تَفَشِّيَاً في الكتابة
في عَدَمِ رغبتي العارمةِ في أن أكتب
كَتَبْت...
أحمد
الهدوء
(ما قَصَدْتُ، ولكن الجسد تحت رحمةِ الشفرات يتكلَّم بسوائله لغةً أزلية
واْفتحْ معي نفقاً ترى:
كيف أن أشجاراً تستعر كيما تخلقَ مقابلاً للجنَّة
والصحراء تفضُّ كُنْهَ ساكِنِها فيتلثَّم).
رندا محجوب "مقتطع _بتصرف_ من نَصِّها: طهارة"
الذي
( أتَعْلَمْ؟، تقودُ دروبُ الجسد كلها لمكانٍ يسمونه القلب).
مأمون التلب "من نَصِّه: نزهة"
العاصفة
(أتأبَّد في العتمة كلما أضاءوا ).
نجلاء عثمان التوم "من: أغاني الجسد"
الهدوء الذي العاصفة
(والجميع تلصقهم ببعضهم واحداً تلو آخر
ليسوا إجابة).
هاشم يوسف "من: مذكرات الأغبر"
يَدْعُونَنَي جَمْهَــــرَة:
النص :
للفسادِ طعمُهُ البؤريّ
حين تُيْنِع الضفادعُ بلمعانِ جلودِها الدائرة؛ الأخضرِ النظيفِ القذارة
حين التجأتُ إليكِ
تصنعينَ فضيحتي بمعطفٍ من أجنحةِ الجراد أُرْزَقُ بها كُلَّ يومٍ وأعودُ كأسرابٍ مِنِّي في المكانِ الذي اتَّفقنا على أنه القصيدة، فَفَقَأَ أعينَنَا النبيلةَ المشتركةَ بِعَفَنِهِ المستعر
وأنتِ طريحةُ الفَرَاش
معروشةٌ بالغَزَلِ النَّيِّءِ
كأمعاء ضالَّة
لكلبِ المدينة
أو كمدينةٍ ضالَّة
في أمعاءِ الكلب
كمسمارٍ مكتئبٍ كلّما غرزوه في حائطٍ قتلوه
أنْفَقْنَا لعابَ ثلاثِ ساعاتٍ؛ وذبابةً أسقَطَهَا الطعامُ المشتاقُ؛ روائحَ أسناننا في الصباح؛ والذين لامونا على الجلوسِ مُفْرَدَيْن كالتَّكَتُّلِ الدَّمْعِيّ.
شحيحُ البُهَاراتِ في إبْطِ الجَّارَةِ، ماذا دَهَاها
لتلعَقَنِي وتَتَنَسَّكَ في أصابعي؟،
ماذا دَهَاهَا أعَدَّتْ طَلْحَ الموسمِ، شَافَ العورة،
وأعَدَّتني
قَسَّمتني مع الحَطَبِ سريحةً سريحة ثم اشْتَعَلَتْ كالمباغتة
رَكَضْتُ
والقصيدةُ من خلفي تقضمُ الهواءَ وتنتفخ؛ تقضمُ الهواء وتنتفخ وتركضُ من خلفي
(أزَاحَنِي اللهُ لِيَرَانِي
أزَحْتُنَي لأرَاهْ
لَمْ نَرَ شيئاً).
