(1)
أرجو ألا تغضبي مني
يا حياة
ولكن ..
هل فقدتِ عقلِك كلية
في الفترة الأخيرة ؟
أليس واضحا جدا
أنني أستحق أكثر بكثير جدا
مما تتفضلين بمنحي إياه ..
من أوقات الراحة ؟
(2)
فيم التخفِ وتذويق العبارات ..
كلانا ، أنتِ وأنا
نعلم ..
أن فكرتي عن الشريك ..
ليست هي ، من قريب أو بعيد ..
تلك الأحمال الثقيلة ..
التي ألقيتِ بها أنتِ
على أجزاء مقدرة
من روحي وأوقاتي .
(3)
وأنا ؟
أغدقت على كل الآخرين..
أكياس الحلوى الملونة..
أين كيسي الصغير ؟
أين الحلوى؟
أحبها زهرية اللون
لدنة
دون حصى مفاجئ
أثناء المضغ اللذيذ
أرسليها لعنواني :
السودان
صبية سمراء
في الخامسة من العمر!
(4)
أنا طيبة القلب جدا ..
هل يمكنك ..
أن تقنعي الناس ،
لأجل خاطري ،
أن ذلك لا يعني ..
أن بمقدورهم إيذائي
كلما عنّ لهم ذلك؟
وهل بمقدورك أن تساعديني
- يا حياتي ـ
بمكابح من عندك
حتى لا أغدق طيبتي على من لا يستحق!
(5)
أمضي وقتا طويلا في العمل ..
أؤدي كل الواجبات بإخلاص ..
أساعد من يطلب مساعدتي
دون مَنٍّ
ومع ذلك ،
فإن النتائج ليست بالمستوى المطلوب ،
هل أنتِ من يصحح أوراق الامتحانات النهائية؟
(6)
عندما مررت بتجربة ..
احتجت فيها لأعز أصدقائي ..
عمل هذا الشخص
بأقصى جهد ممكن ..
على أن يختفي تماما
عن الأنظار
هل كنت تراقبينه
وهو يمثل دور الميت؟
لِم لَم تعاتبيه اذن ؟
لِم لََم تحذريه ..
بأنه لو تمادى
في تمثيليته الصغيرة،
فانك ستجعلينها حقيقية ؟
لا لا
لا تفعلي ذلك أرجوك،
أنسِ أمر هذه الشكوى كلية!
(7)
بشكل عام ..
أود ألا يغضب مني أي شخص ..
ومع ذلك ،
فهناك أشخاص غاضبون مني
في هذه اللحظة
بلا سبب معلوم
بحكم خبرتك الطويلة ،
هل هم كذلك طبعا
وهل تستطيعين اقناعهم ..
نيابة عني
أن تلك مشكلتهم
التي تخصهم ولا تخصني؟
(8)
أنت شديدة السطوة ،
تملأين بسهولة سريانك الخلايا
أنتِ بسيطة
وأنتِ مخيفة!
(9)
لقد خذلني أشخاص كثيرون
أثناءك - أيتها الحياة -
كيف أستطيع أن أصف لك
سوء ما حدث؟
قلت لكِ إنني أكره الشكوى.
(10)
أنا لا أخافك وأنا جزء منك..
وأنتِ جزء مني
ولكني لا أكف عن التساؤل..
عن كيف سأشعر
أو أفكر ..
عندما تنفصل احدانا عن الأخرى!
(11)
أكره..
خدش مشاعر الآخرين..
هل لي أن أحلم ، بعونِك ،
في المعاملة بالمثل؟
(12)
النقد الهادم ،
والثناء اللطيف ،
هل لك ،
أن تحصني قلبي ..
ضد الهبوط المرير
أو الغرور الطائش
بسبب أحدهما
على التوالي!
(13)
أغوار أنفسنا السحيقة..
أيتها الحياة ..
هل سيأتي يوم ..
تساعدينا فيه على سبرها..
أم أن هذا السر العميق ..
سيبقى دائما ..
سببا لآلام أعداد مقدرة
من بنيك وبناتك البشر!
(14)
أنتِ تكرهين الأنانية،
أعلم ذلك ..
والدليل توزيعك
للأنفاس ودقات القلوب
بهذا العدل الذي لا يجارى..
