قبل عشرين عاما تصل الرسالة أدناه إليّ من سيدة تنتقد روايتي (الجسور الزجاجية) الصادرة في بيروت قبل أربعين عاما، تكشف عمق الروابط بين أبناء شعبنا العراقي الراسخة منذ القدم، فيها إشارة إلى السياسيين الدمى المحركة من الخارج.. هل هي السبب وراء رفض صحف نشرها؟ مرة أخرى وأخرى.. هذا التذكار والذكرى..
21 آذار 1996
استلمت الكتاب وكان عيد نوروز عيدنا نحن الأكراد..
بسم الله الرحمن الرحيم..
تحية طيبة،
أكتب إليك لأول مرة من بغداد الحبيبة وأهديك سلامي محملا على جناح طير سلام وأعطره بأريج أنسام هواء ليالي بغداد.. كاتبي المحترم.. وقعت في يدي بالصدفة رواية ( الجسور الزجاجية) ولا أنكر أني كنت في وضع نفسي غير مضبوط حالي حال كل العراقيين، أفكار كثيرة تأخذ الإنسان إلى شواطئ عديدة تبحر سفينتها حاملة كل شيء، تحتار على أي شاطئ تتخذ مرفأ لها. أسترسل في قراءة الرواية أكتشف أن شخصيات الرواية لهم الآن في بغداد شخصيات مماثلة كذلك في الحلة رغم اختلاف الزمن فأقول أن الحرب العراقية الإيرانية تلك الحرب التي أجبرنا عليها قد خلّفت لنا الكثير من أطفال العراق أيتاما.. جنودا استطاعوا إخلاءهم من أرض المعركة البعض الآخر لم يستطيعوا، فكان لزاما العثور على قبور أولئك الجنود (الآباء) الوقوف على قبورهم ولو دقيقة، ليعرف الأيتام أنه كان لهم آباء كما ذكرتَ في ص14 عندما يبحث مزعل عن قبر أمه. أما شخصية شمس فهي مزيج من فتاة سياسية ذات مبدأ وثقافة عالية وأخرى بلا أخلاق تجامع أكثر من رجل بإسم الحب المقدس. لا أنكر أن الحصار قد صدّر إلى الحياة الكثير من شخصية شمس، الفتاة التي بلا قيم ومبادئ، فهي أي شمس تهرب مع مزعل لأنها أحبته وأصبحت زوجة له على سنة الله ورسوله، ذلك يقبله مبدأ الحب ولو ان العادات الاجتماعية والتقاليد ترفض هروب الفتاة، تهدر دمها، بالضبط لا أفهم ماذا تريد أن توصل من خلال شخصية شمس إلينا، هل أن السياسة تدفع شمس إلى عيش حياة الاختفاء، الضياع. أتساءل هل حقا تحب مزعل وإن كانت كيف تقبل العيش مع صلاح صديق زوجها كأنها خليلة له، بحجة عقد الزواج أمام الرفاق الحزبيين، يا ترى ألم يكن متوفرا في البصرة المحافظة التي أتوا منها إلى الحلة أي سيد يعقد شمس على صلاح بالحلال وأنت تذكر مثلا في ص195 (الأعرابي الذي احتفظ بزوجة صديقه مدة عشرين عاما دون أن يرفع نظره في حضرتها) فيا ترى هل الأعرابي، ذلك الرجل البسيط في فكره ومبادئه أكثر تعقلا من ذلك الإنسان السياسي الذي كان أستاذا إلى مزعل وشمس، هل يعقل قبول صلاح لوضع غير مقبول اجتماعيا شرعا.. ثم لو أنه حقا محب لشمس لماذا يلجأ إلى خيانتها مع واحدة أخرى، هل تريد أن تقول أنه لا توجد مبادئ عند أي إنسان من أهل السياسة، لأن تصرف كل فرد (إنسان) وليد الظروف المحيطة به؟ هناك قول بين صلاح وصاحبته الجديدة ص107 أنه سوف يخبر شمس لو تعود: هو في اجتماع، يتركها تذهب إلى المطبخ، ثم يقوم بإخراجِ صاحبته. يا ترى أي بلد يمكن أن تكون سياسته ناجحة ساسته على شاكلة السيد صلاح، إنسانا يستخدم المبادئ، المنصب، لأغراض شخصية دنيئة؟ هكذا يبدو حال جميع السياسيين، لأنهم بصراحة ليسوا سياسيين بل مجرد دمى تُحرك.. وكما تذكر في ص146 أن (الصحفي سيكتب ما يراه هو) ذلك القول سلاح ذو حدين قد تقصد به ما تراه رئاسة الصحفي، إذا كان منتميا إلى أحد الأجهزة التجسسية، أو أنه يكتب ما يراه في شارع الأحداث، هو نوع نادر، لأن الصحافة والإذاعة عموما موجهة حتى الأخبار وصياغتها تُطرح بأوامر مدروسة موجهة إلى داخل الإنسان الشرقي سواء في العراق أو غير العراق.
