في مصر اليوم حركة فكرية مدارها الائتمار فيما وصلت إليه اللغة العربية في هذا العهد من العجز والتقصير والنظر فيما ينشطها من عقالها ويخرج بها من هذا المأزق الحرج بعد ما استحدث من المخترعات والمكتشفات والمصطلحات العلمية وما ضاق عطنها عن قبوله.
فكتب الكاتبون في ذلك ما كتبوا وذهب كلٌ مذهبه وأبان عن رأيه حتى أوشكت هذه الفكرة أن تتعدى حد القبول فيؤذن مؤذن الفلاح بحي على خير العمل. ولنا في النهضة الكريمة التي قام بها رجال نادي دار العلوم خير شاهد على ما نقول.
وقد كنت ممن خاض هذا الغمار وأجال القلم في هذا المضمار فنشرت صحيفة المؤيد عشرين كلمة من العامي والدخيل أردفتها بما يرادفها من العربي الفصيح وقصدت بذلك عرضها للنقد والتمحيص حتى يتبين الصحيح من الزائف إذ لا ينبغي للفرد الواحد أن يستبد بمثل هذا العمل. ثم عنَّ لي أن أضم إليها عشراً أخرى وأنشرها في المقتبس الأغر ليطلع عليها أفاضل العلماء والكتاب في الأنحاء العربية فيمدونا بآرائهم فيها خدمة لهذه اللغة الشريفة وهي:
(مُدة القلم): المدة بضم أوله وهي ما يعلق بالقلم من المداد بعد غمسه في الدواة.
(بوية الجزم أو طلاء الأحذية): اليرندج أو الأرندج بفتحتين وهو السواد يسود به الخف.
(صحبة الورد): الطاقة وهي الحزمة من الريحان ونحوه ولعلها أقرب لفظة لمعنى الصحبة وقد اصطلح الكتاب على تسميتها بالباقة وهو خطأ لأن الباقة خاصة بحزمة البقل.
(نشان التعليم): الدريئة بفتح فكسر وهي الحلقة يتعلم الرامي عليها.
(الكشك): أصله بالفارسية كوشك وهو القصر الصغير وقد عربوه بالجوسق.
(العطفة): الردب بفتح الراء وسكون الدال وهو الطريق الذي لا ينفذ.
(العديل): السلف أو الظأب من المظابة وهي أن يتزوج إنسان بامرأة ويتزوج آخر باختها. أما التجاب بتشديد الباب من باب التفاعل فهو أن يتزوج كل من الرجلين بأخت الآخر.
(قشرة الجرح): الجلبة بضم فسكون وهي القشرة تعلو الجرح عند البرء.
(الطاقية): السكبة بفتح فسكون وهي خرقة تقور للرأس كالشبكة.
(ناظر العمارة أو مقدم الفعلة): الوهين كأمير وهو الرجل يكون مع الأجير يحثه على العمل.
(اليشمق): اللفام بكسر أوله وهو النقاب يكون على طرف الأنف فإن كان على الفم فهو اللثام.
(السردين): الصير بكسر أوله وهو كما في القاموس السمكيات المملوحة يعمل منها الصحناة وفسر الصحناة بأنه أدام يتخذ من السمك الصغار مشه مصلح للمعدة. فعلى هذا يجوز إطلاق الصحناة على كل ما يقدم أمام الطعام من المشهيات كالصير وحوه والمسمى عند الأعاجم ويمكن أن يسمى السردين أيضاً بالطريخ كسكين وهو سمك صغار تعالج بالملح وتؤكل.
(العزبة): كأنها محرفة عن العزوبة بالفتح وهي الأرض البعيدة المضرب إلى الكلأ وصوابها الضيعة وهي الأرض المغلة وقد استعملت قديماً بمعنى (العزبة) وأظنها مستعملة إلى الآن بهذا المعنى بالبلاد الشامية.
(مضرب الكورة): الطبطابة بفتح فسكون وهي خشبة عريضة يلعب بها بالكرة ويقال لها أيضاً الميجار بكسر أوله وهو كما في المخصص الصولجان الذي تضرب الكرة.
(المزَّة) النقل بالفتح او بالتحريك وهو ما يعبث به الشارب أو ينتقل به على شرابه من فاكهة ونحوها. والعامة تقول نقل بضم فسكون وهو خطأ قديم نبه عليه أئمة اللغة.
(اللباس الرسمي) السواد وهو لون اتخذه بنو العباس شعاراً لهم ثم أطلق عندهم على لباس أسود خاص بالأمراء والعلماء وذوي الأخطار وكان الرجل إذا أراد الذهاب إلى ديوانه أو مقابلة خليفته قال لغلامه عليَّ بسوادي وسيفي.