ومع ذلك ،
فانكِ ،
ولسبب لا أعلمه ،
لم تورثي كل بناتك وأبنائك ،
صفة عدم الأنانية التي تميزك..
انك لم تؤدي واجبك جيدا ..
في تربيتهم ..
تريدين توضيحا؟
حسنا،
ان من بين أبنائك،
من لا يتورع ..
عن اختطاف اللقمة
من فم أخيه الجائع..
وان من بين بناتك ،
من لا يضيرها ..
أن تثقب قلب أختها
بالمعايرة والهمز ..
فلم لا تؤدبي أبناءك وبناتك ،
كما ينبغي
لأم مثلك أن تفعل!
(15)
لقد طهرتِ يا حياة
على مر ارتباطنا ،
الذي هو عمري ،
لقد طهرتِ قلبي بالأحزان
والحرمان
حتى عاد كقلب الوليد ،
هل ثمة أمر آخر
تودين فعله به ؟
(16)
أود أن أتفق معك على إشارة
صغيرة وسرية ..
ترسلينها لي
خلال أول ثانية
أفكر أن أقدم فيها ..
على خيانة أحد أحلامي .
(17)
في مرات قليلة ،
اضطررتيني أنتِ
للتعامل بغلظة ..
مع أحد بنيك
أو احدى بناتك..
أعلم أنك تتذكرين تلك المواقف ،
فأنا أيضا أفعل ..
لقد كنت أدفع عني الأذى ..
أرجو ألا تكثري مثل هذه الامتحانات المعذبة
طالما انكِ
تعرفين
كل الاجابات الصحيحة.
(18)
لو لم أكن ..
أتوخ الصدق والأمانة،
في تعاملي معك
ربما كنت ستكونين..
أكثر تساهلا
معي
عفوا ،
لا يعني ما كتبته
-أعلاه -
انني أنوي
أن أغير مبادئي أبدا
أنا فقط
مثقلة القلب
ومهمومة ، هذه الليلة.
(19)
لم تطلقين الرجال الخشنين..
سيئي الخلق ،
بحرية هكذا
في وجوه نساء جيدات ؟
لم تأتين بهم ..
مثل حظ عاثر
في دروبهن ؟
هل تقصدين
تلقين هؤلاء النساء درسا؟
هذه - فلنتفق -
أسوأ طريقة
أسمع بها
لتعليم أحد شيئا ..
وكان بمقدورِك على الأقل ،
أن تكتفي بالتضحية
بعدد قليل منهن
لأجل الحكمة والعبرة
ولكن عدد النساء الجيدات
المرتبطات برجال سيئين ..
كبير جدا
لم يكن كل هذا ضروريا ،
في تقديري.
(20)
الجميع يرغب في امتحان الجميع،
الأم والأب يمتحنان الطفل
في أداء الواجب المدرسي
والطفل يمتحنهما
في أداء واجب البطن
الجارة تمتحن صبرنا
على الازعاج وسوء الطباع
ونحن نمتحن صبرنا
على المحافظة
على ضبط الأعصاب والمزاج
الكتابة تمتحن صبرنا
على الألم والأرق
ونحن نمتحنها
بالمضي بها
الى آخر المشوار
أثاث المنزل المتهالك
يمتحن صبرنا على مظهره الكالح
ونحن نمتحن مقدرته
على الصمود
تحت ثقل أجسامنا
الوطن يمتحن مقدرتنا
على البقاء بعيدا عنه
ونحن نمتحن توقعاتنا بشأنه
وذكرياتنا فيه
امتحانات امتحانات
وأنتِ أيتها الحياة ..
من يمتحنك
(21)
تفكيرنا فيما نخاف منه
يكون دائما ..
أكبر بكثير
من موضوع خوفنا
أتعلم ذلك دائما
بعد ضياع الكثير من الطاقة والزمن
هل لك أن تساعديني بشارة أخرى ،
حتى لو كانت
على صورة مد لسان طويل
وسحبه بسرعة
أعدك أن أفهم
وأن أضحك ولو قليلا
من مخاوفي .
(22)
هداياك الصغيرة والكبيرة ..
التي تأتي معك
من شاكلة الصحة
والمال والأحباب
أنا لا أطالبك أن تقدميها لنا ..
بضمان
ومدة انتهاء
ولكني فقط أرجوك
ألا تتطرفي في جانبي العطاء والأخذ..
