· وزير الداخلية ، في الدولة العالمثالثية المسماة (إفلاطونيا العُظمى)، كان يجلس مذهولاً ، وهو يجادل الضابط الواقف أمامهُ ، حاملاً طلباً باستخراج وثيقة "جنسية" ، يقول الضابط أنه تقدم به "إبليس" شخصياً ، وهو الآن جالس لدى إستقبال مكتبه .. وأنه – أي الضابط – لم يعرف ماذا يفعل ؟ هل يستخرج له وثيقة الجنسية ؟ أم يطرده؟ .. " .. ونظراً لحساسية الأمر ، ياسيادة الوزير" – واصل الضابط حديثه – " فقد رأيت ضرورة الإستنارة برأي معاليكم ، خصوصاً وأنها المرة الأُولى التي يتقدم فيها إبليس اللعين بطلب من هذا النوع !!"...
· قال الوزير ، ببعض السخرية:
- وكيف عرفت ، يا بُني ، أن مقدم الطلب هو فعلاً إبليس ؟؟ هل لديكم "بصمة" لهُ ، أم إنه يحمل وثيقة هُويَّة صادرة عنكم ؟؟
- سيدي الوزير ، ما كان أمرٌ كهذا ليفوت علينا ، لقد أجريتُ بنفسي ، الإختبارات اللازمة للتأكد من شخصيته ، وقد ثبت لي ، بلا أدنى شك ، أن ذلك الشخص هو بالفعل إبليس نفسه !!
- قل لي : كيف وصلت إلى هذا اليقين؟؟
- لقد حسبته ، في البداية ، ساخراً أو مجنوناً ، هددته بالإعتقال والضرب إن لم يكف عن كذبه المكشوف هذا ، ولما رأيته مصراً ، طلبتُ منه إثبات دعواهُ بأنهُ إبليس .. فأخرج لي من جيب معطفه لفافة ضخمة من الأوراق والصور .. يتضمن صورةً تجمعُه برجل وامرأة يقول إنهما آدم وحواء ، في مكانٍ يبدو فعلاً أنه الجنة .. وفي الصورة ، بجانبهم ، شجرةٌ باسقة تحمل ثماراً غريبة ، قال إنها الشجرة التي أغواهما بالأكل منها ، بعد أخذ الصورة معهما مباشرة .. وتتضمن اللفافة أيضاً وثيقة الطرد من الجنة ..
- أيعقل أن تكون ساذجاً إلى هذا الحد؟؟ صورة ووثيقة طرد .. ماذا أصابك يا بُني ؟؟
- أمهلني قليلاً يا سعادة الوزير .. لم أقتنع بالصورة ولا الوثيقة ، ولكنهُ فعل أشياء غريبة ..
- كيف؟؟
- كان يلبس ملابس ممزقهً وكانت هيئته هيئة متشرد .. قال لي : "الآن سأبادلك الموقع !!".. وقبل أن أفهم مغزى عبارته ، وجدتُني جالساً في مكانه ، بالملابس الممزقة التي كان يرتديها ، بينما كان هُو – إبليس ذاته – جالساً وراء مكتبي ، ببذلتي العسكرية هذه التي تراها ، مبتسماً ، قائلاً لي بسخرية :( من غير أبليس يمكنه أن يفعل هذا؟؟)..
- هذه يمكن لأي ساحر أن يفعلها هذه الأيام ، ولا تحتاج إلى إبليس !!
- أنا أيضاً قُلتُ هذا يا سعادة الوزير .. ولكنه – برغم أن صورته لم تتغير – وفي اللحظة التي كنتُ أُهدده فيها بالضرب إن لم يكف عن سحره وأكاذيبه – دخل مساعدي – المقدم عبد الله ، فنظر إليَّ بتقزز واضح ، ثم أدى التحية العسكرية لإبليس ، وسأله ، مشيراً إليَّ ، ما إذا كان "هذا المتشرد" يُضايقه .. فقال لهُ إبليس : نعم يا عبد الله ، هذا المتشرد المجنون يزعم أنه إبليس .. تصور يا سعادة الوزير .. أقنع مساعدي بأنني ، أنا ، أنتحل شخصية إبليس ، فوقع عليَّ عبدالله ضرباً وصفعاً ، حتّى أشار إليه إبليس أن يكف عن ضربي .. ثم أمر إبليس عبدالله بالإنصراف إلى مكتبه .. وحين بقينا وحدنا ، قال لي بابتسامةٍ ساخرة : ( والآن .. ما رأيك ؟؟ هل ستستخرج لي وثيقة الجنسية ؟ أم أدعهم يضعونك في "الحراسة"؟؟).. وقبل أن يكمل جملتهُ وجدتُني وراء مكتبي ، ببذلتي العسكرية هذه ، ووجدتُه يجلسُ ، مبتسماً بسخرية ، في مكانه الأول ، بملابسه الممزقة !!