وجِئْتِ بالشايِ قبل أن يبردَ المقعدُ في انتظارِكْ
تَتَأَلَّمِينَ المِلْحَ وتبتسمينَ الفَوَاكِهَ
ولِشِدَّةِ وَلَعِي بِكِ أنْجَبْتُكِ؛ أنْجَبْتُكِ في ألَمِي كَبِضْعِ طنين
شَيَّدْتُكِ في سَقْفِي بالكهرباءِ والليزرِ والجالوصِ وطينِ اللَّبَنِ ثم أعلنتُ صدري وثيقةً لعناقِ الفارغةِ والْمَقْدُودَة
كُنْتُ كَزَّازَ المواعيد / أتَشَنَّجُها بالرّغوةِ جانبَ الفم
أنتفخُ، أسيلُ، أتحرَّقُ، أبْرُدُ
الذين رأوا الكونَ يبدأ رأوا النهاية؛
نهايتي الغَضَّةَ الداعرة
(بِسْمِ الذينَ صَنَعُونِي كسنارةٍ اصطادوني بها
فجأة وجدوني البحرَ الأخَّاذَ أتَجَشَّأُ نجوماً من فَرْطِ ضوئها: ماء)
نَبَعْتُ السَّائلَ الشَّحْمَ
أصبحتُ لقمةً سائغةً تأكلُ الفَمَ في شهوتِها له
أصبحتُ يرقةً كحيلةً، زمرُّدةً
توقَّعوا لي دودةً باهرةً شَرَعْتُ في أنْ أكُوْنَهَا
وفجأةً كُنْتُهَا الدودةَ الباهرة
هذا الجزءُ مِنِّي
يَتَضَرَّعُ لهذا
الجزءِ منِّي
كلما شُفِيْتُ من جزءٍ مِنِّي
أُصِبْتُ
بجزءٍ آخر.
كلُّهُ:
تتأمَّل ثَدْيَ بَقَرَة
لَشَدَّ مَا ستكونُ حَلُوبَاً ورَؤُومَاً
حتَّى تلفتُ انتباهَ القحط.
الزنزانةُ أسفلَ الجِّلْدِ
فترانةٌ من مَدَى امْتِثَالِنَا
فترانةٌ من وقوفي في المحطةِ واْلْتِبَاسِي عليها كأنني البقية.
العَرْشُ والملكوت
نقطتان في جبهةِ هنديَّةٍ تَدْعَكُ الآنَ بالماضي لِمُجَرَّدِ المستقبل
العرشُ والملكوت
طحلبان في طموحاتِ التَّتَمْسُح
بيضتان دافئتان تحت دجاجةٍ وَفِيَّةٍ
وفاءَ السُّمِّ للبدن.
تحت هذا البَنْدِ
ولهذا فقط: أُشْبِهُك.
أجداث / خُصل /
كلّ ما حَمَلَهُ النَّايُ إلى الله
كل ما...
كُلّه...
أغنية:
الجماعةُ أَبْلَه
الجماعةُ كَنَـزْوَةِ الجِّلْدِ لأنْ يكونَ سُوراً تتجرَّعُهُ الخلايا
الخيطُ الجمرةُ كسريحةٍ من لسانِ مناضلٍ مُشَوَّشٍ برغبةٍ في برتقالةٍ مُرَّة
الخيطُ فَتَلَهُ القتلةُ
ليشنقوا الهواءَ
مُكْرَهِينَ وأبطالاً
عَلَّهُمْ يختنقون.
خلاصٌ وجُثَّة:
(قِصَّة قُبْلَة)
الحشراتُ بأشكالِها قامَتْ في مظاهرةٍ لِتَرْضَع
كلُّ النَّاسِ مطلبُهَا
القائدُ الحشرة (والذي هو كُلّهم) قال: لقد وَقَعْنَا في البَشَرْ
وكان يقصد لقد وَقَعْنَا في الخطأ
أجْهَشَت الأرضُ من الفرحِ الذي يَدُبُّ على ظَهْرِهَا البَطْنِ، الحشراتُ الأنيقةُ تقومُ بالغَزْو
سَيُزَوِّدُها اللهُ المدفونُ في القريحةِ بسُمُومٍ تذيبُ الأحذية
إستعمَلَت الغيومُ وسائلَ الإتصالِ الخسيسة
لتهطلَ على هذا الجيشِ العظيمِ، وعندما خَابَتْ إنْقَذَفَتِ الشَّمْسُ في أقْصَى شعاعيَّتِها لِتُلْهِبَ ظَهْرَ الجيشِ فَبَرَدَت من شِدَّةِ الوَجَع
والحشراتُ في زحفِهَا المقدَّس
كُلّ الجيشِ قُبْلَةٌ واحدةٌ
للأُمِّ المثابرةِ: الأرض.
