قدت عربتي في إتجاه المسجد للصلاة.. وجدته.. وجدته في أول زاوية لدخولي الشارع المسفلت كان شيخاً كبيراً يرتدي عمامته.. ويتوكأ على عصاه.. يدل أثر البياض في لحيته على بياض شعره أيضاً.. رغم أنني لم أرى شعره الأبيض لكنني بِتُّ موقناً بكبر سنه وإرتداء شعره للأبيض للصلاة.. كما نرتدي الأبيض نحن عادة في مثل هكذا عبادات.. كان عليه عبور أمتار من الشارع حتى وصوله الجانب الآخر لوجهتى.. أشفقت عليه.. وقبل أن أصل نظرت إليه آملا في أن يستوقفني حتى نذهب سوياً للصلاة.. فالمسجد بعيد جداً عن مكان إقامتنا .
رفع لي يده كناية التوقف.. لم أتردد في التوقف إليه.. من نظرتي له تكهنت بأنه أعمى ولما اقترب ازددت إيماناً بتكهني.. عيناه لا تكادان تظهران لا ملامح فيهما لا هما زرقاوتان ولا هما عسليتان لا أثر لهما .. أردت النزول لمساعدته لعبور الشارع.. ولكن قبل أن أكمل تفكيري في المساعدة وجدته قد فتح الباب من الجانب الآخر.. وقبل أن يُسلم عليَّ مد يده للباب مرة أخرى فتحه ثم أغلقه .. لأن جلبابه قد تعلق بالباب.. ماداً يده قام بمبادرتي بالمصافحة عرّفني على نفسه في تلك اللحظة :-
:- أنا الزين محمد الشريف.. ولدي في العمل.. وعدت ابن أخي ليأتي لنذهب للصلاة تلفونه مغلق.. لم يتعود أن يغلق تلفونه أتمنى أن لا يكون هنالك مكروه أصابه .
:- يا هلا ومرحب تشرفت بمعرفتك.. سيكون إبن أخيك بخير إن شاءالله.. ربما ظروف دعته ليغلق تلفونه.. سيكون بخير لا تقلق.
ساد صمت بيننا.. تمنيت أن لا يكون وقت الصلاة قد فات.مرة أخرى أراه قلقاً على إبن أخيه.. أحاول أن أطمئنه.. نصل المسجد.. قلت له :-
:- أتمنى أن لا تكون الصلاة قد إنتهت .
قال لي هذه المرة مطئناً لي أنا :-
:- الوقت مبكر للصلاة.. فالخطبة مستمرة إلى الآن .
نزل من الباب وأغلقه خلفه .
فكرت أن أمسك بيده حتى أدخله باب المسجد.. ولكنه تجاوزني ووصل إلى المسجد بمسافة قبل وصولي.
حتى هذه اللحظة أفكر.. أهو أعمى أم لا.. أم أن نظره ضعيف بعض الشئ.. لا لا عيناه لا تظهران لابد من أنه أعمى.. ولكن كيف يكون أعمى وقد وصل إلى الباب حتى قبل أن أصل أنا !!!
بعد الصلاة جلست في مصلاتي مسافة إنتظار أن أراه عائداً من الداخل , فقد صليت أنا خارج المسجد.. قلت في نفسي :- سيأتي بحثاً عني وربما انتظرني في الساحة الخالية.. أو ينتظر شخصاً غيري ليوصله لبيته.. لست وحدي من يمتلك عربة.. ولست وحدي من يرى فيه الخير .
كنت أدعو لوالدتي بالرحمة والمغفرة.. ودعوت لنفسي وجدته يمر بجانبي قائلاً :-
:- سترجع إلى بيتك ؟
:- لا لا.. نعم نعم.. لم أدري ماذا أقول يبدو أن التفكير في بصره أم عميانه قد شل تفكيري.. وها هو يُخيب ظني مرة وأخرى .
