(إلى مريمْ، تتأخَّرُ أكثر من عادتها)
كَانَ ذَلِكَ مَطْلَعَ حُلمْ،
وَكَانَ أخْضَرْ..
كُنْتُ مُكَلَّلاً بِهَا، وَبِلا أَمَدْ،
كآخِر ما يَخُصُّ وَطَنْ، أَوْ كَبَدْءِ مَنَافٍ..
..
..
يا حَمِيمُ المطَارَاتُ بدءُ المنافيْ،
وآخرُ صَدرٍ يَخصُّ الوطنْ..
جَارِحٌ يَا حَمِيمُ
مَذَاقُ الأمَاكِنِ عِنْدَ الرَّحِيلْ..
يَا حَمِيمُ مَضُوا
وَدَسُّوا بِقَلْبِكَ مِلْحَ الغِيَابْ..
خلَّفُوكَ وَحِيْدَاً
(لقَدْ قُلْتُ لَكْ)
خِلْسَةً يَرْحَلُونْ..
يَأخُذُونَ المَوَاقيِتَ وَالذِّكرَيَاتْ،
يَترُكُونَكَ أَنتَ وَحِيدَ النَّدَمْ..
..
..
كَانَتْ تُمطِرْ،
كَانَتْ تِلكَ أَوقَاتُ مَريمْ، وَكَانَتْ مَريَمُ لا تَنْتَهِي،
أَوْ كَأَنَّهَا..
..
..
هِيَ الغُربَاتُ هُنَا يَا حَمِيمْ،
تَحَمَّلْ كَثِيراً كَحُزنٍ جَسُورْ..
فَثَمَّةَ مَنْ يَسرِقُ العُمرَ مِنكْ،
وثمَّةَ أَشَيَاءَ قَدْ لا تَعُودْ..
أَيُوجِعُكَ القَلْبُ حَدَّ البُكَاءْ؟/ مَاذَا لَوْ اخضَرَّتْ الذِّكرَياتْ/ أَتَخضَرُّ مَريَمْ؟/ أَخَبَّأتَهَا مِنْ مَسَاءِ الغِيَابْ؟
مَضَتْ يَا حَمِيمُ،
هُنَا وَدَّعَتكْ،
وَسَاوَرَهَا القَلبُ حُزنَاً عَلَيكْ،
مَضَتْ يَا حَمِيمُ،
فَمَاذا تَبَقَّى وَلا أُغنَيَاتْ؟
..
..
اتَّئِدْ يا حَمِيمْ،
فَخَلْفَ الدُّرُوبِ سَرَابُ الدُّرُوبْ،
وَكَلُّ وُصُولٍ غَيَابٌ جَدِيدْ..
أَتَرْغَبُ حَقَّاً بِبَعْضِ الرُّجُوعْ؟، بَعْضَ الأعِزَّاءِ، بَعْضَ الْوَطَنْ؟،
فَقَطْ يَاحَمِيمْ،
فَقَطْ لَو تَعُودْ،
مَسَافَةَ قَطفِ صَبَاحٍ أَليِفٍ،
وَرَاحَةِ بَالْ..
فَقَطْ لَو تَعُودْ..
أَتَخْشَى الحَيَاةَ وَحِيدَاً كَنَايْ؟
أَتَخْشَى الدُُّمُوعْ؟
تَغَطَّى إذَنْ بِالمَنَاديلِ فِيكْ،
وَخَفِّفْ غَيَابَكَ باِلأُغنَيَاتْ..
لا تَنْتَظرْ وَقْعَهَا في الطَّرِيقْ،
فَخَطوَاتُ مَرْيمَ قدْ غَادَرَتكْ،
وليسَ هنالكَ من يقتفيكْ..
أَيُحْزِنُكَ الآنَ صَوْتُ المطَرْ؟
رُوَيْدَاً
رُوَيْدَاً
سَيَأتِي المطَرْ..
يبلِّلُ فِيكَ الحَنِينَ القَدِيمْ،
وَيمَلأُ قَلْبَكَ حَدَّ النَّزيفْ..
رُوَيْدَاً
رُوَيْدَاً
سَيَنْأى المطَرْ،
سُدَيً يا حَمِيمْ..
فَثَمَّةَ حُزْنٌ هُنَا في العَمِيقْ،
وثمَّةَ حُزْنٌ بَعِيدٌ هُنَاكْ..
ثمَّةَ صَوْتٌ يُنَادِي عَلَيكْ،
ثمَّةَ صَوْتٌ حَمِيمٌ كَمَريَمْ،
أثَمَّةَ صَوْتٌ لَهُ طَعْمُ مَرْيَمْ؟
أَثَمَّةَ مَرْيَمْ؟
هُوَ
العُمْرُ
يَمْضِي
سُدَيً يا حَمِيمْ..