هذا شَرَابُ الآخِرَة لا تَشْرَبُهُ الدُّنْيَا إلاَّ لِتَثْمَلَ بالعَدَم:
قَامَ فِيَّ النُّكْرَانُ
مَقَامِيَ فِيَّ،
لاهثٌ كَمُضَارِع
شَحِيحٌ كالرِّضَا
آمَنْتُ بِك
حتَّى اْلْتَوَتْ أسناني لتقولَك
آمنتُ بك
كدَّستُ الجدرانَ في سَمْتِي وشَرَعْتُ أشتهي وَصْلَك
جَلَبْتُ سجَّادةَ الخوفِ وأعضاءَ الحُبِّ وجبهةَ الطَّمَع
وسَجَدْتُ لَك
ذَوَّبْتُ كُلِّي في مركزِ جبهتي وتَنَقَّطْتُ كَسَائِلٍ "حُبِّي، خوفي، طمعي" في كأسٍ من الحُمَّى
آمنتُ بك
فمَنْ وَشَى بِكَ لِي
آمنتُ بك
عَبَدْتُكَ لتكونَ صادقاً
شَيَّدْتُ جسدي منك، عَجُولاً إليكَ كُنْتُ
فنسيتُ أعضاءَ كثيرةً وجئتُكَ بقلبٍ وجناحينِ فقط
سَمَّدَتْنِي آياتُك
ونَمَوْتَ فِيَّ كَدَوَاءٍ هو الدَّاء
النَّبْتَةُ المريضة، المرثيةُ المنقوعةُ بالعبدِ الخالصِ لسيادتِك
المنقوعةُ في نَارِكَ الأُمّ
كثافةُ الدمعةِ الضريرةِ في الْمُقْلَةِ المبصرة
بيتُكَ الأبْيَضُ في رِئَتَيَّ
آمنتُ بك
مهما كُنْتَ؟؟
فأنت خالقُ الحُرُوف
مهما كنت؟؟
فأنت الْمُتَّهَم
بفكرةِ البَنَاتِ والموسيقى.
أسْدَيْتَ عقاربَ النُّصْحِ لعقاربِ السَّاعَة
كان الوقتُ سُمَّا ولَمَّا يَزَل إبنُ الكلبِ مسؤوليَّةَ العقارب
وكأنَّ النَّبْضَ: عَدَم
وكأنَّنا السُّلالةَ الخطأ: جاءت لتتبخَّر
ولكننا ثعالبٌ لنا جحورُنا
سنهرُبُ مِنْكَ / لا إليكَ
ولكن إلينا فيك
سنهربُ مِنْكَ فِيكَ يا قَارِس
آمنتُ بك
يا شمعدانَ التُّخْمَة التي تَكْـتُمُ أنفاسَ الرُّوحِ كَرِئَةِ الهالِكِ
أشْرَقْتُ من أجلِكَ في سوائلي
في مَنِيَّ الذي يُسْرَى
في الدَّمْعِ
وفي عَرَقِي ولعابي
وكونَكَ أتْقَنْتَ مثانتي حتى أدهشتَ قلبي
فقد أتقنتُ هذه العبادة (مسؤولية المثانة) وكنتُ رَهْنَ النِّدَاءِ العميقِ
فاْحْبِسْنِي
بِاسْمِكَ
في اْسْمِكَ
شَرَّدْنِي فيك
عَلَّقْني بحيثُ أرَانِي فَأَعْتَبِر
واعتَبِروا يا أُوْلِي الأشْعَار
آمنتُ بك
يا إكْلِيلاً من الصَّدَأ
يُزَيِّنُ الكائنَ الزَّيْتَ
بالإختلاف
آمنتُ بك
أنتَ الوحيدُ
الوحيدُ
رغمَ كلّ الكونِ الذي فَعَلْتَ
يا فَاعِلُ
يابْنَ فِعْلِكْ
(وكُلّ الغباءِ الذي صُغْتَهُ جَمْعَاً يُوْجِعُنِي في الكتابة ولهذا عَبَدْتُك).