ما أعجبني حقا في كتاب (الجسور الزجاجية) هو حديث عدنان أخو شمسة ص179 أنه (ليس من حق أحد مطلقا سلب حياة الآخرين) ذلك صحيح، لكن لو يُقدر لي يوما أن أرى قاتل أخي ماذا سوف أفعل لا أدري…؟!!!! هل ستتجمع كل الأصوات التي كنا نسمعها يوم عرفنا بمقتل أخي وعفى والدي عنه.. هل سوف أقتله ثم أعيد له الحياة لأقتله ثانية.. أو أنظر إليه فقط أذكر أخي في عينيّ دمعتان واحدة من أجل شباب أخي وواحدة من أجلي لأنه يتركني وحدي في الحياة هو الذي كان صديقي وأخي ورفيق دراستي.. لا أدري فأنا أضع نفسي مكان عدنان أغض النظر عن الفرق بين قصتين..
أديبي المحترم..
أعجبني تشبيه تذكره في ص15 عن تلك الذئاب التي تمور جوعا مستعدة لالتهام أي شيء يمكن أن يصادفها في طريقها حتى الأحجار.. فنتيجة الحصار الجائر المفروض على عراقي الحبيب أصبح أغلب الناس إن لم يكن كلهم مثل تلك الذئاب الهائجة تمور جوعا، الإنسان مستعد أن يلتهم أخاه الإنسان.. ماذا يفعل الذي باع كل شيء في بيته.. كل شيء حتى قلع كاشي بيته.. خلع شباكه.. بلا أي مبالغة.. لكي يعيش.. السبب هم التجار الجشعين أمثالهم في روايتك (ذياب القصير) أو ذاك الاقطاعي، بيننا اقطاعيون آخرون من نوع جديد.. اقطاعي المواد الغذائية.. لعبة السيد والعبد موجودة منذ الزمن القديم إلى يومنا في صيغ مختلفة، كما تذكر ص296 (الدنيا سادة وعبيد وتظل هكذا إلى أبد الآبدين فما علينا إلاّ رفض احناء الرؤوس) .. نعم يا صاحب القلم الصدوق.. هنالك دوما سادة وعبيد.. هنالك دوما عاهرة وشريفة.. هنالك دوما كافر ومؤمن.. ما دامت هناك شمس تشرق وقمر ينير، ما دام هنالك استعمار يحرك العالم قطع شطرنج، ما دامت مصانع تصنع الأسلحة عندكم فلا بد أن يجد الاستعمار مَن يحارب بهذه الأسلحة ولا بد أن يكون منتشرا بين الشعوب المتحاربة عن جهل وفقر ومرض لا يسألوا أنفسهم لماذا يحاربون..
في ص182 قول جميل على لسان مزعل حين يهدئ روع عدنان شقيق شمس: (المهم أن نكون أنفسنا لا ما يريد الناس أن نكون عليه).. لكن، يخطر لي سؤال هل حقا ترغب شمس أن تكون حياتها كما ترسمها الحياة لها، خادمة في بيت اقطاعي لا يرحم، آخر الليل لا يمكنها قفل بابها تريح جسدها من تعب النهار.. ثم هاربة مع مزعل ملطخة شرف الأهل بالعار.. ثم معاشرة لرجل دون ارتباط رسمي.. ثم مقتولة على يد أخيها مرمية كأي (كلبة) على قارعة الطريق يتجمع الذباب على فمها.. هل رغبت شمس لنفسها هكذا حياة..؟! وهل أراد حقا أخوها عدنان في قرارته أن يكون قاتل أخته.. أو لأن الناس أرادوا له ذلك..
يا مؤلف الرواية العزيز..
