فتحي مهذب - مستنفر مثل سيارة إسعاف

أنا خطر جدا
مطارد ومستنفر مثل سيارة اسعاف في ورطة..
هارب من قطيع قساوسة قروسطي..
من مركب نوح اليتخبط في مضيق معتم ..
صوتي مدجج بأحزمة ناسفة..
أقفز مثل كنغر من الشك الى اليقين..
من اليقين الى الشك..
تهتز فرائصي لرائحة الدم..
أنا قذر ومخيف ومتحول..
لا أفرق بين نومي ويقظتي..
بين وجهي الذي ترشقه ذكريات
مريرة بالحجارة..
ووجهي الذي يدحض ماهيتي
في المرآة..
وجهي الذي يتعثر في مشيته..
وجهي الذي يخفي براهينه
في حفر النعاس..
أنا متربص بي ..
بكهنة عميان وصحون طائرة..
بقطار قد يقفز من ركبتي
مثل أم أربع وأربعين..
متربص بسنابك أحصنة الضوء..
أرتكب جرائم فظيعة..
أطير مثل نسر ملكي
أختطف النساء في الليل..
أقطعهن مزقا مزقا وأرميهن الى
كلاب المجرة..
أملأ سلتي المثقوبة بفواكه أثدائهن
أفتح النار على مؤخرة الريح..
أرشق باب الحديقة بحذاء جاري الميت ..
أقشر برتقالة وأطعم ضبابا فر من السجن
على قدمين متلعثمتين..
أبيع لساني الى ضفدع سكران..
حاسة سمعي الى قبار..
أظافري الى موتى جدد..
أقطع أصابعي بأسناني.
أطعم ذئابا تعوي تحت
أكمة قفصي الصدري..
فمي مليئ بالتوابيت..
سيرتي سيئة جدا مع الله ..
مع جسدي الذي آذيته كثيرا.
ورطته في حروب مكلفة جدا..
أهديت سريره الذهبي الى امرأة
اذ ملأته بالدموع والمسامير..
وبقايا دخان أزرق..
أنا قذر جدا ..
أعلو وأهبط مثل باخرة عبثية..
مجرم حرب في مقاطعة الكلمات..
أشوي روح العالم على أثافي أعصابي..
هكذا في عزلتي أتربص بغزلاني الهشة .
وأخطط لانقلاب سري في مهب العاصفة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...