أعرف قصصا تطرفت أنت فيها
ففقد بعض الذين أعرفهم عقولهم
من فرط الصدمة!
(23)
هل يمكنني أن أشكو اليك
في ختام كل يوم
وأفرغ قلبي في أذنيك الكبيرتين
أو قلبك الواسع ..
دون أن أحتاج
أن أحاكم نفسي ..
أنا أشكو فقط وأنت تتفهمين ..
حتى لو لم أحسن التعبير عن نفسي ؟
(24)
أكره الأصوات العالية
للبشر والأشياء
ما حكمتك من جعل ذلك في طريقي
أينما أوليت وجهي يا حياتي ؟
(25)
والنميمة،
النميمة يا حياتنا ..
أنت نفسك شاهدة على ضحاياها
هلا فعلت لنا شيئا إزاءها ؟
(26)
المناسبات الكثيرة على مدار العام
صارت مصدرا لارهاق أعصابي
بدلا عن التسرية عني ..
لا أرغب في الاحتفال بأي شيئٍ هذا العام ،
وفقا لرغبة المحلات التجارية
وحمى الأسواق .
(27)
أعتقد أنني مُحِبة ومتفانية
ومع ذلك فأنا وحيدة ،
لا أفهم!
(28)
خدمة أخرى يا حياتي ،
أرغب أن تساعديني على أن أزيل
كل البخار والأتربة
التي تعلو مرايا تواصلي مع الآخرين
أرغب أن تساعديني
أن يصيرالتواصل،
ذات يوم
محض صفاء ..
وضياء شفيف.
(29)
أعتقد أحيانا
- من خلف ظهرٍك -
أنني امرأة سيئة الحظ
لدرجة تفوق الوصف!
(30)
خيبة الأمل ،
وانكسار القلب ،
والأحلام الكاذبة
كل هذه الحزمة الشرسة
من مضادات حيوية الروح ،
يكفي منها
حتى الآن ،
يكفي يكفي
أقسم لك.
(31)
أوقات المرح الجميلة
أكثري منها ، أكثري
حتى ننسى قليلا
ركام الواجبات
الذي يوشك أن يأخذ
بخناقنا
وخناقك
(32)
أن تكون عظيما ..
مثل فيل
ومع ذلك
يكون بمقدور بعوضة
أن تشغل الأذنين الباذختين
بكيد الطنين ؟
أنتظر توضيحا يا حياتنا
أنتظر توضيحا
لهذا العبث الدنيوي الكبير.
(33)
الفقر
عدوي وعدوك
لو لم نتمكن - معا -
من دحره
فان رجائي منك
ذر مسحوق آخر دقائقي فيك
حارقا في عينيه.
(34)
لو ليس لديك مانع في السؤال،
ماذا تقصدين بالملابسات الغريبة
التي تنسجينها
من حولي أحيانا
وهل أنت حياة
أم حشرة العنكبوت.
(35)
سأفعل ما بوسعي
وأنا قوية
وممتلئة بك
أفعلي أنت ما بوسعك
لإضافة ذلك ،
الى نهرك ، الخالد الجريان.
(36)
في المرة القادمة يا حياتي
اسمعيني ..
في المرة القادمة
ادفعي في طريقي
قريبا جدا من عيني
كي أرى ،
برفيق للروح وبها
ثم اتركينا وشأننا
كل ما عليك هو
دفع أحدنا باتجاه الآخر
أرجوك
لا تتركي هذه الأولوية
لمحاسن الصدف
عفوا لتكرار الطلب :
هل سجلتِ هذا الأمر الهام
في ذاكرتك فقط
أم سجلتيه مكتوبا ضمن الأجندة العاجلة؟
الأفضل أن يكون مكتوبا
- يا حياة -
الذاكرة رحيمة ولكن التعويل عليها
غير كافٍ
في مثل هذه الأمور
أعذريني ،
أتاكد للمرة الأخيرة وسأنصرف ،
هل سجلتِ الطلب ضمن الأجندة العاجلة؟
أرجو الا تثوري بوجهي بسبب كثرة الالحاح،
ولكني لم أسمع منك ردا
ماذا بخصوص الطلب؟
(37)
عن خيمة (المحدودية ) التي يطيب لك
من وقت لآخر
أن تنصبيها فوقي
سأكون واضحة معك ..
