ذهبت إلى براغ مرتين ولكني لم أستطع لقاءه. ففي المرة الأولى لم أجرؤ على التطلع إلى بيته. وفي الثانية لم أهتد إلى منزله الجديد، فقضيت ليلة في تلك المدينة الغريبة أسائل الناس عنه وأنا مسوق إليه سوقي إلى المصير المحتوم.
لقد كنت في تلك الليلة متشبعاً بكلامه وأفكاره حتى أخذت أحلم أحلامه وأغني أغانيه وأتابع تيارات تفكيره وأتمثل نفسي أحد أبطال قصصه. لم أخضع لرجل من قبل كما خضعت لذلك الرجل الغريب الذي يزداد تأثيره فيَّ يوماً بعد يوم حتى لم أعد أفكر قي أمل الخلاص منه. كنت أعتقد أنه أعظم رجل أنجبته أوربا. ففي فنه روعة (بو) وتهاويله، وقوة نيتشه ووحدته، وموسيقى شيلي وعذوبته، وآلام (دستوفسكي) ومرارته فيه حمرة الجحيم وزرقة السماء. فيه طلاقة الطفل وعبوس الشيطان، ولكن شيئاً آخر كان خافياً عليَّ هو عبقريته الفذة التي لم يكن يدركها أو يشرف عليها إلا القليلون. ولم تكن شهرته الذائعة التي نالها في سنين قلائل إلا مجداً خالداً يشدو بذكره. لقد رماه الناس بالكبرياء والنفور، ولكنهم لم يدروا شيئاً عن مؤلفاته ولم يحيطوا بأركان عبقريته. لقد أحببت قصصه إذ كانت كلها سيرة لشخصه من نسج غريب. تزأر أرواح أبطاله وتدوي بين أحزان الحياة ومخاوفها.
لم أستطع أن اكبت ذلك الإعجاب طويلاً، بل أحسست بدافع قوي لأن أراه وأتطلع إلى وجهه واسمع كلمات تخرج من فمه. أردت أن اقرأ في سطور وجهه تلك الآلام العاصفة التي صبها في أبطال قصصه فوطنت العزم على لقائه. وقد ساعدني على ذلك رجل فرنسي قادني إلى بيته، فدلفت إلى سلمه وقد ازدادت دقات قلبي شدة كلما دنوت من الطابق الذي كان يقطنه. وقفت أمام الباب وحاولت الكلام ولكن لساني كان قد لصق بسقف حلقي فوقفت برهة انظر إلى تلك اللوحة النحاسية المنقوش عليها اسمه في حروف كبيرة سوداء فازددت هلعاً ورعباً. وأخيراً استجمعت قواي ومددت يدي إلى الباب أقرعه، فجاءتني خادمة نَصف في لباس أسود، فهمست في أذنها باسم ذلك الكاتب العظيم، فقادتني إلى ممر طويل ينبعث فيه نور ضئيل شاحب حتى وصلت إلى غرفة نظيفة قد أغلقت نوافذها وتدلت مصابيح الكهرباء في وسطها، فلمحت في أحد جوانبها مكتباً صغيراً عليه دفتر كبير شبيه بدفاتر المحامين وقد كسيت الجدران بالخرائط والصور.
