مشاهدة المرفق 116
.. استيقظت وهي تتحسس أشعة الشمس من خلال نوافذ حجرتها ، احتارت من أي نافذة تطل ، اختارت الأقرب منها .. تدلت بعنقها تتطلع إلى هذيان الشارع .. كعادته ينغـل بالخلائق البشرية .. الناس يمرون ، يتوقفون ، يتصافحون ، يتهامسون ، يستأنفون السير ..
فحصت الفضاء بعينيها ، ما أثار انتباهها أكثر ، امرأة تطلب الخبز والأسمال ، عجوز يجس الأرض برجليه .. طفل متشرد يتطلع بعينيه للأبواب والنوافذ ، يدق ، ينتظر ، يرفع من صوته ، يتابع سيره ..
رجعت إلى سريرها ، جلست على حافته .. لا تدري لماذا أحست بتعاسة دموع تنبجــس من عينيها، تتدفق على خديها ، تجاعيد يابسة تمددت من غضب الأيام تعرقل مسيرة الدموع ..
عبر النافذة جاءها صوت يشكو الزمن ، يلعن الأنفاس .. فار دمها ، صوت تعايشت معه مدة من الزمن ولا تعرف كيف احتفظت برنته في ذاكرتها ..
لملمت هواجسها ، نهشت ذهنها ، خلخلت ذاكرتها ، تساءلت .. طرحت السؤال بلا صوت على زمن النسيان .. جرجرت الماضي بين عينيها ، قالت : أيعقل هذا..؟ ما الذي أتى به إلى هنا ..؟ لماذا اختار هذه الحارة ..؟ أيكون هو .. ؟
ذاب لسانها بين الكلام ، بدا عليها كأنها تقابل نفسها لأول مرة .. وقفت ، خطت وهي تستند بيدها اليمنى على حائط بارد ، أحست ببل عرق دافئ بين إبطيها .. تدفقت من جوفها أنفاس حارة ، ثوان مرت ، عاود الصوت يراسل السماء ، بصوت رخيم يحرك القلوب .. يساومها .. يحرضها على الصدقة ..
على التو هرعت إلى النافذة . أطلت ، ما رأت شيئاً ، ما سمعت صوتاً .. قالت : ماذا حل بـي .. ؟ أيكون لامسني هذيان الجنون .. هل أنا جننت فعلا .. ؟
تدحرجت في السلم لترى وجهه ، قامته ، قده .. تعثرت ، سقطت .. أغمي عليها ..
الدقائق تقتل الدقائق ، حضر الجيران .. فتحت عينيها ، وجدته جالساً بجانبها وهو يبتسم ..
.. استيقظت وهي تتحسس أشعة الشمس من خلال نوافذ حجرتها ، احتارت من أي نافذة تطل ، اختارت الأقرب منها .. تدلت بعنقها تتطلع إلى هذيان الشارع .. كعادته ينغـل بالخلائق البشرية .. الناس يمرون ، يتوقفون ، يتصافحون ، يتهامسون ، يستأنفون السير ..
فحصت الفضاء بعينيها ، ما أثار انتباهها أكثر ، امرأة تطلب الخبز والأسمال ، عجوز يجس الأرض برجليه .. طفل متشرد يتطلع بعينيه للأبواب والنوافذ ، يدق ، ينتظر ، يرفع من صوته ، يتابع سيره ..
رجعت إلى سريرها ، جلست على حافته .. لا تدري لماذا أحست بتعاسة دموع تنبجــس من عينيها، تتدفق على خديها ، تجاعيد يابسة تمددت من غضب الأيام تعرقل مسيرة الدموع ..
عبر النافذة جاءها صوت يشكو الزمن ، يلعن الأنفاس .. فار دمها ، صوت تعايشت معه مدة من الزمن ولا تعرف كيف احتفظت برنته في ذاكرتها ..
لملمت هواجسها ، نهشت ذهنها ، خلخلت ذاكرتها ، تساءلت .. طرحت السؤال بلا صوت على زمن النسيان .. جرجرت الماضي بين عينيها ، قالت : أيعقل هذا..؟ ما الذي أتى به إلى هنا ..؟ لماذا اختار هذه الحارة ..؟ أيكون هو .. ؟
ذاب لسانها بين الكلام ، بدا عليها كأنها تقابل نفسها لأول مرة .. وقفت ، خطت وهي تستند بيدها اليمنى على حائط بارد ، أحست ببل عرق دافئ بين إبطيها .. تدفقت من جوفها أنفاس حارة ، ثوان مرت ، عاود الصوت يراسل السماء ، بصوت رخيم يحرك القلوب .. يساومها .. يحرضها على الصدقة ..
على التو هرعت إلى النافذة . أطلت ، ما رأت شيئاً ، ما سمعت صوتاً .. قالت : ماذا حل بـي .. ؟ أيكون لامسني هذيان الجنون .. هل أنا جننت فعلا .. ؟
تدحرجت في السلم لترى وجهه ، قامته ، قده .. تعثرت ، سقطت .. أغمي عليها ..
الدقائق تقتل الدقائق ، حضر الجيران .. فتحت عينيها ، وجدته جالساً بجانبها وهو يبتسم ..