كل ما هنالك، أنها تريد أن تمنح العالمَ دهشةً وسعادة قَدْرَ ما تستطيع.
وُلِدَتْ ولها إصبع من خشب هَشّ: أصغر أصابع يدها اليُمنى.
لم تنزعج أمها عندما رأته، قبَّلَتْه، وفكّرَتْ أنه ربما يكون سببًا لسعادة طفلتها، لا أحد يعرف.
أول شيء سِحري فعَلَتْه الطفلة بإصبعها الخشبي أنْ حرَّكَتْ نافذة البيت قليلاً، وقتها كانت في السابعة من عمرها، وتلك النافذة التي تحبها أُمها لم تكن شمس الغروب تدخلها أبدًا، فقط يمرُّ ضوؤها على جدار البيت من الخارج، وقبل أن يصل إلى النافذة بسنتيمترات قليلة تغطس الشمس في مياه بعيدة، كانت الأم تمدُّ يدها في كل مرة إلى الضوء وتحاول أن تمسك به وتُدْخِله بيتها، الضوء البرتقالي الجميل، كم تحبه، وفي إحدى المرات، بينما الأم جالسة عند النافذة تستمتع بالغروب وتنتظر اقتراب الضوء البرتقالي، وقَفَتْ طفلتها قريبًا منها، أشارت بإصبعها الخشبي الهَشّ تجاه النافذة، وقالت كلامًا مثل "موكانو بوكانو"، وحرَّكَتْ إصبعها عدة سنتميترات، فتحرَّكَتْ معه النافذة، ودخل نور الشمس البرتقالي إلى البيت لأول مرة في حياتهما معًا، النور البرتقالي أيضًا كان يتمنَّى، ويحاول أن يدخل البيت في كل مرة.
عند بداية السابعة عشرة من عمرها أخبرَت الفتاةُ أُمها بأنها ستغادر البيت لتتجوَّل في العالم، ضمَّتها الأم إليها، قبَّلَت إصبعها الخشبيّ الهَشّ وقالت لها: "امنحي العالم دهشةً وسعادة قَدْر ما تستطيعين".
تتجوَّل الفتاة في العالم، فقيرة، نظيفة، في حالة من الاستغناء، وبها شيء سحري، هذا الشيء ليس إصبعها الخشبي تحديدًا، إنما تشكيل في روحها، تكوينها، وتفاصيلها، كأنها مجموعة من تفاصيل سحرية، فتاة تتلَّق بداخلها قطرة السحر النقية، البسيطة.
في بدايات تجوالها حاولَتْ مرات أن تأتي بالنقود من الهواء مثلما يفعل بعض السحَرَة، لم تنجح، كانت تريد أن تعطي النقود لفقراء يصادفونها في الشوارع، أدركَتْ بعد قليل أن فشلها في هذا الشيء تحديدًا علامة على أنها ساحرة حقيقية، بداخلها جوهر السحر، شفافيته، استغناؤه، وتواضعه، فأيّ ساحر في العالم يمكنه أن يأتي بالنقود من الهواء، لكنه لا يستطيع أن يحتفظ بها لنفسه أو يعطيها لغيره، فقط يُبهر بها الآخرين، حتى هذا الإبهار يختفي سريعًا عندما يعرف الجميع أنَّ أحدًا لا يمكنه استعمال هذه النقود، لم تكن تريد الإبهار الساذج، إنما تلك اللمسة الشفافة، الهَشَّة مثل إصبع من خشبٍ هَشّ، كما أنها اكتشفَت سريعًا أن فقراء الشوارع لا يهتمون بالنقود، إنما يريدون المتعة.
هي لا تقوم بألعاب سحرية كبيرة، فقط تُغيِّر بعض التفاصيل الصغيرة، لم يكن بإمكانها، ولم تحب، أنْ تُقدِّم عرضًا سحريًا كاملاً، لا تحب التباهي والاستعراض، يُمكنها أن تضيف لمسة لطيفة تصنع الفارق، ربما تُطيِّر خصلة من شعر فتاة في الوقت المناسب كي تفتن شابًا ما، أو تُحرِّكُ موجة في بحيرة، فيتأرجح الإوزّ السابح فيها، ويتشكَّل ذلك المشهد الجميل.
