يونس بن عمارة - كيف ستكونُ نهاية العالم. حسب رؤية مطور تطبيقات عربي يشعرُ بالضجر قبل الفجر بقليل.



قرأتُ في طفولتي الكثير من سناريوهات نهاية العالم، وكنت لا أقاوم أي رواية أو فلم يتكلم عنها وهكذا فإني قد أصبحتٌ خبيرا في هذا الموضوع.. على أية حال اكتشفت العمل الحر مبكرا وهكذا برمجت وطورت تطبيقين يدران علي دخلا واتممت دراستي لتجزية الوقت وارضاء الوالدين لا اكثر ثم سافرت بعيدا وكونت شركة وفي مكتبي هذا الان اشعر بالضجر لدرجة أني فكرت واجترأت على كتابة قصة قصيرة.. لأول مرة طبعا اكتب نصا ادبيا لذلك عفوكم عن اي اخطاء سردية او لغوية يمكن ان يحملها..

اضافة الى هذا.. لا يجب ان تتعبوا خلاياكم الرمادية كثيرا لان موضوعها سيكون طبعا هو كيف سينتهي العالم..

هل هذا سيقتل التشويق؟ لا ادري..لنذهب لصلب الموضوع: كيف انتهى العالم..

الأمر كله بدأ بتطبيق على هواتف الاندرويد أطلق كمزحة ولم يتوقع له أن يحقق كل هذا النجاح وفي الاخير لم يتوقع احد قط ان يتسبب بنهاية العالم..

فكرة التطبيق بسيطة جدا ودينية.. يحتوي التطبيق (واسمه تطبيقة سجدة) على خريطة فيها احداثيات كل مكان على الأرض..وهو تطبيق تنافسي وغايته هو ان يتنافس المشتركون والمثبتون في العبادة وبالضبط سجدة الشكر لله.. يعني مثلا ان يسجد مسلم شكرا لله في قمة افريست.. وقتها يضع لك التطبيق علامة الصح باحداثيات القمة.. طبعا كان هناك الكثير من السعوديين الضجرين من صلوا لله في اماكن بعيدة ونائية واحدهم كان سباقا وصلى في اعمق بقعة من المحيطات.. وبقدرة قادر وبشكل عجيب هرع الناس بشكل محموم للتسابق والتنافس..

بدأت اول مذبحة في الهند لما صلى احدهم في معبد هندوسي الاكبر على الاطلاق وكان قد كسر احد الاصنام خطأ.. ثم بدأت المشاكل في الصين لما صلى احد الويغور في مكتب الدلاي لاما بعد ان تنكر بزي بوذي..ثم بدأت مناوشات دامية في اليابان لما صلى مسلم في معبد شنتو هو الاكبر أيضا…

ورغم حظر التطبيق على غوغل بلاي وفي النت ووضعت له غوغل الحظر في كل مكان الا انه استمر كالنار في الهشيم وبلغت حصيلة ستة اشهر الاولى من استعماله خمسة آلاف قتيل.. وعن المشاكل التقنية التي قد يفكر بها احد مثلاً كيف نتحقق من انه صلى فعلا في تلك الاحادثيات فتلك موضوع اخر فنحن هنا سنفصل في التداعيات لا اكثر..

صدرت نسخ اخرى من التطبيق خاصة بالديانات الاخرى لكنها لم تستطع منافسته بسبب قيود دينية اصيلة تلزم الصلاة والتعبد في المكان المخصص وليس مطلقا كالمسلمين.. وايضا لسبب ما لم تحض بالشعبية الكافية.. والامر المحير الاخر ان فكرة التنافسية فيه كانت شديدة جدا لدرجة ان غير المسلمين كانوا يحملونه ويتنافسون فيما بينهم حتى لو لم يسلموا..

بدأت الفوضى في اوروبا بالضبط في فرنسا العجوز لما صلى احد المسلمين في ست وخمسين وكنيسة على اساس انه قس وفي اشرف واقدس البقاع لديهم.. كان الهوس منتشرا مثلما حدث مع لعبة بوكيمون غو في حالة لو ضربت التاثير في مئة ضعف فقط!

ثم بدأت الحرب

هل قلت الحرب؟؟ نعم ..

لما صلى احد المسلمين في غرفةبابا روما واكتشفوا انه يوناني متنكر بشكل كاردينال .. اعلنت روما الحرب على يونان ودخلت ايطاليا معها ثم فجأة (اندلق) كل شيء وانفتحت كل جراح الماضي قامت فوضى بين الاتراك واليونان الامم المتحدة ابدت القلق كالعادة ولتهدئة النفوس التي لم تهدأ قط.. الفتاوى لم تفعل شيئا احد المفتين قال ان التطبيق لا يخالف الشرع: بدليل قوله عليه السلام وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا.. الخ..خالفه البعض بقوله لدينا العهدة العمرية ولا يجوز هذا ولم يفعله احد من السلف فرد المفتي الاول انه لا يعلى على قول النبي عليه السلام ولم يتفقوا على شيء…

تحالفت ايطاليا والفاتيكان مع روسيا لضرب السعودية. تدخلت امريكا مع تركيا لضرب اليونان. انضمت اليونان للحلف المقدس (ايطاليا-الفاتيكان-روسيا) انضمت سوريا للسعودية وجميع الدول العربية وامريكا لمواجهة روسيا.

انضمت الصينُ لروسيا وضربت اندونيسيا انضمت اندونيسيا لليابان وحلف امريكا وضربت تايوان والفيتنام..

الباقي انتم تعرفونه بوجود ترمب خرجت خمسمئة قنبلة نووية دمرت كل ما هو جيد وجميل والبقية الباقية مرضوا بامراض لا علاج لها..واصبحوا شبه زومبي.. عاش صاحب التطبيق حتى اخر لحظة ولم تنفعه دموعه وكان اخر ما كتب..

كنت انوي ان تكون السجدات لله وان يكون الدين كله لله لكن للاسف دمر هذا العالم رغم نيتي الصافية..

لم يتوقع احد من المحللين ان يحدث هذا ولا حتى انا مطور تطبيقات الاندرويد..

يذكرني الآن تطبيق ما ان اشرب الماء استاذنكم ويخبرني شات بوت ما أن تطبيقا جديدا قد دخل للسوق اسمه سجدة.. الذي يقول المطورون ان البوتات اتت لتقضي على التطبيقات فربما يقضي على العالم شات بوت حصل على ذكاء كافٍ..

حان وقت فطور الصباح ..الى اللقاء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...