عارف حجاوي - قصيدة إلى غزة.. شعر

إلى ربة الشعر العمودي ترتيلُ = "فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيل"
أزوركِ إلماماً، ولي فيك مأربٌ = وبي حاجةٌ عجلى، وعفوك مأمولُ
نبيذك في رأسي بقية نشعة = وعندي تذكاران عقد ومنديلُ
هربت من الشعر الحديث عشية = وفي الصبح لي عود وشرح وتعليلُ
ألا تفتحين الباب فالدرب مظلم = وفي ظلمات الليل تمشي الأقاويلُ
ولا تسأليني في صدوديَ وافتحي = ففي ساعة اللقيا تموت التفاصيلُ
سئمت شعارير العويل وشعرَهم = ورائي وقدامي تخب التهاويلُ
نواح مباح والسطور وفيرة = تروح تفاعيل وتأتي تفاعيلُ
ألا تفتحين الباب! عندي قصيدة = خذيها، قوافيها طيور أبابيلُ
صحا الفجر، لا حظرُ التجول راحماً = ولا شُقَّ لي باب ولا ضاء قنديلُ
وقفت على البحر استكان هديره = ؤ أنا البحر. لا عرض لسخطي ولا طولُ
أنا العزة القعساء والفقر غرتي = وبؤسيَ تاج والتشرد إكليلُ
أنا غرة في جبهة العرْب لم أزل = وفيهم، ولو يُغفون، مني تحجيلُ
فريقان إما جعجعوا أو تصامموا = فما سر تكثير وما ضر تقليلُ
أنا ملءُ سمع البحر والبر موجةٌ = أمام حفاتي سوف تهوي التماثيلُ
أنا غزةٌ، والموج طبعي وعادتي = أيصرفُ عن عاداته البحرَ تنكيلُ
صحا الفجرُ، هذا الجيلُ زفر جهنمٍ = حجارته بالحق بالعزم سجيلُ
وإن نضالاتِ الشعوب مشاعل = إذا ما مضى جيل تصدى لها جيلُ


عارف حجاوي

(كتبت عام 1987، مع تفجر الانتفاضة الأولى)
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...