كل ما هنالك، أنها تريد أن تمنح العالمَ دهشةً وسعادة قَدْرَ ما تستطيع.
يمكنها أن تُرتب بعض التفاصيل الصغيرة لبداية قصة حب بين فتى وفتاة، لا تفعل أكثر من ذلك، ربما تُحرِّك مقعدًا ما ليجلس الشاب بجوار الفتاة، أو تُحرِّك كوب الماء ليكون في المسافة بينهما ويمسكان به في اللحظة نفسها، تضيف رَنَّة حلوة لضحكة الفتاة، أو لمعة خاطفة في عينيها لا تدوم أكثر من لحظة لكنها تكون كافية، هي توفر الفرصة لتبدأ الشرارة الأولى بين شخصين، ويحصل كلٌ منهما على حب حياته، فقد تمرُّ حياة شخص ما دون أن يحصل على هذا الحب رغم أن الفرصة قد تكون على بُعْد خطوات منه أو ثوانٍ.
لا تهتم بالأشياء الكبيرة والحوادث الضخمة، ربما حتى لا تراها، لأنها ليست مهمة بالأساس، تهتم بالتفاصيل، لها كل العناية والحب، تشير بإصبعها الصغير الهَشّ إلى تفصيلة لا يراها غيرها، ولأجل أن تُضيف روحًا من المرح واللعب تقول أيَّة جملة إيقاعية تخطر ببالها، مثلاً "بوكا كوكا"، أو "مودورا كادورا"، تقولها بابتسامتها الطفوليَّة، ويظهر الفارق على الفور، رائعٌ في طريقتها ألا أحد يمكنه أن يتوقع ما ستفعله، لا يعرفون التفصيلة التي ستختارها، وأحيانًا يبحثون لبعض الوقت عن تلك التفصيلة التي أضافتها أو قامت بتعديلها أو حذْفِها، أحيانًا أخرى يرون ما فَعَلَتْه في اللحظة ذاتها، وفي كل الحالات يظهر لهم الفارق واضحًا بين لَمْسَتها السحرية البسيطة وما كان عليه الحال قبلها.
كل ما هنالك، أنها تريد أن تمنح العالم دهشةً وسعادة قَدْر ما تستطيع.
تسخر مما يُطلَقُ عليه عروض سحرية ضخمة، حيث يستطيع الجمهور بسهولة أنْ يتوقع ما يفعله الساحر، مَلَل كبير، حتى إنه في أوقات كثيرة تكون فكرة العرض معروفة من البداية، كأن يقوم الساحر بتقطيع شخص ما ثم إعادته كاملاً، أو نَقْل مبنى كبيرًا من مكان إلى آخر، أو حتى إخفائه، أحد هذه الأشياء الكبيرة مثلما يُطلَق عليها، الأمر هنا بالنسبة لها مُمِلٌ وساذج، لأن الجمهور يعرف أنَّ ذلك الشخص لم يتم تقطيعه بالفعل، والمبنى المزعوم لم يتحرك من مكانه.
تُفكر أنَّ مَنْ يقومون بتقطيع شخص ما وإعادته كاملاً مرة أخرى لا يمكن أن يكونوا سحَرَة، ما يفعلونه ليس سحرًا، السحر برأيها هو ذلك الشيء اللطيف الذي يدوم، على الأقل يدوم إلى أن يصنع فارقًا، ربما يكون هذا الفارق بسيطًا، لكنه يُغيِّر شيئًا حقيقيًا في إحساس شخص ما أو تفكيره، أو يمنحه متعة حقيقية، لدغة المتعة تقصد، لكن، ما معنى تقطيع إنسان وتجميعه ثانية، أيّ متعة في ذلك؟ وهل يُشكَّل هذا أيّ فارق مع أيّ شخص؟ نعرف جميعًا أنه لا يحدث بالأساس، ليس سحرًا، السحر يحدث بالفعل.
