشرتي ... وأشحذُ مشاعرَ الأنثى في داخلي كلّ ليلة.. ثم أتركها تبرد على جدار الإهمال والنسيان...
أجهّز نفسي (خارجياً وداخلياً ) كل ليلة ..
والرجال الذين يقرؤون كتابتي لا يعرفون ماذا تعني عبارة ( أن تجهّزَ المرأة جسدها للاستعمال على أكمل وجه)؟!..
ذلك عبءٌ عليّ..وجهدٌ جهيد .. واستعدادات المرأة (ليستعملونها كأنثى كاملة ) كثيرة ومتعبة .. كعروسٍ في ليلة زفافها
وحرامٌ أن تعدَّ وليمتك وتملأ طاولتك بما لذّ وطاب ويتجاهلك المدعوون .. حرامٌ أن تفرش طاولتك بشرشف جديد مزركش.. وتتخيل أين سيجلس الضيف العزيز على رأسها ، وكيف ستغرف له من الصحن الذي يحبه .. وقد يطلب المزيد فتبتسم وتطعمه بيدك .. وتشعل شمعة حمراء جديدة .. وترتدي الثوب الذي يفضله .. وتنتظر وتحلم..
وتعاود رشرشة العطر على ثناياك كلما ظننت أنه تبخر .. وتنتظر..
وتذوب الشمعة وتندثر .. ومازلت تنتظر
ويبرد طعامُك الشهيّ .. وإعادة تسخينه تفقده الكثير من نكهاته .. لابأس فتعصر فوقه عصارة ( الكاتشاب والمايونيز)..
ويمرّ الضيف بطاولتك ولا يلقِ إليها بالاً ..
لستَ جائعاً ؟..لا بأس .. تذوّق مسحة من طرف الصحن .. أو لعقة من وجهه .. أو رشفة من عصيرٍ معدٌّ لك وحدك
ويدير ظهره لوليمتك بما فيها
عندها ستلملم صحونك وطناجرك .. تحفظها في براد البيت الذي يبرّد كل شيء حتى العواطف بين زوجين .. ثم قد تفسد بعض الأطعمة فترميها في سلة القمامة .. وتعلن بأنك لن تطبخها ثانية إلا إن طلبها وتمناها واشتهاها .. وهو لن يطلب ذلك!
تشغلهُ امرأة أخرى بلا شك.. سرقته منّي وملكتْ روحه..
هنيئاً لكَ بها ..لكنْ أعتقني إذن من سجنك وأطلقني من قيدك .. اشطبني من دفترك وامحيني كغلطةٍ شذّ بها قلمك ... وليسقط ذلك الخاتم الرّخيص الذي يربطني بك كصكّ العبودية... لن أبكي عليك بل أبكي أيامي ولياليّ التي انصرمتْ تحت جناحك...
تقلّبْ في أحضانها ما شئتْ.. وتمرّغ على أعتابها كدودةٍ دبقة لزجة .. لكنّي سأنتقمْ لإخلاصي وكبريائي وحبّي الضائع..لاتنسَ أنني محاطةٌ بالرّجال يطيرون حولي كالذباب ويشتاقون إلى شهدي...
لابأسَ إن أظهرتُ عنقي وكشفتُ نصفَ صدري للشّمس... لابأسَ إن قصّرتُ ملابسي للرّيح ... لابأس إن فجّرتُ أنوثتي للغير طالما أنت تسفحُ رجولتك على أعتابهن... قد تكون الخيانة مبررة لمجرّد الانتقام!
لا تنس أيها الرجل أنني قد أطبخ لضيفٍ آخر .. وأفرش له طاولتي!
وقد يدعوني إليه كضيفة كريمة .. ويفرش - هو - طاولته لي .. ويجلسني على رأسها .. ويتراقص حولي كتراقص لهيب شمعته
هدهدني أيها الحبّ أنّى اتجهتْ وأنى حللتْ ... ارتعشي يا نفسي واشربي من كؤوس اللذة حتى الثمالة ... وغوصي حتى الأعماق في حلاوة النشوة ... ثم عودي إلى بيتك طاهرة شريفة ... ولكنْ خائنة.
لقد اجتمعت الخيانة والشرف في جسدي ... وكأنهما وجهان لعملةٍ واحدة تحمل نفس القيمة في السّوق كيفما انقلبتْ...
ويبقى الذهبُ ذهباً إن كان في حوزة اللص أو جعبة الناسك... أنا قطعة من ذهب عزيزة كريمة أتنقل بين الأيادي المتلهّفة إليّ بعد أن لفظ زوجي الكنز الذي يملكْ.. وقد وجدتُ قيمة جسدي في السوق السوداء.. هناك حيث يُطرحُ الشرف وتداسُ الأخلاق على قارعة الطريق ويسجدُ الضميرُ صاغراً أمام جبروتِ المادّة ... هناك في عالم الظلّ عرفتُ لذّة الانتقام ... بالخيانة..