(ثياب الحزن): السلاب بكسر أوله وهي ثياب سود تلبسها النساء في المآتم واحدتها سلبة بفتحتين وتسلبت المرأة وسلبت بتشديد اللام إذا لبستها وهو مثل أحدّت إلا أن الإحداد يكون على الزوج خاصة والتسلب على الزوج وغيره.
(الحبل الحاجز في الطريق): عند إصلاحها أو في احتفال كبير. الماصر وهو كما في مختصر العين للزبيدي حبل على الطريق أو نهر تحبس به السفن أو السابلة. واقتصر في اللسان على أنه الحبل يلقى في الماء لمنع السفن عن السير.
(المعدية): المعبر كمنبر وهو المركب الذي يعبر به.
(عقدة أو شنيطة): الأنشوطة بضم فسكون وهي عقدة يسهل انحلالها إذا مددت بأحد طرفيها انحلت. وتقول نشطت الأنشوطة من باب نصر إذا عقدتها وأنشطتها إذا حللتها.
(الحصان البوني أو المكبون والأنثى المكبونة وهو الفرس القصير القوائم الرحيب الجوف الشخت العظام ولا يكون المكبون أقعس ومعنى القعس في الخيل المطمئن الصهوة المرتفع القطاة.
(الشال): الطيلسان وقد فسره اللغويون أنه ضرب من الأكسية واقتصروا على ذلك إلا أن الشيخ إبراهيم السجيبيني فسره في كتابه المسمى بالعمى الأكبر في عين من أنكر ليس الأصفر بأنه ثوب طويل عريض كالرداء يجعل على الرأس فوق نحو عمامة ويغطي أكثر الوجه ثم يدار طرفه تحت الحنك إلى أن يحيط بالرقبة ثم يلقى طرفاه على الكتفين أهـ وهو كما نرى قريب جداً من معنى الشال.
(رخو الكرباج): الشيب بكسر أوله وهو سير السوط. وفي اللسان وشيبا السوط سيران في رأسه وشيب السوط معروف عربي فصيح أهـ.
(الجرسون أو السفرجي): لم أقف على لفظ مرادف مفرد يدل على دلالة تامة على (الجرسون) وقد ذكر اللغويون الندل بضمتين وفسروه بخدم الدعوة قالوا سمو نُدُلاً لأنهم ينقلون الطعام إلى من حضر الدعوة وأصله من ندلا يندل إذا تناول أهـ. إلا أنهم لم يذكروا مفرده فأرجو ممن وقف على لفظة أخرى أو على مفرد الندل أن يتفضل بنشره للجمهور. على أني رأيت بهامش اللسان أن هذا اللفظ وجد مضبوطاً بخط الصاغاني بفتحتين وعليه فلا يبعد أن يكون اسم جمع لنادل كخادم وخدم إلا أن مثل هذا لا ينبغي الحكم فيه غلا بالنصر الصريح.
(القطن الزهر): اصطلح المصريون على تسمية القطن قبل حلجه بالزهر وعربيته الفصيحة المكمهل بصيغة اسم المفعول وهو كما في القاموس القطن ما دام فيه الحب والقطن الحليج كأمير هو ما استخرج حبه ويسميه المصريون بالشعر. أما شجرة القطن فتسمى الزعبل بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه.
(السنارة) الشص بفتح أوله أو مكسره وهي حديدة عقفاء يصاد بها السمك. وأما بالصنارة بكسر الصاد المهملة وتخفيف النون ومنع في اللسان تشديدها فهي الحديدة الدقيقة المعقفة التي في رأس المغزل فاستعارتها العامة لمصيدة السمك وأبدلوا صادها سيناً ولا داعي للاستعارة متى وجدت الكلمة الموضوعة.
(الجاكيتة اصطلح الكتاب على تسمية البالطو بالمعطف ومن المعلوم أن الجاكيتة كالبالطو الصغير فلا حرج إذا سميناها بالعطيف تصغير ترخيم للمعطف.
(البيرة السوداء): البيرة خمر الشعير وعربيتها الجعة وزان هبة فيجوز أن يقال الجعة السوداء إلا أن العرب سمت الخمر السوداء بأم ليلى فما المانع من إطلاقها على هذا النوع من البيرة.
(عمود الغاز): الماثلة وهي منارة المسرجة كما في القاموس.
(البونية الجمع بضم فسكون وهو من الكف حين تقبضها قال طرفة بن العبد:
بطيءٍ عن الجلى سريعٍ إلى الخنا ... ذلولٍ بأجماعِ الرجال مُلهدِ
ويقال فيه أيضاً الصقب بفتح فسكون وصقبه أي صربه بجمع كفه. والله أعلم.