لقد بدأتُ فعليا في تمزيقها إًربا
قلتُ أخطِركْ!
(38)
أنت كريمة جدا في الغالب
سأكون
- على قدر المستطاع -
أنا أيضا
كذلك.
(39)
خارجا
سأطرد كل سموم البشر
والهواء
التي تدخلينها
(ربما دون قصد)
الى صدري،
في أول ثانية أتنبه لوجودها!
(40)
الغرور والسذاجة
يدفعانني أحيانا
للضيق بك
لدرجة التفكير في القذف بك من النافذة
بعد سحقك باليدين
مثل قطعة قصدير
ولكن فكرة انفصالنا المحتوم
ولو طلتِ أنتِ
تدفعنني لوقف مثل هذا
التفكير الأخرق
الذي من شأنه أن يفقدني
ثوان منك..
والثانية نسبة كبيرة
من ثروة وجودنا المشترك
-أنا وأنت يا حياتي-
المحدودة.
(41)
هذه المنافسات
التي يضطرلها بنوك..
لم لا تعملين على الغائها بالمرة؟
لم لا تحفظين
للجميع حقوقهم
كلٌ حسب موهبته واجتهاده؟
هذا أمر بسيط
لن يصعب على مثلِك.
(42)
منحتِني من المعجزات
ما يدفعني للبكاء تأثرا
من فرط التقدير
أحب معجزاتك
وأتربص لحدوثها المزلزل
وأهلل لها
وأنشر أخبارها
في كل جنباتك
ماذا عن واحدة منها الآن
بعد كل بلاهات الأشهر الماضية!
(43)
اللعنات ..
اللعنات والكوارث المتتالية
هل هناك وقت معين
ستنهينها فيه
أم أنها ستظل تجئ وتذهب
بكل حرية؟
بم تشعرين أثناء حدوثها لي؟
لحظة ،
لم تسمحين بحدوثها لي أصلا؟
(44)
هل تبدو لك
علاقات أبنائك وبناتِك
في أفضل أحوالها؟
هل لديك حيل أخرى
نجربها معك
حول فكرة التعايش!
(45)
تعلمين أنني يجب أن أكون
وحيدة أحيانا
ساعديني على فعل ذلك
ولكن تذكري
إنني لم أقل لك
أن تجعلي الوحدة قدري!
(46)
أنا نادمة
منذ الآن
على الرسائل التي
قلت لكِ فيها
انك لم تعطني ما أستحق
وعلى تلك التي
لا تشي بروح القناعة
أرجو أن تسامحيني على ذلك.
ها أنت تصفينني بالتردد
وربما الضعف والتناقض
ولكني لن أغضب منك
لقد كنت صريحة معك
كما يليق بامرأة مثلي
أن تفعل
مع حياة مثلك!
(47)
الأشخاص الذين يتسببون
في إيلامنا
أثناءك يا حياة ،
هم أشخاص سيئون بالفعل
وسيظلون كذلك
ومع ان طعناتهم المؤلمة
تتسبب أحيانا
في إنتاج وفير
من محصول الحكمة
الا انني أتمنى
أن تجدي الوقت
لإعطاء مشكلة نزعة الشر الغريبة لديهم ،
بعض الاهتمام.
( 48)
تعالي ، أسألُك
يا حياتي
متى قلت لك ، أبدا
إنني أود أن " أقضيك"
بكل هذه الجدية
وفي أي جيب من جيوبك الكبيرة
تخبئين لُعَبي المفقودة
و الضحك
والجري
والرقص والنوم
لابد أن ثمة خطأ ما
قد حدث
في تقسيمك لمقدار جدية الناس
خلالك
لقد كلفني عدم دقتِك كثيرا
وأنا أرغب في تصحيح المسألة
على جناح المتبقي منك عندي
ولو فكرتِ في مكافأتي
على الصبر
وتحمُّل الضغوط
بحزم ملونة
من الأوقات الحرة
فستدهشِك النتائج
وربما اضطررتِ لاغماض عينيك
بكلتا يديك
بسبب انطلاق الانعكاسات العملاقة
لملايين الماسات الخلابة
في مناجم أعماقي
جربيني!
(50)
أنتِ جبارة ..
أنا حرة!
من الأفضل أن نتعاون
كي لا تكتم احدانا
أنفاس الأخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كندا-
خلال الأعوام
2008
2009
مطلع 2010م
أرجو ألا تغضبي مني
يا حياة
ولكن ..
