الى محمد عفيفي مطر
يَخْسَرُ الكافورُ أخْشابَهُ
في مُقامَرَةٍ معَ الطَّمي
فَتَخْلَعُ العَروسُ أَقْراطَها
لِلْمَرَّةِ الأولَى
ويَنْبَجِسُ دَمٌ
يُسَطِّرُ السُّلالَةَ
ويعودُ طِينٌ صامت في مَرْكَبَةٍ خَشَبِيَّةٍ
إلى طَمْي الأبَدِ
***
يَفْقِدُ الطميُ بَرَكَتَهُ
في مُقامَرَةٍ معَ رَمْلٍ تَبَقَّى
مُنْذُ الأزَلِ علَى ظَهْرِ سُلَحْفاةٍ
تَجُرُّ الخارِطَةَ بِبُطْءٍ
يَليقُ بالخَواتيمِ
نحْوَ حَتْفِها الخَصيبِ
مِلْحَاً أُجاجاً
فَيَخْسَرُ النَّهْرُ ماءَهُ
في مُقامَرَةٍ يَوْمِيَّةٍ
معَ البَحْرِ
***
تَصْعَدُ القُرَى مَوْتَها
طِيناً بِلا عَمامَةٍ
منْ خُضْرَةٍ نادِرَةٍ
ويَرْسُمُ العُرْفُ نَخْلَةً
ويُسَمِّيها وَطَناً
وقَبيلة
ويَمْتَدُّ دَمٌ لِلنَّسَبِ بيَن الأشْجارِ
والرِّمالِ والقَبائِلِ
تُرْجُمانٌا زَائفٌا
لِمُقامَرَةِ البَقاء
ويعودُ الخَشبُ وحيداً
فارغاً من صَدَى الأبَدِ
والعروس في شرفة جانبية تلوح بالوداع
***
أبقَى وَحْدي
علَى حافَّةٍ بينَ ماءَيْن
لأُحْصِي الخَسائرَ
في قصيدةٍ
تُحاوِلُ الضَحِكَ
ورَنيُن الخسارات يَعْلُو
سَدَّاً فوقَ ماءٍ عَجوزٍ
***
وَحْدُهُ الصَّفْصافُ لَمْ يُقامِرْ
والنَّعْناعُ
ظَلَّ عَلى عَهْدِهِ
فَلَمْ تَذْكُرْهُ القصائدُ
وهو يَمْنَحُ أقْداحَ الشاي
عِطْرَها المَسائيّ
فَتُصْبِحُ الشُّرفاتُ حُقولاً
ومَسارِحَ لِلْغَرامِ
***
وَحْدُهُ الحِبْرُ لَمْ يُقامِرْ
فَظَلَّ عَصيَّاً على المِلْحِ
مُسْتَعْصِياً
على ذَاكِرَةِ المُقَامَرَة
أو خشب التوابيت
يقطعه النجارون من ثدي شجرة
تحرس الحقول والقبور
***
وأنا أُحْصِي خَيْباتِ الخاسِرين
لم أَشْعُرْ لَحْظَةً بِنَصْرٍ صغيرٍ
فَقد نَسيتُ جِلْبابِيَ
عِنْدَ الشَطِّ
وَرَسَمَ الكافورُ لي مِقْعَداً صغيراً
يَأْخُذُ شَكْلَ الماءِ كلما ههمت بالبقاء
***
لَمْ تَكُنْ الذاكرةُ عجوزاً
لَكِنَّ النَّخلَ أَبَى
واهْتَزَّتْ سُوَرٌ في رهج الموسِيقى
وبَقينا في "الكَهْفِ"
سَوِيَّاً
والمِلْحُ خَلْفَ المِقْعَدِ الوحيدِ
يخيط جرحا في جبهة الافق
لتعبر الشمس
في مقامرة اخيرة
بين الليل والنهار
عروسا تصنع فلكا في انتظار الأبد