كم هو مؤلم أن تسير أقدامنا في طرق لا نرسمها لأنفسنا بل لأن الناس أرادوا ذلك.. كم هو مؤلم سير فتاة في أزقة مظلمة خائفة بغض النظر عن الدوافع.. كم هي محرقة دموع طفل يتيم سوف تدفعه الظروف إلى قاع سجن مظلم.. يا ترى من منا يرسم لنفسه الحياة التي يرغبها، وهل يعيش الجميع كما يحبون، أو الله يُقدر لنا كل شيء.. قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله.
لكن يا ترى هل كتب الله للحرامي أن يكون حراميا، للغني أن يكون غنيا، للعاهرة أن تكون عاهرة، وللمؤمنة.. لغيرها… إلخ.. عندها نقف عند سؤال لو الله يقدّر لنا ما يكتب علينا.. فلماذا إذاً العقاب المفروض على السارق والقاتل والزاني وبالتالي لماذا النار والجنة!…
أديبي العزيز..
آسفة لم أعرفك بنفسي أنا الآنسة ب ح ع العمادي مواليد بغداد 12 آب 1967 حاصلة على شهادة بكالوريوس علوم، احصاء وحاسبات. صلة القرابة بحضرتكم أنا أخت د. عمبر وكلاويز وسيبر، أنا الأخت الصغرى، أقرب إليك أكثر أمل، ابنة عمتك زكية، هي زوجة خالي ناجي.
أخيرا وليس آخرا أقول.. الحب يخلق المعجزات. شمس لم تحب مزعل وإلاّ تبقى على ذكراه لا سنة واحدة بل طول العمر. الحب لا يتغير، هو شعور لم أجربه بصراحة. ذلك قد يكون أحد العيوب في شخصيتي. لكني مقتنعة أن الحب يأتي هكذا صدفة ولا ينتهي إلى آخر يوم في عمري. أما بالنسبة للذين يُوهمون بالحب ذلك وارد.. كما مع مزعل.. الحب ليس وهما أبدا، هو حقيقة نابع من القلب والعقل. في روايتك الكثير من الكلام عنه، على الورق ذلك غير مستحيل، أحيانا غير ممكن. إن ترغب مراسلتي ليكن العنوان عن طريق والدتك السيدة فاطمة حفظها الله لي لكم وإن ترغب الاتصال بي تلفوني (………) بعد الساعة التاسعة ليلا، لا أدري كم الساعة عندكم. أرجو أن تزودني بآخر الكتب والروايات لك مع جزيل شكري.
الساعة الثانية عشر ليلا في غرفتي. حي جميلة. بغداد. أتمنى لك إبداعا أوفر.
21 آذار 1996
استلمت الكتاب وكان عيد نوروز عيدنا نحن الأكراد..
بسم الله الرحمن الرحيم..
تحية طيبة،
أكتب إليك لأول مرة من بغداد الحبيبة وأهديك سلامي محملا على جناح طير سلام وأعطره بأريج أنسام هواء ليالي بغداد.. كاتبي المحترم.. وقعت في يدي بالصدفة رواية ( الجسور الزجاجية) ولا أنكر أني كنت في وضع نفسي غير مضبوط حالي حال كل العراقيين، أفكار كثيرة تأخذ الإنسان إلى شواطئ عديدة تبحر سفينتها حاملة كل شيء، تحتار على أي شاطئ تتخذ مرفأ لها. أسترسل في قراءة الرواية أكتشف أن شخصيات الرواية لهم الآن في بغداد شخصيات مماثلة كذلك في الحلة رغم اختلاف الزمن فأقول أن الحرب العراقية الإيرانية تلك الحرب التي أجبرنا عليها قد خلّفت لنا الكثير من أطفال العراق أيتاما.. جنودا استطاعوا إخلاءهم من أرض المعركة البعض الآخر لم يستطيعوا، فكان لزاما العثور على قبور أولئك الجنود (الآباء) الوقوف على قبورهم ولو دقيقة، ليعرف الأيتام أنه كان لهم آباء كما ذكرتَ في ص14 عندما يبحث مزعل عن قبر أمه. أما شخصية شمس فهي مزيج من فتاة سياسية ذات مبدأ وثقافة عالية وأخرى بلا أخلاق تجامع أكثر من رجل بإسم الحب المقدس. لا أنكر أن الحصار قد صدّر إلى الحياة الكثير من شخصية شمس، الفتاة التي بلا قيم ومبادئ، فهي أي شمس تهرب مع مزعل لأنها أحبته وأصبحت زوجة له على سنة الله ورسوله، ذلك يقبله مبدأ الحب ولو ان العادات الاجتماعية والتقاليد ترفض هروب الفتاة، تهدر دمها، بالضبط لا أفهم ماذا تريد أن توصل من خلال شخصية شمس إلينا، هل أن السياسة تدفع شمس