تتبدى الصباحات الخريفية كابية مشوبة برائحة مطر خفي يتمّنع عن مغادرة السحب الرمادية العابرة، لكنه يرخي بظلال برودة خفيفة تدغدغ الجسد فتسري فيه قشعريرة غامضة لذيذة!
تلك الصباحات الكابية تحرض فيك تساؤلات شتى لطالما زادت درجات القلق المتشبث في نفسك مذ طغت هموم الآخر على همومك كلها وراحت تبث داخل روحك ذاك التوهج المتنامي للدفاع عن الكلمة الصادقة والحق الجلي، والسعي دائماً لحل مشكلات القريبين منك والبعيدين، متناسياً في معظم الأحيان حقوقك أنت ومشاعرك وتفصيلات كثيرة يمكنها أن تحوّل مجرى مسيرتك المسربلة بالآلام والصمت!!
تندفع دائماً من أجل الآخر، تحميه بصوتك وفكرك وقلمك ويدك لو اضطررت، وتبحث له عن مسارب وخيارات للخروج من المحن والتخلص من المشكلات العالقة.. تطالب بجرأة وتخوض الصراعات من أجل حصوله على حقوقه المادية والمعنوية، وغالباً ماتنجح مساعيك، وحين ترتسم الابتسامة على وجهه، تشعر بسعادة طفل معدم حصل على لعبة ملونة حلم بها على امتداد الليالي.
كل ذلك تدركه وتلمسه على أرض الواقع، ومع ذلك حين تكون أنت مكان الآخر، تتقهقر قدراتك وترتبك أساليبك، وتتراجع طاقاتك عن المطالبة بحقوقك، وتفشل في حل مشكلاتك، فترى نفسك في مستنقع الصمت لاتحصد سوى قبض ريح، ليجتاحك الأرق وتستبيحك الكآبة!! وهذا ما عبر عنه بشكل ما الشاعر السويدي الكبير توماس ترانسترومر حين قال:
عاصفة هوجاء تحرك أجنحة الطاحون
بوحشية في عتمة الليل
وتطحن العدم
تلك هي القوانين التي تسلبك النوم
نعم، إنها عواصف داخلية تحرضها الصباحات الخريفية الكابية المشبعة برائحة المطر، تكشف حقيقتك المحزنة أمام نفسك.. تلك الحقيقة التي لامسها ترانسترومر أيضاً بقوله:
حقيقتان تقتربان من بعضهما
واحدة قادمة من الداخل
وأخرى تأتي من الخارج
وحيث تجتمعان
يتسنى للمرء أن يرى نفسه جيداً.
فهل ستبقى راكعاً أمام سلبيتك تجاه نفسك، وترددك في الجهر بما يتأجج داخل روحك؟ فيبقى "الإسكافي" حافياً، وباب النجار مخلوعاً، كما يقول المثل العربي القديم؟!! أم أن يوماً سيأتي تستطيع فيه أن تطالب بحقوقك وتحلّ مشكلاتك مثلما تفعل من أجل الآخرين؟!!
.
تلك الصباحات الكابية تحرض فيك تساؤلات شتى لطالما زادت درجات القلق المتشبث في نفسك مذ طغت هموم الآخر على همومك كلها وراحت تبث داخل روحك ذاك التوهج المتنامي للدفاع عن الكلمة الصادقة والحق الجلي، والسعي دائماً لحل مشكلات القريبين منك والبعيدين، متناسياً في معظم الأحيان حقوقك أنت ومشاعرك وتفصيلات كثيرة يمكنها أن تحوّل مجرى مسيرتك المسربلة بالآلام والصمت!!
تندفع دائماً من أجل الآخر، تحميه بصوتك وفكرك وقلمك ويدك لو اضطررت، وتبحث له عن مسارب وخيارات للخروج من المحن والتخلص من المشكلات العالقة.. تطالب بجرأة وتخوض الصراعات من أجل حصوله على حقوقه المادية والمعنوية، وغالباً ماتنجح مساعيك، وحين ترتسم الابتسامة على وجهه، تشعر بسعادة طفل معدم حصل على لعبة ملونة حلم بها على امتداد الليالي.
كل ذلك تدركه وتلمسه على أرض الواقع، ومع ذلك حين تكون أنت مكان الآخر، تتقهقر قدراتك وترتبك أساليبك، وتتراجع طاقاتك عن المطالبة بحقوقك، وتفشل في حل مشكلاتك، فترى نفسك في مستنقع الصمت لاتحصد سوى قبض ريح، ليجتاحك الأرق وتستبيحك الكآبة!! وهذا ما عبر عنه بشكل ما الشاعر السويدي الكبير توماس ترانسترومر حين قال:
عاصفة هوجاء تحرك أجنحة الطاحون
بوحشية في عتمة الليل
وتطحن العدم
تلك هي القوانين التي تسلبك النوم
نعم، إنها عواصف داخلية تحرضها الصباحات الخريفية الكابية المشبعة برائحة المطر، تكشف حقيقتك المحزنة أمام نفسك.. تلك الحقيقة التي لامسها ترانسترومر أيضاً بقوله:
حقيقتان تقتربان من بعضهما
واحدة قادمة من الداخل
وأخرى تأتي من الخارج
وحيث تجتمعان
يتسنى للمرء أن يرى نفسه جيداً.
فهل ستبقى راكعاً أمام سلبيتك تجاه نفسك، وترددك في الجهر بما يتأجج داخل روحك؟ فيبقى "الإسكافي" حافياً، وباب النجار مخلوعاً، كما يقول المثل العربي القديم؟!! أم أن يوماً سيأتي تستطيع فيه أن تطالب بحقوقك وتحلّ مشكلاتك مثلما تفعل من أجل الآخرين؟!!
.