فواز العاسمي - بعد حرب ونيّف.. شعر

رتابة
عندما تمر بنا المأساة
على مهل
مترهلة كمشرد
في محطة قطار
يجر خيباته وروائحه
نهتف:
لتسقط الحرب
ليسقط الموت أيضًا
لكن ما يحدث
أننا بعد حرب ونيّف
ننسى الشهداء
ننسى أحلامهم نواياهم
ننسى القاتل أيضًا
ونعود ليومياتنا الرتيبة
لأحلامنا وخيبات رجائنا
فلا نحيي ذاكرتنا الميتة
بعد ألف نكسة
كيف نُنسي أرواحنا الشرود؟
ذلكم المجرمون
وذلكم لحم أطفالنا
وتلك حقائبهم
وذلك زغبهم
وتلك أرغفتهم
ترفق بهم أيها الوجود
خذهم مع أحلامهم
ودفاترهم وكتبهم
هذا العالم لا يسعهم
هذا العالم لا يستحقهم
هذا العالم
سلة بلا قعر نسكنه.

في ظلمة الغرف
يحدث أن أصرخ
ويحدث أيضًا
أن أناديك..
ليس هناك ما يجعلني أنسى
أكثر من الصراخ
في ظلمة الغرف..
أيتها المرأة لا تأتي!
يكفي أن أردّد اسمك عاليًا
فيأتي ملك النسيان
لبعض الوقت
يزورني
يهدهد خاطري
فيعلو الموت قليلًا
فوق الذاكرة
ثم يحدث أن نختلف
على من صنعت
ذاكرته أولًا لعبة التناسي
فلم ينته ندائي على
الجمادات مذ جئت
ولا على الصور
والأرواح..
جسدك الآسر
وصراخي الأزليّ
يشعر أنني بالرضى حين
يصلك شغبي الآثم
وتصلك بحة صوتي
بحروفها
مودعة حبال الشوق
في عتمتي.

أشياء تنزل من أماكن عالية


التفاعلات: وليد الزوكاني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...