· وضع الوزير رأسه بين كفيه ، متأملاً بحزنٍ ، حال هذا الضابط الذي يبدو أنّه قد جُنَّ فجأةً .. محتاراً كيف يتصرَّف معه ، فكر في أن يستدعي مساعده المقدم عبدالله ، ليسأله ماذا جرى لزميله ، ولكن وقبل أن يضغط زر الهاتف ليستدعي السكرتيرة ، دخل متشرِّد بشع الهيئة إلى مكتبه ، فانتفض الوزير متفاجئاً ، وناهراً :
- من أنت ؟؟ و من الذي أدخلك؟؟
- أنا إبليس .. والسكرتيرة لا ذنب لها لأنها لم ترني ، وأنا مستعجل يا سعادة الوزير ، فأرجو أن تقنع هذا الضابط اللزج باستخراج وثيقة الجنسية لي فوراً .. وإلا..
- وإلاَّ ماذا أيها المتشرد الوقح؟؟ هل بلغت بك الجرأة أن تهددني ؟؟
· حين أكمل الوزير جملتهُ الأخيرة ، ناطقاً كلمة "تهددني؟؟" كان يقف حيث رأي المتشرد واقفاً ، في ملابس المتشرد الممزقة ، وكان ينظُر برُعبٍ تجاه مكتبه هو – مكتب الوزير – الذي يجلس وراءه المتشرد نفسهُ ، في بذلة الوزير .. ويبدو أن الضابط المسكين لم ينتبه إلى ما جرى ، إذ نظر إلى إبليس ، مواصلاً حديثه ، وهو يشير هذه المرة إلى الوزير الواقف بجانبه في ثياب المتشرد :
- ها هُو إبليس يا سعادة الوزير .. وأنا أخشى – إن لم توافق على استخراج وثيقة الجنسية له ، أن يفعل معك كما فعل معي ، فيجلس في مكانك !!
· اندهش الضابط وهو يسمع المتشرد الذي ظنه إبليس يقول بصوتٍ مسكين موجوع:
- لقد فعلها معي فعلاً يا ولدي !!..
· ثُم توجه الوزير – وهو ما يزالُ في مكان المتشرد وفي ملابسه – بالحديث إلى إبليس الجالس على مكتب الوزير قائلاً بمسكنة :
- حسناً .. سأصدق على استخراج وثيقة الجنسية لك..فقط ، أرجوك عُد إلى مكانك ، و أعدني إلى مكتبي !!
· ولكن الوزير أحس بالرعب يُلجم لسانهُ ، وهو يرى إبليس الجالس على مكتبه ينظُر إلى الضابط الجالس أمامهُ ، قائلاً بصوت وقور ، ومشيراً إلى الوزير في نفس الوقت :
- إسمع يا عميد حسن .. أنا اقتنعت فعلاً بأن هذا الشخص هو إبليس .. إذهب واستخرج لهُ وثيقة الجنسية فوراً ..
· سمع الضابط – وهو يُحسُّ بأنَّهُ قد جُنَّ بالفعل – سمع المتشرد الواقف بجانبه يصرُخ :
- لا تًصدقه يا عبد الله .. أنا الوزير وهو – إبن الكلب – إبليس ، انتحل شخصيتي ويريدك أن تستخرج لي وثيقة جنسية باسم إبليس !! أنا لستُ إبليس ...
· نظر الضابط محتاراً إلى الشخص الجالس على مكتب الوزير ، وهو غير متأكد أي الرجلين الوزير وأيهما أبليس .. قال الجالس على مكتب الوزير ، والذي يحمل صورة الوزير وصوته :
- هذه فعلاً هي "عمايل" إبليس !! جاء في البداية طالباً مجرد وثيقة جنسية .. ثم هاهو يتطلع إلى الجلوس في مكاني .. إذهب واستخرج له وثيقة الجنسية ، وإياك أن تدعني أراه هنا مرةً أُخرى ..