تُعجبها الأفكار واللمسات البسيطة، تكون حقيقية، بها سحر، حياة، ويمكن لمْسُها والشعور بأثَرها.
كل ما هنالك، أنها تريد أن تمنح العالمَ دهشةً وسعادة قَدْرَ ما تستطيع.
الساحر الذي يُقطِّع البشر بالكذب لن يسمح لأحد بالاقتراب منه أو من الدائرة التي يعمل خلالها، الجمهور أيضًا يعرف أنه مخدوع بطريقة ما، الأمر يتعلَّق بشيء آخر غير السحر، ويمكنها أن تُثبِت هذا بسهولة، لكنها لا تحب أن تُفسد ألعاب الآخرين.
تُفكر: تبدو مشاهد مثل تقطيع البشر غير منسجمة مع العالم وجوهر السحر، بينما الساحر صاحب اللمسات البسيطة مُنْسَجم مع بساطة العالم، سِحريَّته، ومُتعته، وقادر أن يُضيف إليه جديدًا، يمكنه أن يرسم ابتسامة في العين والروح، هو من البساطة والعمق بحيث يمكن لأيّ من الجمهور أن يقول: "يمكنني أن أفعل هذا، يمكنني أن أكون ساحرًا".
يُسعدها أن يسألها شخص لا يعرفها: "كيف تُثبِتِينَ أنكِ ساحرة؟"، فتردُّ بشيء بسيط، مثل: "يمكنني أن أُطَيِّر هذه الورقة"، سيكون هذا مقنعًا جدًا لها ولغيرها، لن تكون فخورة بأن تقول لهذا الشخص: "أستطيع أن أُطيِّركَ في الهواء"، بالنسبة لها هذا تهديد ساذج أكثر منه وعد بالمتعة، ويمكن اعتباره دليلاً على الخداع أو شيء آخر عدا السحر.
هي تُصدِّق جدًا أن كل إنسان يمكنه الطيران والتحليق بطريقة ما.
الهشاشة، نعم، تفكر أنه لا بد أن يكون السحر ببساطة إصبعها الخشبيّ، وهشاشته، يمكن لأيّ أحد يُفَتته بين إصبعيه، سحر لطيف، يستطيع أيّ أحد الحصول عليه، يبدو سهلاً، متاحًا للجميع، وفي الوقت نفسه خاص جدًا، له جوهر سهل، مُبتسم، ومتواضع، ليس مُعقدًا ولا مُتكبرًا، السحَرَة الحقيقيون فقراء ومتواضعون، لأن السحر يكفيهم، لديهم فضيلة الاستغناء، ليسوا في حاجة للتباهي أو الثراء، لديهم ما هو أكثر أهمية، وما يحتاجونه بالفعل: جوهر السحر الهَشّ.
تقول إنَّ كل إنسان لديه تلك اللمسة السحرية، وعليه أن يكتشفها أو يسمح لها بالظهور، كلٌ منا لديه هذ الإصبع السحري الهَشّ، فقط علينا أن نراقب التفاصيل، ثم نراقب التفاصيل، ومن جديد، مرة بعد أخرى، نراقب التفاصيل.
هي تُصدِّق أنَّ هناك أشخاصًا يطيرون في الهواء ويمشون على الماء بشكل حقيقي، هناك مَنْ تكون خطوته عند نهاية بصره، ويمكنه أن يقطع العالم كله في عِدَّة خطوات، ومَنْ يستطيع أن يتواجد بمكانَين مختلفَين في اللحظة ذاتها، رغم ذلك ليسوا سحرة، أنت لست في حاجة لأن تكون ساحرًا كي تفعل أيًا من هذه الأشياء، هناك من يتبادلون الحديث مع الأشجار والطيور والحيوانات والجبال بمنتهي السهولة، ومرة أخرى: ليسوا سحرة.
تُفكر: الأشياء الرائعة هي التي لا تجعلك تشعر بالعجز تجاهها، إنما تُحفزك، تمنحك الشجاعة، والشعور بأنك قادر على إنجاز روائعك الخاصة.
