أحماد بوتالوحت - سَأنْثُر الطُّرُق أَمامِي.. شعر

سأَلْحَم هَذِه السُّبُل المَطْعونَة بالخُطَى والسَّنابِك وَحُدَاء السُّحُب
سَأَنْثُر الطُّرُق أَمَامِي وَأَنْتَعِل الزَّمَن والعُشْب والأَرْصِفَة .
سَأُشْعِل مَزيداً مِن أَعْواد الثِّقابِ لِأُحْرِق قُصاصَات أَصَابِعي
لِأُضِيء لِلْيعَاسِيب الكَفِيفَة وَالضَّجَر المُتَثائِب خَلْف الخَرائِب .
إِنِّي أَسْمَع أَجْراس الصَّفْصَاف تَفْتَح قُدَّاس المَساء الدَّامي ،
إنِّي أَرَى فَراشَات تَشُكُّ أَجْسادَها على أسْوار الأَشْواك المَعْدِنِيَة،
إنِّي أرَى نُجُوماً تَنْتَحِب معَلَّقَة على خَشَب التَّرَقُّب والإِنْتِظَار.
إنِّي أرَى كَيْف تُخَبِّيء الرِّيحُ نَايَاتِها بَيْن سِيقَان السَّنَابِل
وَكَيْف تَحْتَمي المُدُن المَعْطُوبَة تحت الرَّمْلِ خَوْفاً مِنَ الهَجِير والمَذابِح وَالأَوْبِئَة ,
أرَى كَيْف تَتَكَسَّر أسْنَان المَطَر الكَسْتَنائِيَة على زُجَاج النَّوافذ .
أحْلَامي مُعَبَّأة بِالجَوَاسِيس وَأَكْياس العُملَات المُزَيَفة والمُسَدَّسات المَحْشُوة بِالأَصَابِع ،
وَعَتْمَات غُرَفِي مَقَابِر لِجُثَثِ الْأوْرَاق المُتَحَلِّلة وَالأَبْطَال المَهْزُومِين.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...