بكيتُ بشدّةٍ حين أدركتُ أنّ لها اسمًا آخر؛
كانوا يدعونها أمَّ عماد.
كنتُ أختبئ بخوفٍ وراء فستانها أثناء استجابتها.
لطالما اعتقدت أنّ "تيتة" شخصٌ واحدٌ
لكنّها حقيقةً كانت شخصيْن:
"تيتة" بالنسبة إليّ،
و"أمّ عماد" بالنسبة إلى العالم كلّه.
اعتدتُ الاستيقاظَ من النوم لأتفقّد جدّتي كما لو أنّ أحد أبناء الشعوب الأميركيّة الأصليّة استيقظ ليجسَّ نبضَ الأرض التي التصقتُ بها منذ السنة الأولى. كنّا نزيّن سريرَنا بالحكايا القليلة التي تحفظها، وكانت تحاول دائمًا أن تتركَ ليلى على الوسادة وأن تهشَّ الذئبَ الذي أشير إليه في منتصف الليل، "هناك عند الباب."
كنتُ واثقةً تمامًا بقدرة كفّها على إخافة جميع ذئاب الحكايا، خصوصًا الذئب الذي كان يأكل العنزات الـ11 في غياب أمّهنّ؛ ذلك الذئب الذي جعلني لا أفارقها في الصحو أو في النوم... أو الآن في الغياب.
في نيسان كانت تداعب نباتاتها وأشجارَها الكثيرة في البيت، وأحيانًا كانت تعنّفها أيضًا، بحسب مزاجها؛ فهي غالبًا ما كانت بمزاجٍ عكر من دون سببٍ يُذكر، أو لأسباب لم نعلم بها.
امرأةٌ قاسيةٌ، بحاجبين رفيعين، وأنفٍ حادٍّ، مزركش بشامةٍ حمراء لطالما أذهلتني. فمٌ عاديٌّ، وأسنانٌ ما إن تظهر حتى تشعر أنّها على حافّة الهجوم عليك. أمّا عيناها فكانت تخبّئ داخلهما خزانةً من الخواتم والأساور العتيقة، وقصّةَ حبٍّ عميقةً سمحتْ لي أنا وحدي باكتشافها؛ قصّة حب ٍّكشفتْها لي سيجارةٌ كنّا ندخّنها مع رجلٍ غريبٍ في أحد دكاكين سوق الجمعة.
المرأة العجيبة، التي غيّرتْ نظريّةَ سنّ الحمار وسنّ الغزال، كانت تقول: "بضاعة مخلوفة،" ثمّ ترمي بنكتةٍ في فمي. وببراعةِ لاعبِ خفّةٍ تسحب السنَّ المهتزّة، من دون أن أستوعبَ فكرةَ الألم والبكاء، فأستمرّ في الضحك، قبل أن نزرع الأسنان الصغيرة التي اقتلعتْها النكاتُ في حوض الدار.
المرأة التي تركتني أصلّي عكس اتجاه القِبْلة أسبوعًا كاملًا، من دون أن تصحّح وجهتي، كانت تعبس وتقول: "لن تفيدك بأيّ حالٍ ما دمتِ لا تستمعين إلى كلامي!"
كحفيدةٍ ذات تسع سنوات، كنت أراها أقوى جدّةٍ في العالم. لم أرَ شيبَها يومًا، ولم تكن كالجدّات في الكتب والمسلسلات: لا ضفائر بيضاء طويلة، ولا كتب تروي منها الحكايات؛ فلطالما حافظتْ على قَصّةٍ قصيرة، وشعرٍ أسود مصبوغ.
كصبيّةٍ بعمر السبعة عشر عامًا رأيتها امرأةً قاسيةً خائنةً للحكايا والدعابات.
ولكنْ، كامرأةٍ تقترب من الثلاثين، أتذكّرها فأرى امرأةً لا تمْكنني الكتابةُ عنها غالبًا، لكنّ بإمكاني الكتابةَ من وجهة نظرها. ومن وجهة نظر شجرة ليمونٍ أقول:
تلك القويّة التي لم تُظهر ضعفَها، تلك التي طرق المرضُ بابها لمرّةٍ واحدةٍ ولم تعطه فرصةً أخرى ليكرّر فعلته، أنهكتْه قبل أن ينهكَها.