إلى عيش حياة الاختفاء، الضياع. أتساءل هل حقا تحب مزعل وإن كانت كيف تقبل العيش مع صلاح صديق زوجها كأنها خليلة له، بحجة عقد الزواج أمام الرفاق الحزبيين، يا ترى ألم يكن متوفرا في البصرة المحافظة التي أتوا منها إلى الحلة أي سيد يعقد شمس على صلاح بالحلال وأنت تذكر مثلا في ص195 (الأعرابي الذي احتفظ بزوجة صديقه مدة عشرين عاما دون أن يرفع نظره في حضرتها) فيا ترى هل الأعرابي، ذلك الرجل البسيط في فكره ومبادئه أكثر تعقلا من ذلك الإنسان السياسي الذي كان أستاذا إلى مزعل وشمس، هل يعقل قبول صلاح لوضع غير مقبول اجتماعيا شرعا.. ثم لو أنه حقا محب لشمس لماذا يلجأ إلى خيانتها مع واحدة أخرى، هل تريد أن تقول أنه لا توجد مبادئ عند أي إنسان من أهل السياسة، لأن تصرف كل فرد (إنسان) وليد الظروف المحيطة به؟ هناك قول بين صلاح وصاحبته الجديدة ص107 أنه سوف يخبر شمس لو تعود: هو في اجتماع، يتركها تذهب إلى المطبخ، ثم يقوم بإخراجِ صاحبته. يا ترى أي بلد يمكن أن تكون سياسته ناجحة ساسته على شاكلة السيد صلاح، إنسانا يستخدم المبادئ، المنصب، لأغراض شخصية دنيئة؟ هكذا يبدو حال جميع السياسيين، لأنهم بصراحة ليسوا سياسيين بل مجرد دمى تُحرك.. وكما تذكر في ص146 أن (الصحفي سيكتب ما يراه هو) ذلك القول سلاح ذو حدين قد تقصد به ما تراه رئاسة الصحفي، إذا كان منتميا إلى أحد الأجهزة التجسسية، أو أنه يكتب ما يراه في شارع الأحداث، هو نوع نادر، لأن الصحافة والإذاعة عموما موجهة حتى الأخبار وصياغتها تُطرح بأوامر مدروسة موجهة إلى داخل الإنسان الشرقي سواء في العراق أو غير العراق.
ما أعجبني حقا في كتاب (الجسور الزجاجية) هو حديث عدنان أخو شمسة ص179 أنه (ليس من حق أحد مطلقا سلب حياة الآخرين) ذلك صحيح، لكن لو يُقدر لي يوما أن أرى قاتل أخي ماذا سوف أفعل لا أدري…؟!!!! هل ستتجمع كل الأصوات التي كنا نسمعها يوم عرفنا بمقتل أخي وعفى والدي عنه.. هل سوف أقتله ثم أعيد له الحياة لأقتله ثانية.. أو أنظر إليه فقط أذكر أخي في عينيّ دمعتان واحدة من أجل شباب أخي وواحدة من أجلي لأنه يتركني وحدي في الحياة هو الذي كان صديقي وأخي ورفيق دراستي.. لا أدري فأنا أضع نفسي مكان عدنان أغض النظر عن الفرق بين قصتين..
أديبي المحترم..
أعجبني تشبيه تذكره في ص15 عن تلك الذئاب التي تمور جوعا مستعدة لالتهام أي شيء يمكن أن يصادفها في طريقها حتى الأحجار.. فنتيجة الحصار الجائر المفروض على عراقي الحبيب أصبح أغلب الناس إن لم يكن كلهم مثل تلك الذئاب الهائجة تمور جوعا، الإنسان مستعد أن يلتهم أخاه الإنسان.. ماذا يفعل الذي باع كل شيء في بيته.. كل شيء حتى قلع كاشي بيته.. خلع شباكه.. بلا أي مبالغة.. لكي يعيش.. السبب هم التجار الجشعين أمثالهم في روايتك (ذياب القصير) أو ذاك الاقطاعي، بيننا اقطاعيون آخرون من نوع جديد.. اقطاعي المواد الغذائية.. لعبة السيد والعبد موجودة منذ الزمن القديم إلى يومنا في صيغ مختلفة، كما تذكر ص296 (الدنيا سادة وعبيد وتظل هكذا إلى أبد الآبدين فما علينا إلاّ رفض احناء الرؤوس) .. نعم يا صاحب القلم الصدوق.. هنالك دوما سادة وعبيد.. هنالك دوما عاهرة وشريفة.. هنالك دوما كافر ومؤمن.. ما دامت هناك شمس تشرق وقمر ينير، ما دام هنالك استعمار يحرك العالم قطع شطرنج، ما دامت مصانع تصنع الأسلحة عندكم فلا بد أن يجد الاستعمار مَن يحارب بهذه الأسلحة ولا بد أن يكون منتشرا بين الشعوب المتحاربة عن جهل وفقر ومرض لا يسألوا أنفسهم لماذا يحاربون..