هل فقدتِ عقلِك كلية
في الفترة الأخيرة ؟
أليس واضحا جدا
أنني أستحق أكثر بكثير جدا
مما تتفضلين بمنحي إياه ..
من أوقات الراحة ؟
(2)
فيم التخفِ وتذويق العبارات ..
كلانا ، أنتِ وأنا
نعلم ..
أن فكرتي عن الشريك ..
ليست هي ، من قريب أو بعيد ..
تلك الأحمال الثقيلة ..
التي ألقيتِ بها أنتِ
على أجزاء مقدرة
من روحي وأوقاتي .
(3)
وأنا ؟
أغدقت على كل الآخرين..
أكياس الحلوى الملونة..
أين كيسي الصغير ؟
أين الحلوى؟
أحبها زهرية اللون
لدنة
دون حصى مفاجئ
أثناء المضغ اللذيذ
أرسليها لعنواني :
السودان
صبية سمراء
في الخامسة من العمر!
(4)
أنا طيبة القلب جدا ..
هل يمكنك ..
أن تقنعي الناس ،
لأجل خاطري ،
أن ذلك لا يعني ..
أن بمقدورهم إيذائي
كلما عنّ لهم ذلك؟
وهل بمقدورك أن تساعديني
- يا حياتي ـ
بمكابح من عندك
حتى لا أغدق طيبتي على من لا يستحق!
(5)
أمضي وقتا طويلا في العمل ..
أؤدي كل الواجبات بإخلاص ..
أساعد من يطلب مساعدتي
دون مَنٍّ
ومع ذلك ،
فإن النتائج ليست بالمستوى المطلوب ،
هل أنتِ من يصحح أوراق الامتحانات النهائية؟
(6)
عندما مررت بتجربة ..
احتجت فيها لأعز أصدقائي ..
عمل هذا الشخص
بأقصى جهد ممكن ..
على أن يختفي تماما
عن الأنظار
هل كنت تراقبينه
وهو يمثل دور الميت؟
لِم لَم تعاتبيه اذن ؟
لِم لََم تحذريه ..
بأنه لو تمادى
في تمثيليته الصغيرة،
فانك ستجعلينها حقيقية ؟
لا لا
لا تفعلي ذلك أرجوك،
أنسِ أمر هذه الشكوى كلية!
(7)
بشكل عام ..
أود ألا يغضب مني أي شخص ..
ومع ذلك ،
فهناك أشخاص غاضبون مني
في هذه اللحظة
بلا سبب معلوم
بحكم خبرتك الطويلة ،
هل هم كذلك طبعا
وهل تستطيعين اقناعهم ..
نيابة عني
أن تلك مشكلتهم
التي تخصهم ولا تخصني؟
(8)
أنت شديدة السطوة ،
تملأين بسهولة سريانك الخلايا
أنتِ بسيطة
وأنتِ مخيفة!
(9)
لقد خذلني أشخاص كثيرون
أثناءك - أيتها الحياة -
كيف أستطيع أن أصف لك
سوء ما حدث؟
قلت لكِ إنني أكره الشكوى.
(10)
أنا لا أخافك وأنا جزء منك..
وأنتِ جزء مني
ولكني لا أكف عن التساؤل..
عن كيف سأشعر
أو أفكر ..
عندما تنفصل احدانا عن الأخرى!
(11)
أكره..
خدش مشاعر الآخرين..
هل لي أن أحلم ، بعونِك ،
في المعاملة بالمثل؟
(12)
النقد الهادم ،
والثناء اللطيف ،
هل لك ،
أن تحصني قلبي ..
ضد الهبوط المرير
أو الغرور الطائش
بسبب أحدهما
على التوالي!
(13)
أغوار أنفسنا السحيقة..
أيتها الحياة ..
هل سيأتي يوم ..
تساعدينا فيه على سبرها..
أم أن هذا السر العميق ..
سيبقى دائما ..
سببا لآلام أعداد مقدرة
من بنيك وبناتك البشر!
(14)
أنتِ تكرهين الأنانية،
أعلم ذلك ..
والدليل توزيعك
للأنفاس ودقات القلوب
بهذا العدل الذي لا يجارى..
