سنية الفرجاني - أقلام الخشب الملوّنة.. شعر

في المِغطسِ كنتُ
أنزلُ الماءَ بحذر
... وأبردُ
تسمَّرتُ قليلاً...
شعرتُ في لحظة...
أنّي إناءٌ صغيرٌ يحملُ أقلامَ خشبٍ ملوَّنة
على رفٍّ مطليٍّ بالأحمر
في روضةِ أطفالٍ
في حيّ أثرياء
خِفتُ من نفسي
...متى صرتُ أقلاماً ملوَّنة؟
وكيف تخشَّبتُ وقلَّمَ الأطفالُ طولي وشكلي
هل أدخلوا ساقي في مبراةٍ
أم نهدي
أم سرَّتي والهدهدُ الذي ينقرُ فوقها؟
تراجعت
لبست مرتعدة،
وقد صرتُ أقلاماً في إناء:
ماذا سيفعلُ بي الأطفال؟
قد أسقطُ تحت الطاولات تبعثرني أقدامُهم
يكنسني عاملُ الرَّوضة
ويضعني في كيسٍ أسود
وقد يجمعُني في علبةٍ ويعطيني هديةً لصغارِه
ماذا سأفعلُ في بيته لو عرفت زوجته أنِّي أنثى؟
هل أهرب؟
وكيف سأعبر الطريقَ بشكلي الجديد؟
ستدهسني شاحناتٌ كبيرة
وقد تشمُّني الكلابُ وتنبحُ حائرةً
بين رائحةِ لحمٍ وشكلِ قَلَم
سَأُنسَى على حافِّةِ المَسلكِ الصِّحي
لن ينتبه لي الرَّاكضون والمشاةُ بأزياء رياضيّة
في صباحٍ بارد.
ربَّما ستمرُّ امرأةٌ غائمة
تقذفني بنعلها ثم تأخذني
تكتبُ على حائطٍ:
"مَن خطفَ الشجرةَ وغرسَ جرَّةً مكانها؟"



* من ديوان : فساتين الغيب المزرّرة.
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...