في ص182 قول جميل على لسان مزعل حين يهدئ روع عدنان شقيق شمس: (المهم أن نكون أنفسنا لا ما يريد الناس أن نكون عليه).. لكن، يخطر لي سؤال هل حقا ترغب شمس أن تكون حياتها كما ترسمها الحياة لها، خادمة في بيت اقطاعي لا يرحم، آخر الليل لا يمكنها قفل بابها تريح جسدها من تعب النهار.. ثم هاربة مع مزعل ملطخة شرف الأهل بالعار.. ثم معاشرة لرجل دون ارتباط رسمي.. ثم مقتولة على يد أخيها مرمية كأي (كلبة) على قارعة الطريق يتجمع الذباب على فمها.. هل رغبت شمس لنفسها هكذا حياة..؟! وهل أراد حقا أخوها عدنان في قرارته أن يكون قاتل أخته.. أو لأن الناس أرادوا له ذلك..
يا مؤلف الرواية العزيز..
كم هو مؤلم أن تسير أقدامنا في طرق لا نرسمها لأنفسنا بل لأن الناس أرادوا ذلك.. كم هو مؤلم سير فتاة في أزقة مظلمة خائفة بغض النظر عن الدوافع.. كم هي محرقة دموع طفل يتيم سوف تدفعه الظروف إلى قاع سجن مظلم.. يا ترى من منا يرسم لنفسه الحياة التي يرغبها، وهل يعيش الجميع كما يحبون، أو الله يُقدر لنا كل شيء.. قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله.
لكن يا ترى هل كتب الله للحرامي أن يكون حراميا، للغني أن يكون غنيا، للعاهرة أن تكون عاهرة، وللمؤمنة.. لغيرها… إلخ.. عندها نقف عند سؤال لو الله يقدّر لنا ما يكتب علينا.. فلماذا إذاً العقاب المفروض على السارق والقاتل والزاني وبالتالي لماذا النار والجنة!…
أديبي العزيز..
آسفة لم أعرفك بنفسي أنا الآنسة ب ح ع العمادي مواليد بغداد 12 آب 1967 حاصلة على شهادة بكالوريوس علوم، احصاء وحاسبات. صلة القرابة بحضرتكم أنا أخت د. عمبر وكلاويز وسيبر، أنا الأخت الصغرى، أقرب إليك أكثر أمل، ابنة عمتك زكية، هي زوجة خالي ناجي.
أخيرا وليس آخرا أقول.. الحب يخلق المعجزات. شمس لم تحب مزعل وإلاّ تبقى على ذكراه لا سنة واحدة بل طول العمر. الحب لا يتغير، هو شعور لم أجربه بصراحة. ذلك قد يكون أحد العيوب في شخصيتي. لكني مقتنعة أن الحب يأتي هكذا صدفة ولا ينتهي إلى آخر يوم في عمري. أما بالنسبة للذين يُوهمون بالحب ذلك وارد.. كما مع مزعل.. الحب ليس وهما أبدا، هو حقيقة نابع من القلب والعقل. في روايتك الكثير من الكلام عنه، على الورق ذلك غير مستحيل، أحيانا غير ممكن. إن ترغب مراسلتي ليكن العنوان عن طريق والدتك السيدة فاطمة حفظها الله لي لكم وإن ترغب الاتصال بي تلفوني (………) بعد الساعة التاسعة ليلا، لا أدري كم الساعة عندكم. أرجو أن تزودني بآخر الكتب والروايات لك مع جزيل شكري.
الساعة الثانية عشر ليلا في غرفتي. حي جميلة. بغداد. أتمنى لك إبداعا أوفر.