وكل ما هنالك، أنها تريد أن تمنح العالم دهشةً وسعادة قَدْرَ ما تستطيع.
وُلِدَتْ ولها إصبع من خشب هَشّ: أصغر أصابع يدها اليُمنى.
لم تنزعج أمها عندما رأته، قبَّلَتْه، وفكّرَتْ أنه ربما يكون سببًا لسعادة طفلتها، لا أحد يعرف.
أول شيء سِحري فعَلَتْه الطفلة بإصبعها الخشبي أنْ حرَّكَتْ نافذة البيت قليلاً، وقتها كانت في السابعة من عمرها، وتلك النافذة التي تحبها أُمها لم تكن شمس الغروب تدخلها أبدًا، فقط يمرُّ ضوؤها على جدار البيت من الخارج، وقبل أن يصل إلى النافذة بسنتيمترات قليلة تغطس الشمس في مياه بعيدة، كانت الأم تمدُّ يدها في كل مرة إلى الضوء وتحاول أن تمسك به وتُدْخِله بيتها، الضوء البرتقالي الجميل، كم تحبه، وفي إحدى المرات، بينما الأم جالسة عند النافذة تستمتع بالغروب وتنتظر اقتراب الضوء البرتقالي، وقَفَتْ طفلتها قريبًا منها، أشارت بإصبعها الخشبي الهَشّ تجاه النافذة، وقالت كلامًا مثل "موكانو بوكانو"، وحرَّكَتْ إصبعها عدة سنتميترات، فتحرَّكَتْ معه النافذة، ودخل نور الشمس البرتقالي إلى البيت لأول مرة في حياتهما معًا، النور البرتقالي أيضًا كان يتمنَّى، ويحاول أن يدخل البيت في كل مرة.
عند بداية السابعة عشرة من عمرها أخبرَت الفتاةُ أُمها بأنها ستغادر البيت لتتجوَّل في العالم، ضمَّتها الأم إليها، قبَّلَت إصبعها الخشبيّ الهَشّ وقالت لها: "امنحي العالم دهشةً وسعادة قَدْر ما تستطيعين".
تتجوَّل الفتاة في العالم، فقيرة، نظيفة، في حالة من الاستغناء، وبها شيء سحري، هذا الشيء ليس إصبعها الخشبي تحديدًا، إنما تشكيل في روحها، تكوينها، وتفاصيلها، كأنها مجموعة من تفاصيل سحرية، فتاة تتلَّق بداخلها قطرة السحر النقية، البسيطة.
في بدايات تجوالها حاولَتْ مرات أن تأتي بالنقود من الهواء مثلما يفعل بعض السحَرَة، لم تنجح، كانت تريد أن تعطي النقود لفقراء يصادفونها في الشوارع، أدركَتْ بعد قليل أن فشلها في هذا الشيء تحديدًا علامة على أنها ساحرة حقيقية، بداخلها جوهر السحر، شفافيته، استغناؤه، وتواضعه، فأيّ ساحر في العالم يمكنه أن يأتي بالنقود من الهواء، لكنه لا يستطيع أن يحتفظ بها لنفسه أو يعطيها لغيره، فقط يُبهر بها الآخرين، حتى هذا الإبهار يختفي سريعًا عندما يعرف الجميع أنَّ أحدًا لا يمكنه استعمال هذه النقود، لم تكن تريد الإبهار الساذج، إنما تلك اللمسة الشفافة، الهَشَّة مثل إصبع من خشبٍ هَشّ، كما أنها اكتشفَت سريعًا أن فقراء الشوارع لا يهتمون بالنقود، إنما يريدون المتعة.
هي لا تقوم بألعاب سحرية كبيرة، فقط تُغيِّر بعض التفاصيل الصغيرة، لم يكن بإمكانها، ولم تحب، أنْ تُقدِّم عرضًا سحريًا كاملاً، لا تحب التباهي والاستعراض، يُمكنها أن تضيف لمسة لطيفة تصنع الفارق، ربما تُطيِّر خصلة من شعر فتاة في الوقت المناسب كي تفتن شابًا ما، أو تُحرِّكُ موجة في بحيرة، فيتأرجح الإوزّ السابح فيها، ويتشكَّل ذلك المشهد الجميل.
