محمد آدم - حينما كنت هناك على الجبل.. شعر

أقصد جبل موسى
أنتظر لحظة الشروق
نظرت إلى أعلى
فأشرقت شمس روحك علىّ
وقلتُ يا موسى
أرنى الله جهرةً وكمارأيت
فتبسم ضاحكاً من قولى
وقال لى
حدّق
حدق جيداً
إلى تلك الصخرة التى تقف أنت عليها
هنا كان يقف الرب يوماً ما
أمام موسى التائهِ
إصغ
إصغ بقلبك
سوف ترى الله فيك
حدّق
حدّق
جيداً إلى تلك المرأة التى أطعمتك بيديها الإثنتين
وحليب جسدها الصافىْ
وغسّلت لك شعرَ رأسك
و طبطبت على عظم روحك
حتى وأنت فى مساكنِ الزلزال هذه
وفى كل هذا القفر الدامىْ
وليس هناك سواك أنت
وحمتك من كل تلك الوحوش البرية
التى تتربص بك فى كل طريقٍ تسيرُ فيهِ
فكانت بئر مائك
وشجرة ظلك
وإناء فخارك الذى يمتلئ بالشهوة
وكأس ذاتك
وكانت لك وردة الروحْ
وأنت
أنت لا تعدو عيناك عنها
ولم تعد تعبأ لا بأشواك الطريق
أو سرابات الصحراء
المحمرّة
وكنتَ أنت فى غاية الظمأ
عينان غائرتان فى محجريها
وقدمان غارقتان فى الرملْ
حدّق
حدّق
جيداً إلى جسدها الذى يشبه
خيمة الرب الهائلةَ
سوف تبصر النور جيداً
إسقنى من بئر مائك
أنا سنواتى من الشوكْ
كل حكاياى من غابة الرملْ
أنى توجهت ليس ثمة غير صورتك
صورتِك التى أصبحت علامةً بارزة على ضحكة الشمس
وأنفاسُك خميرة الروحِ
قفى على شجرتى الوحيدة أيتها السنديانة المشرئبةُ
واعزفى بجسدكِ
سيمفونية اللذة
فى السكك التى أسَير فيها لا أجد غير صورتكْ
فى البحار التى أنزل اليها لا أبصر غيرمحاراتك الفارهة ولآلئكِ
سفنك تحاصر شواطئى
وأنا ملاح ضريرْ
ولا أعرف الطريق إلى مقر إقامتكْ
آه
لو أقدر أن أذهب الى الله بمفردىْ
وأتأبطُ ذراعهُ المرحة
إذن لأتيتك به على متن دراجةٍ بخاريةٍ
ليقول لك بنفسه
هذا الرجل قيثارتُك أنتِ
وأنا شاهد عليه !!
لم أعد متيقناً أنه أنتِ
ولم أعد أعرف كيف أصعَد على ظهر هذه الكافورة الناشفةِ
ومذاود التبن
من بعد ما سمعت كلماتكْ
فقط أصبحت أقول للشمس
تسللى بهدوء إلى غرفة هذه الوردة
واجلسى مثل عروس البحر بين نهديها الأسطوريتين
وأنت أيها القمر العاكس مرآة ذاتهِ
تعلم كيف تقطع المسافة ما بين قارتىْ الفخذين
وأركيولوجيا المؤخرةِ
مثل قارب وتحت عاصفةٍ!!

محمد ادم
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...