القاهرة
أحمد تيمور
مجلة المقتبس - العدد 27
بتاريخ: 1 - 4 - 1908
فكتب الكاتبون في ذلك ما كتبوا وذهب كلٌ مذهبه وأبان عن رأيه حتى أوشكت هذه الفكرة أن تتعدى حد القبول فيؤذن مؤذن الفلاح بحي على خير العمل. ولنا في النهضة الكريمة التي قام بها رجال نادي دار العلوم خير شاهد على ما نقول.
وقد كنت ممن خاض هذا الغمار وأجال القلم في هذا المضمار فنشرت صحيفة المؤيد عشرين كلمة من العامي والدخيل أردفتها بما يرادفها من العربي الفصيح وقصدت بذلك عرضها للنقد والتمحيص حتى يتبين الصحيح من الزائف إذ لا ينبغي للفرد الواحد أن يستبد بمثل هذا العمل. ثم عنَّ لي أن أضم إليها عشراً أخرى وأنشرها في المقتبس الأغر ليطلع عليها أفاضل العلماء والكتاب في الأنحاء العربية فيمدونا بآرائهم فيها خدمة لهذه اللغة الشريفة وهي:
(مُدة القلم): المدة بضم أوله وهي ما يعلق بالقلم من المداد بعد غمسه في الدواة.
(بوية الجزم أو طلاء الأحذية): اليرندج أو الأرندج بفتحتين وهو السواد يسود به الخف.
(صحبة الورد): الطاقة وهي الحزمة من الريحان ونحوه ولعلها أقرب لفظة لمعنى الصحبة وقد اصطلح الكتاب على تسميتها بالباقة وهو خطأ لأن الباقة خاصة بحزمة البقل.
(نشان التعليم): الدريئة بفتح فكسر وهي الحلقة يتعلم الرامي عليها.
(الكشك): أصله بالفارسية كوشك وهو القصر الصغير وقد عربوه بالجوسق.
(العطفة): الردب بفتح الراء وسكون الدال وهو الطريق الذي لا ينفذ.
(العديل): السلف أو الظأب من المظابة وهي أن يتزوج إنسان بامرأة ويتزوج آخر باختها. أما التجاب بتشديد الباب من باب التفاعل فهو أن يتزوج كل من الرجلين بأخت الآخر.
(قشرة الجرح): الجلبة بضم فسكون وهي القشرة تعلو الجرح عند البرء.
(الطاقية): السكبة بفتح فسكون وهي خرقة تقور للرأس كالشبكة.
(ناظر العمارة أو مقدم الفعلة): الوهين كأمير وهو الرجل يكون مع الأجير يحثه على العمل.
(اليشمق): اللفام بكسر أوله وهو النقاب يكون على طرف الأنف فإن كان على الفم فهو اللثام.
(السردين): الصير بكسر أوله وهو كما في القاموس السمكيات المملوحة يعمل منها الصحناة وفسر الصحناة بأنه أدام يتخذ من السمك الصغار مشه مصلح للمعدة. فعلى هذا يجوز إطلاق الصحناة على كل ما يقدم أمام الطعام من المشهيات كالصير وحوه والمسمى عند الأعاجم ويمكن أن يسمى السردين أيضاً بالطريخ كسكين وهو سمك صغار تعالج بالملح وتؤكل.
(العزبة): كأنها محرفة عن العزوبة بالفتح وهي الأرض البعيدة المضرب إلى الكلأ وصوابها الضيعة وهي الأرض المغلة وقد استعملت قديماً بمعنى (العزبة) وأظنها مستعملة إلى الآن بهذا المعنى بالبلاد الشامية.
(مضرب الكورة): الطبطابة بفتح فسكون وهي خشبة عريضة يلعب بها بالكرة ويقال لها أيضاً الميجار بكسر أوله وهو كما في المخصص الصولجان الذي تضرب الكرة.
(المزَّة) النقل بالفتح او بالتحريك وهو ما يعبث به الشارب أو ينتقل به على شرابه من فاكهة ونحوها. والعامة تقول نقل بضم فسكون وهو خطأ قديم نبه عليه أئمة اللغة.
(اللباس الرسمي) السواد وهو لون اتخذه بنو العباس شعاراً لهم ثم أطلق عندهم على لباس أسود خاص بالأمراء والعلماء وذوي الأخطار وكان الرجل إذا أراد الذهاب إلى ديوانه أو مقابلة خليفته قال لغلامه عليَّ بسوادي وسيفي.