كل ما هنالك، أنها تريد أن تمنح العالمَ دهشةً وسعادة قَدْرَ ما تستطيع.
يمكنها أن تُرتب بعض التفاصيل الصغيرة لبداية قصة حب بين فتى وفتاة، لا تفعل أكثر من ذلك، ربما تُحرِّك مقعدًا ما ليجلس الشاب بجوار الفتاة، أو تُحرِّك كوب الماء ليكون في المسافة بينهما ويمسكان به في اللحظة نفسها، تضيف رَنَّة حلوة لضحكة الفتاة، أو لمعة خاطفة في عينيها لا تدوم أكثر من لحظة لكنها تكون كافية، هي توفر الفرصة لتبدأ الشرارة الأولى بين شخصين، ويحصل كلٌ منهما على حب حياته، فقد تمرُّ حياة شخص ما دون أن يحصل على هذا الحب رغم أن الفرصة قد تكون على بُعْد خطوات منه أو ثوانٍ.
لا تهتم بالأشياء الكبيرة والحوادث الضخمة، ربما حتى لا تراها، لأنها ليست مهمة بالأساس، تهتم بالتفاصيل، لها كل العناية والحب، تشير بإصبعها الصغير الهَشّ إلى تفصيلة لا يراها غيرها، ولأجل أن تُضيف روحًا من المرح واللعب تقول أيَّة جملة إيقاعية تخطر ببالها، مثلاً "بوكا كوكا"، أو "مودورا كادورا"، تقولها بابتسامتها الطفوليَّة، ويظهر الفارق على الفور، رائعٌ في طريقتها ألا أحد يمكنه أن يتوقع ما ستفعله، لا يعرفون التفصيلة التي ستختارها، وأحيانًا يبحثون لبعض الوقت عن تلك التفصيلة التي أضافتها أو قامت بتعديلها أو حذْفِها، أحيانًا أخرى يرون ما فَعَلَتْه في اللحظة ذاتها، وفي كل الحالات يظهر لهم الفارق واضحًا بين لَمْسَتها السحرية البسيطة وما كان عليه الحال قبلها.
كل ما هنالك، أنها تريد أن تمنح العالم دهشةً وسعادة قَدْر ما تستطيع.
تسخر مما يُطلَقُ عليه عروض سحرية ضخمة، حيث يستطيع الجمهور بسهولة أنْ يتوقع ما يفعله الساحر، مَلَل كبير، حتى إنه في أوقات كثيرة تكون فكرة العرض معروفة من البداية، كأن يقوم الساحر بتقطيع شخص ما ثم إعادته كاملاً، أو نَقْل مبنى كبيرًا من مكان إلى آخر، أو حتى إخفائه، أحد هذه الأشياء الكبيرة مثلما يُطلَق عليها، الأمر هنا بالنسبة لها مُمِلٌ وساذج، لأن الجمهور يعرف أنَّ ذلك الشخص لم يتم تقطيعه بالفعل، والمبنى المزعوم لم يتحرك من مكانه.
تُفكر أنَّ مَنْ يقومون بتقطيع شخص ما وإعادته كاملاً مرة أخرى لا يمكن أن يكونوا سحَرَة، ما يفعلونه ليس سحرًا، السحر برأيها هو ذلك الشيء اللطيف الذي يدوم، على الأقل يدوم إلى أن يصنع فارقًا، ربما يكون هذا الفارق بسيطًا، لكنه يُغيِّر شيئًا حقيقيًا في إحساس شخص ما أو تفكيره، أو يمنحه متعة حقيقية، لدغة المتعة تقصد، لكن، ما معنى تقطيع إنسان وتجميعه ثانية، أيّ متعة في ذلك؟ وهل يُشكَّل هذا أيّ فارق مع أيّ شخص؟ نعرف جميعًا أنه لا يحدث بالأساس، ليس سحرًا، السحر يحدث بالفعل.
تُعجبها الأفكار واللمسات البسيطة، تكون حقيقية، بها سحر، حياة، ويمكن لمْسُها والشعور بأثَرها.
