مفيد قويقس - كأنك المنسي.. شعر

لليمن

سمراء أرضك عنها غادر الزمنُ = كأنّك الوطن المنسيُّ يا يمنُ
غضّ المراؤون عنك الطرف وانفصلتْ = عند احْتضارك عن أجسادهم أُذُنُ
أَومَوا عليك لداعي الموت وانْتظروا = مستعجلين وفي أيديهمِ الكفنُ
فهمّهم موتك الآتي وما حسبوا = إنْ كان تبدأه صنعاء أمْ عدنُ
من الخليج لباب المندب احْترقتْ = مياه بحركَ تكوي موجها السفنُ
يا ايّها اليمن المنسيّ يا بلدًا = أمسى غريبًا ومنفيًّا به الوطنُ
على امْتداد خطوط الأرض صارخةٌ = أحجار مأرب سدٌّ هدّه الوهنُ
ماذا تبقّى وفي الأحشاء فاجعةٌ = لا الروح خارجةٌ منها ولا البدنُ
مسالك الروح مغبرّ بها أفقٌ = كأنّ عصرًا من المجهول تختزنُ
كأنّ لليَمَنيِّ الدهرَ معترضٌ = من يوم مولده ميراثه المحنُ
فلا يكاد شروق الشمس يعرفهُ = إلّا وبدّل من توقيته الزمنُ
فلا الصديق مُجدٌّ عند نخوتِهِ = ولا القريب على الأملاك يُأتمنُ
موتٌ ويعقبهُ موتٌ ويعقبه = أنْ لا فلاة ولا أفياء تحتضنُ
يا أيّها اليمن المشتاق مُرتقبًا = عَوْدَ الأحبَة يومًا بعدما ظعنوا
سمراء أرضكِ ثكلى خانها زمنٌ = سجينةٌ بمدىً قضبانه الحزنُ
سمراء معصوبة العينين ما عَشقَتْ = ولا اسْتمال هواها الملمس الخشنُ
للحرب وجهان ممتدّان وانحرفت = كلّ القبائل عن مسراكَ والمدنُ
كلّ الأقارب للأغراب قد حسبوا = أن يدفعوك قرابينًا، وهم ثمنُ
أمسى الممرّ إلى عينيكَ معتركًا = كلّ الجهات لديهِ مسلكٌ عَفِنُ
ما أضيع الوطن المصبوغ في دمه = ولا يُميّزُ فيه القبر والسكنُ

مفيد قويقس
يركا - الجليل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...