آمنتُ بك
لِخُبْثِكَ الدَّمِثَ الْجَمَّ؛ لِفَرْطِكَ في ما يغيظ
أصَبْتَنَا بالتُّخْمَةِ من الحُرِّيَّة حتى انفجَرْنَا في أوْجُهِ بعضِنَا نَلْثُمُكَ في جزيئاتِنَا بِمَغَصٍ هو الرُّوح.
آمنتُ بك
وأرْشَدْتَنِي لأكونَكَ
فلمَّا اقتربتُ
فاجَأْتَنِي
بــ "تعال / اقترب"
وقلتَ: بالقسوةِ آلَمْتُ الصلصالَ
حتى أنْجَبَكُم القسوةَ الصلصالَ
فكنتم أبناءَهُ بالتَّوَجُّع
قلتُ:
يالَعقابِكَ
عاقَبْتَنَا بوجودِنَا
وسقوطِنَا الآبِقِ في حُبِّكَ
فَاْبْقَ حَيَّاً
ولتَشْقَى بأبديَّتِك الجائعة
واحتمِلْ ما أنتَ عليه
احتملْ
ضياءَكَ إن استطَعْتَ
آمنتُ بك
يا شَهْمْ
يا مُوْجِدَنَا لِنَهَمِكَ الخَاصّ
كأنَّك كنتَ تضبُطُ دَمْعَتَكَ الأخيرةَ في فراقِكَ لوُحْدَتِكَ
ولكن هل فَارَقْتَهَا؟
أنْتَ: وُحْدَتُكَ
والجماعةُ الخلقُ: وُحْدَتُك
يا غَنِيَّاً بِوَحْدِكَ
يا مُحْتَاجَاً لتُخْفِيكَ عنكَ
لتطردَ بعضاً من وُحْدَتِك فينا.
يناير 2006
الخرطوم
في عَدَمِ رغبتي العارمةِ في أن أكتب
كَتَبْت...
أحمد
الهدوء
(ما قَصَدْتُ، ولكن الجسد تحت رحمةِ الشفرات يتكلَّم بسوائله لغةً أزلية
واْفتحْ معي نفقاً ترى:
كيف أن أشجاراً تستعر كيما تخلقَ مقابلاً للجنَّة
والصحراء تفضُّ كُنْهَ ساكِنِها فيتلثَّم).
رندا محجوب "مقتطع _بتصرف_ من نَصِّها: طهارة"
الذي
( أتَعْلَمْ؟، تقودُ دروبُ الجسد كلها لمكانٍ يسمونه القلب).
مأمون التلب "من نَصِّه: نزهة"
العاصفة
(أتأبَّد في العتمة كلما أضاءوا ).
نجلاء عثمان التوم "من: أغاني الجسد"
الهدوء الذي العاصفة
(والجميع تلصقهم ببعضهم واحداً تلو آخر
ليسوا إجابة).
هاشم يوسف "من: مذكرات الأغبر"
يَدْعُونَنَي جَمْهَــــرَة:
النص :
للفسادِ طعمُهُ البؤريّ
حين تُيْنِع الضفادعُ بلمعانِ جلودِها الدائرة؛ الأخضرِ النظيفِ القذارة
حين التجأتُ إليكِ
تصنعينَ فضيحتي بمعطفٍ من أجنحةِ الجراد أُرْزَقُ بها كُلَّ يومٍ وأعودُ كأسرابٍ مِنِّي في المكانِ الذي اتَّفقنا على أنه القصيدة، فَفَقَأَ أعينَنَا النبيلةَ المشتركةَ بِعَفَنِهِ المستعر
وأنتِ طريحةُ الفَرَاش
معروشةٌ بالغَزَلِ النَّيِّءِ
كأمعاء ضالَّة
لكلبِ المدينة
أو كمدينةٍ ضالَّة
في أمعاءِ الكلب
كمسمارٍ مكتئبٍ كلّما غرزوه في حائطٍ قتلوه
أنْفَقْنَا لعابَ ثلاثِ ساعاتٍ؛ وذبابةً أسقَطَهَا الطعامُ المشتاقُ؛ روائحَ أسناننا في الصباح؛ والذين لامونا على الجلوسِ مُفْرَدَيْن كالتَّكَتُّلِ الدَّمْعِيّ.