ذهبت في اتجاه سيارتي.. وذهب هو بجانبي بعصاه.. ما زلت أُفكر.. التفكير يُسيطر علي.. هل هو أعمى أم لا ؟؟
تجاوزت سيارتي بدون قصد لا أدري لماذا في تلك اللحظة خاطبني قائلاً :-
:- هنا سيارتك.. إلى أين أنت ذاهب ؟؟
تقوقعت داخل منطقة تفكيري.. أصبحت خاسراً الآن.. أنا الأعمى وليس هو.. هكذا رد على كل تساؤلاتي في لحظة غير متعمدة.. وبت أكثر إقتناعاً بأنه ليس أعمى.. وحدي أنا الأعمى بتفكيري
رفع لي يده كناية التوقف.. لم أتردد في التوقف إليه.. من نظرتي له تكهنت بأنه أعمى ولما اقترب ازددت إيماناً بتكهني.. عيناه لا تكادان تظهران لا ملامح فيهما لا هما زرقاوتان ولا هما عسليتان لا أثر لهما .. أردت النزول لمساعدته لعبور الشارع.. ولكن قبل أن أكمل تفكيري في المساعدة وجدته قد فتح الباب من الجانب الآخر.. وقبل أن يُسلم عليَّ مد يده للباب مرة أخرى فتحه ثم أغلقه .. لأن جلبابه قد تعلق بالباب.. ماداً يده قام بمبادرتي بالمصافحة عرّفني على نفسه في تلك اللحظة :-
:- أنا الزين محمد الشريف.. ولدي في العمل.. وعدت ابن أخي ليأتي لنذهب للصلاة تلفونه مغلق.. لم يتعود أن يغلق تلفونه أتمنى أن لا يكون هنالك مكروه أصابه .
:- يا هلا ومرحب تشرفت بمعرفتك.. سيكون إبن أخيك بخير إن شاءالله.. ربما ظروف دعته ليغلق تلفونه.. سيكون بخير لا تقلق.
ساد صمت بيننا.. تمنيت أن لا يكون وقت الصلاة قد فات.مرة أخرى أراه قلقاً على إبن أخيه.. أحاول أن أطمئنه.. نصل المسجد.. قلت له :-
:- أتمنى أن لا تكون الصلاة قد إنتهت .
قال لي هذه المرة مطئناً لي أنا :-
:- الوقت مبكر للصلاة.. فالخطبة مستمرة إلى الآن .
نزل من الباب وأغلقه خلفه .
فكرت أن أمسك بيده حتى أدخله باب المسجد.. ولكنه تجاوزني ووصل إلى المسجد بمسافة قبل وصولي.
حتى هذه اللحظة أفكر.. أهو أعمى أم لا.. أم أن نظره ضعيف بعض الشئ.. لا لا عيناه لا تظهران لابد من أنه أعمى.. ولكن كيف يكون أعمى وقد وصل إلى الباب حتى قبل أن أصل أنا !!!
بعد الصلاة جلست في مصلاتي مسافة إنتظار أن أراه عائداً من الداخل , فقد صليت أنا خارج المسجد.. قلت في نفسي :- سيأتي بحثاً عني وربما انتظرني في الساحة الخالية.. أو ينتظر شخصاً غيري ليوصله لبيته.. لست وحدي من يمتلك عربة.. ولست وحدي من يرى فيه الخير .
كنت أدعو لوالدتي بالرحمة والمغفرة.. ودعوت لنفسي وجدته يمر بجانبي قائلاً :-
:- سترجع إلى بيتك ؟
:- لا لا.. نعم نعم.. لم أدري ماذا أقول يبدو أن التفكير في بصره أم عميانه قد شل تفكيري.. وها هو يُخيب ظني مرة وأخرى .
ذهبت في اتجاه سيارتي.. وذهب هو بجانبي بعصاه.. ما زلت أُفكر.. التفكير يُسيطر علي.. هل هو أعمى أم لا ؟؟
تجاوزت سيارتي بدون قصد لا أدري لماذا في تلك اللحظة خاطبني قائلاً :-
:- هنا سيارتك.. إلى أين أنت ذاهب ؟؟
تقوقعت داخل منطقة تفكيري.. أصبحت خاسراً الآن.. أنا الأعمى وليس هو.. هكذا رد على كل تساؤلاتي في لحظة غير متعمدة.. وبت أكثر إقتناعاً بأنه ليس أعمى.. وحدي أنا الأعمى بتفكيري