كل ما هنالك، أنها تريد أن تمنح العالمَ دهشةً وسعادة قَدْرَ ما تستطيع.
الساحر الذي يُقطِّع البشر بالكذب لن يسمح لأحد بالاقتراب منه أو من الدائرة التي يعمل خلالها، الجمهور أيضًا يعرف أنه مخدوع بطريقة ما، الأمر يتعلَّق بشيء آخر غير السحر، ويمكنها أن تُثبِت هذا بسهولة، لكنها لا تحب أن تُفسد ألعاب الآخرين.
تُفكر: تبدو مشاهد مثل تقطيع البشر غير منسجمة مع العالم وجوهر السحر، بينما الساحر صاحب اللمسات البسيطة مُنْسَجم مع بساطة العالم، سِحريَّته، ومُتعته، وقادر أن يُضيف إليه جديدًا، يمكنه أن يرسم ابتسامة في العين والروح، هو من البساطة والعمق بحيث يمكن لأيّ من الجمهور أن يقول: "يمكنني أن أفعل هذا، يمكنني أن أكون ساحرًا".
يُسعدها أن يسألها شخص لا يعرفها: "كيف تُثبِتِينَ أنكِ ساحرة؟"، فتردُّ بشيء بسيط، مثل: "يمكنني أن أُطَيِّر هذه الورقة"، سيكون هذا مقنعًا جدًا لها ولغيرها، لن تكون فخورة بأن تقول لهذا الشخص: "أستطيع أن أُطيِّركَ في الهواء"، بالنسبة لها هذا تهديد ساذج أكثر منه وعد بالمتعة، ويمكن اعتباره دليلاً على الخداع أو شيء آخر عدا السحر.
هي تُصدِّق جدًا أن كل إنسان يمكنه الطيران والتحليق بطريقة ما.
الهشاشة، نعم، تفكر أنه لا بد أن يكون السحر ببساطة إصبعها الخشبيّ، وهشاشته، يمكن لأيّ أحد يُفَتته بين إصبعيه، سحر لطيف، يستطيع أيّ أحد الحصول عليه، يبدو سهلاً، متاحًا للجميع، وفي الوقت نفسه خاص جدًا، له جوهر سهل، مُبتسم، ومتواضع، ليس مُعقدًا ولا مُتكبرًا، السحَرَة الحقيقيون فقراء ومتواضعون، لأن السحر يكفيهم، لديهم فضيلة الاستغناء، ليسوا في حاجة للتباهي أو الثراء، لديهم ما هو أكثر أهمية، وما يحتاجونه بالفعل: جوهر السحر الهَشّ.
تقول إنَّ كل إنسان لديه تلك اللمسة السحرية، وعليه أن يكتشفها أو يسمح لها بالظهور، كلٌ منا لديه هذ الإصبع السحري الهَشّ، فقط علينا أن نراقب التفاصيل، ثم نراقب التفاصيل، ومن جديد، مرة بعد أخرى، نراقب التفاصيل.
هي تُصدِّق أنَّ هناك أشخاصًا يطيرون في الهواء ويمشون على الماء بشكل حقيقي، هناك مَنْ تكون خطوته عند نهاية بصره، ويمكنه أن يقطع العالم كله في عِدَّة خطوات، ومَنْ يستطيع أن يتواجد بمكانَين مختلفَين في اللحظة ذاتها، رغم ذلك ليسوا سحرة، أنت لست في حاجة لأن تكون ساحرًا كي تفعل أيًا من هذه الأشياء، هناك من يتبادلون الحديث مع الأشجار والطيور والحيوانات والجبال بمنتهي السهولة، ومرة أخرى: ليسوا سحرة.
تُفكر: الأشياء الرائعة هي التي لا تجعلك تشعر بالعجز تجاهها، إنما تُحفزك، تمنحك الشجاعة، والشعور بأنك قادر على إنجاز روائعك الخاصة.
وكل ما هنالك، أنها تريد أن تمنح العالم دهشةً وسعادة قَدْرَ ما تستطيع.