رسائل الأدباء رسالة من سعيد فرحاوي إلى مجد الدين سعودي

بعد التحية،
لحظة عابرة ممتلئة بتراب القلق الذي يغير لون العيون القلقة ، كانت بين اللحظة والاخرى تجتازني بحزن لا اعرف مصدره ، وانا اجتر نفسي في متاهة السؤال مع الذات وفي الذات نفسها، وجدت نفسي في حيرة من نوع لا اعرف عمقه، بل كل ما ادرك انني فيكم اوجد، ومعكم احيى ، وقربكم اعبر شمس الحياة . تأكدوا اخي ، في رحلة نتشارك فيها هم الكتابة، وفي سفر دوامة الحرف ، اسسنا ميثاق حب حقيقي ، تبادلنا الافكار ، تشاركنا مرارة الزمن الموجع فأخرجناه من جوفنا حجارة، بها ناقشنا موقعنا في عالم بلا خرائط ، يوهمنا بحقيقة مغلوطة، ادركنا بوعي عميق ان وجودنا مشروط بضرورة الكتابة عن موقع الانتماء بصيغة الفهم الحقيقي لهيولى الوجود المرتبك، لم نقبل الانبطاح، ولم نشترك في تفاهة الظلم القاتل، جمعتنا حكامة اتفقنا على تصوراتها، اختلفنا في نهج تشكلها ولم ننهار امام صيرورة تجمعنا، لاننا عرفنا اننا الانسان الخطأ في الرؤية الخطأ، كما ادركنا اننا الوجع المشكك في كل الافكار التي تدعوا للسيطرة وللاحتكار.
تكلمنا اخي مجد الدين بلغة العيون فقلنا معا ما اخفاه الكثيرون ، فحددنا الاشارة للداء الذي غالبا ما اقصى مجموعة جميلة من الاقلام التي امنا برؤاها ، دافعنا عنها بكل قوانا لكي لاتتيه في رؤية الاقصاء، فرفضنا الاقصائيون بكل ما يملكون، لكن للاسف لم يصلوا الى اهداف الاحتكار، بحثنا في معجم التهميش فوجدنا كتابات جميلة دافعنا عنها بألستنا اولا، بعقولنا، بحمقنا ، فنعتونا بالجنون، رغم ان جنوننا هو الكتابة القضية التي لاتحسب جيدا لغة المجد الذاتي، فكنا الة الانصاف، ورؤية الدفاع عن الحقيقي ، واعادة الاعتبار للمهمش النظيف، والنتيجة ادينا الثمن غاليا في وسط غير نظيف. لايهمنا رغم ان التاريخ سينصف رجالاته، كما لايعنينا موضوع التسكع في متاهة التداعي والتظاهر بأثوبة صنعوها للكشف عن صدورهم المليئة بالحقد والخبث والكراهية..
تاكد اخي مجد الدين ان رسالتك ابكتني كثيرا، وتعقيبات اصدقائي وضعتني في الموقع الذي غاب عني وانا اعبر ارض هذا المنبر الجميل بناسه ، العامر بسكانه، والممتلئ بحيوية اساسها حب لامتناهي بين مجموعة حقيقية وضعت نفسها في بيت عمقه ود وحب ونظافة افكار ، بها تكابر ضد المكر والحقد والكراهية.
تحية بدون حدود لمجموعة عبرت عن حبها لي، وبها اشعر انني فعلا كنت صائبا عندما سرت على نهج محدد برؤية واضحة وسير جد مدروس.
اليكم جميعا انحني تحية اعتزاز و احترام واجلال.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...