شحيحُ البُهَاراتِ في إبْطِ الجَّارَةِ، ماذا دَهَاها
لتلعَقَنِي وتَتَنَسَّكَ في أصابعي؟،
ماذا دَهَاهَا أعَدَّتْ طَلْحَ الموسمِ، شَافَ العورة،
وأعَدَّتني
قَسَّمتني مع الحَطَبِ سريحةً سريحة ثم اشْتَعَلَتْ كالمباغتة
رَكَضْتُ
والقصيدةُ من خلفي تقضمُ الهواءَ وتنتفخ؛ تقضمُ الهواء وتنتفخ وتركضُ من خلفي
(أزَاحَنِي اللهُ لِيَرَانِي
أزَحْتُنَي لأرَاهْ
لَمْ نَرَ شيئاً).
وجِئْتِ بالشايِ قبل أن يبردَ المقعدُ في انتظارِكْ
تَتَأَلَّمِينَ المِلْحَ وتبتسمينَ الفَوَاكِهَ
ولِشِدَّةِ وَلَعِي بِكِ أنْجَبْتُكِ؛ أنْجَبْتُكِ في ألَمِي كَبِضْعِ طنين
شَيَّدْتُكِ في سَقْفِي بالكهرباءِ والليزرِ والجالوصِ وطينِ اللَّبَنِ ثم أعلنتُ صدري وثيقةً لعناقِ الفارغةِ والْمَقْدُودَة
كُنْتُ كَزَّازَ المواعيد / أتَشَنَّجُها بالرّغوةِ جانبَ الفم
أنتفخُ، أسيلُ، أتحرَّقُ، أبْرُدُ
الذين رأوا الكونَ يبدأ رأوا النهاية؛
نهايتي الغَضَّةَ الداعرة
(بِسْمِ الذينَ صَنَعُونِي كسنارةٍ اصطادوني بها
فجأة وجدوني البحرَ الأخَّاذَ أتَجَشَّأُ نجوماً من فَرْطِ ضوئها: ماء)
نَبَعْتُ السَّائلَ الشَّحْمَ
أصبحتُ لقمةً سائغةً تأكلُ الفَمَ في شهوتِها له
أصبحتُ يرقةً كحيلةً، زمرُّدةً
توقَّعوا لي دودةً باهرةً شَرَعْتُ في أنْ أكُوْنَهَا
وفجأةً كُنْتُهَا الدودةَ الباهرة
هذا الجزءُ مِنِّي
يَتَضَرَّعُ لهذا
الجزءِ منِّي
كلما شُفِيْتُ من جزءٍ مِنِّي
أُصِبْتُ
بجزءٍ آخر.
كلُّهُ:
تتأمَّل ثَدْيَ بَقَرَة
لَشَدَّ مَا ستكونُ حَلُوبَاً ورَؤُومَاً
حتَّى تلفتُ انتباهَ القحط.
الزنزانةُ أسفلَ الجِّلْدِ
فترانةٌ من مَدَى امْتِثَالِنَا
فترانةٌ من وقوفي في المحطةِ واْلْتِبَاسِي عليها كأنني البقية.
العَرْشُ والملكوت
نقطتان في جبهةِ هنديَّةٍ تَدْعَكُ الآنَ بالماضي لِمُجَرَّدِ المستقبل
العرشُ والملكوت
طحلبان في طموحاتِ التَّتَمْسُح
بيضتان دافئتان تحت دجاجةٍ وَفِيَّةٍ
وفاءَ السُّمِّ للبدن.
