سجود الشمس تحت العرش .... أصداء مخلوقات ميتة ....ميتة صغرى ....أنفاس طيور جارحة في الأفق البعيد ... إعلان السماء عن كآبة الأغنياء بدورهم ...وسعادة الفقراء بقوت يومهم ....قعقعة خطى في أزقة الغروب ....وتراتيل هدهد في الخمسين من عمره ... وصوت يصدح مهللا ...الله أكبر ...الله أكبر ....(**أمسية إعلان ) !!!(المدخنة ) تلعب لعبة القط والفأر مع الصمغ الراتنجي ...أنامل تعانق أعواد الثقاب بشراهة وكأنها تريد الانتقام من حرق العود (اليماني)....نجوم عميقة في الفضاء المحيطة بجسده من طين لازب ...إحداثيات غرفة موصدة ...جرائد فاقعة لونها تبصق سذاجة سوء طالعه ...(حظوظ الدنيا )...عبارة ألفتها ذاكراته في تصفح جرائد اليوم والأمس ...آه ..آه تمتمة ناطقة تذكر أنه من برج الأسد ، حملقة غريبة في أحشاء برجه رويدا ..رويدا ..وكأنه يبحث عن شيء فقده مند الأزل ..(المنجم )يواصل ( سيناريو ) التلاعب بخفة..خلفيات ماكرة مرسومة بدقة لكنها لا تضيء بذاتها كالنجوم التي عهد أن يراها كل ليلة .. لابد إن الأمسية تتكرر معه كل يوم ..حديث مع النفس ، ثم حركات وئيدة نحو عينين شهلاوين، إنها عيناه التي ملت سذاجته المعهودة في حك أهداب لم تعرف نور الحياة إلا من عشرين ربيعا رسمها المنجم له في برجه المحبوب ..
* * *
احتــــدام !!!رحابة النفس في قطع من الليل باهت في أديم جسده ...بلا هوادة ثلة من المقامرين يتعاطون الشيشة في روح انهزامية "مـد وجـزر" على قارعة الطريق ،كالهائج المضطرب تستعرض حركات إيقاعية نحو عينيه المتعبتين بالنعاس لتبدأ مراسم كونية أخرى ...تستأذن الأفق في سجدة للقمر تحت العرش .... الشمس تقصف ظهره بشعاع الضحى وهو في سبات عميق ...يستقيظ متخبطا من المس ....ثلة المقامرين تعتزل المكان في نومه العميق وتمتمة أخرى ناطقة :
ـ آه....آه...تذكرت الصباح ......الجريدة !!!! يبحث في اعتباطية لم تسبق مند فارق ثلة المقامرين على قارعة الطريق ......تنتصب قامته ويلف" الحصيرة " في هرولة نحو المنزل ..يزمجر بصوته البشع ..أماه …أماه !! أعطني "مائتي بيسه"…أريد شراء جريده !!يقولون :إن اليوم إعلان المقبولين في العمل الذي أخبرتك عنه ...الأم في شفقة مشوبة بالملل من سؤاله المعهود :..جريدة ...جريدة كل يوم ؟؟؟مادا أخذنا منك؟؟؟...غير شراء الجرائد .....والله ما وراءك فائدة!!!ومصاريف أخوتك ؟؟...نسيت ...سهر بالليل مع الشلة ....ونوم على الأرصفة ...وقراءة الجرائد وكأن الجرائد هي التي تأتي بالأعمال إلى عتبة الباب..!!؟؟؟الأم تواصل عبارتها الاستنكارية وهو متكئ على جدار الغرفة كأنه وتد
عفا عليه الزمن ...!!الابن ..في ابتسامة مصطنعة ...كفى..كفى ..أماه أعطني "مائتي بيسه " هده المرة فقط ..أرجوك ..أرجوك ..!!!
* * *
لجة إعلان!!!في عجلة من أمره ،ينسحب من مشهد أخذ(الورقة النقدية ) نحو محل بيع الصحف المحلية بمحاذاة الطريق ..يقتحم سياج الشارع ببلاهة دون اكتراث ..العربات تلو العربات ..زفرات مدوية من أبواق السيارات ترعد هواجسه ..يتنفس الصعداء ...شهيق ...وزفير ..جريدة..حتى وصل إلى عتبة المحل ..لو ..لو ..سمحت..(بابو ..بـابو ..)جريدة ..جريدة .(بابو)...في انتفاضة غاضبة ادفع حسابك أولا..وبعد ذلك..الدفع نقدا
للجريدة لأن صاحب سيارة الجرائد لا يعرف شيئا اسمه حساب ،يرد على العامل في هدأة لم تسبق أن عهدها العامل منه قبل ذلك ..رسمت الدهشة على وجه (بابو )..ردد على إثرها(بابو )قائلا:....هات المائتي بيسة وباقي الحساب في وقت لاحق ..فهمت..!!يأخذ الجريدة من يديه وكأنه ينتزع شوكة من صوف وافر ،ويتصفحها ..صفحة تلو صفحة وكأنه لا يريد الدخول في إحداثيات جغرافية لا يعرف بدايتها ولا نهايتها..هواجس شاردة في إحداثيات الجريدة مسترسلا كلام أمه في آخر مرة يطلب فيها أمه شراء جريدة ...مملكة صامتة شملته ..هو ..والعامل ..وبقية الناس شطحت وجوههم من مسرح النهار بجوار محل بيع الصحف ...الأنامل ..تسبق العين نحو إعلان في الركن اليماني من الصحيفة ...يعيد الكرة في استعراض برجها المحبوب....وثرثرة منجمه المعهود..في حملقة في أدخنة الصمغ الراتنجي الذي عودته أمه وهو صغير في حرق
اللبان الظفاري الذي يبعد النحس والوساوس عن أهل المنزل ...يتصفح الجريدة مرة أخرى بأعين يائسة في إحداثيات الخوض في لجج إعلان أخر.