ومع ذلك ،
فانكِ ،
ولسبب لا أعلمه ،
لم تورثي كل بناتك وأبنائك ،
صفة عدم الأنانية التي تميزك..
انك لم تؤدي واجبك جيدا ..
في تربيتهم ..
تريدين توضيحا؟
حسنا،
ان من بين أبنائك،
من لا يتورع ..
عن اختطاف اللقمة
من فم أخيه الجائع..
وان من بين بناتك ،
من لا يضيرها ..
أن تثقب قلب أختها
بالمعايرة والهمز ..
فلم لا تؤدبي أبناءك وبناتك ،
كما ينبغي
لأم مثلك أن تفعل!
(15)
لقد طهرتِ يا حياة
على مر ارتباطنا ،
الذي هو عمري ،
لقد طهرتِ قلبي بالأحزان
والحرمان
حتى عاد كقلب الوليد ،
هل ثمة أمر آخر
تودين فعله به ؟
(16)
أود أن أتفق معك على إشارة
صغيرة وسرية ..
ترسلينها لي
خلال أول ثانية
أفكر أن أقدم فيها ..
على خيانة أحد أحلامي .
(17)
في مرات قليلة ،
اضطررتيني أنتِ
للتعامل بغلظة ..
مع أحد بنيك
أو احدى بناتك..
أعلم أنك تتذكرين تلك المواقف ،
فأنا أيضا أفعل ..
لقد كنت أدفع عني الأذى ..
أرجو ألا تكثري مثل هذه الامتحانات المعذبة
طالما انكِ
تعرفين
كل الاجابات الصحيحة.
(18)
لو لم أكن ..
أتوخ الصدق والأمانة،
في تعاملي معك
ربما كنت ستكونين..
أكثر تساهلا
معي
عفوا ،
لا يعني ما كتبته
-أعلاه -
انني أنوي
أن أغير مبادئي أبدا
أنا فقط
مثقلة القلب
ومهمومة ، هذه الليلة.
(19)
لم تطلقين الرجال الخشنين..
سيئي الخلق ،
بحرية هكذا
في وجوه نساء جيدات ؟
لم تأتين بهم ..
مثل حظ عاثر
في دروبهن ؟
هل تقصدين
تلقين هؤلاء النساء درسا؟
هذه - فلنتفق -
أسوأ طريقة
أسمع بها
لتعليم أحد شيئا ..
وكان بمقدورِك على الأقل ،
أن تكتفي بالتضحية
بعدد قليل منهن
لأجل الحكمة والعبرة
ولكن عدد النساء الجيدات
المرتبطات برجال سيئين ..
كبير جدا
لم يكن كل هذا ضروريا ،
في تقديري.
(20)
الجميع يرغب في امتحان الجميع،
الأم والأب يمتحنان الطفل
في أداء الواجب المدرسي
والطفل يمتحنهما
في أداء واجب البطن
الجارة تمتحن صبرنا
على الازعاج وسوء الطباع
ونحن نمتحن صبرنا
على المحافظة
على ضبط الأعصاب والمزاج
الكتابة تمتحن صبرنا
على الألم والأرق
ونحن نمتحنها
بالمضي بها
الى آخر المشوار
أثاث المنزل المتهالك
يمتحن صبرنا على مظهره الكالح
ونحن نمتحن مقدرته
على الصمود
تحت ثقل أجسامنا
الوطن يمتحن مقدرتنا
على البقاء بعيدا عنه
ونحن نمتحن توقعاتنا بشأنه
وذكرياتنا فيه
امتحانات امتحانات
وأنتِ أيتها الحياة ..
من يمتحنك
(21)
تفكيرنا فيما نخاف منه
يكون دائما ..
أكبر بكثير
من موضوع خوفنا
أتعلم ذلك دائما
بعد ضياع الكثير من الطاقة والزمن
هل لك أن تساعديني بشارة أخرى ،
حتى لو كانت
على صورة مد لسان طويل
وسحبه بسرعة
أعدك أن أفهم
وأن أضحك ولو قليلا
من مخاوفي .
(22)
هداياك الصغيرة والكبيرة ..
التي تأتي معك
من شاكلة الصحة
والمال والأحباب
أنا لا أطالبك أن تقدميها لنا ..
بضمان
ومدة انتهاء
ولكني فقط أرجوك
ألا تتطرفي في جانبي العطاء والأخذ..
