عبدالحسن الشذر - ورقة من تقويم المنفى.. [مقتطفات]

التأريخ: حينما جف البحر وهاجرت طيور الماء

كان يجتاحكِ في أمسيةٍ أجتاز فيها وطني
ضجر الطير الذي يقبع في عشه ساعات المطرْ
وشبابيككِ كانت مشرعةْ
لبكاء المدن القفراء مني
ولما يحمله الليل من الوحشة والجدب وأصوات المزامير. وإن الذاكرةْ
بِرْكة بالحزن كانت مترعةْ
. . . . . . . . . .
المساء الأن يبكي
بللتْ عيناه بالدمع زجاج النافذةْ
. . . . . . . . . .
عين (خمبابا) تسيح الآن في الغابة ريحاً وحريقْ
وقناديل الشبابيك عيون مطفأةْ
واجهات الصحف الصفراء قالت إنني متُّ ولن أولد من رحم امرأةْ
فاعلني ياصحفاً صفراء ما شئتِ من المرات موتي
فأنا أدمن في المنفى على الهجرة، أمتد، أغورْ
راضعاً ثدي الجذورْ
. . . . . . . . . .
آه يا معشوقتي الشاخصة العينين بالشباك، والشباك باب الأنتظارات لمعشوق مهاجرْ
حينما أدخل محراب القصيدةْ
فأنا نحوك من منفاي أجتاز المحطات، أسافرْ
أنتهي منها وتنهيني القصيدةْ
. . . . . . . . . .
آه يا معشوقتي المنتظرةْ
آه ما أقرب شباككِ، ما أبعد شباككِ، لو جئتُهُ أرتد قتيلا
سفرٌ ما بين عينيّ وعينيكِ و(خمبابا) وسيّـاف المدينة
. . . . . . . . . .
فاحلمي آبَ المغني من منافيه لشـبّاك (وفيقةْ)
أوبتي فصل تلاشي الفزع الساكن أحداق عصافير الشبابيك العتيقةْ.

1971

عبدالحسن الشذر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...