تحت هذا البَنْدِ
ولهذا فقط: أُشْبِهُك.
أجداث / خُصل /
كلّ ما حَمَلَهُ النَّايُ إلى الله
كل ما...
كُلّه...
أغنية:
الجماعةُ أَبْلَه
الجماعةُ كَنَـزْوَةِ الجِّلْدِ لأنْ يكونَ سُوراً تتجرَّعُهُ الخلايا
الخيطُ الجمرةُ كسريحةٍ من لسانِ مناضلٍ مُشَوَّشٍ برغبةٍ في برتقالةٍ مُرَّة
الخيطُ فَتَلَهُ القتلةُ
ليشنقوا الهواءَ
مُكْرَهِينَ وأبطالاً
عَلَّهُمْ يختنقون.
خلاصٌ وجُثَّة:
(قِصَّة قُبْلَة)
الحشراتُ بأشكالِها قامَتْ في مظاهرةٍ لِتَرْضَع
كلُّ النَّاسِ مطلبُهَا
القائدُ الحشرة (والذي هو كُلّهم) قال: لقد وَقَعْنَا في البَشَرْ
وكان يقصد لقد وَقَعْنَا في الخطأ
أجْهَشَت الأرضُ من الفرحِ الذي يَدُبُّ على ظَهْرِهَا البَطْنِ، الحشراتُ الأنيقةُ تقومُ بالغَزْو
سَيُزَوِّدُها اللهُ المدفونُ في القريحةِ بسُمُومٍ تذيبُ الأحذية
إستعمَلَت الغيومُ وسائلَ الإتصالِ الخسيسة
لتهطلَ على هذا الجيشِ العظيمِ، وعندما خَابَتْ إنْقَذَفَتِ الشَّمْسُ في أقْصَى شعاعيَّتِها لِتُلْهِبَ ظَهْرَ الجيشِ فَبَرَدَت من شِدَّةِ الوَجَع
والحشراتُ في زحفِهَا المقدَّس
كُلّ الجيشِ قُبْلَةٌ واحدةٌ
للأُمِّ المثابرةِ: الأرض.
هذا شَرَابُ الآخِرَة لا تَشْرَبُهُ الدُّنْيَا إلاَّ لِتَثْمَلَ بالعَدَم:
قَامَ فِيَّ النُّكْرَانُ
مَقَامِيَ فِيَّ،
لاهثٌ كَمُضَارِع
شَحِيحٌ كالرِّضَا
آمَنْتُ بِك
حتَّى اْلْتَوَتْ أسناني لتقولَك
آمنتُ بك
كدَّستُ الجدرانَ في سَمْتِي وشَرَعْتُ أشتهي وَصْلَك
جَلَبْتُ سجَّادةَ الخوفِ وأعضاءَ الحُبِّ وجبهةَ الطَّمَع
وسَجَدْتُ لَك
ذَوَّبْتُ كُلِّي في مركزِ جبهتي وتَنَقَّطْتُ كَسَائِلٍ "حُبِّي، خوفي، طمعي" في كأسٍ من الحُمَّى
آمنتُ بك
فمَنْ وَشَى بِكَ لِي
آمنتُ بك
عَبَدْتُكَ لتكونَ صادقاً
شَيَّدْتُ جسدي منك، عَجُولاً إليكَ كُنْتُ
فنسيتُ أعضاءَ كثيرةً وجئتُكَ بقلبٍ وجناحينِ فقط
سَمَّدَتْنِي آياتُك
ونَمَوْتَ فِيَّ كَدَوَاءٍ هو الدَّاء
النَّبْتَةُ المريضة، المرثيةُ المنقوعةُ بالعبدِ الخالصِ لسيادتِك
المنقوعةُ في نَارِكَ الأُمّ
كثافةُ الدمعةِ الضريرةِ في الْمُقْلَةِ المبصرة
بيتُكَ الأبْيَضُ في رِئَتَيَّ
آمنتُ بك
مهما كُنْتَ؟؟
فأنت خالقُ الحُرُوف
مهما كنت؟؟
فأنت الْمُتَّهَم
بفكرةِ البَنَاتِ والموسيقى.
