سميرة فرجي - مكابرةُ امرأة.. شعر

ٱرقصْ على الجرح إن كانت جراحاتي = تشفي غليلكَ من حر المعاناةِ
ٱرقصْ وزلزلْ. فإني في الوجاع أرى = نفسي تحلق في أعلى السماواتِ
إن كنتَ تقصد تركيعي وكسرَ يدي = فلن تجر سوى أذيالِ خيباتِ
فـنّ الجـنون كما تدري خُلقتُ له = والصبر والحزم بعض من هواياتِي
تريدُني امرأة ًيلهو الخضوعُ بها = وقد صنعتُكَ من كدي وآهاتِي
ومن وفائي ومن وجدي ومن سهري = ومن صمودي ومن أحلى كفاحاتِي
كم مرةٍ جئتني بالسهد مكتحلا = وأنتَ تحمل ليلا من عذاباتِ!
كم مرةٍ قلتَ أنتِ البدر يأسرني = أنتِ العلا، أنتِ بعد الله مولاتِي!
فهل ستقوى عليّ الآن يا رجلا = وقد شهدتَ بعينيكَ انتصاراتِي؟!
فمذهبي رفعتي إن كنتَ تجهلني = والنصر والعز من أغلى شعاراتِي
إني أُغـيرُ بألحاظ تهيم بها = فهل تريدُ سقوطا تحت غاراتِي؟!
وهل نسيتَ جراحاتٍ بُليتَ بها = حتى تُجرّبَ شوطا في مُجاراتِي؟!
أما سمعتَ بأن الكبر من شيمي = ولستُ أخضع في عز انكساراتِي؟!
أما رأيتَ قلوب الناس حائرة ً = وقد علتْ في سماء الحب راياتِي؟!
أما رأيتَ مجانيني وقد تَعِبُوا = من بعد ما جرعوا من كأسِ لاآتِي؟!
قد تاه أوَّلـُهُمْ في بحر عاطفتي = وذاب آخرُهم في سحر كِلْماتِي
اسألْ إذا شئتَ عنهم ترتجفْ وَجَلا ً = وأنتَ تسمع بعضا من خرافـاتِي
أخشى عليكَ إذا أشعلتَ عاصفتي = أخشى عليكَ وربّي من حماقاتِي
ففي جنونيَ سحر لستَ تُدركُهُ = وفي هشاشة قلبي ضعفيَ العاتِي
وفي تطرّف شوقي تختفي حممي = وفي مُكابرتي تسـري صباباتِي
سَجيَّتي هكذا نارٌ على مَطـر = فكيف أهرُبُ من طبعي وجيناتِي؟
فكنْ نسيما وإلا فانتظرْ عجبا = فإن أقصى حماقاتي هو الآتِي!!


سميرة فرجي
(من ديوان مواويل الشجن)
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...