أزهرتْ في بيتي أشواكُ الشكّ ونمت طحالبُ الارتياب حول سرير الزّوجية المقدّس ... وترعرعَ العذابُ بين الفعل وردّ الفعل... وتضاعفتِ الحواجزُ بين زوجين ينتظران ولا يُقدِمان على شيء .. واختلطتِ الأوراق بين زواجٍ مشلول وطلاق مع وقف التنفيذ
هناك حيث أعمل لديّ الكثير منهم.. رجالٌ مستعدّون لخيانة زوجاتهم بالقولِ أو بالفعل.. بنظرةٍ أو بابتسامة والكلّ يملك مؤهّبات الخيانة وجاهزٌ لها يمنعه حاجزٌ بسيط يسهلُ اختراقه... عندي الوسيم والدميم والطويل والقصير والبدين والسقيم ...والغني والفقير .. كلهم يبحثون عن (غيرِ) ما ملكت أيمانهم..
وأنا في وحدتي وغربتي أطبع صورة أحدهم في مخيّلتي وأعود بها إلى مخدعي البارد .. وعندها تبدأ أحلام اليقظة...ويبدأ انفصالي عن الواقع.
وبعد أن تنسدل الستائر ويخفت نور الكهرباء ... وأسمع غطيط زوجي النائم خارجاً على الأريكة ... عندها أتزيّن وأتعطر وأرتدي لباس الحب .. وأقدّم فروض الطاعة للآلهة عشتار.. فتبدأ ليلتي الحمراء...
قد يأتيني على حصانٍ أبيض أو في سيارة فارهة فيخطفني بعد أن يُردي نصف عائلتي بسيفه ... فيردفني خلفه على جواده المسحور وتتطاير خصلاتُ شعري ونصف ملابسي بسبب الرّيح العاصفة وسرعة الجوادِ الطيّار..
وقد يحطّ بي المطاف في مكتب المدير أو في شقةٍ مسحورة رأيتها في فيلمٍ عاطفيّ أو في يختٍ فخم الأثاث ضائعٍ في عُرضِ البحر ... هناك أدلل نفسي وأرقصُ على أوتار الحبّ حتى الثمالة ..ثم استسلم للنوم مجهدةً راضية ... ولكن خائنة.
أصبح الرجال كلّهم لي .. بدءاً بجميع الممثلين .. ولاعبي كرة القدم المشهورين .. ولاعبي كمال الأجسام ..مروراً برجال السياسة ذوي الهيبة والسلطان .. وانتهاءً بأصغر موظف في الدائرة التي أعمل بها .. كلهم يأتونني بالليل وزوجي نائم على الأريكة خارجاً .. يدخلون من المدخنة كبابا نويل .. يأتونني بالهدايا ..يعزفون على أوتاري وأطرب على موسيقاهم المتنوّعة
قرأت شيئاً عن الرّبط بين الشكل الخارجي للرجل والسلوك الجنسي له .. وبدأت أعرفه من عينيه .. وطول لسانه وكثرة كلامه .. وشكل حاجبيه ..وطول إبهامه ..وتلاعبه بشاربيه .. كلها تصرّفات لها مدلولات جنسية .. وأنا امرأة واحدة والكلّ لي..
أصبحت خبيرة بالرجال كبائعة الهوى ... تحدّد سعر ليلتها بنظرة واحدة تلقيها على الزبون!
وعند الصباح لا أنسى أن أقرص وجنتي وعنقي وكتفي .. و.. و.. لأتباهى أمام زميلاتي المحرومات بكدمات الحب اللذيذة .. وكلُّ بقعةٍ منها لها قصّة ورواية أسوقها كيفما شاءَ خاطري الزّاخر بالأحلام ..
سعيدة أنا بخيانتك وراضية الآن بانتقامي .... ملوثٌ أنت بقذاراتك ونظيفة أنا بالرّغم من كبواتي بين الفرسان..
تجاهلني ما شئت .. قد لا تكون خائناً بالفعل ، وقد تكون ظنوني بك كاذبة .. قد تكون مثلي مسكيناً ووحيداً وتستحضر نساء الأرض إليك في وحدتك وعلى أريكتك المعروكة .. لابأس بذلك فبيتنا الصغير غدا مسرحاً للحبِّ الكونيّ..
فأنت لديك كل النساء .. إلا أنا ..
وأنا لديّ كلّ الرجال ..إلا أنت .. للأسف
والبعد بيننا متران فقط .. ما أطولهما !
وداعاً يا ليالي القلق والسّهاد وأهلاً بلذة الحب الدافئ الذي يشعلُ الحنايا ويبلسمُ الجراح... لقد أصبح جسدي الآن صديقي وملاذي أعرف مفاتيحه السّرية وأعرف كيف أخرج مكنوناته الأنثوية على مذبح الحب ... هل هو طاهر ؟!.. لست أدري!
هل أنا خائنة ؟.. لا أظنّ.
*********************