شعرت بخيبة الأمل عندما وقع نظري على تلك الغرفة العادية التي لم تكن تختلف عن سائر الغرف ولاسيما وقد كنت أتوقع صومعة لقديس أو عريناً لأسد لا مكتب أحد المحامين؛ فأخذت أسائل نفسي: أحقا هذا بيته وتلك غرفته، أم أنا في بيت أحد أقربائه؟ ولكني لم أطل التفكير في هذا إذ رأيت أمامي رجلاً ضئيلاً قد أربى على الخمسين يحييني بلغة فرنسية صحيحة، فارتعت لمرآه. أيعقل أن يكون رجل أحلامي وأماني هذا الرجل الضئيل الذي يرمقني بعينين صغيرتين وتنفرج شفتاه عن ابتسامه هي أقرب إلى ابتسامات البله والسذج؟ أيعقل أن يكون هذا الرجل الذي يرتدي ثوباً أسود ويضع يديه في جيبه كما يصنع ضابط الاستيداع أو موظف المعاش؟ ذلك الذي جعل قلبي يخفق بروعة آثاره وقوة أسلوبه؟ وهل يمكن أن تكون تلك الأفكار العظيمة التي حيرتني وجعلتني اقطع الليالي ساهراً قد نبعت من ذلك الرأس الأصلع الصغير؟ لم اكن لأصدق هذا، بل كنت كلما أنعمت النظر فيه ازددت دهشة وعجباً، حتى لم أستطع أن أخفي دهشتي فقلت. أأنت الكاتب الذي أبحث عنه والشاعر الذي كتب (نفسي) و (الله) (ومشاكل نصف الليل)؟ فأجابني في هدوء وابتسام: نعم، وكأنه لم يشعر أنني أهنته بسؤالي هذا فدعاني إلى الجلوس وسألني حاجتي.
لم أكن أعرف مكاني، ولم أكن أستطيع التفكير في شيء أقوله، فلاحظ علي بعض هذا الارتباك فدنا مني متلطفاً وقال: أراك أحد المعجبين الأجانب الذين يأتون لرؤيتي. إن هذا أمر يسير، فأني أستطيع أن أقوم لك بما تريد. ثم أسرع إلى مكتبه وأخرج ورقة ومجموعة من الصور وعاد ثانية يستأنف حديثه: (هاك بعض تاريخ حياتي مدوناً بالفرنسية، وفهرسا كاملا لجميع مؤلفاتي. أي صورة تعجبك؛ إنني أظن أن أحسن صوري ما كان جانبيا، ولكن لك الاختيار. في أي صحيفة ستنشر هذا المقال؟ أفي صحيفة يومية أم في مجلة؟ فلما رأى أنني لم أجبه إلا بنظرة حائرة ساهمة عاد إلى مكتبه وأخرج كتابا صغيرا وقدمه إلي قائلا: هاك أشهر المقالات التي نشرتها كبرى الصحف عن مؤلفاتي، إنها مدبجة بأقلام كبار الناقدين. ألا تريد صورة تنشرها مع المقال؟ ثم أسرع ذلك الرجل الذي لا يعرف التعب إلى مكتبه وجاءني بأقاصيص من الورق مكتوبة بخط يده، فلم أستطع أن أخفي دهشتي، ولكن صاحبي مضى في حديثه قائلا: أليس هذا كل ما تحتاج إليه؟ أظنك تريد أن تعرف كيف أكتب، سأخبرك حالا: إني أعمل أربع ساعات في اليوم ولا أكتب أكثر من خمسين صفحة في جلسة واحدة. إني لا أستعمل الكتب القديمة ولا المعاجم البالية، لأني صنفت كل مواد الكتابة تصنيفا جديدا. ففي هذا الصندوق تجد الصفات، وفي ذلك تجد التشابيه والاستعارات، وفي الثالث تجد المتناقضات، وفي الأخير تجد أوصاف المناظر الطبيعية، وفي ذلك الذي عن يمينه تجد الأوصاف الغريبة لجميع الناس. أما الذي عن يساره فقد جمعت فيه كل عناوين القصص والمسرحيات. أظنك الآن تستطيع أن تفهم أن عملي ليس شاقا جدا بفضل هذا الترتيب. إني أكتب بدون تفكير كأني آلة: فإذا أردت أن أكتب شيئاً فما علي إلا أن أضع يدي فأخرج كل ما أحتاج إليه. إني لست أحد أولئك البلهاء الذين ينتظرون الوحي والإلهام، فإنني أكتب بانتظام وفي أوقات معينة. فماذا ترى في هذا؟ فحاولت أن أتكلم ولكني لم أستطع. فمضى صاحبي يقول: (أخبرني. ألا يمكن أن تؤدي لي عملا في إيطاليا؟ ألا يمكنك أن تنقل بعض كتبي إلى الإيطالية؟ إني أعطيك 40 % في المائة من الأرباح وحق النشر في بلادك. دعنا نكتب العقد.
