ما أن يعقل دراجته النارية المتهالكة مثل صدر أبيه المقعد يفعل أثر الزمن وأثر غبار المعمل الذي قضى فيه ثلاثين سنة ونيف، وما أن ينصفق الباب خلفه ويدخل حتى تحاصره أمه كما اعتادت لأزيد من شهر بسؤالها:
- ما زال ما فهمتيني معنى النقابة؟
لم يعرف السر في إلحاحها الشديد على معرفة معنى النقابة،خصوصا وأنه يصاب بتشنج نفسي كلما سمع هذه الكلمة الخادعة.. ولكنه استطاع أن يحدس أنها ترغب في ذلك بسبب عملها إلى جانب نساء أخريات في معمل الليمون... وطمعا في رضاها قال:
- النقابة، بعد بسم الله الرحمن الرحيم، في اللسان من نقب نقبا: الحائط ثقبه وخرقه، وتنقبت المرأة: شدت النقاب...
تبدل وجهها، وهزت كتفيها، وأطلقت ضحكات مشرقة، وهي تسمع كلامه هذا... فقالت له بعدما اتكأت على يدها اليمنى لتنهض قاصدة المطبخ بعدما سمعت غليان الماء قد ارتفع:
- اشرح لي بالعربية ماشي باللغة المكسيكية ديال مسلسل "انت أو لا احد"..ولااللغة ديال الرسوم المتحركة ديال وليدي حمزة...
أدرك أنها فتحت موضوعا آخر لا تنتهي دروبه وتشعباته،وأن الدولة هي المخول لها البت فيه، ولكنه لم يقو على توضيحه لها، لأنه متعب حد التخمة هذا اليوم، بل كل أيامه تعب، ..فهو لا ينتهي من تعب حتى يضعه بين احضان تعب اخر جديد..
وعلى مائدة مطرزة بإبريق منتصب في أبهة مثل رئيس عربي مريض بحب الظهور، وبأربعة كؤوس مختلفة الأشكال والألوان، وبخبز قمح البلاد وزيت زيتون البلاد.. وبصوت مذياع خشبي مشنوق في زاوية البيت يصف حالة الجو الحار بمفردات متلعثمة، سألته:
- شنا هي النقابة؟
شعر بضيق كبير، وانتصب شعر رأسه، وكاد أن يطير من جلده غيظا، فجسمه ينغل ألما من تعصب برد الصباح القارس وحرارة النهار القاسية وريح المساء الجاف، سولت نفسه أن يقول لها: عليك بشراء كتاب عنوانه: كيف تتعلم النقابة في سبعة أيام وبدون معلم، فكر في أن يغير الموضوع بسؤاله لها عن حالة أبيه المريض...ولكن خوفا من سخطها السريع يقول على مضض :
- النقابة، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من نقب ينقب، وفي القاموس: النقبة: أول الجرب، النقاب القناع، الناقب: داء يصيب الإنسان...
وفي اليوم الموالي، وهو عائد من عمله مساء على دراجته، حمل إليه برد المساء أصوات نساء متجمهرات أمام معمل الليمون... وأمامهن لافتات بها شعارات تستنكر الطرد التعسفي بسبب الانتماء النقابي... وترفع أمه واحدة منها كتبت بالخط الكبير..
- ما زال ما فهمتيني معنى النقابة؟
لم يعرف السر في إلحاحها الشديد على معرفة معنى النقابة،خصوصا وأنه يصاب بتشنج نفسي كلما سمع هذه الكلمة الخادعة.. ولكنه استطاع أن يحدس أنها ترغب في ذلك بسبب عملها إلى جانب نساء أخريات في معمل الليمون... وطمعا في رضاها قال:
- النقابة، بعد بسم الله الرحمن الرحيم، في اللسان من نقب نقبا: الحائط ثقبه وخرقه، وتنقبت المرأة: شدت النقاب...
تبدل وجهها، وهزت كتفيها، وأطلقت ضحكات مشرقة، وهي تسمع كلامه هذا... فقالت له بعدما اتكأت على يدها اليمنى لتنهض قاصدة المطبخ بعدما سمعت غليان الماء قد ارتفع:
- اشرح لي بالعربية ماشي باللغة المكسيكية ديال مسلسل "انت أو لا احد"..ولااللغة ديال الرسوم المتحركة ديال وليدي حمزة...
أدرك أنها فتحت موضوعا آخر لا تنتهي دروبه وتشعباته،وأن الدولة هي المخول لها البت فيه، ولكنه لم يقو على توضيحه لها، لأنه متعب حد التخمة هذا اليوم، بل كل أيامه تعب، ..فهو لا ينتهي من تعب حتى يضعه بين احضان تعب اخر جديد..
وعلى مائدة مطرزة بإبريق منتصب في أبهة مثل رئيس عربي مريض بحب الظهور، وبأربعة كؤوس مختلفة الأشكال والألوان، وبخبز قمح البلاد وزيت زيتون البلاد.. وبصوت مذياع خشبي مشنوق في زاوية البيت يصف حالة الجو الحار بمفردات متلعثمة، سألته:
- شنا هي النقابة؟
شعر بضيق كبير، وانتصب شعر رأسه، وكاد أن يطير من جلده غيظا، فجسمه ينغل ألما من تعصب برد الصباح القارس وحرارة النهار القاسية وريح المساء الجاف، سولت نفسه أن يقول لها: عليك بشراء كتاب عنوانه: كيف تتعلم النقابة في سبعة أيام وبدون معلم، فكر في أن يغير الموضوع بسؤاله لها عن حالة أبيه المريض...ولكن خوفا من سخطها السريع يقول على مضض :
- النقابة، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من نقب ينقب، وفي القاموس: النقبة: أول الجرب، النقاب القناع، الناقب: داء يصيب الإنسان...
وفي اليوم الموالي، وهو عائد من عمله مساء على دراجته، حمل إليه برد المساء أصوات نساء متجمهرات أمام معمل الليمون... وأمامهن لافتات بها شعارات تستنكر الطرد التعسفي بسبب الانتماء النقابي... وترفع أمه واحدة منها كتبت بالخط الكبير..