(إلى سيدتي الجليلة)
يَسْرِقُ الياسَمينُ ثَوْباً
من الريحانِ لِيُخْفي عِطْرَهُ
عنْ أَعْيُنِ العَسَسِ
ويزورُ غَيْمَةً في المشْفى
***
يَسْرِقُ الريحانُ ثوباً
من البرتقالِ
لِيُخْفي نَكهةَ الجنَّةِ
عن شياطين القَصيدة
ويزورُ غَيْمَةً ضَلَّتْ
طريقَ العودةِ
فاسْتراحَتْ في مَشْفَى
تُرَتِّبُ آلامَها
في دَواليبِ ذاكِرَةٍ
أتْعَبَها جَسَدٌ
أنْهَكَتْهُ رعايةُ الغُيومِ
***
ِبَثْوٍب شَفيفٍ
من عُطورِ الياسمين
والريحان
تَنْسِجُ غيمةٌ وردةً
وتغْرِسُ ظِلًّا
لِيَسْقُطَ المطرُ
الرحيمُ
دموعاً بينَ هُدْبٍ يقاومُ الوَهَن
وأَوْجِهِ الصِّغار
***
تَنْسِجُ غيمةٌ ثوباً شفيفاً
تُغَطِّي صِغارَها الخَمْس
قبلَ النومِ
في الدروبِ والمَنافي
وتَخْتِمُ العِطْرَ بالصَّلاةِ
***
لا تَعْرِفُ الغيومُ لُغَةَ الأطباءِ
ولا تُجيدُ نَقْشَ "روشتة" العِلاج
لكنَّها تُؤْمِنُ بِلُغَةِ العيونِ
وتَعْرِفُ سِرُّ هُدْبٍ
يقْرَأُ الأَوْجُهَ الطالعَةَ
من رَوائحِ الجنَّة
ويسألُ عن طريقِ البيتِ
***
لا تَعْرِفُ الغيومَ شكلَ المَراثي
لكنَّها تُجيدُ الحَنينَ
لِقَطْرَةِ ماءٍ
سَقَطَتْ يوماً
على بِذْرَةٍ
صارَت شُجَيْرةً
وعائلةً
ونَسَبَاً بينَ الله
والطمي المسافرِ
في البلادِ
***
في سريرِ مَشْفَى
غَيْمَةٌ تَسْتَرِيحُ منْ حُروبِ
الغُبارِ
والرياحِ
التي تُعَرْقِلُ اجتماعَ العِطْر
في الحَدائق الخَلفيَّةِ
وتَسْتَعِدُّ لافْتِتاحِ
خيْمَةٍ من دموعِ الفَرَحِ
في شُرْفَةٍ نَذَرَتْها
لإلْقاءِ نَظْرَةٍ على الملائكةِ
ورَفَضَتْ الشرْفَةُ السفرَ
وفَضَّلَتْ انْتِظارَ
غَيْمَةَ الياسمين
ريثما تَعُودُ
من هُدْنَةِ الحرْبِ الطويلةِ
***
تَنْتَقي سحابَةً عابرةً
تحفظُ سِرَّ الماءِ
بين السماءِ والأرض
وتَنْعَسُ في عينيها الأغاني
كُلَّما مَرَّ عُصفورٌ
أو تَوارَى
في "طوافٍ خلفَ نافذة"
بَرَزَتْ كعْبَةُ الغيمِ
ونادَت لِلْحَجيجِ
فانْتَبَهُوا لِرَفة هُدْبٍ
وصَلُّوا
.... .... .....
محمد حربي
مصر
يَسْرِقُ الياسَمينُ ثَوْباً
من الريحانِ لِيُخْفي عِطْرَهُ
عنْ أَعْيُنِ العَسَسِ
ويزورُ غَيْمَةً في المشْفى
***
يَسْرِقُ الريحانُ ثوباً
من البرتقالِ
لِيُخْفي نَكهةَ الجنَّةِ
عن شياطين القَصيدة
ويزورُ غَيْمَةً ضَلَّتْ
طريقَ العودةِ
فاسْتراحَتْ في مَشْفَى
تُرَتِّبُ آلامَها
في دَواليبِ ذاكِرَةٍ
أتْعَبَها جَسَدٌ
أنْهَكَتْهُ رعايةُ الغُيومِ
***
ِبَثْوٍب شَفيفٍ
من عُطورِ الياسمين
والريحان
تَنْسِجُ غيمةٌ وردةً
وتغْرِسُ ظِلًّا
لِيَسْقُطَ المطرُ
الرحيمُ
دموعاً بينَ هُدْبٍ يقاومُ الوَهَن
وأَوْجِهِ الصِّغار
***
تَنْسِجُ غيمةٌ ثوباً شفيفاً
تُغَطِّي صِغارَها الخَمْس
قبلَ النومِ
في الدروبِ والمَنافي
وتَخْتِمُ العِطْرَ بالصَّلاةِ
***
لا تَعْرِفُ الغيومُ لُغَةَ الأطباءِ
ولا تُجيدُ نَقْشَ "روشتة" العِلاج
لكنَّها تُؤْمِنُ بِلُغَةِ العيونِ
وتَعْرِفُ سِرُّ هُدْبٍ
يقْرَأُ الأَوْجُهَ الطالعَةَ
من رَوائحِ الجنَّة
ويسألُ عن طريقِ البيتِ
***
لا تَعْرِفُ الغيومَ شكلَ المَراثي
لكنَّها تُجيدُ الحَنينَ
لِقَطْرَةِ ماءٍ
سَقَطَتْ يوماً
على بِذْرَةٍ
صارَت شُجَيْرةً
وعائلةً
ونَسَبَاً بينَ الله
والطمي المسافرِ
في البلادِ
***
في سريرِ مَشْفَى
غَيْمَةٌ تَسْتَرِيحُ منْ حُروبِ
الغُبارِ
والرياحِ
التي تُعَرْقِلُ اجتماعَ العِطْر
في الحَدائق الخَلفيَّةِ
وتَسْتَعِدُّ لافْتِتاحِ
خيْمَةٍ من دموعِ الفَرَحِ
في شُرْفَةٍ نَذَرَتْها
لإلْقاءِ نَظْرَةٍ على الملائكةِ
ورَفَضَتْ الشرْفَةُ السفرَ
وفَضَّلَتْ انْتِظارَ
غَيْمَةَ الياسمين
ريثما تَعُودُ
من هُدْنَةِ الحرْبِ الطويلةِ
***
تَنْتَقي سحابَةً عابرةً
تحفظُ سِرَّ الماءِ
بين السماءِ والأرض
وتَنْعَسُ في عينيها الأغاني
كُلَّما مَرَّ عُصفورٌ
أو تَوارَى
في "طوافٍ خلفَ نافذة"
بَرَزَتْ كعْبَةُ الغيمِ
ونادَت لِلْحَجيجِ
فانْتَبَهُوا لِرَفة هُدْبٍ
وصَلُّوا
.... .... .....
محمد حربي
مصر