مشاهدة المرفق 924
... جلست وسط السرير، بنظرات تقصف قامته، تقرأ أسارير وجهه، استفزتها حركاته، كان يذرع الغرفة بخطوات تقلق الصمت، وتوقظ الضجيج. يخطو، يتوقف، ينظر إليها، تسقط رأسها على صدرها النافر، ودت أن يبلل يديها بدموع دافئة، يتحسس نبضات قلبها. لكنه مشى نحو الباب، اتكأ على مصراعه الرخامي. اهتزت... التفت، هدأت.. ما عاد قلبها ينبض حين تراه، ما عادت أنفاسه تشبعها. تمتمت في نفسها وقالت:
ـــ لكن.. أجابت، وماذا بعد لكن؟ لا شيء يا أمي.. يوما عن يوم يتحقق كلامي، يعود إلى المنزل متأخرا، فأرى ظلا يندس خلف شبح مخيف. أتذكرين يا أمي... لما جرني بعنف من حزامي. ولف ذراعه على خصري، أحسست باختناق يشد على حنجرتي. كنت واقفة توقعين على الحدث بأغنيتك المفضلة. آنذاك، لكزتني " المزينة" بعنف وقالت لي بصوت خافت: ابتسمي يا جوهرة.
ابتسمت للفراغ، اشتبكت مع شفتي، وزعت الابتسامة بين أعين المدعوين، فماتت بين النظرات. ها أنا.. أغذي نفسي بجرعة أمل مجهول، تمنيت لو قاتلت الجنون، ومزقت أوراق هويتي عسى أن أستنسخ من ذاتي أنثى أخرى. حذرني الزمان نفسه، فلم أعتبر. وداعته البريئة مصيدة مدفونة تحت قش الخداع. لا أدري يا أمي.. لقد فشلت الصفقة، النار باردة، فلا لهب يدفئ الجدران، ولا نوم ينسيني، كرهت طعم الحياة وما تمنحه من عطاء.
خطا نحوها يتماوت في مشيته، اهتزت أنفاسها، تصاعدت. اقترب منها أكثر، رمى في وجهها كلاما فاح كعطر نادر، تنسمت رائحة دهاء تنكسر على وجهه. انتظرت منه شيئا، لكن كبرياءه يرعبه، نظرت إليه بعمق وقالت :
ـــ قل شيئا ياهذا .. لم أهبك مفتاح قلبي، سرقت ما سرقت في الظلام. وأمسكت بخيوط اللعبة جيدا.
نظر إليها وابتسم في مكر، استدار نحو زر الكهرباء، ضغط عليه بحذر وانصرف إلى مكتبه، أغلق الباب بالمفتاح.
تحسست بطنها فانزعجت، شيء ما يتحرك في أحشائها، يرفرف كالفراشة، يكاد يصرخ ويقول: أنا موجود، أريد الحياة، ناشدت السماء أن تغرق سفينة عمرها قبل انبلاج الصبح. في هسهسة ميتة قالت:
ـــ ماذا أقول لك غدا" يا ..." جئت من الظلام، والآن ها أنت تسكن في الظلام. لا.. بل ستخرج للحياة، ولا شيء غير الحياة.
نامت، ولما تسللت أشعة الشمس عبر نافذة غرفتها، نهضت فتوجهت إلى مكتبه، أطلت... وجدت محفظته وهاتفه على المكتب، مفاتيح سيارته مرمية على الأرض. بحثت عنه في كل غرف المنزل فلم تجده. ارتدت ملابسها، أسرعت إلى مقر عمله، سألت عنه الإدارة ، سألت أصدقاءه ومعارفه، ولكن بدون جدوى.
بعد أيام توصلت باستدعاء من الشرطة تقول: يجب الحضور عاجلا لأمر يهمك.
... جلست وسط السرير، بنظرات تقصف قامته، تقرأ أسارير وجهه، استفزتها حركاته، كان يذرع الغرفة بخطوات تقلق الصمت، وتوقظ الضجيج. يخطو، يتوقف، ينظر إليها، تسقط رأسها على صدرها النافر، ودت أن يبلل يديها بدموع دافئة، يتحسس نبضات قلبها. لكنه مشى نحو الباب، اتكأ على مصراعه الرخامي. اهتزت... التفت، هدأت.. ما عاد قلبها ينبض حين تراه، ما عادت أنفاسه تشبعها. تمتمت في نفسها وقالت:
ـــ لكن.. أجابت، وماذا بعد لكن؟ لا شيء يا أمي.. يوما عن يوم يتحقق كلامي، يعود إلى المنزل متأخرا، فأرى ظلا يندس خلف شبح مخيف. أتذكرين يا أمي... لما جرني بعنف من حزامي. ولف ذراعه على خصري، أحسست باختناق يشد على حنجرتي. كنت واقفة توقعين على الحدث بأغنيتك المفضلة. آنذاك، لكزتني " المزينة" بعنف وقالت لي بصوت خافت: ابتسمي يا جوهرة.
ابتسمت للفراغ، اشتبكت مع شفتي، وزعت الابتسامة بين أعين المدعوين، فماتت بين النظرات. ها أنا.. أغذي نفسي بجرعة أمل مجهول، تمنيت لو قاتلت الجنون، ومزقت أوراق هويتي عسى أن أستنسخ من ذاتي أنثى أخرى. حذرني الزمان نفسه، فلم أعتبر. وداعته البريئة مصيدة مدفونة تحت قش الخداع. لا أدري يا أمي.. لقد فشلت الصفقة، النار باردة، فلا لهب يدفئ الجدران، ولا نوم ينسيني، كرهت طعم الحياة وما تمنحه من عطاء.
خطا نحوها يتماوت في مشيته، اهتزت أنفاسها، تصاعدت. اقترب منها أكثر، رمى في وجهها كلاما فاح كعطر نادر، تنسمت رائحة دهاء تنكسر على وجهه. انتظرت منه شيئا، لكن كبرياءه يرعبه، نظرت إليه بعمق وقالت :
ـــ قل شيئا ياهذا .. لم أهبك مفتاح قلبي، سرقت ما سرقت في الظلام. وأمسكت بخيوط اللعبة جيدا.
نظر إليها وابتسم في مكر، استدار نحو زر الكهرباء، ضغط عليه بحذر وانصرف إلى مكتبه، أغلق الباب بالمفتاح.
تحسست بطنها فانزعجت، شيء ما يتحرك في أحشائها، يرفرف كالفراشة، يكاد يصرخ ويقول: أنا موجود، أريد الحياة، ناشدت السماء أن تغرق سفينة عمرها قبل انبلاج الصبح. في هسهسة ميتة قالت:
ـــ ماذا أقول لك غدا" يا ..." جئت من الظلام، والآن ها أنت تسكن في الظلام. لا.. بل ستخرج للحياة، ولا شيء غير الحياة.
نامت، ولما تسللت أشعة الشمس عبر نافذة غرفتها، نهضت فتوجهت إلى مكتبه، أطلت... وجدت محفظته وهاتفه على المكتب، مفاتيح سيارته مرمية على الأرض. بحثت عنه في كل غرف المنزل فلم تجده. ارتدت ملابسها، أسرعت إلى مقر عمله، سألت عنه الإدارة ، سألت أصدقاءه ومعارفه، ولكن بدون جدوى.
بعد أيام توصلت باستدعاء من الشرطة تقول: يجب الحضور عاجلا لأمر يهمك.