أعرف قصصا تطرفت أنت فيها
ففقد بعض الذين أعرفهم عقولهم
من فرط الصدمة!
(23)
هل يمكنني أن أشكو اليك
في ختام كل يوم
وأفرغ قلبي في أذنيك الكبيرتين
أو قلبك الواسع ..
دون أن أحتاج
أن أحاكم نفسي ..
أنا أشكو فقط وأنت تتفهمين ..
حتى لو لم أحسن التعبير عن نفسي ؟
(24)
أكره الأصوات العالية
للبشر والأشياء
ما حكمتك من جعل ذلك في طريقي
أينما أوليت وجهي يا حياتي ؟
(25)
والنميمة،
النميمة يا حياتنا ..
أنت نفسك شاهدة على ضحاياها
هلا فعلت لنا شيئا إزاءها ؟
(26)
المناسبات الكثيرة على مدار العام
صارت مصدرا لارهاق أعصابي
بدلا عن التسرية عني ..
لا أرغب في الاحتفال بأي شيئٍ هذا العام ،
وفقا لرغبة المحلات التجارية
وحمى الأسواق .
(27)
أعتقد أنني مُحِبة ومتفانية
ومع ذلك فأنا وحيدة ،
لا أفهم!
(28)
خدمة أخرى يا حياتي ،
أرغب أن تساعديني على أن أزيل
كل البخار والأتربة
التي تعلو مرايا تواصلي مع الآخرين
أرغب أن تساعديني
أن يصيرالتواصل،
ذات يوم
محض صفاء ..
وضياء شفيف.
(29)
أعتقد أحيانا
- من خلف ظهرٍك -
أنني امرأة سيئة الحظ
لدرجة تفوق الوصف!
(30)
خيبة الأمل ،
وانكسار القلب ،
والأحلام الكاذبة
كل هذه الحزمة الشرسة
من مضادات حيوية الروح ،
يكفي منها
حتى الآن ،
يكفي يكفي
أقسم لك.
(31)
أوقات المرح الجميلة
أكثري منها ، أكثري
حتى ننسى قليلا
ركام الواجبات
الذي يوشك أن يأخذ
بخناقنا
وخناقك
(32)
أن تكون عظيما ..
مثل فيل
ومع ذلك
يكون بمقدور بعوضة
أن تشغل الأذنين الباذختين
بكيد الطنين ؟
أنتظر توضيحا يا حياتنا
أنتظر توضيحا
لهذا العبث الدنيوي الكبير.
(33)
الفقر
عدوي وعدوك
لو لم نتمكن - معا -
من دحره
فان رجائي منك
ذر مسحوق آخر دقائقي فيك
حارقا في عينيه.
(34)
لو ليس لديك مانع في السؤال،
ماذا تقصدين بالملابسات الغريبة
التي تنسجينها
من حولي أحيانا
وهل أنت حياة
أم حشرة العنكبوت.
(35)
سأفعل ما بوسعي
وأنا قوية
وممتلئة بك
أفعلي أنت ما بوسعك
لإضافة ذلك ،
الى نهرك ، الخالد الجريان.
(36)
في المرة القادمة يا حياتي
اسمعيني ..
في المرة القادمة
ادفعي في طريقي
قريبا جدا من عيني
كي أرى ،
برفيق للروح وبها
ثم اتركينا وشأننا
كل ما عليك هو
دفع أحدنا باتجاه الآخر
أرجوك
لا تتركي هذه الأولوية
لمحاسن الصدف
عفوا لتكرار الطلب :
هل سجلتِ هذا الأمر الهام
في ذاكرتك فقط
أم سجلتيه مكتوبا ضمن الأجندة العاجلة؟
الأفضل أن يكون مكتوبا
- يا حياة -
الذاكرة رحيمة ولكن التعويل عليها
غير كافٍ
في مثل هذه الأمور
أعذريني ،
أتاكد للمرة الأخيرة وسأنصرف ،
هل سجلتِ الطلب ضمن الأجندة العاجلة؟
أرجو الا تثوري بوجهي بسبب كثرة الالحاح،
ولكني لم أسمع منك ردا
ماذا بخصوص الطلب؟
(37)
عن خيمة (المحدودية ) التي يطيب لك
من وقت لآخر
أن تنصبيها فوقي
سأكون واضحة معك ..
لقد بدأتُ فعليا في تمزيقها إًربا
قلتُ أخطِركْ!
