لم تكن إلا لحظة عابرة ،هكذا تخيلها أحمد، في شقته التي بدت مزينة بمختلف الشهادات المعلقة علي جدرانها ، وكأننا في معرض فنان تشكيلي بارع حاز مختلف الميداليات و الأوسمة ، لم يكن أحمد الذي اجتاز كل امتحانات سنواته الدراسية بنجاح باهر يحسب أنه في يوم ما في لحظة ما سيجلس ممسكا رأسه براحتي يديه يحملق في أوراق كرتونية مؤطرة أحسن تأطير، وتحمل أختام أعلي مسئولي التعليم في بلده ، دلالة علي استحقاق وجدارة تميزه عن الآخرين ، كما يري في أعماق نفسه ، لم يتصور أن هذه اللحظة ستمر عليه في حالة من اليأس والحزن سيكون لها ما بعدها .
استيقظ في حدود الساعة الرابعة وعشرين دقيقة علي صوت أخيه الذي يكبره بسبعة سنين يقول له هيا قم ، عندي لك نبأ سار، لم يستوعب ما قيل له ، لأنه مازال يفرك عينيه ويتمدد محاولا التخلص من آثار النوم ، بعدما غسل وجهه توجه إلي أخيه مستفسرا عن الخبر الذكور آنفا ، ألقي عليه أخوه الخبر السار لقد أعلن للتو عن بدأ استقبال ملفات المشاركين في المسابقة....!
لم ينتظر ليعرف بقية الحديث، بل قاطعه قائلا لو كنت أعرف أنك أيقظتني علي هذا الحديث لما قمت ! لقد مليت وتعبت من المسابقات التافهة الصورية، لم أعد أريد أن أشارك في أي مسابقة ولا أريد من أحد أن يخبرني عنها رجاء.
كان الأخ مقتنعا بعبارات الشفافية والنزاهة، فحاول إقناعه مستخدما عبارات الحظ والتوفيق....، لكن أحمد أصر علي موقفه العنيد الرافض لأي مسابقة مهما كانت ، وبعد مرور سنتين يعود أخوه محاولا إقناعه مجددا بضرورة المشاركة ؛ وبعد إلحاح من أخيه متواصل يقبل المشاركة ويبدأ تجهيز ملفه المجهز أصلا استعدادا للمسابقة التي ستجري يوم السابع عشر من يونيو المقبل ، في يوم الأحد قام باكرا في حدود السادسة صباحا وغادر شقته إلي حيث تودع الملفات ، في سيارة الأجرة التي استقلها التقي زميله وسميه ودخلا في ذكريات الزمن الجميل حيث رسما الخطط المستقبلية وتخيلا ما استطاعا ، ولما عادا من المتخيل إلي الواقع وجد صاحبنا أن زميله يقصد المكان عينه حيث يريد هو ؛ في اليوم المقرر للمسابقة قدم أحمد يحدوه أمل كبير بالنجاح ، فلقد صلي كثيرا وتوجه إلي الله مثل ذالك أن يهبه النجاح هذه المرة إذ أنه حلم كثيرا ولا يمكن لله أن يخيب أمله ، لم يكن يتصور إلا أنه ناجح ولا شيء غير ذالك ، كانت المسابقة مثل سابقاتها ، سهلة ودون المستوى حسب رأيه ، وعندما عاد إلي المنزل أخبر أمه أنه ناجح وقد حصل علي عمل هذه المرة ، ولكنها بحنكتها وخبرتها الطويلة أجابته دون أن تترك لديه أدني حس بانعدام الثقة، لننتظر النتائج يا بني وكلي ثقة أن ما سيحدث مقدر فأنا أصلي من أجلك.
بعد مرور خمسة وعشرون يوما علي إجراء المسابقة أعلن عن تأخير صدور النتائج ، فراجت شائعات أن المدير يريد التلاعب بها لتمرير أقاربه ، وبعد أسبوع إضافي أعلنت النتائج فلم ينجح إلا عشرون من أصل ألف وخمسون شخصا(1050) تقدمت للمسابقة وكان صاحبنا من الذين لم يحالفهم الحظ فنقل مساء نفس اليوم إلي مستشفي الأمراض العقلية والعصبية .
استيقظ في حدود الساعة الرابعة وعشرين دقيقة علي صوت أخيه الذي يكبره بسبعة سنين يقول له هيا قم ، عندي لك نبأ سار، لم يستوعب ما قيل له ، لأنه مازال يفرك عينيه ويتمدد محاولا التخلص من آثار النوم ، بعدما غسل وجهه توجه إلي أخيه مستفسرا عن الخبر الذكور آنفا ، ألقي عليه أخوه الخبر السار لقد أعلن للتو عن بدأ استقبال ملفات المشاركين في المسابقة....!
لم ينتظر ليعرف بقية الحديث، بل قاطعه قائلا لو كنت أعرف أنك أيقظتني علي هذا الحديث لما قمت ! لقد مليت وتعبت من المسابقات التافهة الصورية، لم أعد أريد أن أشارك في أي مسابقة ولا أريد من أحد أن يخبرني عنها رجاء.
كان الأخ مقتنعا بعبارات الشفافية والنزاهة، فحاول إقناعه مستخدما عبارات الحظ والتوفيق....، لكن أحمد أصر علي موقفه العنيد الرافض لأي مسابقة مهما كانت ، وبعد مرور سنتين يعود أخوه محاولا إقناعه مجددا بضرورة المشاركة ؛ وبعد إلحاح من أخيه متواصل يقبل المشاركة ويبدأ تجهيز ملفه المجهز أصلا استعدادا للمسابقة التي ستجري يوم السابع عشر من يونيو المقبل ، في يوم الأحد قام باكرا في حدود السادسة صباحا وغادر شقته إلي حيث تودع الملفات ، في سيارة الأجرة التي استقلها التقي زميله وسميه ودخلا في ذكريات الزمن الجميل حيث رسما الخطط المستقبلية وتخيلا ما استطاعا ، ولما عادا من المتخيل إلي الواقع وجد صاحبنا أن زميله يقصد المكان عينه حيث يريد هو ؛ في اليوم المقرر للمسابقة قدم أحمد يحدوه أمل كبير بالنجاح ، فلقد صلي كثيرا وتوجه إلي الله مثل ذالك أن يهبه النجاح هذه المرة إذ أنه حلم كثيرا ولا يمكن لله أن يخيب أمله ، لم يكن يتصور إلا أنه ناجح ولا شيء غير ذالك ، كانت المسابقة مثل سابقاتها ، سهلة ودون المستوى حسب رأيه ، وعندما عاد إلي المنزل أخبر أمه أنه ناجح وقد حصل علي عمل هذه المرة ، ولكنها بحنكتها وخبرتها الطويلة أجابته دون أن تترك لديه أدني حس بانعدام الثقة، لننتظر النتائج يا بني وكلي ثقة أن ما سيحدث مقدر فأنا أصلي من أجلك.
بعد مرور خمسة وعشرون يوما علي إجراء المسابقة أعلن عن تأخير صدور النتائج ، فراجت شائعات أن المدير يريد التلاعب بها لتمرير أقاربه ، وبعد أسبوع إضافي أعلنت النتائج فلم ينجح إلا عشرون من أصل ألف وخمسون شخصا(1050) تقدمت للمسابقة وكان صاحبنا من الذين لم يحالفهم الحظ فنقل مساء نفس اليوم إلي مستشفي الأمراض العقلية والعصبية .