قصة ايروتيكة ناصر الجاسم - أسطورة (أمريم)

تراهنت أمريم الفتاة الأكثر سوادًا من الليل مع الفتيات الأكثر بياضًا من النهار على أن حِرّها الحار جدًا يحرق الجرادة، بينما حرورهن لا تقدر على ذلك، فقامت إحدى الفتيات البيض واصطادت جرادة من الجراد الذي ينطط حولهن بينما هنّ جالسات في البرّ يتسلين بلعب الحلوسة بالحصم..

أخذت أمريم الجرادة ورفعتها أمامهن وقوائمها تتحرك في يدها وجناحاها يحاولان التملص من قبضة أصابعها، ولما رأينها جميعهن تدبّ فيها الحياة ورأين لونها الترابي وقفت أمريم وطلبت من إحداهن أن تزّلق لها سروالها لتدل الجرادة الطريق إلى هناك..

زلق السروال الواسع برتقالي اللون إلى أسفل القدمين وضغط الإبهام المصبوغ إظفره بالحناء على ذيل الجرادة حتى راحت تتقلب في فضاء الفرن الطبيعي اللافح زمنا يسيراً، ثم جلست أمريم مقعية كطفلة تودّ التبول واتجهت عيون النسوة الذاهلات إلى ذاك الشيء الذي سقط من بين رجليها ميتًا محترقًا كجنين، ولا فرق بين لونه ولون الليل السنون.

بعد زمن قالت بدره لجاراتها: إنها سمعت صوت الجرادة وهي تصرقع داخل حِر أمريم، وقالت هزعه لصديقاتها: إن الجرادة أطلّتْ برأسها من فتحة حِر أمريم من حلاوة الروح ولكن أمريم اليهودية دعستها فيه مرة ثانية، وقالت جمعه لبناتها المتزوجات: إن الجرادة طارت من حِر أمريم والنار شابّة في جناحها و قد أطفأها الهواء، بينما لم تقل واحدة منهن: أن حِر أمريم الأحمر غلب حرورهن السمراء، فيما كان الرجال البيض والسمر والسود يقولون في مجالسهم بإعجاب كلما اجتمعوا وجاء ذكر النساء: أمريم أحرقت الجرادة.

ناصر سالم الجاسم
الأحد الثاني من إبريل عام 2010


* عن صفحة الروائي والقاص ناصر الجاسم
أسطورة أمريم- ناصر الجاسم ~ القاص والروائي السعودي ناصر الجاسم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...