(38)
أنت كريمة جدا في الغالب
سأكون
- على قدر المستطاع -
أنا أيضا
كذلك.
(39)
خارجا
سأطرد كل سموم البشر
والهواء
التي تدخلينها
(ربما دون قصد)
الى صدري،
في أول ثانية أتنبه لوجودها!
(40)
الغرور والسذاجة
يدفعانني أحيانا
للضيق بك
لدرجة التفكير في القذف بك من النافذة
بعد سحقك باليدين
مثل قطعة قصدير
ولكن فكرة انفصالنا المحتوم
ولو طلتِ أنتِ
تدفعنني لوقف مثل هذا
التفكير الأخرق
الذي من شأنه أن يفقدني
ثوان منك..
والثانية نسبة كبيرة
من ثروة وجودنا المشترك
-أنا وأنت يا حياتي-
المحدودة.
(41)
هذه المنافسات
التي يضطرلها بنوك..
لم لا تعملين على الغائها بالمرة؟
لم لا تحفظين
للجميع حقوقهم
كلٌ حسب موهبته واجتهاده؟
هذا أمر بسيط
لن يصعب على مثلِك.
(42)
منحتِني من المعجزات
ما يدفعني للبكاء تأثرا
من فرط التقدير
أحب معجزاتك
وأتربص لحدوثها المزلزل
وأهلل لها
وأنشر أخبارها
في كل جنباتك
ماذا عن واحدة منها الآن
بعد كل بلاهات الأشهر الماضية!
(43)
اللعنات ..
اللعنات والكوارث المتتالية
هل هناك وقت معين
ستنهينها فيه
أم أنها ستظل تجئ وتذهب
بكل حرية؟
بم تشعرين أثناء حدوثها لي؟
لحظة ،
لم تسمحين بحدوثها لي أصلا؟
(44)
هل تبدو لك
علاقات أبنائك وبناتِك
في أفضل أحوالها؟
هل لديك حيل أخرى
نجربها معك
حول فكرة التعايش!
(45)
تعلمين أنني يجب أن أكون
وحيدة أحيانا
ساعديني على فعل ذلك
ولكن تذكري
إنني لم أقل لك
أن تجعلي الوحدة قدري!
(46)
أنا نادمة
منذ الآن
على الرسائل التي
قلت لكِ فيها
انك لم تعطني ما أستحق
وعلى تلك التي
لا تشي بروح القناعة
أرجو أن تسامحيني على ذلك.
ها أنت تصفينني بالتردد
وربما الضعف والتناقض
ولكني لن أغضب منك
لقد كنت صريحة معك
كما يليق بامرأة مثلي
أن تفعل
مع حياة مثلك!
(47)
الأشخاص الذين يتسببون
في إيلامنا
أثناءك يا حياة ،
هم أشخاص سيئون بالفعل
وسيظلون كذلك
ومع ان طعناتهم المؤلمة
تتسبب أحيانا
في إنتاج وفير
من محصول الحكمة
الا انني أتمنى
أن تجدي الوقت
لإعطاء مشكلة نزعة الشر الغريبة لديهم ،
بعض الاهتمام.
( 48)
تعالي ، أسألُك
يا حياتي
متى قلت لك ، أبدا
إنني أود أن " أقضيك"
بكل هذه الجدية
وفي أي جيب من جيوبك الكبيرة
تخبئين لُعَبي المفقودة
و الضحك
والجري
والرقص والنوم
لابد أن ثمة خطأ ما
قد حدث
في تقسيمك لمقدار جدية الناس
خلالك
لقد كلفني عدم دقتِك كثيرا
وأنا أرغب في تصحيح المسألة
على جناح المتبقي منك عندي
ولو فكرتِ في مكافأتي
على الصبر
وتحمُّل الضغوط
بحزم ملونة
من الأوقات الحرة
فستدهشِك النتائج
وربما اضطررتِ لاغماض عينيك
بكلتا يديك
بسبب انطلاق الانعكاسات العملاقة
لملايين الماسات الخلابة
في مناجم أعماقي
جربيني!
(50)
أنتِ جبارة ..
أنا حرة!
من الأفضل أن نتعاون
كي لا تكتم احدانا
أنفاس الأخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كندا-
خلال الأعوام
2008
2009
مطلع 2010م