قالت عندما نصحها أحد الاصدقاء باقتناء بلبل: لا أتحمل أن أحبس طيراً… أتعذب.. لطالما سمعت والدتي تقول: الطيور خُلقت لتطير .
عادت بشريط ذاكرتها بثوان الى أيام طفولتها…
ريم طفلة في الصف الثاني الابتدائي متفوقة بدراستها كما هو حال أخواتها وأخيها، رفضت قَص شعرها اليوم وقالت لوالدتها: أحبه طويلاً، ريم عدت إستجابة أمها إنتصاراً.
ذهبت العائلة لزيارة الخالة الكبرى يوماً، في مدخل الدار باب خشبي طويل، البناء شرقي كبير، فيه غرف عديدة وأرضية من الطابوق المربع (كان يسمى الطابوق الفرشي) وأرض حديقة واسعة لا زرع فيها سوى شجرة سدر كبيرة معمرة .
لفت نظرها وجود قفص صغير بداخله بلبل يعود لإبن الخالة. وبينما كان الجميع منشغلين بالحديث ، اختلست ريم فرصةً وذهبت لتتعرف على البلبل، وجدته جميلا صامتاً ، حاولت مداعبته من خارج القفص لكنه كان يبدو لها خائفاً وحزيناً، وفكرت لو اطلقته! ففتحت باب القفص وابتعدت قليلا وتبعته بعينيها وهو يحلق بعيداً، عادت الى مكانها لتجلس بالقرب من والدتها واخواتها. كانت سعادتها المكتومة لا توصف. انتصاران في اسبوع واحد، شعر طويل وبلبل حر.
لم يشعر احد بهروب البلبل لأن ريم هادئة الطبع لا يتوقع منها احد ما يزعج.
بعد فترة ليست بالقصيرة ذهبت العائلة لزيارة الخالة بمناسبة العيد، فوجدت ريم القفص وبداخله بلبل، خابت آمالها وتساءلت مع نفسها: هل عاد البلبل للقفص؟ هل هو نفس البلبل الاول أم هو بلبل آخر؟
البلابل متشابهة، لم يكن باستطاعتها أن تسأل احداً .
وبينما كانت العائلة منشغلةً بتناول الحلوى وحكايات العيد تسللت بهدوء نحو القفص وفتحت الباب وعادت لمكانها لتناول الحلوى بسعادة.
مرت الأيام وذهبت العائلة لزيارة الخالة، وكالمعتاد اختلست فرصة للتقرب من القفص ولكنها وجدت هذه المرة قفلاً على باب القفص وبداخله بلبل. عادت ادراجها خائبة ومرتبكة ارتباك طفلة متسائلة مع نفسها هل علموا باني من فتح باب القفص سابقاً؟ وتجيب نفسها: لا لم يسألني احد.
بعد ايام سألتها والدتها : هل انت من فتح باب قفص البلبل ؟
أجابت بارتباك: نعم.
فقالت الأم: ولكن عادل (ابن الخالة) يحبه!
أجابت ببراءة الأطفال: البلبل لا يحب عادل لأنه طار ولم يعد.
وفاء محمد علي
عادت بشريط ذاكرتها بثوان الى أيام طفولتها…
ريم طفلة في الصف الثاني الابتدائي متفوقة بدراستها كما هو حال أخواتها وأخيها، رفضت قَص شعرها اليوم وقالت لوالدتها: أحبه طويلاً، ريم عدت إستجابة أمها إنتصاراً.
ذهبت العائلة لزيارة الخالة الكبرى يوماً، في مدخل الدار باب خشبي طويل، البناء شرقي كبير، فيه غرف عديدة وأرضية من الطابوق المربع (كان يسمى الطابوق الفرشي) وأرض حديقة واسعة لا زرع فيها سوى شجرة سدر كبيرة معمرة .
لفت نظرها وجود قفص صغير بداخله بلبل يعود لإبن الخالة. وبينما كان الجميع منشغلين بالحديث ، اختلست ريم فرصةً وذهبت لتتعرف على البلبل، وجدته جميلا صامتاً ، حاولت مداعبته من خارج القفص لكنه كان يبدو لها خائفاً وحزيناً، وفكرت لو اطلقته! ففتحت باب القفص وابتعدت قليلا وتبعته بعينيها وهو يحلق بعيداً، عادت الى مكانها لتجلس بالقرب من والدتها واخواتها. كانت سعادتها المكتومة لا توصف. انتصاران في اسبوع واحد، شعر طويل وبلبل حر.
لم يشعر احد بهروب البلبل لأن ريم هادئة الطبع لا يتوقع منها احد ما يزعج.
بعد فترة ليست بالقصيرة ذهبت العائلة لزيارة الخالة بمناسبة العيد، فوجدت ريم القفص وبداخله بلبل، خابت آمالها وتساءلت مع نفسها: هل عاد البلبل للقفص؟ هل هو نفس البلبل الاول أم هو بلبل آخر؟
البلابل متشابهة، لم يكن باستطاعتها أن تسأل احداً .
وبينما كانت العائلة منشغلةً بتناول الحلوى وحكايات العيد تسللت بهدوء نحو القفص وفتحت الباب وعادت لمكانها لتناول الحلوى بسعادة.
مرت الأيام وذهبت العائلة لزيارة الخالة، وكالمعتاد اختلست فرصة للتقرب من القفص ولكنها وجدت هذه المرة قفلاً على باب القفص وبداخله بلبل. عادت ادراجها خائبة ومرتبكة ارتباك طفلة متسائلة مع نفسها هل علموا باني من فتح باب القفص سابقاً؟ وتجيب نفسها: لا لم يسألني احد.
بعد ايام سألتها والدتها : هل انت من فتح باب قفص البلبل ؟
أجابت بارتباك: نعم.
فقالت الأم: ولكن عادل (ابن الخالة) يحبه!
أجابت ببراءة الأطفال: البلبل لا يحب عادل لأنه طار ولم يعد.
وفاء محمد علي