ومن حسن الحظ أن دق جرس التليفون في الغرفة الثانية فأسرع إليه الرجل دون استئذان، ولكنه ما لبث أن جاءني يقول: عفوا إن ناشري كتبي في ميونيخ يطلبوني. دعنا نستأنف حديثنا. قل لي بصراحة: ألا تستطيع أن تقوم بهذا! فنهضت مذعورا وأنا أعجب أن تكون هذه اليد الغليظة قد جرت بتلك الروائع الخالدة، ثم صوبت نظري إلى الباب ولكنه لم يكد يراني أنهض حتى صاح: ألا تنتظر الشاي! إن زوجي وطفلي سيعودان حالا وسنتناول الشاي معاً. ألا تريد أن ترى طفلي؟ إنهما طفلان جميلان، أحدهما في السابعة والآخر في الحادية عشرة، إن زوجي تجيد العزف على (البيان) وتتقن فن التصوير. إن هذه اللوحات الفنية التي تراها على الجدران من ريشتها، فقبعت في كرسي وأنا أتفرس في وجه ذلك الرجل الذي لم يفتأ يقوم ثم يقعد ويفتح الأدراج ثم يقفلها وأخيراً قال لي: هنا تجد الطبعة الأولى من كتبي، وفي الدرج الآخر تجد الطبعات الثانية، وتحتها التراجم. إنه محصول كبير، أليس كذلك؟ إني أعنى بها عنايتي بأطفالي. ثم أخذ يقهقه عاليا فلم أطق أن أرى فكيه ينفرجان عن فم واسع كريه، فصحت: يجب أن أذهب، ثم اندفعت إلى الباب وتدحرجت على السلم؛ وبدون أن أشعر وجدت نفسي خارج المنزل، وما كدت أصل إلى منزلي حتى ألقيت جميع مؤلفات ذلك الملعون في النار
ترجمة نظمي خليل
مجلة الرسالة - العدد 187
بتاريخ: 01 - 02 - 1937
لقد كنت في تلك الليلة متشبعاً بكلامه وأفكاره حتى أخذت أحلم أحلامه وأغني أغانيه وأتابع تيارات تفكيره وأتمثل نفسي أحد أبطال قصصه. لم أخضع لرجل من قبل كما خضعت لذلك الرجل الغريب الذي يزداد تأثيره فيَّ يوماً بعد يوم حتى لم أعد أفكر قي أمل الخلاص منه. كنت أعتقد أنه أعظم رجل أنجبته أوربا. ففي فنه روعة (بو) وتهاويله، وقوة نيتشه ووحدته، وموسيقى شيلي وعذوبته، وآلام (دستوفسكي) ومرارته فيه حمرة الجحيم وزرقة السماء. فيه طلاقة الطفل وعبوس الشيطان، ولكن شيئاً آخر كان خافياً عليَّ هو عبقريته الفذة التي لم يكن يدركها أو يشرف عليها إلا القليلون. ولم تكن شهرته الذائعة التي نالها في سنين قلائل إلا مجداً خالداً يشدو بذكره. لقد رماه الناس بالكبرياء والنفور، ولكنهم لم يدروا شيئاً عن مؤلفاته ولم يحيطوا بأركان عبقريته. لقد أحببت قصصه إذ كانت كلها سيرة لشخصه من نسج غريب. تزأر أرواح أبطاله وتدوي بين أحزان الحياة ومخاوفها.
