بهاء الدين حسن - أغنيــة الحـريـة.. !!

أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما ، إلا إنهم ـ فى البيت ـ يصرون على أن يجيئـــوا لى ـ هم ـ بكســوة الشتاء والصيف و ... العيـد !!
ويختاروا لى لون حـذائى ، وساعات نـومى هـــم أيضـا الذين يحـددونهــا وكذلك الأشخاص المسموح لى بمصاحبتهم والجلوس معهم !!
حتى العروس التى سـأزف عليها يـوم الخميس هـم أيضا الذين إختاروهـا وإختاروا لى ـ أيضا ـ معها العفش والفرش و... الحلى !!
***
ـ هيا ... هيا ... قم ... قم ... لاداعى للسهر الليلــة ... نريــدك أن ترفـــع رأسنا غـــدا ياأمـيــر ... ؟!
هكذا أشــار على أحدهـــم ، وهـــو يدس فى يــدى قطعـة من الـورق على شكل مثلث قائلا ....
ـ حجاب يحميك ويمنع عنك العكوسات ... إربطه فى ذراعك ... !!
وعلى الـرغـم من أنـنى لم أنـم إلا فى الثـلـث الأخـيـر من اللـيـل ، إلا إننى إستيقظت مبكرا ، وفى رأسى أشياء كثيره تدور ؟!
نـزعـت من النتيجــة ورقة الأربعاء ، وإبتسمت وأخرجت بسخريـة لسانى للخميس ... ؟!
***
كانت السيارة المزدانة بالـورود والبالونات تنتظر فى الخـارج ... دلفــــوا إلى حجرتى يتقدمهم كبير
البيت ... كنت لم أدخل فى ثياب العرس بعد ...
ـ هيا .... هيا ... هيا ياعريس ... اليوم يومك !!
ـ أجل اليوم يومى !!
هكـذا هتفت ، وأمـــام الجميــع أعلنت تـمردى وعصيانى وأمليت عليـهـم قبـل أن أدخـل فى ثياب العـرس ، شـروطى ... عـقــدت المفاجـأة ألسنتهم وأقبــل بعضهم على بعض يتشاورون ... قال كبير البيت ...
ـ ألم أقل لكم ... إنه ولد عاق ؟!
وجــرى بعصبيـة نحــــو الباب ... أمسك المقبض بيــد وبالأخــرى أشــار إلى الخــارج ...
ـ إلقــوا بـه وإلا ..... !!
وقـبـل أن يكمـل تهـديده كنت مثل الجـوال ملقيـا بى فى قارعة الطريق !!
( هامش ) ... !!
أحس أننى أريـد أن أقـبض على الهـواء ... أحتويه بين ذراعى ، وأطـيـر وأرفرف ... أسابـق ذلك العصفـور الطليق ، وأنا أتنفـس وأرقـص وأغنى بصوت عــال أغنيــة الحريـــة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...