· والآن .. وفي أحد "دوارات المرور" ، في جمهورية إفلاطونيا العظمى ، اعتاد الناس على رؤية مجنون يرتدي بذلة ضابط شرطة ، يقول العارفون أنه كان مدير "الجنسية" في جمهورية إفلاطونيا ، يستوقف المارة بجانبه ، ويسأل كلاً منهم ، محتاراً :
- اقيف يا اخونا .. أسمع .. إنت الوزير ولاّ إبليس؟؟؟
· قال الوزير ، ببعض السخرية:
- وكيف عرفت ، يا بُني ، أن مقدم الطلب هو فعلاً إبليس ؟؟ هل لديكم "بصمة" لهُ ، أم إنه يحمل وثيقة هُويَّة صادرة عنكم ؟؟
- سيدي الوزير ، ما كان أمرٌ كهذا ليفوت علينا ، لقد أجريتُ بنفسي ، الإختبارات اللازمة للتأكد من شخصيته ، وقد ثبت لي ، بلا أدنى شك ، أن ذلك الشخص هو بالفعل إبليس نفسه !!
- قل لي : كيف وصلت إلى هذا اليقين؟؟
- لقد حسبته ، في البداية ، ساخراً أو مجنوناً ، هددته بالإعتقال والضرب إن لم يكف عن كذبه المكشوف هذا ، ولما رأيته مصراً ، طلبتُ منه إثبات دعواهُ بأنهُ إبليس .. فأخرج لي من جيب معطفه لفافة ضخمة من الأوراق والصور .. يتضمن صورةً تجمعُه برجل وامرأة يقول إنهما آدم وحواء ، في مكانٍ يبدو فعلاً أنه الجنة .. وفي الصورة ، بجانبهم ، شجرةٌ باسقة تحمل ثماراً غريبة ، قال إنها الشجرة التي أغواهما بالأكل منها ، بعد أخذ الصورة معهما مباشرة .. وتتضمن اللفافة أيضاً وثيقة الطرد من الجنة ..
- أيعقل أن تكون ساذجاً إلى هذا الحد؟؟ صورة ووثيقة طرد .. ماذا أصابك يا بُني ؟؟
- أمهلني قليلاً يا سعادة الوزير .. لم أقتنع بالصورة ولا الوثيقة ، ولكنهُ فعل أشياء غريبة ..
- كيف؟؟
- كان يلبس ملابس ممزقهً وكانت هيئته هيئة متشرد .. قال لي : "الآن سأبادلك الموقع !!".. وقبل أن أفهم مغزى عبارته ، وجدتُني جالساً في مكانه ، بالملابس الممزقة التي كان يرتديها ، بينما كان هُو – إبليس ذاته – جالساً وراء مكتبي ، ببذلتي العسكرية هذه التي تراها ، مبتسماً ، قائلاً لي بسخرية :( من غير أبليس يمكنه أن يفعل هذا؟؟)..
- هذه يمكن لأي ساحر أن يفعلها هذه الأيام ، ولا تحتاج إلى إبليس !!
- أنا أيضاً قُلتُ هذا يا سعادة الوزير .. ولكنه – برغم أن صورته لم تتغير – وفي اللحظة التي كنتُ أُهدده فيها بالضرب إن لم يكف عن سحره وأكاذيبه – دخل مساعدي – المقدم عبد الله ، فنظر إليَّ بتقزز واضح ، ثم أدى التحية العسكرية لإبليس ، وسأله ، مشيراً إليَّ ، ما إذا كان "هذا المتشرد" يُضايقه .. فقال لهُ إبليس : نعم يا عبد الله ، هذا المتشرد المجنون يزعم أنه إبليس .. تصور يا سعادة الوزير .. أقنع مساعدي بأنني ، أنا ، أنتحل شخصية إبليس ، فوقع عليَّ عبدالله ضرباً وصفعاً ، حتّى أشار إليه إبليس أن يكف عن ضربي .. ثم أمر إبليس عبدالله بالإنصراف إلى مكتبه .. وحين بقينا وحدنا ، قال لي بابتسامةٍ ساخرة : ( والآن .. ما رأيك ؟؟ هل ستستخرج لي وثيقة الجنسية ؟ أم أدعهم يضعونك في "الحراسة"؟؟).. وقبل أن يكمل جملتهُ وجدتُني وراء مكتبي ، ببذلتي العسكرية هذه ، ووجدتُه يجلسُ ، مبتسماً بسخرية ، في مكانه الأول ، بملابسه الممزقة !!
