- (1)
وقد صبّت الشمسُ من حقدها
ما تشاء!
شواظاً وناراً،
فما ثَمَّ ماء!
(2)
لم يكن في السماوات من مطرٍ،
فالسحاب جهامْ
والأرض من غيظها
برْقَعتْ وجهها
تستفزُّ الأنام.
هبّت الريح تتْرى،
بأخْبثَ ما تحمل الريحُ،
واستوثق المَحْلُ يسري،
وشاع السقام.
وعمّ الظلام.
ودبَّ السهاد فلا نوم،
فالنوم يقظان،
سهران للموت،
والموتُ أقسم
ألا ينام!
(3)
وقلتُ لكم يا ثمود
هذه ناقة الله في الأرض
خلُّوا لها وِرْدَها
والزموا العهد، فضلاً،
ثمود!
وألاّ تمسّوا بسوء
وقد حذّرتُكم قبلُ
والأمسَ واليومَ
لا تقربوها،
فلا تقربوها!
دعوها
ففي الأرض وسع لها
من خشاش!
…
ولكنكم يا ثمود
الذين طغوا في البلاد
فما عاد ينفع نصحي
وأوغَلْتُمُ في الفساد.
بطشْتُمْ وجُرْتُم
وحكَّمتمُ السيف
فوق رؤوس العباد
فذوقوا العذاب!
(4)
وأنذرْتُكم
يا “قُدارَ بنَ سالفَ”
يا “أحمر القوم”
دع عنك تيهك
فالعهد باق!
فللناقة الشرب يوماً
وللقوم يوماً
وذاك النصيب الوفاق
فلا تتعدّى
ودع ناقة الله لله
والزم مكانك!
وقلت لكم
أيا قومُ
كفّوا أخاكم قدار
وإلاَّ هلكتم معه
وإن العذاب محيط، محيق
فمن يدفعه؟
وقلت لكم
إن قولي حقٌ، فمن يسمعه؟
(5)
ألا أيها القوم
كفوا أخاكم
وراعوا حماكم
فإن العهود وفاءٌ
وأن التعدي ظلم
وفي الغدر جوْر!
دعوا ناقة الله لله
ترتع في أرضه ما تشاء
دعوها وإلا فتنتم
دعوها وإلا هلكتم
وقد أنذرتكم
أنها فتنة لكمُ لو علمتم
وبلوى،
وإرهاص يوم عقيم
ولكنْ ثمود،
صمٌّ عمون
ومستكبرون فلا يرعوون
ولا يسمعون ولا يبصرون!
(6)
أمّا ولمّا تكفّوا
ولم ترعَووا
واتخذتم سبيل التحدي
لأمر الإله،
فذوقوا انتقامه
ولات ملامة
فإن العذاب لآتٍ،
وقبل القيامة
ألا فابشروا بالعذاب!
ألا فابشروا بالندامة!!
(7)
ثلاثة أيام أُمهِلتمُ
فاستعدّوا
وذوقوا المتاع الأخير
وفي داركم فامرحوا
ومن بعدها،
يا لبؤس المصير!
(8 )
والخرطوم في نومها غافية
ثمود تغشتهم الغاشية
وهبت عليهم،
ليالٍ وأيامَ،
ريحٌ من الصرصر العاتية،
فخرّوا كأعجاز نخل خوت
وتلك المدائن قد أقفرت
ثم بادت
فما ثَمَّ من باقية!
(9)
الذين افتروا في البلاد
منذ فرعون، وإخوان عاد،
ملة واحدة.
مستنسَخين، وفي كل عصرٍ
همُ الطغمة السائدة
نفس الملامح،
نفس الخصال،
ونفس البِطانة والثلة الحاقدة.
على نهر دجلة، والنيل
أو بالفرات
على العاص أو بردى أو أزوم.
وهمُ أُسُّ هذا البلاء المبين.
وليس اليهود كما يزعمون،
وليسوا النصارى ولا الأمريكان،
ولا “الجنجويد” و “لا يحزنون”!
فيا رب بطشك بالظالمين
وأنت المغيث وهم يعمهون
فخذهم، كأخذك في الأولين،
ولا تتركنَّ،
ولا تُمْهِلنّ،
وعجِّلْ، ونكِّلْ بهم أجمعين
وألقِ بهم في سواء الجحيم