ازدهار خانم أغلقتْ عينيها تمامًا، وأنهت كلّ شيء.
كانوا يدعونها أمَّ عماد.
كنتُ أختبئ بخوفٍ وراء فستانها أثناء استجابتها.
لطالما اعتقدت أنّ "تيتة" شخصٌ واحدٌ
لكنّها حقيقةً كانت شخصيْن:
"تيتة" بالنسبة إليّ،
و"أمّ عماد" بالنسبة إلى العالم كلّه.
اعتدتُ الاستيقاظَ من النوم لأتفقّد جدّتي كما لو أنّ أحد أبناء الشعوب الأميركيّة الأصليّة استيقظ ليجسَّ نبضَ الأرض التي التصقتُ بها منذ السنة الأولى. كنّا نزيّن سريرَنا بالحكايا القليلة التي تحفظها، وكانت تحاول دائمًا أن تتركَ ليلى على الوسادة وأن تهشَّ الذئبَ الذي أشير إليه في منتصف الليل، "هناك عند الباب."
كنتُ واثقةً تمامًا بقدرة كفّها على إخافة جميع ذئاب الحكايا، خصوصًا الذئب الذي كان يأكل العنزات الـ11 في غياب أمّهنّ؛ ذلك الذئب الذي جعلني لا أفارقها في الصحو أو في النوم... أو الآن في الغياب.
في نيسان كانت تداعب نباتاتها وأشجارَها الكثيرة في البيت، وأحيانًا كانت تعنّفها أيضًا، بحسب مزاجها؛ فهي غالبًا ما كانت بمزاجٍ عكر من دون سببٍ يُذكر، أو لأسباب لم نعلم بها.
امرأةٌ قاسيةٌ، بحاجبين رفيعين، وأنفٍ حادٍّ، مزركش بشامةٍ حمراء لطالما أذهلتني. فمٌ عاديٌّ، وأسنانٌ ما إن تظهر حتى تشعر أنّها على حافّة الهجوم عليك. أمّا عيناها فكانت تخبّئ داخلهما خزانةً من الخواتم والأساور العتيقة، وقصّةَ حبٍّ عميقةً سمحتْ لي أنا وحدي باكتشافها؛ قصّة حب ٍّكشفتْها لي سيجارةٌ كنّا ندخّنها مع رجلٍ غريبٍ في أحد دكاكين سوق الجمعة.
المرأة العجيبة، التي غيّرتْ نظريّةَ سنّ الحمار وسنّ الغزال، كانت تقول: "بضاعة مخلوفة،" ثمّ ترمي بنكتةٍ في فمي. وببراعةِ لاعبِ خفّةٍ تسحب السنَّ المهتزّة، من دون أن أستوعبَ فكرةَ الألم والبكاء، فأستمرّ في الضحك، قبل أن نزرع الأسنان الصغيرة التي اقتلعتْها النكاتُ في حوض الدار.
المرأة التي تركتني أصلّي عكس اتجاه القِبْلة أسبوعًا كاملًا، من دون أن تصحّح وجهتي، كانت تعبس وتقول: "لن تفيدك بأيّ حالٍ ما دمتِ لا تستمعين إلى كلامي!"
كحفيدةٍ ذات تسع سنوات، كنت أراها أقوى جدّةٍ في العالم. لم أرَ شيبَها يومًا، ولم تكن كالجدّات في الكتب والمسلسلات: لا ضفائر بيضاء طويلة، ولا كتب تروي منها الحكايات؛ فلطالما حافظتْ على قَصّةٍ قصيرة، وشعرٍ أسود مصبوغ.
كصبيّةٍ بعمر السبعة عشر عامًا رأيتها امرأةً قاسيةً خائنةً للحكايا والدعابات.
ولكنْ، كامرأةٍ تقترب من الثلاثين، أتذكّرها فأرى امرأةً لا تمْكنني الكتابةُ عنها غالبًا، لكنّ بإمكاني الكتابةَ من وجهة نظرها. ومن وجهة نظر شجرة ليمونٍ أقول:
تلك القويّة التي لم تُظهر ضعفَها، تلك التي طرق المرضُ بابها لمرّةٍ واحدةٍ ولم تعطه فرصةً أخرى ليكرّر فعلته، أنهكتْه قبل أن ينهكَها.
ازدهار خانم أغلقتْ عينيها تمامًا، وأنهت كلّ شيء.