حمد صالح - حوار مع اراجوان.. شعر

- 1 -
( إذا قالت المتعة وداعاً
لا ترفض الشمس أبداً
نداء العيون...)
يقول اراجوان
( تحلمين مفتوحة العينين
ما الذي يحدث إذن واجهله..!)
يا غربة كل هذه السنين
ويا هذا الرشح المنساب
من الهواجس المغتربة
والكآبة المزمنة والأنين
تسامحي لما يقوله أراجون
( خلقنا لنكون أحراراً
خلقنا لنكون سعداء)
حيث يصرخ المنفيون
خلقنا لنتجمد في برد شتاءنا
ونذوب كالشموع متوهجين
في عتمة ولاداتنا
خلقنا لنشبح عرايا على أبواب السجون
يتوالد تحت أباطنا القمل
وفي عفن جراحاتنا تتعفن قناعاتنا
ونحن بين موتين نهباً للظنون
نحاور وجهاً لسيدة تحلم مفتوحة العينين
بين أعمدة الدخان ورائحة الخمور الرديئة
ونسلم أنفسنا لانسياب قصيدة تنام فينا
قد لا نكتبها غير ان الدم فينا
يبوح إذا ما أثقلته الخطيئة
يقول المعذبون:
لم يعد الشعر ملاذ الطيبين
لم تعد الصلاة خلاص المسلمين
لم تعد الأوزان هموم العابرين
إلى شواطئ الذات الفاضلة
وهذا الدنس الرهيب
يرتفع بصمة في جباه أطفال متعبين
يلهثون كالصراصر المذعورة حين تداهمها
أقدام ثقيلة أو مكنسة ربة المنزل

- 2-
أيها المعذب سلاماً
وهذا الموج من الوهم إذ ينحني
أُحفرْ في هذا الجدار من العتمة شرخاً
علك تحلم مفتوح العينين مثلها
بعالم اقل بؤساً
فالذي يحدث وتجهله كثير

- 3 -
تتألم إذ نجهل أسانا
نتردى في الكآبة إذ نكتشف ان قناعاتنا اكبر منا
وإنا نتساقط في هوّة الضمير
كحروف في جريدة يومية
- أيها النادل أسرع
فقد تلاشت المرئيات
وهذا الحزن يذوب كالدهن بن الأصابع
يتوالد كالقمل.. كالبراغيث.. كالشعر
كالمرارات في زمن الانكسار
نحاور أنفسنا
يا أراجون السعيد
فنؤمن ان سعادتنا بعيدة
ابعد من وهج الطفولة الذي خبى
حيث على مشارفه ما زلنا نتذوق
- كلما حاقت بنا أقدارنا - طعم العصيدة
فنرثي أنفسنا بوجوه هذا القطيع الهائل من البشر
حينما تنعدم الفواصل بين ان نكتب مرثية
أو نكتب قصيدة

الشرقاط/ نيسان/ 1978



حمد صالح
التفاعلات: ماريا حاج حسن
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...