أحمد الجوماري - الـشّعـراء.. شعر

يداك أوكتا.. وفوك قد نفخ *

خُدعت يا أبا العلاء !
طُعنتُ في الصّميم
يا شيخ المعرّة الحكيم
نصحتني، فلم أعر كلامك اهتمام
حذّرتني، وقلت لي : إيّاك والفرار
لكنّي يا معلّمي جبُنت !
سقطتُ في القرار
نكّستُ رايتي الممزّقه
سلّمتُ سيفي للعدوّ، واستسلمتُ
مقيّد ها أنذا ـ منسحق يا شيخي الجليل
أسيرُ منحني الجبين. مثقل الضّمير
تتبعني جنّيتي القديمه
تشعلُ في أعماقي ذكرى ما مضى.. وفات
أوّاه يا أبا العلاء كيف بعتُ وجهي القديم
ضيّعتُه ثمّ انكفأتُ باكيا عليه، نادبا فقدانه الوجيع
كما يموت ألف وجه أدمنّاه في الزّمان
كما تموتُ أشواق الأحباب، والصّحاب في الزّحام
أموتُ، موتة شنيعة، بطيئة ، يا شيخي الحكيم !


* ( أوراق اللّيل، دار النشر المغربية 1989، ص 35 ـ 36 )
للشاعر ديوان آخر هو " أشعار في الحبّ والموت " ( 1979 )

** يحيل عنوان هذا النص على مثل تتلخّص حكايته في هذه الواقعة :
رجل نفخ قربة وربطها ثم نزل بها يسبح في النّهر، وكانت القربة ضعيفة الوكاء ( أي الرباط )، فتسرّب هواؤها وأوشك الرّجل أن يغرق، فاستغاث برجل كان واقفا على الشاطئ فقال له : يداك أوكتا وفوك قد نفخ، يعني بذلك أنّه هوالذي ربط ونفخ، فلا يلومنّ إلاّ نفسه ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...