لم أستطع أن اكبت ذلك الإعجاب طويلاً، بل أحسست بدافع قوي لأن أراه وأتطلع إلى وجهه واسمع كلمات تخرج من فمه. أردت أن اقرأ في سطور وجهه تلك الآلام العاصفة التي صبها في أبطال قصصه فوطنت العزم على لقائه. وقد ساعدني على ذلك رجل فرنسي قادني إلى بيته، فدلفت إلى سلمه وقد ازدادت دقات قلبي شدة كلما دنوت من الطابق الذي كان يقطنه. وقفت أمام الباب وحاولت الكلام ولكن لساني كان قد لصق بسقف حلقي فوقفت برهة انظر إلى تلك اللوحة النحاسية المنقوش عليها اسمه في حروف كبيرة سوداء فازددت هلعاً ورعباً. وأخيراً استجمعت قواي ومددت يدي إلى الباب أقرعه، فجاءتني خادمة نَصف في لباس أسود، فهمست في أذنها باسم ذلك الكاتب العظيم، فقادتني إلى ممر طويل ينبعث فيه نور ضئيل شاحب حتى وصلت إلى غرفة نظيفة قد أغلقت نوافذها وتدلت مصابيح الكهرباء في وسطها، فلمحت في أحد جوانبها مكتباً صغيراً عليه دفتر كبير شبيه بدفاتر المحامين وقد كسيت الجدران بالخرائط والصور.
شعرت بخيبة الأمل عندما وقع نظري على تلك الغرفة العادية التي لم تكن تختلف عن سائر الغرف ولاسيما وقد كنت أتوقع صومعة لقديس أو عريناً لأسد لا مكتب أحد المحامين؛ فأخذت أسائل نفسي: أحقا هذا بيته وتلك غرفته، أم أنا في بيت أحد أقربائه؟ ولكني لم أطل التفكير في هذا إذ رأيت أمامي رجلاً ضئيلاً قد أربى على الخمسين يحييني بلغة فرنسية صحيحة، فارتعت لمرآه. أيعقل أن يكون رجل أحلامي وأماني هذا الرجل الضئيل الذي يرمقني بعينين صغيرتين وتنفرج شفتاه عن ابتسامه هي أقرب إلى ابتسامات البله والسذج؟ أيعقل أن يكون هذا الرجل الذي يرتدي ثوباً أسود ويضع يديه في جيبه كما يصنع ضابط الاستيداع أو موظف المعاش؟ ذلك الذي جعل قلبي يخفق بروعة آثاره وقوة أسلوبه؟ وهل يمكن أن تكون تلك الأفكار العظيمة التي حيرتني وجعلتني اقطع الليالي ساهراً قد نبعت من ذلك الرأس الأصلع الصغير؟ لم اكن لأصدق هذا، بل كنت كلما أنعمت النظر فيه ازددت دهشة وعجباً، حتى لم أستطع أن أخفي دهشتي فقلت. أأنت الكاتب الذي أبحث عنه والشاعر الذي كتب (نفسي) و (الله) (ومشاكل نصف الليل)؟ فأجابني في هدوء وابتسام: نعم، وكأنه لم يشعر أنني أهنته بسؤالي هذا فدعاني إلى الجلوس وسألني حاجتي.