محمد حربي
مصر
يَخْسَرُ الكافورُ أخْشابَهُ
في مُقامَرَةٍ معَ الطَّمي
فَتَخْلَعُ العَروسُ أَقْراطَها
لِلْمَرَّةِ الأولَى
ويَنْبَجِسُ دَمٌ
يُسَطِّرُ السُّلالَةَ
ويعودُ طِينٌ صامت في مَرْكَبَةٍ خَشَبِيَّةٍ
إلى طَمْي الأبَدِ
***
يَفْقِدُ الطميُ بَرَكَتَهُ
في مُقامَرَةٍ معَ رَمْلٍ تَبَقَّى
مُنْذُ الأزَلِ علَى ظَهْرِ سُلَحْفاةٍ
تَجُرُّ الخارِطَةَ بِبُطْءٍ
يَليقُ بالخَواتيمِ
نحْوَ حَتْفِها الخَصيبِ
مِلْحَاً أُجاجاً
فَيَخْسَرُ النَّهْرُ ماءَهُ
في مُقامَرَةٍ يَوْمِيَّةٍ
معَ البَحْرِ
***
تَصْعَدُ القُرَى مَوْتَها
طِيناً بِلا عَمامَةٍ
منْ خُضْرَةٍ نادِرَةٍ
ويَرْسُمُ العُرْفُ نَخْلَةً
ويُسَمِّيها وَطَناً
وقَبيلة
ويَمْتَدُّ دَمٌ لِلنَّسَبِ بيَن الأشْجارِ
والرِّمالِ والقَبائِلِ
تُرْجُمانٌا زَائفٌا
لِمُقامَرَةِ البَقاء
ويعودُ الخَشبُ وحيداً
فارغاً من صَدَى الأبَدِ
والعروس في شرفة جانبية تلوح بالوداع
***
أبقَى وَحْدي
علَى حافَّةٍ بينَ ماءَيْن
لأُحْصِي الخَسائرَ
في قصيدةٍ
تُحاوِلُ الضَحِكَ
ورَنيُن الخسارات يَعْلُو
سَدَّاً فوقَ ماءٍ عَجوزٍ
***
وَحْدُهُ الصَّفْصافُ لَمْ يُقامِرْ
والنَّعْناعُ
ظَلَّ عَلى عَهْدِهِ
فَلَمْ تَذْكُرْهُ القصائدُ
وهو يَمْنَحُ أقْداحَ الشاي
عِطْرَها المَسائيّ
فَتُصْبِحُ الشُّرفاتُ حُقولاً
ومَسارِحَ لِلْغَرامِ
***
وَحْدُهُ الحِبْرُ لَمْ يُقامِرْ
فَظَلَّ عَصيَّاً على المِلْحِ
مُسْتَعْصِياً
على ذَاكِرَةِ المُقَامَرَة
أو خشب التوابيت
يقطعه النجارون من ثدي شجرة
تحرس الحقول والقبور
***
وأنا أُحْصِي خَيْباتِ الخاسِرين
لم أَشْعُرْ لَحْظَةً بِنَصْرٍ صغيرٍ
فَقد نَسيتُ جِلْبابِيَ
عِنْدَ الشَطِّ
وَرَسَمَ الكافورُ لي مِقْعَداً صغيراً
يَأْخُذُ شَكْلَ الماءِ كلما ههمت بالبقاء
***
لَمْ تَكُنْ الذاكرةُ عجوزاً
لَكِنَّ النَّخلَ أَبَى
واهْتَزَّتْ سُوَرٌ في رهج الموسِيقى
وبَقينا في "الكَهْفِ"
سَوِيَّاً
والمِلْحُ خَلْفَ المِقْعَدِ الوحيدِ
يخيط جرحا في جبهة الافق
لتعبر الشمس
في مقامرة اخيرة
بين الليل والنهار
عروسا تصنع فلكا في انتظار الأبد
محمد حربي
مصر