(ثياب الحزن): السلاب بكسر أوله وهي ثياب سود تلبسها النساء في المآتم واحدتها سلبة بفتحتين وتسلبت المرأة وسلبت بتشديد اللام إذا لبستها وهو مثل أحدّت إلا أن الإحداد يكون على الزوج خاصة والتسلب على الزوج وغيره.
(الحبل الحاجز في الطريق): عند إصلاحها أو في احتفال كبير. الماصر وهو كما في مختصر العين للزبيدي حبل على الطريق أو نهر تحبس به السفن أو السابلة. واقتصر في اللسان على أنه الحبل يلقى في الماء لمنع السفن عن السير.
(المعدية): المعبر كمنبر وهو المركب الذي يعبر به.
(عقدة أو شنيطة): الأنشوطة بضم فسكون وهي عقدة يسهل انحلالها إذا مددت بأحد طرفيها انحلت. وتقول نشطت الأنشوطة من باب نصر إذا عقدتها وأنشطتها إذا حللتها.
(الحصان البوني أو المكبون والأنثى المكبونة وهو الفرس القصير القوائم الرحيب الجوف الشخت العظام ولا يكون المكبون أقعس ومعنى القعس في الخيل المطمئن الصهوة المرتفع القطاة.
(الشال): الطيلسان وقد فسره اللغويون أنه ضرب من الأكسية واقتصروا على ذلك إلا أن الشيخ إبراهيم السجيبيني فسره في كتابه المسمى بالعمى الأكبر في عين من أنكر ليس الأصفر بأنه ثوب طويل عريض كالرداء يجعل على الرأس فوق نحو عمامة ويغطي أكثر الوجه ثم يدار طرفه تحت الحنك إلى أن يحيط بالرقبة ثم يلقى طرفاه على الكتفين أهـ وهو كما نرى قريب جداً من معنى الشال.
(رخو الكرباج): الشيب بكسر أوله وهو سير السوط. وفي اللسان وشيبا السوط سيران في رأسه وشيب السوط معروف عربي فصيح أهـ.
(الجرسون أو السفرجي): لم أقف على لفظ مرادف مفرد يدل على دلالة تامة على (الجرسون) وقد ذكر اللغويون الندل بضمتين وفسروه بخدم الدعوة قالوا سمو نُدُلاً لأنهم ينقلون الطعام إلى من حضر الدعوة وأصله من ندلا يندل إذا تناول أهـ. إلا أنهم لم يذكروا مفرده فأرجو ممن وقف على لفظة أخرى أو على مفرد الندل أن يتفضل بنشره للجمهور. على أني رأيت بهامش اللسان أن هذا اللفظ وجد مضبوطاً بخط الصاغاني بفتحتين وعليه فلا يبعد أن يكون اسم جمع لنادل كخادم وخدم إلا أن مثل هذا لا ينبغي الحكم فيه غلا بالنصر الصريح.
(القطن الزهر): اصطلح المصريون على تسمية القطن قبل حلجه بالزهر وعربيته الفصيحة المكمهل بصيغة اسم المفعول وهو كما في القاموس القطن ما دام فيه الحب والقطن الحليج كأمير هو ما استخرج حبه ويسميه المصريون بالشعر. أما شجرة القطن فتسمى الزعبل بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه.
(السنارة) الشص بفتح أوله أو مكسره وهي حديدة عقفاء يصاد بها السمك. وأما بالصنارة بكسر الصاد المهملة وتخفيف النون ومنع في اللسان تشديدها فهي الحديدة الدقيقة المعقفة التي في رأس المغزل فاستعارتها العامة لمصيدة السمك وأبدلوا صادها سيناً ولا داعي للاستعارة متى وجدت الكلمة الموضوعة.
(الجاكيتة اصطلح الكتاب على تسمية البالطو بالمعطف ومن المعلوم أن الجاكيتة كالبالطو الصغير فلا حرج إذا سميناها بالعطيف تصغير ترخيم للمعطف.
(البيرة السوداء): البيرة خمر الشعير وعربيتها الجعة وزان هبة فيجوز أن يقال الجعة السوداء إلا أن العرب سمت الخمر السوداء بأم ليلى فما المانع من إطلاقها على هذا النوع من البيرة.
(عمود الغاز): الماثلة وهي منارة المسرجة كما في القاموس.
(البونية الجمع بضم فسكون وهو من الكف حين تقبضها قال طرفة بن العبد:
بطيءٍ عن الجلى سريعٍ إلى الخنا ... ذلولٍ بأجماعِ الرجال مُلهدِ
ويقال فيه أيضاً الصقب بفتح فسكون وصقبه أي صربه بجمع كفه. والله أعلم.
القاهرة
أحمد تيمور
مجلة المقتبس - العدد 27
بتاريخ: 1 - 4 - 1908