* * *
احتــــدام !!!رحابة النفس في قطع من الليل باهت في أديم جسده ...بلا هوادة ثلة من المقامرين يتعاطون الشيشة في روح انهزامية "مـد وجـزر" على قارعة الطريق ،كالهائج المضطرب تستعرض حركات إيقاعية نحو عينيه المتعبتين بالنعاس لتبدأ مراسم كونية أخرى ...تستأذن الأفق في سجدة للقمر تحت العرش .... الشمس تقصف ظهره بشعاع الضحى وهو في سبات عميق ...يستقيظ متخبطا من المس ....ثلة المقامرين تعتزل المكان في نومه العميق وتمتمة أخرى ناطقة :
ـ آه....آه...تذكرت الصباح ......الجريدة !!!! يبحث في اعتباطية لم تسبق مند فارق ثلة المقامرين على قارعة الطريق ......تنتصب قامته ويلف" الحصيرة " في هرولة نحو المنزل ..يزمجر بصوته البشع ..أماه …أماه !! أعطني "مائتي بيسه"…أريد شراء جريده !!يقولون :إن اليوم إعلان المقبولين في العمل الذي أخبرتك عنه ...الأم في شفقة مشوبة بالملل من سؤاله المعهود :..جريدة ...جريدة كل يوم ؟؟؟مادا أخذنا منك؟؟؟...غير شراء الجرائد .....والله ما وراءك فائدة!!!ومصاريف أخوتك ؟؟...نسيت ...سهر بالليل مع الشلة ....ونوم على الأرصفة ...وقراءة الجرائد وكأن الجرائد هي التي تأتي بالأعمال إلى عتبة الباب..!!؟؟؟الأم تواصل عبارتها الاستنكارية وهو متكئ على جدار الغرفة كأنه وتد
عفا عليه الزمن ...!!الابن ..في ابتسامة مصطنعة ...كفى..كفى ..أماه أعطني "مائتي بيسه " هده المرة فقط ..أرجوك ..أرجوك ..!!!
* * *
لجة إعلان!!!في عجلة من أمره ،ينسحب من مشهد أخذ(الورقة النقدية ) نحو محل بيع الصحف المحلية بمحاذاة الطريق ..يقتحم سياج الشارع ببلاهة دون اكتراث ..العربات تلو العربات ..زفرات مدوية من أبواق السيارات ترعد هواجسه ..يتنفس الصعداء ...شهيق ...وزفير ..جريدة..حتى وصل إلى عتبة المحل ..لو ..لو ..سمحت..(بابو ..بـابو ..)جريدة ..جريدة .(بابو)...في انتفاضة غاضبة ادفع حسابك أولا..وبعد ذلك..الدفع نقدا
للجريدة لأن صاحب سيارة الجرائد لا يعرف شيئا اسمه حساب ،يرد على العامل في هدأة لم تسبق أن عهدها العامل منه قبل ذلك ..رسمت الدهشة على وجه (بابو )..ردد على إثرها(بابو )قائلا:....هات المائتي بيسة وباقي الحساب في وقت لاحق ..فهمت..!!يأخذ الجريدة من يديه وكأنه ينتزع شوكة من صوف وافر ،ويتصفحها ..صفحة تلو صفحة وكأنه لا يريد الدخول في إحداثيات جغرافية لا يعرف بدايتها ولا نهايتها..هواجس شاردة في إحداثيات الجريدة مسترسلا كلام أمه في آخر مرة يطلب فيها أمه شراء جريدة ...مملكة صامتة شملته ..هو ..والعامل ..وبقية الناس شطحت وجوههم من مسرح النهار بجوار محل بيع الصحف ...الأنامل ..تسبق العين نحو إعلان في الركن اليماني من الصحيفة ...يعيد الكرة في استعراض برجها المحبوب....وثرثرة منجمه المعهود..في حملقة في أدخنة الصمغ الراتنجي الذي عودته أمه وهو صغير في حرق
اللبان الظفاري الذي يبعد النحس والوساوس عن أهل المنزل ...يتصفح الجريدة مرة أخرى بأعين يائسة في إحداثيات الخوض في لجج إعلان أخر.