كَانَ ذَلِكَ مَطْلَعَ حُلمْ،
وَكَانَ أخْضَرْ..
كُنْتُ مُكَلَّلاً بِهَا، وَبِلا أَمَدْ،
كآخِر ما يَخُصُّ وَطَنْ، أَوْ كَبَدْءِ مَنَافٍ..
..
..
يا حَمِيمُ المطَارَاتُ بدءُ المنافيْ،
وآخرُ صَدرٍ يَخصُّ الوطنْ..
جَارِحٌ يَا حَمِيمُ
مَذَاقُ الأمَاكِنِ عِنْدَ الرَّحِيلْ..
يَا حَمِيمُ مَضُوا
وَدَسُّوا بِقَلْبِكَ مِلْحَ الغِيَابْ..
خلَّفُوكَ وَحِيْدَاً
(لقَدْ قُلْتُ لَكْ)
خِلْسَةً يَرْحَلُونْ..
يَأخُذُونَ المَوَاقيِتَ وَالذِّكرَيَاتْ،
يَترُكُونَكَ أَنتَ وَحِيدَ النَّدَمْ..
..
..
كَانَتْ تُمطِرْ،
كَانَتْ تِلكَ أَوقَاتُ مَريمْ، وَكَانَتْ مَريَمُ لا تَنْتَهِي،
أَوْ كَأَنَّهَا..
..
..
هِيَ الغُربَاتُ هُنَا يَا حَمِيمْ،
تَحَمَّلْ كَثِيراً كَحُزنٍ جَسُورْ..
فَثَمَّةَ مَنْ يَسرِقُ العُمرَ مِنكْ،
وثمَّةَ أَشَيَاءَ قَدْ لا تَعُودْ..
أَيُوجِعُكَ القَلْبُ حَدَّ البُكَاءْ؟/ مَاذَا لَوْ اخضَرَّتْ الذِّكرَياتْ/ أَتَخضَرُّ مَريَمْ؟/ أَخَبَّأتَهَا مِنْ مَسَاءِ الغِيَابْ؟
مَضَتْ يَا حَمِيمُ،
هُنَا وَدَّعَتكْ،
وَسَاوَرَهَا القَلبُ حُزنَاً عَلَيكْ،
مَضَتْ يَا حَمِيمُ،
فَمَاذا تَبَقَّى وَلا أُغنَيَاتْ؟
..
..
اتَّئِدْ يا حَمِيمْ،
فَخَلْفَ الدُّرُوبِ سَرَابُ الدُّرُوبْ،
وَكَلُّ وُصُولٍ غَيَابٌ جَدِيدْ..
أَتَرْغَبُ حَقَّاً بِبَعْضِ الرُّجُوعْ؟، بَعْضَ الأعِزَّاءِ، بَعْضَ الْوَطَنْ؟،
فَقَطْ يَاحَمِيمْ،
فَقَطْ لَو تَعُودْ،
مَسَافَةَ قَطفِ صَبَاحٍ أَليِفٍ،
وَرَاحَةِ بَالْ..
فَقَطْ لَو تَعُودْ..
أَتَخْشَى الحَيَاةَ وَحِيدَاً كَنَايْ؟
أَتَخْشَى الدُُّمُوعْ؟
تَغَطَّى إذَنْ بِالمَنَاديلِ فِيكْ،
وَخَفِّفْ غَيَابَكَ باِلأُغنَيَاتْ..
لا تَنْتَظرْ وَقْعَهَا في الطَّرِيقْ،
فَخَطوَاتُ مَرْيمَ قدْ غَادَرَتكْ،
وليسَ هنالكَ من يقتفيكْ..
أَيُحْزِنُكَ الآنَ صَوْتُ المطَرْ؟
رُوَيْدَاً
رُوَيْدَاً
سَيَأتِي المطَرْ..
يبلِّلُ فِيكَ الحَنِينَ القَدِيمْ،
وَيمَلأُ قَلْبَكَ حَدَّ النَّزيفْ..
رُوَيْدَاً
رُوَيْدَاً
سَيَنْأى المطَرْ،
سُدَيً يا حَمِيمْ..
فَثَمَّةَ حُزْنٌ هُنَا في العَمِيقْ،
وثمَّةَ حُزْنٌ بَعِيدٌ هُنَاكْ..
ثمَّةَ صَوْتٌ يُنَادِي عَلَيكْ،
ثمَّةَ صَوْتٌ حَمِيمٌ كَمَريَمْ،
أثَمَّةَ صَوْتٌ لَهُ طَعْمُ مَرْيَمْ؟
أَثَمَّةَ مَرْيَمْ؟
هُوَ
العُمْرُ
يَمْضِي
سُدَيً يا حَمِيمْ..
سُدَيً يا حَمِيمْ..