أسْدَيْتَ عقاربَ النُّصْحِ لعقاربِ السَّاعَة
كان الوقتُ سُمَّا ولَمَّا يَزَل إبنُ الكلبِ مسؤوليَّةَ العقارب
وكأنَّ النَّبْضَ: عَدَم
وكأنَّنا السُّلالةَ الخطأ: جاءت لتتبخَّر
ولكننا ثعالبٌ لنا جحورُنا
سنهرُبُ مِنْكَ / لا إليكَ
ولكن إلينا فيك
سنهربُ مِنْكَ فِيكَ يا قَارِس
آمنتُ بك
يا شمعدانَ التُّخْمَة التي تَكْـتُمُ أنفاسَ الرُّوحِ كَرِئَةِ الهالِكِ
أشْرَقْتُ من أجلِكَ في سوائلي
في مَنِيَّ الذي يُسْرَى
في الدَّمْعِ
وفي عَرَقِي ولعابي
وكونَكَ أتْقَنْتَ مثانتي حتى أدهشتَ قلبي
فقد أتقنتُ هذه العبادة (مسؤولية المثانة) وكنتُ رَهْنَ النِّدَاءِ العميقِ
فاْحْبِسْنِي
بِاسْمِكَ
في اْسْمِكَ
شَرَّدْنِي فيك
عَلَّقْني بحيثُ أرَانِي فَأَعْتَبِر
واعتَبِروا يا أُوْلِي الأشْعَار
آمنتُ بك
يا إكْلِيلاً من الصَّدَأ
يُزَيِّنُ الكائنَ الزَّيْتَ
بالإختلاف
آمنتُ بك
أنتَ الوحيدُ
الوحيدُ
رغمَ كلّ الكونِ الذي فَعَلْتَ
يا فَاعِلُ
يابْنَ فِعْلِكْ
(وكُلّ الغباءِ الذي صُغْتَهُ جَمْعَاً يُوْجِعُنِي في الكتابة ولهذا عَبَدْتُك).
آمنتُ بك
لِخُبْثِكَ الدَّمِثَ الْجَمَّ؛ لِفَرْطِكَ في ما يغيظ
أصَبْتَنَا بالتُّخْمَةِ من الحُرِّيَّة حتى انفجَرْنَا في أوْجُهِ بعضِنَا نَلْثُمُكَ في جزيئاتِنَا بِمَغَصٍ هو الرُّوح.
آمنتُ بك
وأرْشَدْتَنِي لأكونَكَ
فلمَّا اقتربتُ
فاجَأْتَنِي
بــ "تعال / اقترب"
وقلتَ: بالقسوةِ آلَمْتُ الصلصالَ
حتى أنْجَبَكُم القسوةَ الصلصالَ
فكنتم أبناءَهُ بالتَّوَجُّع
قلتُ:
يالَعقابِكَ
عاقَبْتَنَا بوجودِنَا
وسقوطِنَا الآبِقِ في حُبِّكَ
فَاْبْقَ حَيَّاً
ولتَشْقَى بأبديَّتِك الجائعة
واحتمِلْ ما أنتَ عليه
احتملْ
ضياءَكَ إن استطَعْتَ
آمنتُ بك
يا شَهْمْ
يا مُوْجِدَنَا لِنَهَمِكَ الخَاصّ
كأنَّك كنتَ تضبُطُ دَمْعَتَكَ الأخيرةَ في فراقِكَ لوُحْدَتِكَ
ولكن هل فَارَقْتَهَا؟
أنْتَ: وُحْدَتُكَ
والجماعةُ الخلقُ: وُحْدَتُك
يا غَنِيَّاً بِوَحْدِكَ
يا مُحْتَاجَاً لتُخْفِيكَ عنكَ
لتطردَ بعضاً من وُحْدَتِك فينا.
يناير 2006
الخرطوم