إلى د. محمد عبد الحي
*(1)
في حانة الأيامْ
وحدك والكأس التي
تيبست على حافتها براعم الكلامْ
تحدقان في الظلام
وحدك ، والحباب في حميا الكأس ذاب
بعد عنفوانه المشبوب والعرام
غاب في التلهف الكظيم والضرام
وانسرب الوقت يجر غيظه إليه
والسقاة عبسوا ونعسوا
ولم يعد لدى الدنان جام
حتام ترتجي من آخر الليل
وأول الصباح ، فالنيام
تململوا،
ونشوة الخمر التي عاقرتها خبت
وأذن الختام
*(2)
وانفجر الصباح أيها الطريح
وديكنا الفصيح
قد أيقظ السقاة بالصياح
فالصبوح
أنى. وهاجت روح
ودب في الخلائق النشاط
والسفوح
احتشدت ندى
والياسمين ند عن شذى يفوح
والرند والآس والبنفسج المليح
والورد في دمائه ذبيح
وهبت ريح
سكرى من الطل ، وقد هريقا
من الأباريق دم مسيح
فاشرب،لربما إذا أغتبقت واصطبحت
أن تندمل الجروح
أو وجهها لبرهة يلوح
*(3)
نام السقاة والخليون
وأقفر المكان
وأقفرت نفسك منك
صرت فارغا ،والآن
أنت والشمعة ساهران
ساهران جاثيان ساكران
تثرثران عبر لغة الطيوف والظلال والألوان
وهي على خمارها الوسنان
ترقص في إسارها
وأنت في اساك المبهم العريان
معا تمزقان من إهاب الليل
باللغو ،وعاثر البيان
ترنقت شمعتك الساهرة السكرى
وهتكت إزارها وانتفضت
وهاهي الرفيقة الوحيدة التي
تؤنس وحشتك
وتسكن اللوعة في حشاشتك
غفت .
وآخر الانفاس مات
وجفت الخمرة في الدنان
وانبهم الزمان في المكان
ودورة اخرى تعود لليل
لذات الليل والوحشة والرهان
*(4)
على عتبات هذا الحان كان لقاؤنا المنسي
وتشهد نجمة كنا على أهدابها نجثو
وشاطئنا الذي كانت عواطفنا به ترسو
ودوحتنا التي كانت عليها حلمنا يغفو
وخمرتنا التي باتت على راووقها تصفو
وكرمتنا وكم سكبت لنا من جامها القدسي
وتشهد وردة أنا التقيناها هنا وهنا
مكان حضورها القمري،
وأفق جبينها الشمسي
وكان الخمر يسكر من شذاها وهي مسكرة
فينعتق الهوى الظمآن عن ملكوتها الأنسي
وإذ هلت،وكم هلت،
تطير الأرض موسيقى
وتنبجس السماء شذى
أفاويقا أفاويقا
وتفهق لهفة سكرى ، قواريرا وابريقا
ونرحل كلنا نشوى، نغادر كوننا الحسي .
*(5)
وهل الوقت هل الوقت
ضاع العمر والذات
وأثمر من دقائقه السويعات الطويلات
تكاثرت السويعات
وقد ضاقت بهن الأرض والسبع السموات
تهيجت المشاعر واستفزتها الأويقات
وتضغطها خناجرها بطيئات بطيئات
على القلب.ويا قلبي
تفجرت الرؤى تترى، غشاوات غشاوات
وها أنذا تحاصرني الهواجس والغوايات
على آثار من جنوا
وفي خطوات من ماتوا
*(6)*
وهبت يقظة كبرى
أطاحت بالسمادير .
عالم عباس
*(1)
في حانة الأيامْ
وحدك والكأس التي
تيبست على حافتها براعم الكلامْ
تحدقان في الظلام
وحدك ، والحباب في حميا الكأس ذاب
بعد عنفوانه المشبوب والعرام
غاب في التلهف الكظيم والضرام
وانسرب الوقت يجر غيظه إليه
والسقاة عبسوا ونعسوا
ولم يعد لدى الدنان جام
حتام ترتجي من آخر الليل
وأول الصباح ، فالنيام
تململوا،
ونشوة الخمر التي عاقرتها خبت
وأذن الختام
*(2)
وانفجر الصباح أيها الطريح
وديكنا الفصيح
قد أيقظ السقاة بالصياح
فالصبوح
أنى. وهاجت روح
ودب في الخلائق النشاط
والسفوح
احتشدت ندى
والياسمين ند عن شذى يفوح
والرند والآس والبنفسج المليح
والورد في دمائه ذبيح
وهبت ريح
سكرى من الطل ، وقد هريقا
من الأباريق دم مسيح
فاشرب،لربما إذا أغتبقت واصطبحت
أن تندمل الجروح
أو وجهها لبرهة يلوح
*(3)
نام السقاة والخليون
وأقفر المكان
وأقفرت نفسك منك
صرت فارغا ،والآن
أنت والشمعة ساهران
ساهران جاثيان ساكران
تثرثران عبر لغة الطيوف والظلال والألوان
وهي على خمارها الوسنان
ترقص في إسارها
وأنت في اساك المبهم العريان
معا تمزقان من إهاب الليل
باللغو ،وعاثر البيان
ترنقت شمعتك الساهرة السكرى
وهتكت إزارها وانتفضت
وهاهي الرفيقة الوحيدة التي
تؤنس وحشتك
وتسكن اللوعة في حشاشتك
غفت .
وآخر الانفاس مات
وجفت الخمرة في الدنان
وانبهم الزمان في المكان
ودورة اخرى تعود لليل
لذات الليل والوحشة والرهان
*(4)
على عتبات هذا الحان كان لقاؤنا المنسي
وتشهد نجمة كنا على أهدابها نجثو
وشاطئنا الذي كانت عواطفنا به ترسو
ودوحتنا التي كانت عليها حلمنا يغفو
وخمرتنا التي باتت على راووقها تصفو
وكرمتنا وكم سكبت لنا من جامها القدسي
وتشهد وردة أنا التقيناها هنا وهنا
مكان حضورها القمري،
وأفق جبينها الشمسي
وكان الخمر يسكر من شذاها وهي مسكرة
فينعتق الهوى الظمآن عن ملكوتها الأنسي
وإذ هلت،وكم هلت،
تطير الأرض موسيقى
وتنبجس السماء شذى
أفاويقا أفاويقا
وتفهق لهفة سكرى ، قواريرا وابريقا
ونرحل كلنا نشوى، نغادر كوننا الحسي .
*(5)
وهل الوقت هل الوقت
ضاع العمر والذات
وأثمر من دقائقه السويعات الطويلات
تكاثرت السويعات
وقد ضاقت بهن الأرض والسبع السموات
تهيجت المشاعر واستفزتها الأويقات
وتضغطها خناجرها بطيئات بطيئات
على القلب.ويا قلبي
تفجرت الرؤى تترى، غشاوات غشاوات
وها أنذا تحاصرني الهواجس والغوايات
على آثار من جنوا
وفي خطوات من ماتوا
*(6)*
وهبت يقظة كبرى
أطاحت بالسمادير .
عالم عباس