لم أكن أعرف مكاني، ولم أكن أستطيع التفكير في شيء أقوله، فلاحظ علي بعض هذا الارتباك فدنا مني متلطفاً وقال: أراك أحد المعجبين الأجانب الذين يأتون لرؤيتي. إن هذا أمر يسير، فأني أستطيع أن أقوم لك بما تريد. ثم أسرع إلى مكتبه وأخرج ورقة ومجموعة من الصور وعاد ثانية يستأنف حديثه: (هاك بعض تاريخ حياتي مدوناً بالفرنسية، وفهرسا كاملا لجميع مؤلفاتي. أي صورة تعجبك؛ إنني أظن أن أحسن صوري ما كان جانبيا، ولكن لك الاختيار. في أي صحيفة ستنشر هذا المقال؟ أفي صحيفة يومية أم في مجلة؟ فلما رأى أنني لم أجبه إلا بنظرة حائرة ساهمة عاد إلى مكتبه وأخرج كتابا صغيرا وقدمه إلي قائلا: هاك أشهر المقالات التي نشرتها كبرى الصحف عن مؤلفاتي، إنها مدبجة بأقلام كبار الناقدين. ألا تريد صورة تنشرها مع المقال؟ ثم أسرع ذلك الرجل الذي لا يعرف التعب إلى مكتبه وجاءني بأقاصيص من الورق مكتوبة بخط يده، فلم أستطع أن أخفي دهشتي، ولكن صاحبي مضى في حديثه قائلا: أليس هذا كل ما تحتاج إليه؟ أظنك تريد أن تعرف كيف أكتب، سأخبرك حالا: إني أعمل أربع ساعات في اليوم ولا أكتب أكثر من خمسين صفحة في جلسة واحدة. إني لا أستعمل الكتب القديمة ولا المعاجم البالية، لأني صنفت كل مواد الكتابة تصنيفا جديدا. ففي هذا الصندوق تجد الصفات، وفي ذلك تجد التشابيه والاستعارات، وفي الثالث تجد المتناقضات، وفي الأخير تجد أوصاف المناظر الطبيعية، وفي ذلك الذي عن يمينه تجد الأوصاف الغريبة لجميع الناس. أما الذي عن يساره فقد جمعت فيه كل عناوين القصص والمسرحيات. أظنك الآن تستطيع أن تفهم أن عملي ليس شاقا جدا بفضل هذا الترتيب. إني أكتب بدون تفكير كأني آلة: فإذا أردت أن أكتب شيئاً فما علي إلا أن أضع يدي فأخرج كل ما أحتاج إليه. إني لست أحد أولئك البلهاء الذين ينتظرون الوحي والإلهام، فإنني أكتب بانتظام وفي أوقات معينة. فماذا ترى في هذا؟ فحاولت أن أتكلم ولكني لم أستطع. فمضى صاحبي يقول: (أخبرني. ألا يمكن أن تؤدي لي عملا في إيطاليا؟ ألا يمكنك أن تنقل بعض كتبي إلى الإيطالية؟ إني أعطيك 40 % في المائة من الأرباح وحق النشر في بلادك. دعنا نكتب العقد.
ومن حسن الحظ أن دق جرس التليفون في الغرفة الثانية فأسرع إليه الرجل دون استئذان، ولكنه ما لبث أن جاءني يقول: عفوا إن ناشري كتبي في ميونيخ يطلبوني. دعنا نستأنف حديثنا. قل لي بصراحة: ألا تستطيع أن تقوم بهذا! فنهضت مذعورا وأنا أعجب أن تكون هذه اليد الغليظة قد جرت بتلك الروائع الخالدة، ثم صوبت نظري إلى الباب ولكنه لم يكد يراني أنهض حتى صاح: ألا تنتظر الشاي! إن زوجي وطفلي سيعودان حالا وسنتناول الشاي معاً. ألا تريد أن ترى طفلي؟ إنهما طفلان جميلان، أحدهما في السابعة والآخر في الحادية عشرة، إن زوجي تجيد العزف على (البيان) وتتقن فن التصوير. إن هذه اللوحات الفنية التي تراها على الجدران من ريشتها، فقبعت في كرسي وأنا أتفرس في وجه ذلك الرجل الذي لم يفتأ يقوم ثم يقعد ويفتح الأدراج ثم يقفلها وأخيراً قال لي: هنا تجد الطبعة الأولى من كتبي، وفي الدرج الآخر تجد الطبعات الثانية، وتحتها التراجم. إنه محصول كبير، أليس كذلك؟ إني أعنى بها عنايتي بأطفالي. ثم أخذ يقهقه عاليا فلم أطق أن أرى فكيه ينفرجان عن فم واسع كريه، فصحت: يجب أن أذهب، ثم اندفعت إلى الباب وتدحرجت على السلم؛ وبدون أن أشعر وجدت نفسي خارج المنزل، وما كدت أصل إلى منزلي حتى ألقيت جميع مؤلفات ذلك الملعون في النار
ترجمة نظمي خليل
مجلة الرسالة - العدد 187
بتاريخ: 01 - 02 - 1937