· وضع الوزير رأسه بين كفيه ، متأملاً بحزنٍ ، حال هذا الضابط الذي يبدو أنّه قد جُنَّ فجأةً .. محتاراً كيف يتصرَّف معه ، فكر في أن يستدعي مساعده المقدم عبدالله ، ليسأله ماذا جرى لزميله ، ولكن وقبل أن يضغط زر الهاتف ليستدعي السكرتيرة ، دخل متشرِّد بشع الهيئة إلى مكتبه ، فانتفض الوزير متفاجئاً ، وناهراً :
- من أنت ؟؟ و من الذي أدخلك؟؟
- أنا إبليس .. والسكرتيرة لا ذنب لها لأنها لم ترني ، وأنا مستعجل يا سعادة الوزير ، فأرجو أن تقنع هذا الضابط اللزج باستخراج وثيقة الجنسية لي فوراً .. وإلا..
- وإلاَّ ماذا أيها المتشرد الوقح؟؟ هل بلغت بك الجرأة أن تهددني ؟؟
· حين أكمل الوزير جملتهُ الأخيرة ، ناطقاً كلمة "تهددني؟؟" كان يقف حيث رأي المتشرد واقفاً ، في ملابس المتشرد الممزقة ، وكان ينظُر برُعبٍ تجاه مكتبه هو – مكتب الوزير – الذي يجلس وراءه المتشرد نفسهُ ، في بذلة الوزير .. ويبدو أن الضابط المسكين لم ينتبه إلى ما جرى ، إذ نظر إلى إبليس ، مواصلاً حديثه ، وهو يشير هذه المرة إلى الوزير الواقف بجانبه في ثياب المتشرد :
- ها هُو إبليس يا سعادة الوزير .. وأنا أخشى – إن لم توافق على استخراج وثيقة الجنسية له ، أن يفعل معك كما فعل معي ، فيجلس في مكانك !!
· اندهش الضابط وهو يسمع المتشرد الذي ظنه إبليس يقول بصوتٍ مسكين موجوع:
- لقد فعلها معي فعلاً يا ولدي !!..
· ثُم توجه الوزير – وهو ما يزالُ في مكان المتشرد وفي ملابسه – بالحديث إلى إبليس الجالس على مكتب الوزير قائلاً بمسكنة :
- حسناً .. سأصدق على استخراج وثيقة الجنسية لك..فقط ، أرجوك عُد إلى مكانك ، و أعدني إلى مكتبي !!
· ولكن الوزير أحس بالرعب يُلجم لسانهُ ، وهو يرى إبليس الجالس على مكتبه ينظُر إلى الضابط الجالس أمامهُ ، قائلاً بصوت وقور ، ومشيراً إلى الوزير في نفس الوقت :
- إسمع يا عميد حسن .. أنا اقتنعت فعلاً بأن هذا الشخص هو إبليس .. إذهب واستخرج لهُ وثيقة الجنسية فوراً ..
· سمع الضابط – وهو يُحسُّ بأنَّهُ قد جُنَّ بالفعل – سمع المتشرد الواقف بجانبه يصرُخ :
- لا تًصدقه يا عبد الله .. أنا الوزير وهو – إبن الكلب – إبليس ، انتحل شخصيتي ويريدك أن تستخرج لي وثيقة جنسية باسم إبليس !! أنا لستُ إبليس ...
· نظر الضابط محتاراً إلى الشخص الجالس على مكتب الوزير ، وهو غير متأكد أي الرجلين الوزير وأيهما أبليس .. قال الجالس على مكتب الوزير ، والذي يحمل صورة الوزير وصوته :
- هذه فعلاً هي "عمايل" إبليس !! جاء في البداية طالباً مجرد وثيقة جنسية .. ثم هاهو يتطلع إلى الجلوس في مكاني .. إذهب واستخرج له وثيقة الجنسية ، وإياك أن تدعني أراه هنا مرةً أُخرى ..
· والآن .. وفي أحد "دوارات المرور" ، في جمهورية إفلاطونيا العظمى ، اعتاد الناس على رؤية مجنون يرتدي بذلة ضابط شرطة ، يقول العارفون أنه كان مدير "الجنسية" في جمهورية إفلاطونيا ، يستوقف المارة بجانبه ، ويسأل كلاً منهم ، محتاراً :
- اقيف يا اخونا .. أسمع .. إنت الوزير ولاّ إبليس؟؟؟