رضا كنزاوي - مدينة الشوك.. شعر

علمني انقطاع الكهرباء
أن أختفي فجأة
من حياتك
كالبرق....

علمتني أزمة خطوط النقل
أن أتأخر دائما
عن مواعيدك...

علمتني طرقك المحفورة
المناورة
واللف والدوران
حتى لن تجدي لخيطي
رأسا....

علمتني ضوضاؤك
نفاذ الصبر
والصراخ في وجهك
البريء
كالوعد...

علمني واقعك
السكر الطافح والعربدة
في أزقة ليلك.....

علمني نخيلك
الصلب والشنق والرجم

علمتني بحارك الغرق

وسماؤك القلق

ودروبك التيهان

علمتني مصانعك
البطالة
والربو والسعال ....

علمتني مقابرك
الموت و الصمت و البكاء

علمتني نساؤك
أن لا أدع امرأة خلف ظهري أبدا.....

و مازالت أناملي تتدحرج
دون وعي
تحت الوسائد
والتنانير
والأوراق
والستائر
بحثا عنك
مازالت شفتاي تستسيغ رحيق
زهورك
كلما لحّمت لفافة "لهاش"
خفية عن رجال الشرطة
و مازلت
كلما نفضت موجة أهدابها
تنشقت أنفاسك الفضية
فاقشعرت
روحي كعصفور حزين ..

محمدية....
أيتها المدينة الشوك

ما كل هذه الأحذية الموحلة أمام
أعتابك
متى أصبحت
ماخورا بلا باب ؟.



.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...