محمد ولد أباه ولد إمام - رؤى الليل.. شعر

رُؤَى اللّيْلِ يَفْجَؤُهَا كُلَّ يَومٍ ضِياءُ العِيانْ
وَيُبْرِزُ وَجْهَ الحَقيقةِ وَجْهَ المَرارَةِ وجهَ الهَوانْ
وبُعْدَ الأَحِبَّةِ, قَفْرَ الرُّبُوعِ حَنينَ الدِّيارْ
يُسافِرُ في الفَجْرِ حِلْمُ الوُصُولِ ويَسْكُنُنَا بَعْدَ لَيلِ الأَماني .. عُبُوسُ النَّهارْ
نُمَارِسُ فَنَّ التَّرَقُّبِ كلَّ شُروقٍ ونَأْمَلُ في كُلِّ يَوْمٍ.. سَبيلًا جَديدًا يُخَلِّصُنا منْ عَوادي الغُبارْ
فَتَـقْتُـلُنَا خَيْبَةُ الظَّنِّ والانْتِظارْ

***

وَمَاذا يُفيدُ التَّخَيُّلُ في الليلِ, والفجرُ حَتْمًا سَيأتي
ويَفْتَحُ للواقِعِ المُرّ مِلْيونَ بَابْ
يُحَاسِبُ أَحْلامَنَا السَّاذِجَاتِ حِسَابًا عسيرًا.. ويَفْتَحُ للوَهْمِ أَلفَ حِسَابْ
وَيَكْشِفُ هُونَ الكَلامِ وَكِذْبَ الضَّبابْ
خُيُوطٌ منَ الحِلْمِ نَنْسُجُهَا قانِعينَ كَمَا العَنْكَبُوتْ
لِنَنْسَى نَحيبَ الضَّميرِ وشَكْوَى الخُيُولِ ..
وَأَنَّ الـمَداءاتِ ضَاقَتْ عَلَينا وماتَ الكَلامُ البَليغُ ..وَضَاعَتْ عَلَينا مَعَاني السُّكُوتْ

***

يُفَاجِئُنَا النُّورُ كُلَّ صَبَاحٍ
يُغادِرُ أَحْلامَنَا الكَاذِبَاتِ سَرَابًا.. فَنَرْجِعُ هَرْوَلَةًً لِلْوَرَاءْ
لِلَيْلِ الرُّؤَى وخَيالِ المسَاءْ
كَسِيزيفَ نَرْجِعُ كُلَّ مَسَاءٍ لِبَيْتِ التَّوَهُّمِ
والعَنْكَبُوتْ
لِيَنْسِفَهُ في الصَّبَاحِ الضِّياءْ!.


محمد ولد أباه ولد إمام
يوليو 2011

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...